فرساننا ,,, أسعد وأمير وهيثم وحمادة ... ذكراكم نور تضيء لنا الطريق
كلما ذكرت الشهادة يذكر الشهداء العظام, وتذكر تضحياتهم, وما قدموه في سبيل الله نصرة لدين الله وقضيتنا العادلة, وعلى ذات الدرب الذي سار عليه عموم شهداء فلسطين, من أجل الحرية والإستقلال وتنفس عبق الوطن الزاكي, المعبق بدم الشهادة وانات الجرحى والأسرى.
ولم تمهلنا الأيام كثيرا, حتى نتعرف على كل أولئك العظام الذين قضوا حياتهم في سبيل الله, يبتغون مرضاة الله في كل موطن وكل حين, وكلما نذكرأسمائهم المحفورة على جدران القلوب تئن من وجع الفراق, وتحكي قصة الشوق الذي لا يتنهي للقاهم في جنة الخلد.
زمن تلون بسيرة طيبة لأولئك الأبطال الكبار, الذين رفضوا الدنيا وطلقوها, فما عند الله خير وأبقى, وليكتبوا بدمهم الأحمر القاني حكاية ستتناقلها الأجيال جيلا بعد جيلا, يكتبون بمداد من ذهب سيرة من ضحوا ليعيشهوا هم.
واليوم, موعدنا مع سيرة لأبطال من طراز أخر, رسموا لحياتهم طريقا نحو الشهادة, لم يدعوا فيها بابا الا وطرقوه, ابتغاء رضوان الله, وما أعده الله للشهداء.
فليس غريبا على موطن الشهداء و المعروف بالجهاد والتضحية والصبر، أن ينجب جيلاً صالحاً كأسعد أحمد وأمير أبو ريالة وحمادة بهلول وهيثم أبو القمصان ولا نبالغ أبداً، إذا أشرنا الى شخصهم ، لأنهم وخلال حياتهم كانوا المثال الذي يُحتذى، والدافع لغيرهم للمشاركة في قتال العدو والالتحاق بمسيرة المقاومة،وبعد استشهادهم صاروا تاريخاً مشعاً بالعبر والفخر، ونحن أمة تنسج غدها بمغزل الماضي،وتنير مشعل الآتي بزيت الأيام الخوالي، وما العيش على إرث الشهداء إلاّ تأكيداً على أنهم الأحياء الذين لا يموتون.. وتبقى سيرتهم نبراسا لمن يأتي خلفهم ... أنه الطريق الاقوم نحو الجنة... ورضوان الله.
الشهيد المجاهد حمادة بهلول
المدرب القوي... والراصد الشجاع
كان يردد تسابيح الصباح والمساء, في أزقة الحي الذي يسكنه, ويخترق شوارعه حتى يصل مسجده الذي ترعرع فيه, واشتد عوده, وشب على حب الدين والجهاد, ولم يركن أو يقعد كالقاعدين.
بصوت يصدح بالحق على الدوام, يردد حمادة «اللَّه أكبر» بعد كل نصر تظفر به المقاومة الفلسطينية وتقتص من بني يهود, لترد حق شعبنا المسلوب, ليكتب بإصراره وكبرياءه قصة عشق نادرة لدينه ووطنه وأهله وشعبه, حتى يبدأ حياته على رضا وتقوى الله آملا ان يفوز بالجنة الغالية العالية.
بقليل من سطور الحياة القصيرة, كتب الشهيد المجاهد/ حمادة بهلول, حكايته مع المقاومة والإسلام وحسب المساكين وكره الحقد والظلم..
ميلاده ونشأته
ولد شهيدنا المجاهد 20-6-1987م في منطقة الصحابة وسط مدينة غزة, ونشأة حمادة في أسرة متواضعة, جبلت على الالتزام والتدين, و تتلمذ حمادة منذ صغره على يد والده، فالتزم في مسجد سعد بن معاذ, فتعلم منه قراءة القرآن الكريم وبعض الأحكام الشرعية... ولم يكن حمادة، الذي اشتق اسمه من اسم النبي محمد صلى الله على وسلم.
فشب حمادة كثير الحركة، ذكي لا يكاد يفوته سؤال حول أي شيء يحصل معه أو مع غيره، وامتلك جاذبية جعلته محط أنظار الجميع، فقد كان يسعى لينال رضى والديه، ويتعامل مع إخوته بتسامحٍ غريب، ويتنازلُ أمام أصدقائه ليس ضعفاً أو جبناً منه، بل قوةً استمدها من دماثة أخلاقه، ونفسه التي غذّاها منذ صغره بتعاليم القرآن الكريم.
ومن الطبيعي جداً على فتى حمل الخصال التي حملها حمادة في نفسه أن يكون باحثاً جدياً عن الحقيقة في دنيا تملؤها الفتن والغرور، فرفد روحه بحركة المقاومة الشعبية, منتميا إلى جناحها العسكري كتائب الناصر صلاح الدين التي قوّت عزيمته في المضي قدماً لتهذيب نفسه واختيار الطريق الصحيح لمستقبله، فكانت المقاومة الشعبية هي خياره الأول والأخير...
حياته
درس حمادة في مدرسة جمال عبد الناصر الثانوية وكان متفوقا في دراسته, متطوعا في خدمة الجيران, والأعمال التطوعية, *** يكن يتأخر عن أي أحد يطلب المعونة والمساعدة.
فكان حمادة يتمتع، وبهمته العالية التي تميز بها وحركته الدءوبة، وشجاعته الموسوم بها، ومبادرته التي لم تبرد يوماً ليس في العمل المقاوم فحسب، بل في كل ميادين الحياة؛ الاجتماعية ، ملأ أيامه حركةً ونشاطاً، ولم يكن هذا الحماس ليكشف عن طبيعة وحقيقة عمله الجهادي لأن الكتمان من أبرز الملكات التي حافظ عليها.
جهاده
التحق في صفوف الجناح العسكري للمقاومة الشعبية في العام 2002م, ومن يومها وهو نذر روحه لله رخيصة, سائراً إلى طريق الجنة التي سعى لأجلها طول فترة حياته.
فكان ذلك المقاوم الذي لم يستكين طرفة عين، بل كان من أبرز المجاهدين الذين يلبّون النداء عند الحاجة إليهم
شارك الشهيد حمادة بالدفاع الدائم عن وجود المقاومة وقوتها ونجاحها في ردع العدو، وشهدت له محاور الزيتون والشجاعية وجباليا تفانيه وإخلاصه وإيثاره،
«الشهادة» مُنية العاشقين، هي حلم مجاهدي المقاومة، وكلما سقط شهيد تلوعت نفسُ المقاومين من الشوق للحاق به، وكان حمادة يتمنى سراً وجهراً أن ينال شهادة يرضي بها اللَّه ورسوله، وقد تأثر كثيراً بعد استشهاد رفيقه المقرب الشهيد محمد عبد العال, ما جعله يهيم في الدنيا جسداً بلا روح، ويبحثُ في كل زاوية من زوايا المجاهدين عن نفحةٍ روحانية يحملها في روحه وهو يؤدي صلاة الليل ويرفع يده بدعاءٍ أن يرزقه اللَّه شهادة مباركة...
فعمل حمادة بشكل قوي, في الجناح العسكري للحركة, وهو ما مكنه من قيادة وحدة الرصد في في منطقة الدرجة والصحابة, و حصل على عدد من الدورات العسكرية, في صفوف المقاومة, حتى كان في آخر أيامه يقود الصفوف في تدريب المجاهدين.
وشارك حمادة في صد الاجتياحات, والتصدي للقوات الخاصة الصهيونية شرق مدينة غزة.
وكان التحاقه في الشرطة الفلسطينية في قطاع غزة, خير معين له على عمله الجهادي, فكان يقوم بواجبه الوطني والجهادي تجاه أبناء شعبه بحمايته والدفاع عنه, ضد الأخطار الداخلية وعملاء العدو.
وبالرغم من حداثة سنه وعمله الشرطي استطاع أن يكتشف امر سارق ذهب وحلي زوجة شقيق ,فكشف امر الجناة وسلمهم للمباحث الفلسطينية.
استشهاده
استجاب اللَّه له دعاءه ليقرّبه اليه بشهادة تليقُ به، وهو الذي حمل سلاحه مذ كان يافعاً للدفاع عن المقاومة، وحفر بأحرف من نور بإخلاصه لخط الجهاد، فسارع لتلبية نداء الواجب عندما طُلب منه ذلك، بشوقٍ واستبسالٍ وجرأة قلّ نظيرها، فخرج لحل إحدى المشكلات العائلية في مدينة غزة, وأثناء قيامه بإصلاح ذات البين أطلقت رصاصات غادرة إلى جسده, فوقع شهيداً منتصراً بما نال من أجر عظيم ملتحقاً بركب الشهداء ليكون معهم في جنةٍ عرضها السموات والأرض أعدّها اللَّه للمتقين .
الشهيد المجاهد هيثم عدنان أبو القمصان
هذا سبيلي إن صدقت محبتي فاحمل سلاحي
الميلاد والنشأة
هيثم عدنان محمد أبو القمصان , أو أسد المقاومة في منطقة التوام شمال القطاع , تلك المنطقة التي أرعبت بني صهيون في حرب الفرقان فكانت هناك أشرس مواجهات واشتباكات بين المجاهدين والقوات الغازية , فكانت فلسطين على موعد مع ميلاد مجاهد من مجاهدي الأمة والوطن الأفذاذ, فكان اليوم 3/11/1990م , على موعد مع العريس الذي زف قبل أوانه , ليكتب بدمه الطاهرة قصة الوطن المسلوب.
ترعرع هيثم في عائلة مناضلة ومجاهدة, كتبت تاريخها وحياتها وعقدتها , بتاريخ القضية الفلسطينية ونضال أبناءها, فكانت لا تفتأ أن تقدم شهيدا حتى تزف الفارس الأخر بعده,دون كلل أو ملل وتقول , يا حبذا الجنة ولقاءها, طيبة ولذيذ شرابها. وفي مسجد ( ربي بن كعب ) بمنطقة التوام , نشأ الفتى الشجاع , هيثم عدنان أبو القمصان , يحفظ كتاب الله , ويتدراسه مع إخوانه, ويذكر الله بكرة وعشيا,ودرس المرحلة الابتدائية في مدرسة عبد الرحمن بن عوف والإعدادية بمدرسة أسامة بن زيد , والثانوية العامة في مدرسة عثمان بن عفان .
رحلة جهاده ومقاومته
انضم شهيدنا إلى صفوفنا في عام 2006م حيث عمل شهيدنا في وحدة القنص التابعة لجناحنا العسكري بمنطقة التوام وكان من خيرة أبنائنا ومجاهدينا حيثما كان هناك اجتياح لمنطقته تشاهده في الصفوف الأولى ودائما في المقدمة .
ولقد شارك شهيدنا البطل في التصدي للاجتياح الصهيوني المشهود لمنطقة التوام بتاريخ 6/7/2006م حيث كان يقاتل بشراسة رغم صغر سنه .
شارك شهيدنا بعملية إطلاق نار على دورية صهيونية راجلة بمنطقة جحر الديك وسط القطاع بالاشتراك مع وحدات نبيل مسعود عام 2008م .
شارك شهيدنا المجاهد هيثم أبو القمصان مرتين بإطلاق الصواريخ على المغتصبات الصهيونية شمال القطاع .
كان يرافق أخوانه في المرابطة على الثغور وزراعة العبوات الناسفة لمواجهة القوات الصهيونية التي تتوغل باستمرار في منطقته لم يعرف شهيدنا الملل ولا الكلل فكان دائما في مقدمة المجاهدين من جميع التنظيمات ( رباط ورصد وأمن ومثابرة وجرأة ).
قبل استشهاده بيومين وأثناء حرب الفرقان وشراسة القتال والمواجهة نجا شهيدنا من الاغتيال مرتين في منطقة السلاطين وبحمد الله خرج من الأولى والثانية أكثر إصرارا على المضي في طريق الجهاد والمقاومة .
حاصل على 6 دورات عسكرية دورتان تنشيطية ودورة في أكاديمية صلاح شحادة والرابعة دورة قنص والخامسة دورة بوارق والسادسة دورة دروع .
هذا سبيلي إن صدقت محبتي فاحمل سلاحي
مراسل المكتب الإعلامي يقول ونحن جالسين في بيت الشهيد وحولي ما يقارب الثمانية من أصدقاء الشهيد وأبناء مجموعته وقائده وشقيقه ووالده ووالدته وفجأة تحدث مجاهد من مجموعته قائلا لن انسي في يوم من الأيام مقولة حبيبي هيثم حين كان دائما يردد هذا سبيلي إن صدقت محبتي فاحمل سلاحي فقسما لن نترك سلاحك يا شهيدنا وسنستمر على ذات الطريقة التي اخترناها معا وسويا وهى طريق الحق والقوة والحرية طريق الثابتين المجاهدين الأطهار .
في عيون أهله ورفاقه
يقول والديه " أبو محمد وأم محمد " لمراسلنا:" هيثم كان هادئ جدا وطيب القلب ومطيع وحنون على إخوانه وأخواته شاب لا يوصف ,جميع الصفات الطيبة موجودة فيه , مبتسم دائما , ضحوك باستمرار , لا يعرف الغضب ولا يغضب أحدا , ربنا يرحمه ويلحقنا به .
وتضيف والدته : رحم الله هيثم واسكنه الفردوس الأعلى وافتخر به شديد الفخر فنحن على درب الشهداء ماضون كيف لا ونحن عائلة الشهداء , كيف لا وأشقائي الثلاثة شهداء وابن احدهم فمنهم شقيقي المؤسس " إسماعيل أبو القمصان " وثانيهم شقيقي يوسف أبو القمصان القائد في كتائب القسام وثالثهم شقيقي فائق أبو القمصان " أبو ثائر " قائد لواء الشمال بكتائب الناصر ورابعهم ابن شقيقي فايز فائق أبو القمصان , نعم نفتخر لأننا نقدم الشهيد تلو الشهيد ولن نحيد بإذن الله .
أميره " أبو البراء " : تغمرنا البهجة , والفخر والشموخ باستشهاد فارسنا هيثم , الذي ترجل عن صهوة جواده , وهو مقبلا على الله , ويده على الزناد , ولم تسقط منه البندقية إلا باستشهاده , فلقد عرفناه أسدا مقداما شجاعا, استطاع أن يأسر القلوب بابتسامته الساحرة لإخوانه وأقربائه ,فقد كان صواما قواما ,محبا للجهاد والمقاومة ,لا يقطع رحمه , ويحب الناس, وكانت الصلاة في المسجد عنوانه الأول وخاصة صلاة الفجر , فكنا في أي لحظة نتوقع رحيله, حتى أذن الله له بالرحيل".
ويقول رفاقه وأبناء مجموعته :" إن صديقنا الشهيد هيثم أبو القمصان كان على أخلاق عالية , فكان هو البسام دوما فينا, فكانت له رؤيته الثاقبة , وجرأته في جلساتنا وعملنا العسكري, وإذا ما ذهبنا لعملية ما أو رباط , كان هو الأسد المقدام فينا ,يتقدمنا في كل شيء, لقد استطاع أن يزرع فينا الجرأة وعشق المقاومة وعشق الأرض التي أنجبتنا لنخرج كي نحميها وندافع عنها, وكان دوما يوصينا أن نتقى الله تعالى في جميع أعمالنا, وان نحب كافة أبناء شعبنا دون تمييز مع محافظتنا على أعراض الناس , ونصرة المظلوم".
صديق الشهداء
يقول شقيقه احمد : كان اخى هيثم يحب الجهاد والشهادة ودائما يحدثنا عن الشهداء ما من ليلة تمر إلا وذكر الشهداء على لسانه فكان ممن سبقوه من أصدقائه الشهداء الشهيد المجاهد القسامي سائد الدبور والشهيدان المجاهدان الشهيد المجاهد فايز فائق أبو القمصان ومروان عمار وكان أيضا يحدثنا عن العمل العسكري الجماعى والمشترك في الميدان فكان محبوبا عن الجميع فتارة تجد له صديق من القسام وأخر من سرايا القدس وهكذا حتى اختلطت دمائه بدماء القساميين الشهيدين إياد المقوسي وحمدي حمادة واستشهدوا في نفس المكان والزمان وبصاروخين من طائرات العدو .
الشهيد السادس عشر من عائلة أبو القمصان
يقول والد الشهيد هيثم : إن ابني هيثم هو الشهيد السادس عشر من عائلة أبو القمصان ونحن نفتخر بتلك العائلة المجاهدة ونحمد الله أن يجعلنا من عائلات الشهداء ونحمده تعالى أن أكرمنا بشرف الشهادة والشهداء هم " القائد المؤسس إسماعيل أبو القمصان , القيادي في كتائب القسام يوسف أبو القمصان , وقائد شمال القطاع فائق أبو القمصان وابنه فايز فائق أبو القمصان . الشهيد علي عليان أبو القمصان , الشهيد إبراهيم محمود أبو القمصان وشقيقه حسام , الشهيد احمد درويش أبو القمصان , الشهيد محمد فخري أبو القمصان , الشهيد محمد كامل أبو القمصان , احمد محمد أبو القمصان , الشهيد احمد عبد الله أبو القمصان , الشهيد خالد مصطفي أبو القمصان , الشهيد محمد فارس أبو القمصان .
اللحظات الأخيرة
يقول أبو يزن صديق الشهيد: هيثم قام بعمل شريط خاص به وهو يتدرب وهو يقوم بعرض عسكري في إحدى بيارات شمال القطاع حيث كتب على الشريط " الشهيد هيثم أبو القمصان " .
ويقول صديقه أبو ياسر: قبل يومين من استشهاده وفي ضل الحرب على قطاع غزة أرسل لي رسالة عبر الجوال " أوصاني بها أن أقوم بتسديد ديونه " وأرسل لبعض الأصدقاء رسائل يوصيهم بالصبر والثبات والمسامحة .
وتضيف والدته : فجر يوم استشهاده كان في البيت رغم انه كان غائبا عن البيت قبلها لعدة أيام كنت حينها مطمئنة , استيقظ من النوم الساعة الرابعة فجرا , توضأ وخرج من البيت وعاد شهيدا .
كرامات الشهيد
صديقه أبو يزن قال لمراسلنا : حين ذهبنا لأخذه من المستشفي ودفنه كانت رائحته رائحة طيبة زكية وكان يضع كف يده اليمنى على كف يده اليسري وكأنه يصلي .
شهيدا مبتسما في الجنة
أبو يزن : ثاني يوم من استشهاد صديقي المجاهد هيثم جائنى في المنام يضحك ومبتسم وفرحا ونظر اتجاهي وذهب .
أبو ياسر : جائنى الشهيد هيثم في المنام بعد يومين من استشهاده وأيضا كان مبتسما وفرحا ثم ذهب .
والده " أبو محمد " : بعد استشهاد ابني هيثم جائنى في المنام وطلب منى شقيقه ليذهب عنده _ فقلت له لا وذهب .
شقيقه احمد : جائنى اخى هيثم ذات ليلة في المنام فقلت له ( هيثم ألست أنت ميت فرد علي وقال لا أنا حي *** أمت ولف ودار حولي وقال ها أنا أمامك أنا لست ميت أنا حي ارزق أنا شهيد وحدثني كيف استشهد بالضبط وسألني عن صدقيه " عماد " الذي أصيب معه حين استشهاده وقال لي هل هو بخير وذهب .
استشهاده
كان شهيدنا هيثم عدنان أبو القمصان على موعد مع الشهادة , حيث خرج شهيدنا فجر يوم الأربعاء 14/1/2009م لصد العدوان الصهيوني الغاشم الذي استهدف قطاع غزة بأكمله *** يرحموا طفل ولا شيخ ولا عجوز ولا امرأة ولا شاب ولا مدني ولا عسكري فالجميع كان مستهدفا حتى الشجر والحجر والطير والحيوانات واستباحت دبابات العدو منطقة التوام من جميع الجهات فما كان من شهيدنا إلا أن ظل صامدا مرابطا مدافعا عن منطقته وبتنسيق وتكتيك بين مجاهدي الناصر صلاح الدين وكتائب الشهيد عز الدين القسام دكوا حصون العدو واطلقو قذائف الهاون وفجروا العبوات واشتبكوا اشتباكات عنيفة جدا في هذه المنطقة الصامدة فبعد أن قام مجاهد من كتائب القسام بالانقضاض على ثمانية جنود من الوحدات الخاصة غرب منطقة التوام وقتلتهم جميعا وانسحب من المكان جن جنون العدو وطائراته ودباباته فبدأ القصف العنيف فلا تعلم ولا تشاهد من أين يأتي الصاروخ أو القذيفة أو رصاص القناص الصهيوني وبعد جهاد ومقاومة باسلة أطلقت طائرات العدو صاروخين على أربعة مجاهدين من مجاهدي الناصر صلاح الدين وكتائب القسام فاستشهد على الفور شهيدنا المجاهد "هيثم أبو القمصان" وأخويه القساميين "إياد المقوسي وحمدي حمادة" وأصيب المجاهد الرابع من مجاهدينا .....
فهنيئاً لك الشهادة _ يا هيثم _ وإلى لقاء قريب بإذن الله ...
الشهيد المجاهد.. أمير أبو ريالة
ولد أميراً, وعاش أميراً , واستشهد أميراً
حياة عظيمة
هو صاحبُ الكفّين الحانيتين المجهدتين, اللتين لم تتاخرا عن مساعدة محتاج او نصرة مظلوم,*** يكن يطيق القعود..
لقد تخلّى أمير عن كل شيء لأجل أن يساعد والده في سبيل تأمين لقمة العيش للعائلة. وكان الأب ينظرُ بإكبار إلى القرار الشجاع والمُؤثِّر لولده البكر، وهو أن يترك دراسته بعد أن أنهى المرحلة الاعدادية والتحق بالمعهد المهني ليخوض غمار العمل، واقفاً جانب والده في مواجهة مصاعب الحياة وضنك عيشها، وليؤمن مصاريف دراسة إخوته.
في مدينة غزة، حيث يرتسم الحرمان على جدران المنازل، المعشوشبة عليها صور العشرات من الشهداء الأبرار الذين هاجروا إلى ربهم، فتحَ امير عينيه أمام مشاهدات التحدي التاريخي لرجال المقاومة ، ليس للعدو الصهيوني فحسب، بل لـ«الاستكبار العالمي»، وكغيره من الفتية الذين شبّوا في هذه الطريق ـ الطريق التي أضاء للشهداء قناديلها ـ تشرّب امير حبّ الجهاد والمقاومة، وانطلق من متراس العبادة إلى متراس الجهاد..
الأمير المتوج
لم يغبْ عن بال امير لحظة واحدة ما يتضمنه اسمه من أبعادٍ روحية وإنسانية. فمنذ أن أخذته والدته بين ذراعيها، وسمّته حتى يكون في حياته اميرا كما الامراء لكنه لم يكن اي أمير, فقد كان الأمير المتوج على عرشه وهو يزف الى الجنان, وكأنها استشعرت ان ولدها الذي وإن غَرُبَت شمسُ عمره باكراً، فإن الفجر ما كان ليستفيق لولا ذلك الشفق الرائع الذي تلوّن من دمه في تلّة المنطار..
منذ ليونة عظمه، كان يرافق والده إلى مسجد حفصة بنت عمر، وكبر وهو يكادُ لا يفارق رحاب الله، فنهل منه تعاليم الإسلام المحمدي الأصيل، وشرب من عذب مائه الطهور ما سقى عطشه للمعرفة والحكمة.
اخلاقه وصفاته
كان أمير يعمل على مراقبةٍ شديدة للنفس. وإلى جانب تربيته الروحية، التي شذّب فيها نفسه وحماها من الكثير من أمراض الدنيا، التحق امير بصفوف المجاهدين في المقاومة الشعبية , وخضع للعديد من الدورات التي تؤهله للمشاركة في المهمات الجهادية. ولَكَم انتظر أن تحين تلك اللحظة، لحظة الجهاد العسكري، الذي يُعتبر في حياة المرء الملتزم المفصل الأساسي في طريق حياته..
كان والده يدعمُ مسيرة ابنه، وكل افراد الاسرة يترقبون استشهاده وبانه خبره سيأتيهم في اي يوم, على الرغم من عدم معرفته إلا بعنوان الالتحاق بالمقاومة، لأنه أدرى الناس بالخطوة الأولى في طريق الجهاد، وهي السرية حتى الاستشهاد..
ومع كثرة انشغالات امير، ظلّ هو الابن المُضحي والمثابر في سبيل تأمين حياة لائقة لأخوته..
أنيس المساجد
كم كانت تؤنسه كلمة الرضا وهي تخرج من شفتي أمه وكأن نبضَ قلبها يقولها لا لسانها، ونظراتها ترافقُه وهو يمشي بطوله وسمرته، حاملاً بين أصابعه سُبحة تنسابُ كل حبّة من حباتها مع تسبيحة وحمد، غارقة في نظراته السارحة في مدى لا أفق له، كأنها تبحثُ عن مستقرٍّ لها ليس له وجود في هذه الدنيا..
في جيبه دوماً كتاب القرآن الكريم، ودعاء ان يرزقه الله الشهادة, وعلى لسانه الكلمات الطيبة تنبثقُ لتنشر أريجها في عقول الناس وقلوبهم، وهو يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر بعمله قبل لسانه، وبطيبة ومودة، في الزمن الذي تكالب فيه الباطل على الحق، وألبس الحق ألف لباس من الباطل، فصار القدوة والمثل؛ في الإيثار وبر الوالدين، والإيمان العميق واختيار نهج المقاومة..
وأشرقت شمس صباح السابع والعشرين من كانون الأول على وجه امير الذي طار من الفرح وهو يسمع منادي الجهاد يهاتفه ويناديه الى جنة عرضها السموات والارض.
استشهاده
وتقلّب امير بين كفي الحيرة وهو ينتظر الإذن للالتحاق بالمجاهدين في غرب غزة، والحربُ تقضمُ القطاع في كل مكان.. وكان ذلك اليوم، عندما رجع امير من عمله إلى المنزل. هيأ حقيبته على عجل، وودعَ أهله..
في منطقة الكرامة، دارت رحى المواجهات العنيفة، وتكسرت عنجهية العدو الصهيوني عند أقدام المجاهدين.. فكان امير كثير الغياب عن المنزل وخلال ايام العدوان لم يتواجد في المنزل الا ايام معدودات, وفي يوم استشهاده, عاد من رباطه, واخبر اخوانه المجاهدين انه تعب جدا ولا يمكنه ان يعود ثانية, اليوم ويريد ان يستريح, لبعض الوقت, لكن رفاقه رفض ذلك واصروا على الذهاب معا, فخرج حاملاً سلاحه ليشارك في المواجهات اللاحقة، فرفض العودة إلا شهيداًوفي منطقة الكرامة باغتته طائرة صهيونية بصاروخ ، إلى أن سقط شهيداً..يوم الخميس الموافق 15/1/2009م .
هوذا امير.. عاد محملاً على أكف الرفاق.. ولكفي امير ألف قصة وقصة
الشهيد القائد الميداني : أسعد أحمد...الحوت
بذل وعطاء .... فحياة رغداء
مولده ونشأته
نشأ الشهيد أسعد أحمد في حي الشيخ رضوان بين ثلاثة عشر من الأخوة والاخوات, هو الرابع بينهم, عُرف من صغره بحبه للأطفال و عطفه عليهم, فكان مقداما لفعل الخير, سباقا الى الخيرات, لا يتوانى عن نصرة الضعيف او العطف على الفقراء والمساكين, عاش محبا لهم ,ومات على حبهم.
ففي الثالث عشر من ديسمبر من العام 1984, زف الى فلسطين عريسا جديدا يحمل منذ نعومة أظافره, بحب الدين والوطن, ولم يشغله عنهما شيء, وهو ما يفسر سبب استعجاله بالشهادة, وعدم الركون الى الدنيا, والتمهل في طلب الجنة.
وتميزت طفولته كما يقول شقيقه أبو أحمد بالوداعة, والهدوء, والالتزام, وحسن الأخلاق واحترام الكبير والعطف على الصغير, حتى انه ترك أثرا كبيرا في كل من التقى به وعاشره, خلال سنوات عمره القصيرة التي كان بيننا, وهو ما جعله يحتل مكانة كبيرة في نفوس اخوانه وحبهم له, ولما تشكلت لديه من صداقات مع كثير من الشهداء الذين سبقوه الى رضوان الله , حتى حزنّ كثيرا على فراقهم, وأقسم على اللحاق بهم, سريعا دون أن ينتظر.
وهو محتذي بقول الله تعالى:" من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا".
حياته واخلاقه
لم يشأ الشهيد –بإذن الله- أسعد أحمد على الزواج, وقد بلغ به السن ليكون قابلا به, لكن عشقه للشهادة , ولجنة الله , ليلحق بركب الأنبياء والشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقا, جعله يطلق الدنيا بما فيها, ويستعد ليوم اللقاء.
حيث درس شهيدنا البطل, في مدراس, فلسطين وأبو عاصي وغزة الجديدة, وعقب تفوقه في الثانوية العامة التحق بالجامعة , ليواصل مسيرته التعليمية, ليحصل على دبلوم في الصحافة والعلاقات العامة من جامعة الأزهر بغزة.
ومنذ أن اشتد ساعده, بدأت تظهر لدى أسعد, الفطرة الطاهرة , و المطيع لوالديه، المتجنب لغضبهما، مظهراً احترامه وحبه لهما دوماً،وكان يقضي معظم أوقاته خدمة لوالديه, ولادخال البهجة والسرور عليهما، و يدخّربعض الأموال من مصروفه لشراء الحاجيات للأطفال نظرا لعطفه الشديد عليهم, وجعل من نفسه خادما لكل اخوانه, واخواته، فكانت تلك اللحظات كالآلىء في حياته تعكس في داخله المسلم لأصيل، فاحتل، على مرالسنين، مساحة كبيرة بين أفراد مجتمعه، جعلته المرجع في المشورة والنصيحة والقرار.
ولأصدقائه الكثير ما يقولونه عن صحبته وصداقته, خلال سنين تعارفهم عليه, فما عرفوا عنه سوى الوفاء والاخلاص لأصدقائه, والعمل من اجل سعادتهم, والوقوف الى جانبهم في الشدة اللين, والميسرة والمعسرة, فكان لهم عونا في اوقاتهم, فكان الركيزة الأساسية بين أصدقائه وله بينهم ميزة خاصة.
جهاده واقدامه
ومع اندلاع انتفاضة الأقصى المباركة, لم يكن أسعد قد جاوز السادسة عشر من عمره, غير ان حبه للشهادة والجنة مكنّاه من الإنطلاق بقوة نحو تحقيق هدفه المنشود, فبات يخرج رفقة اخوانه للمشاركة في احداث الانتفاضة ورشق الاحتلال بالحجارة, الى أن تمكن من الالتحاق بصفوف كتائب شهداء الأقصى, ونظرا للحماسة التي كانت تمتلكه, وتسيطر على وجدانه, طلب الخروج في عملية استشهادية, للحاق بركب اخوانه الذين سبقوه, الى أنه طاريء حدث في الساعات الأخيرة, حال دون خروجه لتنفيذ العملية الاستشهادية.
حتى قدر الله للحاق بركب اخوانه المجاهدين في كتائب الناصر صلاح الدين .
فكان من الجنود البارزين, والمجهولين في ذات الوقت, ومن الرياديين الذين يشاركون في صد الاجتياحات, مسجلاً منذ بداية جهاده مشاركة فاعلة خلال الاجتياح الصهيوني المتكرر لمناطق شرق وشمال قطاع غزة.
ولم تقتصر مشاركته في العمل الجهادي بحمل السلاح، فقد تعددت نشاطاته الاجتماعية والترويج للمقاومة ودفع الناس لاحتضانها ودعمها واسنادها، وقد تطوع كما أسلفنا ليكون خدما للمجاهدين الذين تعودوا على زيارته لهم والاطمئنان عليهم.
وكغيره من المجاهدين الصادقين, لم يكن جهاده حكرا عليه, فامتثل لقول الله تعالى:" وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم ", فكان سبّاقا لبذل ماله و وقته وعمله في سبيل الله, فاشترى, من ماله الخاصة سلاحه الشخصي, كما اشترى بندقيتين من ماله الخاص, بذخيرتهما, لتزويد اخوانه المجاهدين من اجل الرباط في سبيل الله, وصد العدوان عن اهلنا وشعبنا.
وشكل فراق اخوانه الشهداء علامة فارقة في حياته, لتشكل بذلك دافعة جديدة له للخروج الى أي اجتياح يسمع عنه من أجل صدّه ودفعه عن أهله, فلا يكاد يسمع عن توغل هنا او هناك, حتى تجد اسعد في المقدمة, ومن خلال ذلك توثقت علاقاته مع اخوانه المجاهدين في كافة الأجنحة العسكرية المجاهدة, فكان لهم اخا ورفيقا لذات الدرب الذي يسلكوه هم.
ولكثرة نشاطه الجهادي, وعدم تأخره عن أي مهمة توكل اليه, وشجاعته المنقطعة النظير, سماه اخوانه:" بالحوت".
ومع كل نصر وتمكين جديد للمقاومة, ترى الفرح يرتسم على قسمات وجهه, ومع دمعاته المتساقطة حزناً على وداع صديق له سبقه الى الشهادة، الى مناجاته ليلاً ليسمع الله دعائه فيمنّ عليه بشهادة مباركة، توالت سنوات الجهاد، *** يكلّ ولم يهدأ، بل كان سبّاقاً للمشاركة في العمليات والكمائن، فقد ترك الدنيا لراغبيها، فزهد فيها أيما زهدٍ، في سبيل تعبيد طريقه للحياة الأخرى.
فراق....فشهادة
وكانت اللحظة المنتظرة، قام بتوديع أسرته كأنه على علمٍ أنه لن يعود كعادته في كل مرة يخرج فيها من اجل عمل يقضيه في سبيل الله، أوصى والدته بالدعاء له طوال الوقت ومن الأطفال الذين كان يعطف عليه ويمدهم بحنانه ووده ومحبته، وقد شعّ وجهه بنورٍ لا يُرى إلاّ بعين القلب.
فكان أن بدأ الهجوم الصهيوني على قطاع غزة في 27-12-2008م, فخرج مع بدايات الإجتياح البري الى حيث يتمركز جنود العدو شمال قطاع غزة, في منطقة الكرامة, والتوام والسلاطين, فخرج برفقة اخوانه المجاهدين يحمل روحه على كفه, وهو يردد , وعجلت اليك ربي لترضى, فمكث رابضا 15 يوما طيلة فترة الاجتياح البري, لم يغادر أرض المعركة, حتى ان رفاقه, اوصوه ان يغادر لساعات, ليلقي السلام على والديه المتحرقين لشوق رؤياه, وكان رفاقه يقولون له: والديك مشتاقين لك, وهو يقول, اني مشتاق لربي اكثر منهم, وثبت في مكانه يقارع عدو الله وعدوه,حتى ارتقى شهيدا مقبلا غير مدبرا, في 13-1-2009م.
وقد أكرم الله شهيدنا المجاهد شهادة يتوق اليه كل مؤمن بالله, ومن تلك الكرامات هو ما رأه احد أشقائه, فكان أسعد برفقه رفيق دربه الشهيد على الطناني- استشهد معه أيضا- يتضاحكون بينهم وهم ومسرورن, ويشيرون بأيديهم عليه ,ويقول لهم خذوني معكم ولم يتكلما وغابا...ومن الرؤى تلك التي رأها والديه, وهي كان أسعد يجلس حول نبع من الماء, وحوله الكثير من الغلمان, يداعبهم كما كان يلاعبهم في الدنيا.
الشهيد أسعد أحمد صفحات مشرقة يقرأها المرء سطوره بخجل واستحياء، وكأن الابتعاد عن زمانه خيانة للنفس التي ما إذا نظرت بواقعية الى المكانين لوجدت المسافة شاسعة جداً، ويبقى الأمل الوحيد، أن أبعد المسافات، في الأزمنة والأمكنة، تختصرها نبضة قلبٍ صادقة كانت خالصة لله جلّ وعلا .
تجديد العهد
فرساننا وبذكراكم نجدد العهد والقسم على مواصلة طريق الجهاد .. طريق الحق والقوة والحرية ... طريق قاداتنا أبا يوسف والحسنات واسعيد وابو القمصان والعطايا والياسين والرنتيسيى والشقاقي وكافة القادة العظام .
فبوركت الطهارة،و بوركت الشهادة، و بورك اليوم الذي يصطفي الله فيه الشهداء, وبورك الأيادي التي تقبض سلاحها تضغط على الزناد , لتذود عن الوطن والدين , وحياض المسلمين.
وبوركت الدماء التي تنزف وتقول هل من مزيد , وبورك الجسد الذي لا يتوانى عن تلقي الضربة تلو الضربة ولا ييأس ولا يضجر , وتبقى العيون شاخصة نحو جنة الرحمن , ففي زماننا من تنزف دمائه حتى أخر قطرة يصبح عظيماً في زمن قال فيه المنهزمون نعم، فأمسوا صغاراً صغاراً، لا قِبَلَ لهم بعزم وصدق الشامخين الأبرار، وليدفنهم ثرى وطنٍٍ خضَّبه دم الشهداء .
بوركت اللحظة التي تقدم فيها الشهداء بكل ما يملكون من عشق لهذا الدين ليدافعوا عن حلمهم وحلم كل الفقراء .. ها هو درب الشهداء الذين يحملون البندقية الطاهرة .. لتكتب التاريخ الحقيقي انتصاراً ومجداً للجهاد والإسلام .. وهي تكتب على الجانب الآخر أشلاء ممزقة وصرخات بني صهيون سكن صدورهم وعيونهم رصاص المجاهدين.
كلما ذكرت الشهادة يذكر الشهداء العظام, وتذكر تضحياتهم, وما قدموه في سبيل الله نصرة لدين الله وقضيتنا العادلة, وعلى ذات الدرب الذي سار عليه عموم شهداء فلسطين, من أجل الحرية والإستقلال وتنفس عبق الوطن الزاكي, المعبق بدم الشهادة وانات الجرحى والأسرى.
ولم تمهلنا الأيام كثيرا, حتى نتعرف على كل أولئك العظام الذين قضوا حياتهم في سبيل الله, يبتغون مرضاة الله في كل موطن وكل حين, وكلما نذكرأسمائهم المحفورة على جدران القلوب تئن من وجع الفراق, وتحكي قصة الشوق الذي لا يتنهي للقاهم في جنة الخلد.
زمن تلون بسيرة طيبة لأولئك الأبطال الكبار, الذين رفضوا الدنيا وطلقوها, فما عند الله خير وأبقى, وليكتبوا بدمهم الأحمر القاني حكاية ستتناقلها الأجيال جيلا بعد جيلا, يكتبون بمداد من ذهب سيرة من ضحوا ليعيشهوا هم.
واليوم, موعدنا مع سيرة لأبطال من طراز أخر, رسموا لحياتهم طريقا نحو الشهادة, لم يدعوا فيها بابا الا وطرقوه, ابتغاء رضوان الله, وما أعده الله للشهداء.
فليس غريبا على موطن الشهداء و المعروف بالجهاد والتضحية والصبر، أن ينجب جيلاً صالحاً كأسعد أحمد وأمير أبو ريالة وحمادة بهلول وهيثم أبو القمصان ولا نبالغ أبداً، إذا أشرنا الى شخصهم ، لأنهم وخلال حياتهم كانوا المثال الذي يُحتذى، والدافع لغيرهم للمشاركة في قتال العدو والالتحاق بمسيرة المقاومة،وبعد استشهادهم صاروا تاريخاً مشعاً بالعبر والفخر، ونحن أمة تنسج غدها بمغزل الماضي،وتنير مشعل الآتي بزيت الأيام الخوالي، وما العيش على إرث الشهداء إلاّ تأكيداً على أنهم الأحياء الذين لا يموتون.. وتبقى سيرتهم نبراسا لمن يأتي خلفهم ... أنه الطريق الاقوم نحو الجنة... ورضوان الله.
الشهيد المجاهد حمادة بهلول
المدرب القوي... والراصد الشجاع
كان يردد تسابيح الصباح والمساء, في أزقة الحي الذي يسكنه, ويخترق شوارعه حتى يصل مسجده الذي ترعرع فيه, واشتد عوده, وشب على حب الدين والجهاد, ولم يركن أو يقعد كالقاعدين.
بصوت يصدح بالحق على الدوام, يردد حمادة «اللَّه أكبر» بعد كل نصر تظفر به المقاومة الفلسطينية وتقتص من بني يهود, لترد حق شعبنا المسلوب, ليكتب بإصراره وكبرياءه قصة عشق نادرة لدينه ووطنه وأهله وشعبه, حتى يبدأ حياته على رضا وتقوى الله آملا ان يفوز بالجنة الغالية العالية.
بقليل من سطور الحياة القصيرة, كتب الشهيد المجاهد/ حمادة بهلول, حكايته مع المقاومة والإسلام وحسب المساكين وكره الحقد والظلم..
ميلاده ونشأته
ولد شهيدنا المجاهد 20-6-1987م في منطقة الصحابة وسط مدينة غزة, ونشأة حمادة في أسرة متواضعة, جبلت على الالتزام والتدين, و تتلمذ حمادة منذ صغره على يد والده، فالتزم في مسجد سعد بن معاذ, فتعلم منه قراءة القرآن الكريم وبعض الأحكام الشرعية... ولم يكن حمادة، الذي اشتق اسمه من اسم النبي محمد صلى الله على وسلم.
فشب حمادة كثير الحركة، ذكي لا يكاد يفوته سؤال حول أي شيء يحصل معه أو مع غيره، وامتلك جاذبية جعلته محط أنظار الجميع، فقد كان يسعى لينال رضى والديه، ويتعامل مع إخوته بتسامحٍ غريب، ويتنازلُ أمام أصدقائه ليس ضعفاً أو جبناً منه، بل قوةً استمدها من دماثة أخلاقه، ونفسه التي غذّاها منذ صغره بتعاليم القرآن الكريم.
ومن الطبيعي جداً على فتى حمل الخصال التي حملها حمادة في نفسه أن يكون باحثاً جدياً عن الحقيقة في دنيا تملؤها الفتن والغرور، فرفد روحه بحركة المقاومة الشعبية, منتميا إلى جناحها العسكري كتائب الناصر صلاح الدين التي قوّت عزيمته في المضي قدماً لتهذيب نفسه واختيار الطريق الصحيح لمستقبله، فكانت المقاومة الشعبية هي خياره الأول والأخير...
حياته
درس حمادة في مدرسة جمال عبد الناصر الثانوية وكان متفوقا في دراسته, متطوعا في خدمة الجيران, والأعمال التطوعية, *** يكن يتأخر عن أي أحد يطلب المعونة والمساعدة.
فكان حمادة يتمتع، وبهمته العالية التي تميز بها وحركته الدءوبة، وشجاعته الموسوم بها، ومبادرته التي لم تبرد يوماً ليس في العمل المقاوم فحسب، بل في كل ميادين الحياة؛ الاجتماعية ، ملأ أيامه حركةً ونشاطاً، ولم يكن هذا الحماس ليكشف عن طبيعة وحقيقة عمله الجهادي لأن الكتمان من أبرز الملكات التي حافظ عليها.
جهاده
التحق في صفوف الجناح العسكري للمقاومة الشعبية في العام 2002م, ومن يومها وهو نذر روحه لله رخيصة, سائراً إلى طريق الجنة التي سعى لأجلها طول فترة حياته.
فكان ذلك المقاوم الذي لم يستكين طرفة عين، بل كان من أبرز المجاهدين الذين يلبّون النداء عند الحاجة إليهم
شارك الشهيد حمادة بالدفاع الدائم عن وجود المقاومة وقوتها ونجاحها في ردع العدو، وشهدت له محاور الزيتون والشجاعية وجباليا تفانيه وإخلاصه وإيثاره،
«الشهادة» مُنية العاشقين، هي حلم مجاهدي المقاومة، وكلما سقط شهيد تلوعت نفسُ المقاومين من الشوق للحاق به، وكان حمادة يتمنى سراً وجهراً أن ينال شهادة يرضي بها اللَّه ورسوله، وقد تأثر كثيراً بعد استشهاد رفيقه المقرب الشهيد محمد عبد العال, ما جعله يهيم في الدنيا جسداً بلا روح، ويبحثُ في كل زاوية من زوايا المجاهدين عن نفحةٍ روحانية يحملها في روحه وهو يؤدي صلاة الليل ويرفع يده بدعاءٍ أن يرزقه اللَّه شهادة مباركة...
فعمل حمادة بشكل قوي, في الجناح العسكري للحركة, وهو ما مكنه من قيادة وحدة الرصد في في منطقة الدرجة والصحابة, و حصل على عدد من الدورات العسكرية, في صفوف المقاومة, حتى كان في آخر أيامه يقود الصفوف في تدريب المجاهدين.
وشارك حمادة في صد الاجتياحات, والتصدي للقوات الخاصة الصهيونية شرق مدينة غزة.
وكان التحاقه في الشرطة الفلسطينية في قطاع غزة, خير معين له على عمله الجهادي, فكان يقوم بواجبه الوطني والجهادي تجاه أبناء شعبه بحمايته والدفاع عنه, ضد الأخطار الداخلية وعملاء العدو.
وبالرغم من حداثة سنه وعمله الشرطي استطاع أن يكتشف امر سارق ذهب وحلي زوجة شقيق ,فكشف امر الجناة وسلمهم للمباحث الفلسطينية.
استشهاده
استجاب اللَّه له دعاءه ليقرّبه اليه بشهادة تليقُ به، وهو الذي حمل سلاحه مذ كان يافعاً للدفاع عن المقاومة، وحفر بأحرف من نور بإخلاصه لخط الجهاد، فسارع لتلبية نداء الواجب عندما طُلب منه ذلك، بشوقٍ واستبسالٍ وجرأة قلّ نظيرها، فخرج لحل إحدى المشكلات العائلية في مدينة غزة, وأثناء قيامه بإصلاح ذات البين أطلقت رصاصات غادرة إلى جسده, فوقع شهيداً منتصراً بما نال من أجر عظيم ملتحقاً بركب الشهداء ليكون معهم في جنةٍ عرضها السموات والأرض أعدّها اللَّه للمتقين .
الشهيد المجاهد هيثم عدنان أبو القمصان
هذا سبيلي إن صدقت محبتي فاحمل سلاحي
الميلاد والنشأة
هيثم عدنان محمد أبو القمصان , أو أسد المقاومة في منطقة التوام شمال القطاع , تلك المنطقة التي أرعبت بني صهيون في حرب الفرقان فكانت هناك أشرس مواجهات واشتباكات بين المجاهدين والقوات الغازية , فكانت فلسطين على موعد مع ميلاد مجاهد من مجاهدي الأمة والوطن الأفذاذ, فكان اليوم 3/11/1990م , على موعد مع العريس الذي زف قبل أوانه , ليكتب بدمه الطاهرة قصة الوطن المسلوب.
ترعرع هيثم في عائلة مناضلة ومجاهدة, كتبت تاريخها وحياتها وعقدتها , بتاريخ القضية الفلسطينية ونضال أبناءها, فكانت لا تفتأ أن تقدم شهيدا حتى تزف الفارس الأخر بعده,دون كلل أو ملل وتقول , يا حبذا الجنة ولقاءها, طيبة ولذيذ شرابها. وفي مسجد ( ربي بن كعب ) بمنطقة التوام , نشأ الفتى الشجاع , هيثم عدنان أبو القمصان , يحفظ كتاب الله , ويتدراسه مع إخوانه, ويذكر الله بكرة وعشيا,ودرس المرحلة الابتدائية في مدرسة عبد الرحمن بن عوف والإعدادية بمدرسة أسامة بن زيد , والثانوية العامة في مدرسة عثمان بن عفان .
رحلة جهاده ومقاومته
انضم شهيدنا إلى صفوفنا في عام 2006م حيث عمل شهيدنا في وحدة القنص التابعة لجناحنا العسكري بمنطقة التوام وكان من خيرة أبنائنا ومجاهدينا حيثما كان هناك اجتياح لمنطقته تشاهده في الصفوف الأولى ودائما في المقدمة .
ولقد شارك شهيدنا البطل في التصدي للاجتياح الصهيوني المشهود لمنطقة التوام بتاريخ 6/7/2006م حيث كان يقاتل بشراسة رغم صغر سنه .
شارك شهيدنا بعملية إطلاق نار على دورية صهيونية راجلة بمنطقة جحر الديك وسط القطاع بالاشتراك مع وحدات نبيل مسعود عام 2008م .
شارك شهيدنا المجاهد هيثم أبو القمصان مرتين بإطلاق الصواريخ على المغتصبات الصهيونية شمال القطاع .
كان يرافق أخوانه في المرابطة على الثغور وزراعة العبوات الناسفة لمواجهة القوات الصهيونية التي تتوغل باستمرار في منطقته لم يعرف شهيدنا الملل ولا الكلل فكان دائما في مقدمة المجاهدين من جميع التنظيمات ( رباط ورصد وأمن ومثابرة وجرأة ).
قبل استشهاده بيومين وأثناء حرب الفرقان وشراسة القتال والمواجهة نجا شهيدنا من الاغتيال مرتين في منطقة السلاطين وبحمد الله خرج من الأولى والثانية أكثر إصرارا على المضي في طريق الجهاد والمقاومة .
حاصل على 6 دورات عسكرية دورتان تنشيطية ودورة في أكاديمية صلاح شحادة والرابعة دورة قنص والخامسة دورة بوارق والسادسة دورة دروع .
هذا سبيلي إن صدقت محبتي فاحمل سلاحي
مراسل المكتب الإعلامي يقول ونحن جالسين في بيت الشهيد وحولي ما يقارب الثمانية من أصدقاء الشهيد وأبناء مجموعته وقائده وشقيقه ووالده ووالدته وفجأة تحدث مجاهد من مجموعته قائلا لن انسي في يوم من الأيام مقولة حبيبي هيثم حين كان دائما يردد هذا سبيلي إن صدقت محبتي فاحمل سلاحي فقسما لن نترك سلاحك يا شهيدنا وسنستمر على ذات الطريقة التي اخترناها معا وسويا وهى طريق الحق والقوة والحرية طريق الثابتين المجاهدين الأطهار .
في عيون أهله ورفاقه
يقول والديه " أبو محمد وأم محمد " لمراسلنا:" هيثم كان هادئ جدا وطيب القلب ومطيع وحنون على إخوانه وأخواته شاب لا يوصف ,جميع الصفات الطيبة موجودة فيه , مبتسم دائما , ضحوك باستمرار , لا يعرف الغضب ولا يغضب أحدا , ربنا يرحمه ويلحقنا به .
وتضيف والدته : رحم الله هيثم واسكنه الفردوس الأعلى وافتخر به شديد الفخر فنحن على درب الشهداء ماضون كيف لا ونحن عائلة الشهداء , كيف لا وأشقائي الثلاثة شهداء وابن احدهم فمنهم شقيقي المؤسس " إسماعيل أبو القمصان " وثانيهم شقيقي يوسف أبو القمصان القائد في كتائب القسام وثالثهم شقيقي فائق أبو القمصان " أبو ثائر " قائد لواء الشمال بكتائب الناصر ورابعهم ابن شقيقي فايز فائق أبو القمصان , نعم نفتخر لأننا نقدم الشهيد تلو الشهيد ولن نحيد بإذن الله .
أميره " أبو البراء " : تغمرنا البهجة , والفخر والشموخ باستشهاد فارسنا هيثم , الذي ترجل عن صهوة جواده , وهو مقبلا على الله , ويده على الزناد , ولم تسقط منه البندقية إلا باستشهاده , فلقد عرفناه أسدا مقداما شجاعا, استطاع أن يأسر القلوب بابتسامته الساحرة لإخوانه وأقربائه ,فقد كان صواما قواما ,محبا للجهاد والمقاومة ,لا يقطع رحمه , ويحب الناس, وكانت الصلاة في المسجد عنوانه الأول وخاصة صلاة الفجر , فكنا في أي لحظة نتوقع رحيله, حتى أذن الله له بالرحيل".
ويقول رفاقه وأبناء مجموعته :" إن صديقنا الشهيد هيثم أبو القمصان كان على أخلاق عالية , فكان هو البسام دوما فينا, فكانت له رؤيته الثاقبة , وجرأته في جلساتنا وعملنا العسكري, وإذا ما ذهبنا لعملية ما أو رباط , كان هو الأسد المقدام فينا ,يتقدمنا في كل شيء, لقد استطاع أن يزرع فينا الجرأة وعشق المقاومة وعشق الأرض التي أنجبتنا لنخرج كي نحميها وندافع عنها, وكان دوما يوصينا أن نتقى الله تعالى في جميع أعمالنا, وان نحب كافة أبناء شعبنا دون تمييز مع محافظتنا على أعراض الناس , ونصرة المظلوم".
صديق الشهداء
يقول شقيقه احمد : كان اخى هيثم يحب الجهاد والشهادة ودائما يحدثنا عن الشهداء ما من ليلة تمر إلا وذكر الشهداء على لسانه فكان ممن سبقوه من أصدقائه الشهداء الشهيد المجاهد القسامي سائد الدبور والشهيدان المجاهدان الشهيد المجاهد فايز فائق أبو القمصان ومروان عمار وكان أيضا يحدثنا عن العمل العسكري الجماعى والمشترك في الميدان فكان محبوبا عن الجميع فتارة تجد له صديق من القسام وأخر من سرايا القدس وهكذا حتى اختلطت دمائه بدماء القساميين الشهيدين إياد المقوسي وحمدي حمادة واستشهدوا في نفس المكان والزمان وبصاروخين من طائرات العدو .
الشهيد السادس عشر من عائلة أبو القمصان
يقول والد الشهيد هيثم : إن ابني هيثم هو الشهيد السادس عشر من عائلة أبو القمصان ونحن نفتخر بتلك العائلة المجاهدة ونحمد الله أن يجعلنا من عائلات الشهداء ونحمده تعالى أن أكرمنا بشرف الشهادة والشهداء هم " القائد المؤسس إسماعيل أبو القمصان , القيادي في كتائب القسام يوسف أبو القمصان , وقائد شمال القطاع فائق أبو القمصان وابنه فايز فائق أبو القمصان . الشهيد علي عليان أبو القمصان , الشهيد إبراهيم محمود أبو القمصان وشقيقه حسام , الشهيد احمد درويش أبو القمصان , الشهيد محمد فخري أبو القمصان , الشهيد محمد كامل أبو القمصان , احمد محمد أبو القمصان , الشهيد احمد عبد الله أبو القمصان , الشهيد خالد مصطفي أبو القمصان , الشهيد محمد فارس أبو القمصان .
اللحظات الأخيرة
يقول أبو يزن صديق الشهيد: هيثم قام بعمل شريط خاص به وهو يتدرب وهو يقوم بعرض عسكري في إحدى بيارات شمال القطاع حيث كتب على الشريط " الشهيد هيثم أبو القمصان " .
ويقول صديقه أبو ياسر: قبل يومين من استشهاده وفي ضل الحرب على قطاع غزة أرسل لي رسالة عبر الجوال " أوصاني بها أن أقوم بتسديد ديونه " وأرسل لبعض الأصدقاء رسائل يوصيهم بالصبر والثبات والمسامحة .
وتضيف والدته : فجر يوم استشهاده كان في البيت رغم انه كان غائبا عن البيت قبلها لعدة أيام كنت حينها مطمئنة , استيقظ من النوم الساعة الرابعة فجرا , توضأ وخرج من البيت وعاد شهيدا .
كرامات الشهيد
صديقه أبو يزن قال لمراسلنا : حين ذهبنا لأخذه من المستشفي ودفنه كانت رائحته رائحة طيبة زكية وكان يضع كف يده اليمنى على كف يده اليسري وكأنه يصلي .
شهيدا مبتسما في الجنة
أبو يزن : ثاني يوم من استشهاد صديقي المجاهد هيثم جائنى في المنام يضحك ومبتسم وفرحا ونظر اتجاهي وذهب .
أبو ياسر : جائنى الشهيد هيثم في المنام بعد يومين من استشهاده وأيضا كان مبتسما وفرحا ثم ذهب .
والده " أبو محمد " : بعد استشهاد ابني هيثم جائنى في المنام وطلب منى شقيقه ليذهب عنده _ فقلت له لا وذهب .
شقيقه احمد : جائنى اخى هيثم ذات ليلة في المنام فقلت له ( هيثم ألست أنت ميت فرد علي وقال لا أنا حي *** أمت ولف ودار حولي وقال ها أنا أمامك أنا لست ميت أنا حي ارزق أنا شهيد وحدثني كيف استشهد بالضبط وسألني عن صدقيه " عماد " الذي أصيب معه حين استشهاده وقال لي هل هو بخير وذهب .
استشهاده
كان شهيدنا هيثم عدنان أبو القمصان على موعد مع الشهادة , حيث خرج شهيدنا فجر يوم الأربعاء 14/1/2009م لصد العدوان الصهيوني الغاشم الذي استهدف قطاع غزة بأكمله *** يرحموا طفل ولا شيخ ولا عجوز ولا امرأة ولا شاب ولا مدني ولا عسكري فالجميع كان مستهدفا حتى الشجر والحجر والطير والحيوانات واستباحت دبابات العدو منطقة التوام من جميع الجهات فما كان من شهيدنا إلا أن ظل صامدا مرابطا مدافعا عن منطقته وبتنسيق وتكتيك بين مجاهدي الناصر صلاح الدين وكتائب الشهيد عز الدين القسام دكوا حصون العدو واطلقو قذائف الهاون وفجروا العبوات واشتبكوا اشتباكات عنيفة جدا في هذه المنطقة الصامدة فبعد أن قام مجاهد من كتائب القسام بالانقضاض على ثمانية جنود من الوحدات الخاصة غرب منطقة التوام وقتلتهم جميعا وانسحب من المكان جن جنون العدو وطائراته ودباباته فبدأ القصف العنيف فلا تعلم ولا تشاهد من أين يأتي الصاروخ أو القذيفة أو رصاص القناص الصهيوني وبعد جهاد ومقاومة باسلة أطلقت طائرات العدو صاروخين على أربعة مجاهدين من مجاهدي الناصر صلاح الدين وكتائب القسام فاستشهد على الفور شهيدنا المجاهد "هيثم أبو القمصان" وأخويه القساميين "إياد المقوسي وحمدي حمادة" وأصيب المجاهد الرابع من مجاهدينا .....
فهنيئاً لك الشهادة _ يا هيثم _ وإلى لقاء قريب بإذن الله ...
الشهيد المجاهد.. أمير أبو ريالة
ولد أميراً, وعاش أميراً , واستشهد أميراً
حياة عظيمة
هو صاحبُ الكفّين الحانيتين المجهدتين, اللتين لم تتاخرا عن مساعدة محتاج او نصرة مظلوم,*** يكن يطيق القعود..
لقد تخلّى أمير عن كل شيء لأجل أن يساعد والده في سبيل تأمين لقمة العيش للعائلة. وكان الأب ينظرُ بإكبار إلى القرار الشجاع والمُؤثِّر لولده البكر، وهو أن يترك دراسته بعد أن أنهى المرحلة الاعدادية والتحق بالمعهد المهني ليخوض غمار العمل، واقفاً جانب والده في مواجهة مصاعب الحياة وضنك عيشها، وليؤمن مصاريف دراسة إخوته.
في مدينة غزة، حيث يرتسم الحرمان على جدران المنازل، المعشوشبة عليها صور العشرات من الشهداء الأبرار الذين هاجروا إلى ربهم، فتحَ امير عينيه أمام مشاهدات التحدي التاريخي لرجال المقاومة ، ليس للعدو الصهيوني فحسب، بل لـ«الاستكبار العالمي»، وكغيره من الفتية الذين شبّوا في هذه الطريق ـ الطريق التي أضاء للشهداء قناديلها ـ تشرّب امير حبّ الجهاد والمقاومة، وانطلق من متراس العبادة إلى متراس الجهاد..
الأمير المتوج
لم يغبْ عن بال امير لحظة واحدة ما يتضمنه اسمه من أبعادٍ روحية وإنسانية. فمنذ أن أخذته والدته بين ذراعيها، وسمّته حتى يكون في حياته اميرا كما الامراء لكنه لم يكن اي أمير, فقد كان الأمير المتوج على عرشه وهو يزف الى الجنان, وكأنها استشعرت ان ولدها الذي وإن غَرُبَت شمسُ عمره باكراً، فإن الفجر ما كان ليستفيق لولا ذلك الشفق الرائع الذي تلوّن من دمه في تلّة المنطار..
منذ ليونة عظمه، كان يرافق والده إلى مسجد حفصة بنت عمر، وكبر وهو يكادُ لا يفارق رحاب الله، فنهل منه تعاليم الإسلام المحمدي الأصيل، وشرب من عذب مائه الطهور ما سقى عطشه للمعرفة والحكمة.
اخلاقه وصفاته
كان أمير يعمل على مراقبةٍ شديدة للنفس. وإلى جانب تربيته الروحية، التي شذّب فيها نفسه وحماها من الكثير من أمراض الدنيا، التحق امير بصفوف المجاهدين في المقاومة الشعبية , وخضع للعديد من الدورات التي تؤهله للمشاركة في المهمات الجهادية. ولَكَم انتظر أن تحين تلك اللحظة، لحظة الجهاد العسكري، الذي يُعتبر في حياة المرء الملتزم المفصل الأساسي في طريق حياته..
كان والده يدعمُ مسيرة ابنه، وكل افراد الاسرة يترقبون استشهاده وبانه خبره سيأتيهم في اي يوم, على الرغم من عدم معرفته إلا بعنوان الالتحاق بالمقاومة، لأنه أدرى الناس بالخطوة الأولى في طريق الجهاد، وهي السرية حتى الاستشهاد..
ومع كثرة انشغالات امير، ظلّ هو الابن المُضحي والمثابر في سبيل تأمين حياة لائقة لأخوته..
أنيس المساجد
كم كانت تؤنسه كلمة الرضا وهي تخرج من شفتي أمه وكأن نبضَ قلبها يقولها لا لسانها، ونظراتها ترافقُه وهو يمشي بطوله وسمرته، حاملاً بين أصابعه سُبحة تنسابُ كل حبّة من حباتها مع تسبيحة وحمد، غارقة في نظراته السارحة في مدى لا أفق له، كأنها تبحثُ عن مستقرٍّ لها ليس له وجود في هذه الدنيا..
في جيبه دوماً كتاب القرآن الكريم، ودعاء ان يرزقه الله الشهادة, وعلى لسانه الكلمات الطيبة تنبثقُ لتنشر أريجها في عقول الناس وقلوبهم، وهو يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر بعمله قبل لسانه، وبطيبة ومودة، في الزمن الذي تكالب فيه الباطل على الحق، وألبس الحق ألف لباس من الباطل، فصار القدوة والمثل؛ في الإيثار وبر الوالدين، والإيمان العميق واختيار نهج المقاومة..
وأشرقت شمس صباح السابع والعشرين من كانون الأول على وجه امير الذي طار من الفرح وهو يسمع منادي الجهاد يهاتفه ويناديه الى جنة عرضها السموات والارض.
استشهاده
وتقلّب امير بين كفي الحيرة وهو ينتظر الإذن للالتحاق بالمجاهدين في غرب غزة، والحربُ تقضمُ القطاع في كل مكان.. وكان ذلك اليوم، عندما رجع امير من عمله إلى المنزل. هيأ حقيبته على عجل، وودعَ أهله..
في منطقة الكرامة، دارت رحى المواجهات العنيفة، وتكسرت عنجهية العدو الصهيوني عند أقدام المجاهدين.. فكان امير كثير الغياب عن المنزل وخلال ايام العدوان لم يتواجد في المنزل الا ايام معدودات, وفي يوم استشهاده, عاد من رباطه, واخبر اخوانه المجاهدين انه تعب جدا ولا يمكنه ان يعود ثانية, اليوم ويريد ان يستريح, لبعض الوقت, لكن رفاقه رفض ذلك واصروا على الذهاب معا, فخرج حاملاً سلاحه ليشارك في المواجهات اللاحقة، فرفض العودة إلا شهيداًوفي منطقة الكرامة باغتته طائرة صهيونية بصاروخ ، إلى أن سقط شهيداً..يوم الخميس الموافق 15/1/2009م .
هوذا امير.. عاد محملاً على أكف الرفاق.. ولكفي امير ألف قصة وقصة
الشهيد القائد الميداني : أسعد أحمد...الحوت
بذل وعطاء .... فحياة رغداء
مولده ونشأته
نشأ الشهيد أسعد أحمد في حي الشيخ رضوان بين ثلاثة عشر من الأخوة والاخوات, هو الرابع بينهم, عُرف من صغره بحبه للأطفال و عطفه عليهم, فكان مقداما لفعل الخير, سباقا الى الخيرات, لا يتوانى عن نصرة الضعيف او العطف على الفقراء والمساكين, عاش محبا لهم ,ومات على حبهم.
ففي الثالث عشر من ديسمبر من العام 1984, زف الى فلسطين عريسا جديدا يحمل منذ نعومة أظافره, بحب الدين والوطن, ولم يشغله عنهما شيء, وهو ما يفسر سبب استعجاله بالشهادة, وعدم الركون الى الدنيا, والتمهل في طلب الجنة.
وتميزت طفولته كما يقول شقيقه أبو أحمد بالوداعة, والهدوء, والالتزام, وحسن الأخلاق واحترام الكبير والعطف على الصغير, حتى انه ترك أثرا كبيرا في كل من التقى به وعاشره, خلال سنوات عمره القصيرة التي كان بيننا, وهو ما جعله يحتل مكانة كبيرة في نفوس اخوانه وحبهم له, ولما تشكلت لديه من صداقات مع كثير من الشهداء الذين سبقوه الى رضوان الله , حتى حزنّ كثيرا على فراقهم, وأقسم على اللحاق بهم, سريعا دون أن ينتظر.
وهو محتذي بقول الله تعالى:" من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا".
حياته واخلاقه
لم يشأ الشهيد –بإذن الله- أسعد أحمد على الزواج, وقد بلغ به السن ليكون قابلا به, لكن عشقه للشهادة , ولجنة الله , ليلحق بركب الأنبياء والشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقا, جعله يطلق الدنيا بما فيها, ويستعد ليوم اللقاء.
حيث درس شهيدنا البطل, في مدراس, فلسطين وأبو عاصي وغزة الجديدة, وعقب تفوقه في الثانوية العامة التحق بالجامعة , ليواصل مسيرته التعليمية, ليحصل على دبلوم في الصحافة والعلاقات العامة من جامعة الأزهر بغزة.
ومنذ أن اشتد ساعده, بدأت تظهر لدى أسعد, الفطرة الطاهرة , و المطيع لوالديه، المتجنب لغضبهما، مظهراً احترامه وحبه لهما دوماً،وكان يقضي معظم أوقاته خدمة لوالديه, ولادخال البهجة والسرور عليهما، و يدخّربعض الأموال من مصروفه لشراء الحاجيات للأطفال نظرا لعطفه الشديد عليهم, وجعل من نفسه خادما لكل اخوانه, واخواته، فكانت تلك اللحظات كالآلىء في حياته تعكس في داخله المسلم لأصيل، فاحتل، على مرالسنين، مساحة كبيرة بين أفراد مجتمعه، جعلته المرجع في المشورة والنصيحة والقرار.
ولأصدقائه الكثير ما يقولونه عن صحبته وصداقته, خلال سنين تعارفهم عليه, فما عرفوا عنه سوى الوفاء والاخلاص لأصدقائه, والعمل من اجل سعادتهم, والوقوف الى جانبهم في الشدة اللين, والميسرة والمعسرة, فكان لهم عونا في اوقاتهم, فكان الركيزة الأساسية بين أصدقائه وله بينهم ميزة خاصة.
جهاده واقدامه
ومع اندلاع انتفاضة الأقصى المباركة, لم يكن أسعد قد جاوز السادسة عشر من عمره, غير ان حبه للشهادة والجنة مكنّاه من الإنطلاق بقوة نحو تحقيق هدفه المنشود, فبات يخرج رفقة اخوانه للمشاركة في احداث الانتفاضة ورشق الاحتلال بالحجارة, الى أن تمكن من الالتحاق بصفوف كتائب شهداء الأقصى, ونظرا للحماسة التي كانت تمتلكه, وتسيطر على وجدانه, طلب الخروج في عملية استشهادية, للحاق بركب اخوانه الذين سبقوه, الى أنه طاريء حدث في الساعات الأخيرة, حال دون خروجه لتنفيذ العملية الاستشهادية.
حتى قدر الله للحاق بركب اخوانه المجاهدين في كتائب الناصر صلاح الدين .
فكان من الجنود البارزين, والمجهولين في ذات الوقت, ومن الرياديين الذين يشاركون في صد الاجتياحات, مسجلاً منذ بداية جهاده مشاركة فاعلة خلال الاجتياح الصهيوني المتكرر لمناطق شرق وشمال قطاع غزة.
ولم تقتصر مشاركته في العمل الجهادي بحمل السلاح، فقد تعددت نشاطاته الاجتماعية والترويج للمقاومة ودفع الناس لاحتضانها ودعمها واسنادها، وقد تطوع كما أسلفنا ليكون خدما للمجاهدين الذين تعودوا على زيارته لهم والاطمئنان عليهم.
وكغيره من المجاهدين الصادقين, لم يكن جهاده حكرا عليه, فامتثل لقول الله تعالى:" وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم ", فكان سبّاقا لبذل ماله و وقته وعمله في سبيل الله, فاشترى, من ماله الخاصة سلاحه الشخصي, كما اشترى بندقيتين من ماله الخاص, بذخيرتهما, لتزويد اخوانه المجاهدين من اجل الرباط في سبيل الله, وصد العدوان عن اهلنا وشعبنا.
وشكل فراق اخوانه الشهداء علامة فارقة في حياته, لتشكل بذلك دافعة جديدة له للخروج الى أي اجتياح يسمع عنه من أجل صدّه ودفعه عن أهله, فلا يكاد يسمع عن توغل هنا او هناك, حتى تجد اسعد في المقدمة, ومن خلال ذلك توثقت علاقاته مع اخوانه المجاهدين في كافة الأجنحة العسكرية المجاهدة, فكان لهم اخا ورفيقا لذات الدرب الذي يسلكوه هم.
ولكثرة نشاطه الجهادي, وعدم تأخره عن أي مهمة توكل اليه, وشجاعته المنقطعة النظير, سماه اخوانه:" بالحوت".
ومع كل نصر وتمكين جديد للمقاومة, ترى الفرح يرتسم على قسمات وجهه, ومع دمعاته المتساقطة حزناً على وداع صديق له سبقه الى الشهادة، الى مناجاته ليلاً ليسمع الله دعائه فيمنّ عليه بشهادة مباركة، توالت سنوات الجهاد، *** يكلّ ولم يهدأ، بل كان سبّاقاً للمشاركة في العمليات والكمائن، فقد ترك الدنيا لراغبيها، فزهد فيها أيما زهدٍ، في سبيل تعبيد طريقه للحياة الأخرى.
فراق....فشهادة
وكانت اللحظة المنتظرة، قام بتوديع أسرته كأنه على علمٍ أنه لن يعود كعادته في كل مرة يخرج فيها من اجل عمل يقضيه في سبيل الله، أوصى والدته بالدعاء له طوال الوقت ومن الأطفال الذين كان يعطف عليه ويمدهم بحنانه ووده ومحبته، وقد شعّ وجهه بنورٍ لا يُرى إلاّ بعين القلب.
فكان أن بدأ الهجوم الصهيوني على قطاع غزة في 27-12-2008م, فخرج مع بدايات الإجتياح البري الى حيث يتمركز جنود العدو شمال قطاع غزة, في منطقة الكرامة, والتوام والسلاطين, فخرج برفقة اخوانه المجاهدين يحمل روحه على كفه, وهو يردد , وعجلت اليك ربي لترضى, فمكث رابضا 15 يوما طيلة فترة الاجتياح البري, لم يغادر أرض المعركة, حتى ان رفاقه, اوصوه ان يغادر لساعات, ليلقي السلام على والديه المتحرقين لشوق رؤياه, وكان رفاقه يقولون له: والديك مشتاقين لك, وهو يقول, اني مشتاق لربي اكثر منهم, وثبت في مكانه يقارع عدو الله وعدوه,حتى ارتقى شهيدا مقبلا غير مدبرا, في 13-1-2009م.
وقد أكرم الله شهيدنا المجاهد شهادة يتوق اليه كل مؤمن بالله, ومن تلك الكرامات هو ما رأه احد أشقائه, فكان أسعد برفقه رفيق دربه الشهيد على الطناني- استشهد معه أيضا- يتضاحكون بينهم وهم ومسرورن, ويشيرون بأيديهم عليه ,ويقول لهم خذوني معكم ولم يتكلما وغابا...ومن الرؤى تلك التي رأها والديه, وهي كان أسعد يجلس حول نبع من الماء, وحوله الكثير من الغلمان, يداعبهم كما كان يلاعبهم في الدنيا.
الشهيد أسعد أحمد صفحات مشرقة يقرأها المرء سطوره بخجل واستحياء، وكأن الابتعاد عن زمانه خيانة للنفس التي ما إذا نظرت بواقعية الى المكانين لوجدت المسافة شاسعة جداً، ويبقى الأمل الوحيد، أن أبعد المسافات، في الأزمنة والأمكنة، تختصرها نبضة قلبٍ صادقة كانت خالصة لله جلّ وعلا .
تجديد العهد
فرساننا وبذكراكم نجدد العهد والقسم على مواصلة طريق الجهاد .. طريق الحق والقوة والحرية ... طريق قاداتنا أبا يوسف والحسنات واسعيد وابو القمصان والعطايا والياسين والرنتيسيى والشقاقي وكافة القادة العظام .
فبوركت الطهارة،و بوركت الشهادة، و بورك اليوم الذي يصطفي الله فيه الشهداء, وبورك الأيادي التي تقبض سلاحها تضغط على الزناد , لتذود عن الوطن والدين , وحياض المسلمين.
وبوركت الدماء التي تنزف وتقول هل من مزيد , وبورك الجسد الذي لا يتوانى عن تلقي الضربة تلو الضربة ولا ييأس ولا يضجر , وتبقى العيون شاخصة نحو جنة الرحمن , ففي زماننا من تنزف دمائه حتى أخر قطرة يصبح عظيماً في زمن قال فيه المنهزمون نعم، فأمسوا صغاراً صغاراً، لا قِبَلَ لهم بعزم وصدق الشامخين الأبرار، وليدفنهم ثرى وطنٍٍ خضَّبه دم الشهداء .
بوركت اللحظة التي تقدم فيها الشهداء بكل ما يملكون من عشق لهذا الدين ليدافعوا عن حلمهم وحلم كل الفقراء .. ها هو درب الشهداء الذين يحملون البندقية الطاهرة .. لتكتب التاريخ الحقيقي انتصاراً ومجداً للجهاد والإسلام .. وهي تكتب على الجانب الآخر أشلاء ممزقة وصرخات بني صهيون سكن صدورهم وعيونهم رصاص المجاهدين.
المكتب الإعلامي
حركة المقاومة الشعبية
حركة المقاومة الشعبية
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية