فشل الاجتثاث
د.حسن أبو حشيش
نتائج الانتخابات لمجالس الطلبة في الضفة الغربية أرسلت رسائل في الصميم ,وفي كل الاتجاهات ,حيث حققت الكتل الطلابية وعلى رأسها الكتلة الإسلامية التابعة لحركة حماس وجودا قويا حسب نسبة كل كتلة ,ولا ننظر هنا للفوز العددي للمقاعد وإن كانت مهمة لا يمكن أن نهملها ، بل ننظر بعمق إلى جوهر العملية ودلالاتها ، فأهم دلالة لها هو النتائج العكسية التي أفرزتها الانتخابات بعد عمليات تطهير حزبي , واجتثاث سياسي للخصوم ,ولقد تعرض المنافسون للسلطة وأجهزتها الأمنية على مدار السنوات الماضية ومازالت لحملة تجفيف منابع وإرهاب أمني وسياسي ومالي ... هذه السياسة هدفت إلى تنظيف الساحة من أمام سياسة حركة فتح وحكومتها ونفوذها في الضفة , وإذابة كل صوت أو سلوك مُزعج أو مُقلق أو مُعطل.
وبناء على الجهد الضخم المبذول لتحقيق الأمر والمال الكثير المُنفق وحرق كل السفن وإغلاق كل أبواب الحوار والود...كان من المنتظر أن تكون الأوزان السياسية والطلابية تسير وفق الخطط المرجوة . لكن ما علمناه من نتائج الجامعات هو عكس المتوقع .صحيح أن حركة فتح هي من فاز رقميا , لكنها تراجعت , والمأمول كان أكبر بكثير , وخاصة أن كل مقدرات الوطن المادية والمعنوية في يديها , حيث كان المتوقع هو إنهاء الخصم وإخراسه وكتم صوته , ورفض شراكته.هذا مدخل مُهم للقراءة الحقيقية للنتائج , وذلك لأن السياسة والعمل العام يتطلبان عمقا في فهم الأحداث حتى لا يحدث الغش والخداع للنفس والذات قبل الغير والآخر . ومن الأمور المُهمة التي نسجلها هي تجاوز النتائج وتحقيق الألفة الطلابية , وتوحيد الجهود في تشكيل مجالس طلبة حسب نسبة كل كتلة وحجمها , وهذا سيُؤدي إلى خدمة طلابية أفضل , وتنمية تعليمية وسياسية أجود , واستقرار نقابي وكتلي تحتاجه المسيرة الجامعية .ولأن الاستفراد من أي كتلة سيُؤدي للمناكفة , والتفرد بالقرار , وخلق حالة من التوتر والمُصايدة ...وكل ذلك مُلهيات عن خدمة الطلبة والجامعة .
في إحدى المُشاركات التي وصلت إلينا بعد مقالي عن انتخابات بيرزيت , أبدى صاحبها إعجابه بالتجربة الديمقراطية , وطالبني بضرورة أن تكون في غزة . ولتكرار المناسبة في هذا المقال أُحب ان أذكر أن قرار الانتخابات ليس حزبيا أو رسميا بل هو من إدارة الجامعة بالتوافق مع الكتل الطلابية العاملة داخل ساحة كل جامعة , وبمتابعة الواقع فإن الانتخابات في الجامعة الإسلامية والكلية الجامعية لم تنقطع سنويا وفي هذا العام وصلت الى أفضل حالاتها منذ عدة سنوات ،أما جامعة الأزهر وجامعة القدس المفتوحة فهما تابعتان لحركة فتح ومنظمة التحرير وهي صاحبة قرار الانتخابات فيها , وجامعة الأقصى حكومية تُدار بالتوافق بين الأحزاب وهي صاحبة قرار الانتخابات ...أما بقية الجامعات والمعاهد فهي خاصة حديثة النشأة وهي كذلك صاحبة قرار الانتخابات فيها .هذا هو المشهد الجامعي في غزة. رغم ذلك أكرر دعوتي للجميع بنفض غبار السلبية والدفع نحو انتخابات طلابية محترمة .
د.حسن أبو حشيش
نتائج الانتخابات لمجالس الطلبة في الضفة الغربية أرسلت رسائل في الصميم ,وفي كل الاتجاهات ,حيث حققت الكتل الطلابية وعلى رأسها الكتلة الإسلامية التابعة لحركة حماس وجودا قويا حسب نسبة كل كتلة ,ولا ننظر هنا للفوز العددي للمقاعد وإن كانت مهمة لا يمكن أن نهملها ، بل ننظر بعمق إلى جوهر العملية ودلالاتها ، فأهم دلالة لها هو النتائج العكسية التي أفرزتها الانتخابات بعد عمليات تطهير حزبي , واجتثاث سياسي للخصوم ,ولقد تعرض المنافسون للسلطة وأجهزتها الأمنية على مدار السنوات الماضية ومازالت لحملة تجفيف منابع وإرهاب أمني وسياسي ومالي ... هذه السياسة هدفت إلى تنظيف الساحة من أمام سياسة حركة فتح وحكومتها ونفوذها في الضفة , وإذابة كل صوت أو سلوك مُزعج أو مُقلق أو مُعطل.
وبناء على الجهد الضخم المبذول لتحقيق الأمر والمال الكثير المُنفق وحرق كل السفن وإغلاق كل أبواب الحوار والود...كان من المنتظر أن تكون الأوزان السياسية والطلابية تسير وفق الخطط المرجوة . لكن ما علمناه من نتائج الجامعات هو عكس المتوقع .صحيح أن حركة فتح هي من فاز رقميا , لكنها تراجعت , والمأمول كان أكبر بكثير , وخاصة أن كل مقدرات الوطن المادية والمعنوية في يديها , حيث كان المتوقع هو إنهاء الخصم وإخراسه وكتم صوته , ورفض شراكته.هذا مدخل مُهم للقراءة الحقيقية للنتائج , وذلك لأن السياسة والعمل العام يتطلبان عمقا في فهم الأحداث حتى لا يحدث الغش والخداع للنفس والذات قبل الغير والآخر . ومن الأمور المُهمة التي نسجلها هي تجاوز النتائج وتحقيق الألفة الطلابية , وتوحيد الجهود في تشكيل مجالس طلبة حسب نسبة كل كتلة وحجمها , وهذا سيُؤدي إلى خدمة طلابية أفضل , وتنمية تعليمية وسياسية أجود , واستقرار نقابي وكتلي تحتاجه المسيرة الجامعية .ولأن الاستفراد من أي كتلة سيُؤدي للمناكفة , والتفرد بالقرار , وخلق حالة من التوتر والمُصايدة ...وكل ذلك مُلهيات عن خدمة الطلبة والجامعة .
في إحدى المُشاركات التي وصلت إلينا بعد مقالي عن انتخابات بيرزيت , أبدى صاحبها إعجابه بالتجربة الديمقراطية , وطالبني بضرورة أن تكون في غزة . ولتكرار المناسبة في هذا المقال أُحب ان أذكر أن قرار الانتخابات ليس حزبيا أو رسميا بل هو من إدارة الجامعة بالتوافق مع الكتل الطلابية العاملة داخل ساحة كل جامعة , وبمتابعة الواقع فإن الانتخابات في الجامعة الإسلامية والكلية الجامعية لم تنقطع سنويا وفي هذا العام وصلت الى أفضل حالاتها منذ عدة سنوات ،أما جامعة الأزهر وجامعة القدس المفتوحة فهما تابعتان لحركة فتح ومنظمة التحرير وهي صاحبة قرار الانتخابات فيها , وجامعة الأقصى حكومية تُدار بالتوافق بين الأحزاب وهي صاحبة قرار الانتخابات ...أما بقية الجامعات والمعاهد فهي خاصة حديثة النشأة وهي كذلك صاحبة قرار الانتخابات فيها .هذا هو المشهد الجامعي في غزة. رغم ذلك أكرر دعوتي للجميع بنفض غبار السلبية والدفع نحو انتخابات طلابية محترمة .
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية