فشل الاحتلال في قص العشب الأخضر
إياد القرا
أعاد الاحتلال حملته ضد المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية، وتحديدًا حركة المقاومة الإسلامية "حماس"؛ بهدف الحد من قدرتها على إعادة ترميم صفوفها وبنيتها التحتية, خاصة بعد التحرك الجماهيري النشط والواضح في أعقاب ما حققته من إنجاز في المواجهة الأخيرة مع الاحتلال في "حجارة السجيل".
الاحتلال (الإسرائيلي) يبذل جهدًا واضحًا للحد من نمو أو إعادة تحرك المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية, التي شهدت في الأيام الأخيرة حملة اعتقالات ممنهجة, استهدفت قيادات وازنة من حركة حماس, بينهم نواب ووزراء سابقون وقيادات ميدانية، وأطلق عليها الاحتلال حملة قص العشب, ويتضح من التسمية أنها ترمي إلى منع نمو نشاط حركة حماس في الضفة.
الحملة ترافقت هي وتصريحات لقيادات (إسرائيلية) سياسية وأمنية تصف الأوضاع في الضفة بأنها تحت "البارود", وأن انهيار السلطة مسألة وقت، وأن سيطرة حركة حماس على الضفة الغربية أمر وارد.
المقصود هنا ليست السيطرة العسكرية أو الأمنية, بل السيطرة الجماهيرية، وهي كلمة حق يراد بها باطل، ويرمي من ورائها الاحتلال إلى تحريض السلطة الفلسطينية في رام الله ضد أي تحرك لحركة حماس في الضفة الغربية, وتصويره على أنه ضد السلطة الفلسطينية؛ من أجل إفشال أي جهد فلسطيني لإتمام المصالحة الداخلية, والهدف الثاني للاحتلال تبرير عدوانه وجرائمه.
في الواقع يدرك الاحتلال أن حركة حماس حركة جماهيرية متجذرة في الواقع الفلسطيني، وتستطيع أن تتعامل مع الظروف كافة, وكما وصفها مسؤولون (إسرائيليون) إنها مثل الوسادة أو الضابط، كلما عرضت لضربات عادت كما هي، إن لم يكن أفضل.
النتيجة التي توصل لها الاحتلال أن سياسته مع المقاومة _سواء في الضفة الغربية أم قطاع غزة_ فاشلة وستفشل؛ لاعتبارات فلسطينية ترتبط بالمقاومة وعلاقتها مع محيطها، ففي قطاع غزة تمكنت المقاومة من فرض معادلة الرعب بعد معادلة الردع, وإن حرب عام ٢٠٠٨-٢٠٠٩م فشلت في تحقيق نتائج العدو، والفشل نفسه تحقق للعدو, إن لم يكن أقصى, في عام ٢٠١٢م، إذ عُريت الجبهة الداخلية (الإسرائيلية) بفعل صواريخ المقاومة وتكتيكاتها وبراعتهـــــا في إدارة المواجهة, والنقلة النوعية, منذ عام ٢٠٠٥م حتى اليوم.
الاحتلال لن يتمكن من قص العشب الأخضر في الضفة الغربية؛ لأن الحملة السابقة التي كانت بالاسم نفسه فشلت, إذ استهدفت قيادات وعناصر حركة حماس في الجامعات والمؤسسات, لكن تمكن عناصر الحركة بعد كل هذه الاعتداءات والملاحقة والمطاردة من تنظيم احتفالات انطلاقة حركة حماس, بل خرجت تحتفل بنصرهـــــا في غزة, وأفشلت حملة قص العشب, إن لم تكن قد استعادت عافيتها سريعًا, وأصبحت أقوى وأكثر صلابة من ذي قبل, وزادت لديها القدرة على المبادرة في التحرك الشعبي لمواجهة الاحتلال, والوقوف أمام مشروعه الاستيطاني, ويظهر ذلك جليًّا من خلال التحركات الجماهيرية الواسعة ضد المشاريع الاستيطانية, وإنشاء القرى الرمزية لفضح الاحتلال, وهي تنتقل رويدًا رويدًا لإيجاد بيئة ناضجة للمقاومة المسلحة, إذ يظهر ذلك من خلال بعض النشاطات, مثل إطلاق نار بين الفينة والأخرى ضد قطعان المستوطنين.
الواقع الاقتصادي المزري في الضفة الغربية الناتج عن الاحتلال وتغوله في الأرض الفلسطينية، وسط ضعف واضح للسلطة هناك, التي تعاني أصلًا من أزمات اقتصادية متتالية, وتراجع واضح في موقفها السياسي, واهتزاز الأوضاع الأمنية؛ يساهم في فشل أي حملة احتلالية ضد المقاومة وبنيتها التحتية, وإن استهداف قيادات المقاومة مآله الفشل, بل سيشجع المقاومة على تطوير أساليبها.
إياد القرا
أعاد الاحتلال حملته ضد المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية، وتحديدًا حركة المقاومة الإسلامية "حماس"؛ بهدف الحد من قدرتها على إعادة ترميم صفوفها وبنيتها التحتية, خاصة بعد التحرك الجماهيري النشط والواضح في أعقاب ما حققته من إنجاز في المواجهة الأخيرة مع الاحتلال في "حجارة السجيل".
الاحتلال (الإسرائيلي) يبذل جهدًا واضحًا للحد من نمو أو إعادة تحرك المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية, التي شهدت في الأيام الأخيرة حملة اعتقالات ممنهجة, استهدفت قيادات وازنة من حركة حماس, بينهم نواب ووزراء سابقون وقيادات ميدانية، وأطلق عليها الاحتلال حملة قص العشب, ويتضح من التسمية أنها ترمي إلى منع نمو نشاط حركة حماس في الضفة.
الحملة ترافقت هي وتصريحات لقيادات (إسرائيلية) سياسية وأمنية تصف الأوضاع في الضفة بأنها تحت "البارود", وأن انهيار السلطة مسألة وقت، وأن سيطرة حركة حماس على الضفة الغربية أمر وارد.
المقصود هنا ليست السيطرة العسكرية أو الأمنية, بل السيطرة الجماهيرية، وهي كلمة حق يراد بها باطل، ويرمي من ورائها الاحتلال إلى تحريض السلطة الفلسطينية في رام الله ضد أي تحرك لحركة حماس في الضفة الغربية, وتصويره على أنه ضد السلطة الفلسطينية؛ من أجل إفشال أي جهد فلسطيني لإتمام المصالحة الداخلية, والهدف الثاني للاحتلال تبرير عدوانه وجرائمه.
في الواقع يدرك الاحتلال أن حركة حماس حركة جماهيرية متجذرة في الواقع الفلسطيني، وتستطيع أن تتعامل مع الظروف كافة, وكما وصفها مسؤولون (إسرائيليون) إنها مثل الوسادة أو الضابط، كلما عرضت لضربات عادت كما هي، إن لم يكن أفضل.
النتيجة التي توصل لها الاحتلال أن سياسته مع المقاومة _سواء في الضفة الغربية أم قطاع غزة_ فاشلة وستفشل؛ لاعتبارات فلسطينية ترتبط بالمقاومة وعلاقتها مع محيطها، ففي قطاع غزة تمكنت المقاومة من فرض معادلة الرعب بعد معادلة الردع, وإن حرب عام ٢٠٠٨-٢٠٠٩م فشلت في تحقيق نتائج العدو، والفشل نفسه تحقق للعدو, إن لم يكن أقصى, في عام ٢٠١٢م، إذ عُريت الجبهة الداخلية (الإسرائيلية) بفعل صواريخ المقاومة وتكتيكاتها وبراعتهـــــا في إدارة المواجهة, والنقلة النوعية, منذ عام ٢٠٠٥م حتى اليوم.
الاحتلال لن يتمكن من قص العشب الأخضر في الضفة الغربية؛ لأن الحملة السابقة التي كانت بالاسم نفسه فشلت, إذ استهدفت قيادات وعناصر حركة حماس في الجامعات والمؤسسات, لكن تمكن عناصر الحركة بعد كل هذه الاعتداءات والملاحقة والمطاردة من تنظيم احتفالات انطلاقة حركة حماس, بل خرجت تحتفل بنصرهـــــا في غزة, وأفشلت حملة قص العشب, إن لم تكن قد استعادت عافيتها سريعًا, وأصبحت أقوى وأكثر صلابة من ذي قبل, وزادت لديها القدرة على المبادرة في التحرك الشعبي لمواجهة الاحتلال, والوقوف أمام مشروعه الاستيطاني, ويظهر ذلك جليًّا من خلال التحركات الجماهيرية الواسعة ضد المشاريع الاستيطانية, وإنشاء القرى الرمزية لفضح الاحتلال, وهي تنتقل رويدًا رويدًا لإيجاد بيئة ناضجة للمقاومة المسلحة, إذ يظهر ذلك من خلال بعض النشاطات, مثل إطلاق نار بين الفينة والأخرى ضد قطعان المستوطنين.
الواقع الاقتصادي المزري في الضفة الغربية الناتج عن الاحتلال وتغوله في الأرض الفلسطينية، وسط ضعف واضح للسلطة هناك, التي تعاني أصلًا من أزمات اقتصادية متتالية, وتراجع واضح في موقفها السياسي, واهتزاز الأوضاع الأمنية؛ يساهم في فشل أي حملة احتلالية ضد المقاومة وبنيتها التحتية, وإن استهداف قيادات المقاومة مآله الفشل, بل سيشجع المقاومة على تطوير أساليبها.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية