فضائية الجزيرة.. الخصم الجديد لفتح!... بقلم : لمى خاطر

فضائية الجزيرة.. الخصم الجديد لفتح!... بقلم : لمى خاطر

السبت 14 نوفمبر 2009

فضائية الجزيرة.. الخصم الجديد لفتح!

لمى خاطر

من سوء حظ فتح ونظامها الحاكم في رام الله أن فضائية الجزيرة لا تبث من فلسطين، وأنها لا تملك حظر استقبال بثها أو إرغام الفلسطينيين بوسائل تقنية على عدم مشاهدتها، وإلا لكنا شهدنا فصلاً جديداً من فصول قمع حرية الرأي والتعبير وهو الأمر الوحيد الذي احترف نظام فتح صنعه مؤخراً، إضافة إلى التفوق على جيش الاحتلال نفسه في الحرب على المقاومة في الضفة وقمعها بشتى الوسائل.

ولذلك فلم يكن مفاجئاً أن تعمد فتح إلى تعليق لوحات إعلانية كبيرة في رام الله مفادها: " نحن الفلسطينيون نستنكر عرض بيع 50% من أسهم قناة الجزيرة القطرية على رجل أعمال إسرائيلي"، الأمر الذي استنكرته قناة الجزيرة ووصفت ما جاء في الإعلان بالأكاذيب والترهات.

والملاحظ هنا أن فتح لم تجرؤ على نشر الإعلانات باسمها، بل وأنكرت صلتها بها رغم أن اللوحات التي عرضت عليها الإعلانات في شوارعها مملوكة لشركة سكاي للدعاية والإعلان التي يديرها طارق عباس ابن محمود عباس، ومرد ذلك الإنكار الفتحاوي أن الحركة تحاول من جهة أن توحي بأن عموم الشارع الفلسطيني ممتعض من قناة الجزيرة وسياساتها رغم علمها تماماً حجم المشاهدة التي تحظى بها القناة في فلسطين، ومن جهة أخرى ففتح لا تجرؤ على نشر إعلان كهذا باسمها ليقينها أن كل من يمر عليه ستقفز إلى ذهنه على الفور آلاف المواقف التي تدين فتح على نهيها عن خلق أتت هي بمثله ليس ابتداءً بإقرارها ببيع فلسطين نفسها والاعتراف بحق إسرائيل في الوجود، وليس انتهاءً بذبح المجاهدين إرضاءً للاحتلال ومراسيم التنسيق الأمني التي دخلت منعطفات خطيرة ومفضوحة حتى صار القادة العسكريون اليهود يتنقلون في مدن الضفة وشوارعها تحت حراسة البنادق الفتحاوية، هذا عدا عن المواقف السياسية لفتح والتي تصب كلها في خانة الإدانة الوطنية لها، ولا يستقيم معها أن تصبح فتح وصية ولو بالحدود الدنيا على المشاعر والمبادئ الوطنية والمناهضة للاحتلال.

الضفة الغربية تعيش اليوم واقعاً قمعياً غير مسبوق، والحجر على حرية الرأي وسياسة تكميم الأفواه ونشر ثقافة الفكر الواحد بالقوة أصبحت الشغل الشاغل لأجهزة أمن فتح، وتظهر التجليات العملية لذلك في إغلاق جميع المنابر الإعلامية من صحف ومحطات إذاعة وتلفاز محلية تغرد خارج السرب الفتحاوي، وفي قمع جميع أشكال النشاط والاحتجاج السياسي والميداني السلمي، وفي المقابل ومع التآكل المطرد لشعبية فتح ونظامها الحاكم فإن هناك واقعاً من القهر والإذعان ترمي للتأسيس له في الضفة وإجبار من يبتغي العيش بسلام أن يخضع لسياساتها وإملاءاتها، وقد كان واضحاً حتى للمتابع عن بعد أن مظاهرات التأييد لعباس لم تكن عفوية ولا تعبر عن مزاج شعبي، بل إن عناصر الأمن أنفسهم أجبروا على الخروج فيها، وكما هو الحال عند زيارة مسؤولي الحركة وقادتها للمدن والمؤسسات الفلسطينية المختلفة حيث يجبر الناس على حضور لقاءاتهم أو استقبالهم بعد تهديدهم بوسائل متعددة.

إن حركة فتح لا يناسبها سوى إعلام بائس على شاكلة فضائية فلسطين، وهو إعلام لا يطلّ على مشاهديه إلا من نافذة شتم حماس والافتراء عليها، فهذا هو اللون الإعلامي الذي يطرب فتح ومناصريها، الإعلام المفلس وطنياً الذي لا يقع هم الاحتلال ومواجهته على يمين أولوياته أو يسارها، ولذلك نجد أن فضائية (فلسطين) الفتحاوية مسموح بمشاهدتها داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، في الوقت الذي تحظر فيه جميع الفضائيات الفلسطينية الأخرى، ومع العلم أن قناة الجزيرة تم حظرها في جميع السجون قبل مدة بعد طلب تقدمت به فتح لهذا الغرض، واستجابت لها إدارة السجون الصهيونية، والآن ما زال الأسرى يخوضون حرباً قانونية ضد مصلحة السجون بهدف إعادة بث قناة الجزيرة داخل سجون الاحتلال.

ليس لقناة الجزيرة أن تحفل بهذه الترهات وتلك الحركات التي تعبر بالدرجة الأولى عن إفلاس وتخبط كبيرين، إذ بات من المسلم به أن الفئة التي تقف وراء هذه الإشاعات هي تلك التي تزعجها شمس الحقيقة وتقلق منامها، وتلك التي لم تألف سوى الاعتياش على الكذب والدجل وقلب الحقائق والنفخ الفارغ، بل يتعين على الجزيرة أن تشك بصوابية سياساتها الإعلامية ومصداقيتها فقط في حال حظيت بمباركة وإعجاب أي كيان سياسي مصنوع على عين الاحتلال في أية بقعة من العالم، فحال وكلاء المحتل واحد مهما اختلفت ألوانهم وأجناسهم.

جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية