فضيحةٌ تخجلنا! ... بقلم : إبراهيم المدهون

الأربعاء 11 يونيو 2014

فضيحةٌ تخجلنا!

إبراهيم المدهون

ما يحدث في الضفة الغربية من اعتداء على زوجات وأبناء وأهالي الأسرى من قبل قوات الأمن يعتبر فضيحة تخجلنا كفلسطينيين وتزيد ترددنا وتطرح عشرات الأسئلة، وتتساءل عن المواقف؟ فأن يتم سحل أحد القيادات الوطنية واعتقاله، والاعتداء باللفظ واليد عليه وهو قائد وقامة مثل الشيخ حسن يوسف فإننا لحظتها أمام انحرافٍ وطنيٍ خطير قد يُردي بنا لمهاوي الردى، لهذا أتمنى لهذه الأجهزة الاستفاقة قبل فوات الأوان، فالاعتداء على أهالي وتجمعات نصرة الأسرى ضياعٌ وطنيٌ وانهيارٌ قيمي، يحتاج لتدخلٍ سريعٍ من قبل القيادة السياسية وعلى رأسها الرئيس عباس الذي يرعى ويدعم هذه الأجهزة ويوفر لها الشرعية.

لا أدري كيف فَهمت الأجهزة الأمنية أن هذا الحراك الوطني الذي ينصر الأسرى ويدعمهم ويحرك قضيتهم يهدد كيان السلطة والأجهزة الأمنية؟ ومن زرع في أدمغتهم أنَّ رفع صورة الأسير والحديث عنه وتفعيل قضيته وإقامة وقفةٍ تضامنيةٍ مع آلامه أو تجمُعٍ يتحدثُ عن أنَّات وعذابات أهالي المعتقلين تستهدفهم وتزعزع أمنهم؟!

للأسف الشديد إن الأجهزة الأمنية لا تحرك ساكناً حينما تُقدمُ قوات الاحتلال على اعتقال وأسر أو اغتيال أحد أبناء الضفة، فلحظتها تتحول هذه القوة المفترسة لحَملٍ وديعٍ خائفٍ هارب مبتعد عن موقع الحدث، أو إلى لاعبٍ يؤد دور شاهد "مشفش حاجة وميعملش حاجة". ولكنها تنتفض وتستنفر قواها مجتمعةً في مقابل زوجة الأسير وأمه وطفلته. وتتحرك الألوية والرُتب بقوةٍ وقسوة إن خرجت مسيرة تضامنية أو أقيم سرادق ووقفة تعاطفاً مع أسرانا البواسل.

هذه التصرفات المتكررة من صمتٍ وتواطؤٍ واضح مع عمليات وعدوان الجيش والمستوطنين، واستنفار وتحرك ضد أهالي الأسرى وفعالياتهم يضع هذه "القوات" على المحك، ويطرح استفهامات حول شرعيتها وغاياتها، ومن تخدم هذه الرُتب والدفعات؟! وهل ولاؤها وانتماؤها للوطن وقضاياه المركزية وللشعب الفلسطيني، أم لجهاتٍ أخرى وقوات أخرى؟

أنصح الأجهزة الأمنية وقيادتها بالانتباه قبل فوات الأوان، فشعبنا الفلسطيني له خطوط حمراء وقد تجاوزوها، فالضفة الغربية لن تبقى رهينةً في أيديهم والاعتداء المتكرر على أهالي وزوجات وأمهات الأسرى والعربدة على الرموز الوطنية يعجل من زوالهم ويحشرهم في زاويةٍ واحدةٍ مع الاحتلال.

موقف القوى الوطنية المختلفة هزيلٌ وباهت بل مشجع للأمن على التمادي، ولو تكاتفت ووقفت وقفةً واحدة متمسكة بالحد الأدنى من قضايانا الوطنية لتغيرت معادلة الأسرى في السجون، إلا أن المحزن هو المشاركة الضعيفة لهذه القوى في الفعاليات، ويزيد الطين بلة صمتها المريب أمام الحماقات الأمنية.

من المعروف أن الانتفاضة الأولى اشتعلت بسبب اغتيال العمال بمقطورة مستوطن، والانتفاضة الثانية انطلقت بعيد انتهاك حرمة المسجد الأقصى، وعلى ما يبدو فإن حراك اليوم وقضية الأسرى ستكون مقدمةً للانتفاضة الثالثة في الضفة وقطاع غزة، وما بدأ في الخليل وطولكرم ورام الله وجنين وغزة لن يهدأ إلا بعلاج قضية الأسرى ونيلهم حريتهم.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية