فضيحة غولدستون
بقلم: أ. وائل عبد الرزاق المناعمة
ما يثار هذه الأيام من فضيحة تأجيل مناقشة تقرير القاضي الأممي غولدستون بطلب من ممثل قيادة سلطة رام الله في جنيف خشية إدانة ارتكاب إسرائيل جرائم حرب في قطاع غزة أثناء الحرب البربرية الأخيرة ليكشف الوجه البشع لهذه القيادة التي تدعي تمثيلها للشعب الفلسطيني، ويؤكد ما ذهب إليه محايدون ومستقلون عرباً وعجماً غيورون على القضية الفلسطينية أن سلطة أوسلو ما هي إلا حفنة من المرتزقة تاجرت بالقضية واتخذتها وسيلة لجمع الأموال ونهب خيرات الشعب الفلسطيني بتواطؤ واضح مع العدو الصهيوني الذي سخر لهم جميع الإمكانات، وأتاح لهم التسهيلات ليقوموا بهذا الدور المفضوح
.إن ما حدث من فضيحة لم يشهد لها العالم مثيلاً حيث يدافع ممثل الضحية عن الجلاد ويبرر له جرائمه، ليؤكد ما صرح به قادة صهاينة في المستويين العسكري والسياسي أن الحرب على غزة كانت بتحريض واضح من قيادات بارزة في سلطة رام الله، بل وساهمت هذه القيادة في تزويد العدو بمعلومات أمنية وتحديد مواقع لأهداف ليتم استهدافها أثناء الحرب، وهو ما كشفت عنه التحقيقات مع بعض منتسبي الأجهزة الأمنية التابعة لسلطة عباس فياض، واستمرت الجريمة بطلب واضح من قيادة أوسلو بعدم وقف الحرب على غزة حتى تكون هناك فرصة لعودتهم إلى القطاع على ظهر دبابة صهيونية، وهو ما لم يحدث بفضل الله تعالى ثم بوحدة شعبنا وتماسكه والتفافه حول حكومته التي اختارها
.اعتقد أن الجريمة الأكبر من تلك الفضيحة لهذه القيادة غير الشرعية في رام الله مساهمتها بما لا يدع مجالاً للشك في قتل المئات من الأطفال والنساء والشيوخ في قطاع غزة، عدا عن تدمير مئات البيوت والمدارس والمساجد والجامعات، وهي جريمة كفيلة بسحب البساط والشرعية من تحت أقدامها وإخراجها من دائرة القيادة الفلسطينية، وأمانة تمثيل ولو جزء صغير من أبناء الشعب الفلسطيني، ليتم إخضاعها للتحقيق والمساءلة من أبناء هذا الشعب للتخلص من هذه الزمرة التي عاثت فساداً وأفسدت كل ما وصلته أيديها، ليتمكن شعبنا من اختيار قيادته الوطنية التي تحمل همومه وتدافع عن كرامته وتحمي حلمه المشروع في تحرير فلسطين وإقامة دولته المنشودة على كامل ترابها وعاصمتها القدس شرقيها وغربيها دون تفريط أو أنصاف حلول أو مهادنة ومهاودة مع العدو المحتل
.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية