فعالية المقاومة
د.عصام عدوان
وقع العالم الإسلامي في قبضة الاستعمار بسبب عدم فعّالية المسلمين، وبسبب فعّالية المستعمِرين، تماماً كما لو أن صبياً قاد رجلاً كبيراً مسلوب الإرادة والفعالية، فلا يُلام الصبي بل نعْمد إلى الرجل نحاول إعادة الإرادة المسلوبة إليه، وحينها سيتصرف هو مع الصبي بالشكل المناسب.
والفعالية – كما يقول المفكر الإسلامي مالك بن نبي - تتكون من دوافع القلب (الروح)، ومبررات وتوجيهات العقل، وحركات اليد والأعضاء، فتعطينا طاقة اجتماعية متوترة (أي مفَعَّلة)، وعندما يفقد الفرد أو المجتمع هذا التوتر فهو علامة على فقدانه مبررات نشاطه (أوامر وتوجيهات عليا، ربانية مثلاً) وفقدانه الطاقة الاجتماعية الإيجابية.
وهو يرى أن الفكرة الإسلامية غير مفَعَّلة ويجب تفعيلها بدل تقليد الغرب. فالتغيير الحقيقي الذي طرأ على الأمة إبان تأسيس حضارتها الإسلامية، إنما نشأ عن الفكرة الدينية التي صُبغ بها المسلمون صِبغة جديدة. فعندما نزل القرآن الكريم على الجيل الأول, اكتسب المسلمون الطاقات الحيوية أو الفعّالية, بحيث لم يعودوا يعرفون المستحيل، فنهضوا وبنوا وأسسوا حضارة فريدة في زمن وجيز. ويقول بن نبي:" إن الفكرة الدينية تحدث تغييرها حتى في سَمْت الفرد ومظاهره, حين تغير من نفسه".
إن المقاومة الفلسطينية لا يمكنها أن تكون فعّالة ومؤثِّرة وفريدة إلا إذا التزمت بالفكرة الإسلامية التي كانت نبع حضارتها الفريدة. نحن وإن كنا مسلمين، إلا إننا غير ملتزمين بشكل حقيقي بالإسلام وتعاليمه، وهذا يُفقدنا القدرة على التأثير، ويجعلنا هملاً غير فعّالين.
إن أحد أهم ما ينقص المسلمين في عالمنا اليوم، هو الفعّالية. والتي تعني ضمن معانيها: الالتزام التام بتعاليم الإسلام، ومن أهمها: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وهو واجب له فقهه الخاص الذي يبدأ بأعمال النفس والنوايا، وينتهي بالجهاد.
ونحن عندما نستعرض أحوال أمتنا الإسلامية، نلمس بسهولة ويُسر حالة خمولها وعدم فعّاليتها، وما يحصل للمسلمين في سوريا دليل واضح على أمة رخوة، كعملاق مخمور لا يقوى على فعل شيء ولا على درء المفاسد عن نفسه.
لقد أثبتت المقاومة الإسلامية في فلسطين حيويتها وفعّاليتها في محطات عِدّة، بدءاً من قدرتها على طرد الاحتلال من قطاع غزة، مروراً بالقضاء على بؤر الفلتان الأمني، وبرد العدوان على غزة. ولكنها بحاجة لمزيد من التوتر والفعّالية لتتصدى للصعوبات والمكائد التي تعترض طريقها، بدءاً بالحصار المفروض على غزة، وأزمة الكهرباء المزمنة، ومعبر رفح البري المغلق باستثناء أوقات محدودة، ومواجهة الإشاعات الممنهجة التي تستهدف فلسطين، وغزة، وحركة المقاومة.
إن المقاومة الإسلامية في غزة مدعوة لفعل حيوي فعّال أكثر من أي وقت مضى لمواجهة التحديات الجديدة، ومنها:
• يجب وضع حل نهائي وجذري لمشكلة الكهرباء في غزة.
• يجب فتح معبر رفح بشكل نهائي وكامل ومستمر أمام الأفراد والبضائع، والانتهاء من الحالة القائمة مرةً وإلى الأبد.
• يجب تأديب مروجي الإشاعات المغرضة التي تسمم أجواء العمل الفلسطيني المقاوٍم. وإن الذي استطاع اقتحام المواقع الإلكترونية للعدو، وحتى فضائياته وإذاعاته، لقادر على التصدي بفعالية للإعلام المأجور.
• يجب عدم الاستسلام لحالة الحصار البحري الذي تفرضه دولة العدو على قطاع غزة. فتكاد المقاومة في هذا المجال لا تُذكر.
هذه نماذج من التحديات التي تواجه المقاومة، وتستدعي فعّالية غير عادية تتناسب مع اسم الإسلام العظيم الذي تتبناه هذه المقاومة.
د.عصام عدوان
وقع العالم الإسلامي في قبضة الاستعمار بسبب عدم فعّالية المسلمين، وبسبب فعّالية المستعمِرين، تماماً كما لو أن صبياً قاد رجلاً كبيراً مسلوب الإرادة والفعالية، فلا يُلام الصبي بل نعْمد إلى الرجل نحاول إعادة الإرادة المسلوبة إليه، وحينها سيتصرف هو مع الصبي بالشكل المناسب.
والفعالية – كما يقول المفكر الإسلامي مالك بن نبي - تتكون من دوافع القلب (الروح)، ومبررات وتوجيهات العقل، وحركات اليد والأعضاء، فتعطينا طاقة اجتماعية متوترة (أي مفَعَّلة)، وعندما يفقد الفرد أو المجتمع هذا التوتر فهو علامة على فقدانه مبررات نشاطه (أوامر وتوجيهات عليا، ربانية مثلاً) وفقدانه الطاقة الاجتماعية الإيجابية.
وهو يرى أن الفكرة الإسلامية غير مفَعَّلة ويجب تفعيلها بدل تقليد الغرب. فالتغيير الحقيقي الذي طرأ على الأمة إبان تأسيس حضارتها الإسلامية، إنما نشأ عن الفكرة الدينية التي صُبغ بها المسلمون صِبغة جديدة. فعندما نزل القرآن الكريم على الجيل الأول, اكتسب المسلمون الطاقات الحيوية أو الفعّالية, بحيث لم يعودوا يعرفون المستحيل، فنهضوا وبنوا وأسسوا حضارة فريدة في زمن وجيز. ويقول بن نبي:" إن الفكرة الدينية تحدث تغييرها حتى في سَمْت الفرد ومظاهره, حين تغير من نفسه".
إن المقاومة الفلسطينية لا يمكنها أن تكون فعّالة ومؤثِّرة وفريدة إلا إذا التزمت بالفكرة الإسلامية التي كانت نبع حضارتها الفريدة. نحن وإن كنا مسلمين، إلا إننا غير ملتزمين بشكل حقيقي بالإسلام وتعاليمه، وهذا يُفقدنا القدرة على التأثير، ويجعلنا هملاً غير فعّالين.
إن أحد أهم ما ينقص المسلمين في عالمنا اليوم، هو الفعّالية. والتي تعني ضمن معانيها: الالتزام التام بتعاليم الإسلام، ومن أهمها: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وهو واجب له فقهه الخاص الذي يبدأ بأعمال النفس والنوايا، وينتهي بالجهاد.
ونحن عندما نستعرض أحوال أمتنا الإسلامية، نلمس بسهولة ويُسر حالة خمولها وعدم فعّاليتها، وما يحصل للمسلمين في سوريا دليل واضح على أمة رخوة، كعملاق مخمور لا يقوى على فعل شيء ولا على درء المفاسد عن نفسه.
لقد أثبتت المقاومة الإسلامية في فلسطين حيويتها وفعّاليتها في محطات عِدّة، بدءاً من قدرتها على طرد الاحتلال من قطاع غزة، مروراً بالقضاء على بؤر الفلتان الأمني، وبرد العدوان على غزة. ولكنها بحاجة لمزيد من التوتر والفعّالية لتتصدى للصعوبات والمكائد التي تعترض طريقها، بدءاً بالحصار المفروض على غزة، وأزمة الكهرباء المزمنة، ومعبر رفح البري المغلق باستثناء أوقات محدودة، ومواجهة الإشاعات الممنهجة التي تستهدف فلسطين، وغزة، وحركة المقاومة.
إن المقاومة الإسلامية في غزة مدعوة لفعل حيوي فعّال أكثر من أي وقت مضى لمواجهة التحديات الجديدة، ومنها:
• يجب وضع حل نهائي وجذري لمشكلة الكهرباء في غزة.
• يجب فتح معبر رفح بشكل نهائي وكامل ومستمر أمام الأفراد والبضائع، والانتهاء من الحالة القائمة مرةً وإلى الأبد.
• يجب تأديب مروجي الإشاعات المغرضة التي تسمم أجواء العمل الفلسطيني المقاوٍم. وإن الذي استطاع اقتحام المواقع الإلكترونية للعدو، وحتى فضائياته وإذاعاته، لقادر على التصدي بفعالية للإعلام المأجور.
• يجب عدم الاستسلام لحالة الحصار البحري الذي تفرضه دولة العدو على قطاع غزة. فتكاد المقاومة في هذا المجال لا تُذكر.
هذه نماذج من التحديات التي تواجه المقاومة، وتستدعي فعّالية غير عادية تتناسب مع اسم الإسلام العظيم الذي تتبناه هذه المقاومة.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية