فلسطين ستبقى وفية ... بقلم د . أحمد محمد الأشقر

فلسطين ستبقى وفية ... بقلم د . أحمد محمد الأشقر

الأحد 25 يوليو 2010

فلسطين ستبقى وفية ... بقلم د . أحمد محمد الأشقر



عضو اللجنة السياسية لحركة المقاومة الشعبية



حروفك وطني ما بين الفؤاد و نور العين , و لغتها حديث ساكني الفردوس , دروبها دروب العزة , و نشيدها نشيد الحرية.


هي فلسطين التي ما فتأت تقدم من خيرة رجالاتها و أبنائها , يأبى فيها الرجال إلا و أن يرووا ثراها بدمائهم و بجدهم و اجتهادهم.


فلسطين اليوم – وكما فى كل يوم – تستذكر رمزا من رموزها و أسدا مقداما من أسودها و علما شامخا من أعلامها , تستذكر الشهيد الشيخ الجليل صلاح شحادة " أبو مصطفى " , القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام و الذى استشهد فى مثل هذا اليوم 23/7/2002 حينما أقدمت طائرات الغدر على استهدافه و مرافقه و أسرته فى حي الدرج بغزة بعد منتصف الليل و قبل بزوغ فجر ذلك اليوم. عقدت غرفة العمليات الصهيونية و جاءوا بأمهر رجال سلاح إرهابهم و قالوا له : ستقصف هدفا يرفع (دولتنا) الى عنان السماء , وبعد تحديد الهدف قالوا له : الهدف جاهز إقصف! فرد عليهم : أنه مكان مأهول بالسكان! فقالوا له : لا تكترث بذلك ففيه مبتغانا و مرادنا!!! ارتكبوا مجزرة بشعة راح ضحيتها 18 شهيد و عشرات الجرحى و هدمت قنبلتهم التي تزن طنا من المتفجرات مربعا سكنيا كاملا! لكن تحقق أيضا مراد شيخنا و مرافقه "أبو حماس" حيث كان يقول له : أمنيتي أخي أبو مصطفى أن نقصف معا وأن نذوب فى سبيل الله و ألا يجدوا لنا أثرا... الله الله كم هم رجال أخلصوا و باعوا لله عز و جل و الله اشترى , نعم لقد ربح البيع و هنيئا لكم اخوانى تلك التجارة.


أذكر الشيخ من أوائل الرجال الذين دعوا الى الله و ذكروا الناس بالعودة لربهم فى أوائل السبعينيات حينما كان الجميع يلهو و يلعب بعيدا عن ذكر الله , و أذكر أن زوجته الكريمة(أم مصطفى)من أوائل خنساوات فلسطين اللواتي ارتدين النقاب , و أذكر أن الشيخ عندما سجن فى بداية الانتفاضة الأولى التقى ببعض إخوانه فى سجن غزة المركزي و قال لهم : لا تنتظروني و ليفعل كل واحد ما بوسعه لقهر بني صهيون , فالعمل لله و الوطن لا يحتاج إذنا مسبقا من أحد , فكانت بعدها أولى التكوينات و نواة الكتائب , و أذكر أن الشيخ كان يقف كتفا بكتف مع الشيخ إسماعيل أبو القمصان(الأمين العام للمقاومة الشعبية) يمده بالمال و السلاح وكل أنواع الدعم اللوجيستى ليخلق حالة شعبية من الكفاح المسلح , وأذكر أن الشيخ أمر رجاله و جنوده بعدم الانصياع للميلشيات الأوسلوية الأمنية بتسليم أسلحتهم عندما اشتعلت جذوة انتفاضة الأقصى.


و أذكر أن فلسطين وفية و ستبقى وفية لدماء أبنائها و قادتها , فهم تاريخ مشرق و طريق مزدان بأسمى لوحات العز و الفخار.


لن يموت هؤلاء الرجال لأن الله عز و جل قد أبلغنا بأن الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون , و لأن ذكرهم لا يفارق ألسنتنا و أقلامنا فهم لا يموتون , ولأننا على العهد ما حيينا فهم لا يموتون.


و أذكر أن فلسطين وفية لأنها فى أبهج أيامها و هي تحتفل بتكريم أبنائها ممن تفوقوا فى امتحانات الثانوية العامة لم تنس شهداء أسطول الحرية و لم تنس تركيا , لم تنس هؤلاء الرجال الذين امتزجت دماؤهم بمياه غزة المحاصرة لترسو على شواطئها رغم أنف الحاقدين.


لأنها فلسطين و لأن حكومتها وفية و شعبها معطاء يأبى إلا و أن يقدم فى كافة المجالات و أن يبدع فى كل الميادين ... فى الصمود و التحدي , فى كشف المؤامرات , فى سحق المتخاذلين , فى قهر الحصار , فى كسر أنف الصهاينة و فضح أربابهم , فى التعالى على الجراح و توحيد الفرحة و العمرة ما بين الضفة و غزة.


و لأنها فلسطين لا تقبل إلا الرجال و لا تحب إلا الأبطال خرجت أفواج الناجحين من بين ثنايا الألم و الأمل , فالأولى " نور " أبت إلا و أن تكسر تلك الخلايا العفنة والتى خطفت مهجة فؤادها الأم الغالية , صدحت بأعلى صوتها :



إذا الشعب يوما أراد الحياة ........................ فلا بد(لإسرائيل) أن تنكسر



و ها هم أبناء الشهداء عياش و عوض الله و منصور و صيام و غيرهم كثر أبوا إلا و أن يهزموا عتمة سماء غزة و ظلام المحتلين في الضفة ليتقدموا صفوف الناجحين و يعلنوا النجاح و الفلاح على طريق آبائهم.


نعم لأنها فلسطين لا تنسى شهدائها و لا تنسى أبناء شهدائها و لا تنسى من ركب أمواج البحر المتلاطم ليكسر الحصار و يزيح الظلم عن أهل غزة العزة.


أحسدكم حسدا طيبا أنكم أبناء هذا الوطن , و أبارك لكم أيها الشهداء من فلسطين و تركيا.


أبارك للناجحين في غزة الأبية و في ضفة العياش و طوالبة.


أبارك لك يا شيخي و حبيبي و معلمى و قائدى و قدوتي أحمد ياسين على هذا الغرس الطيب
فوالله لو كان غرسك هنية فقط لكفى !!!
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية