فلسطين ستبقى وفية ... بقلم د . أحمد محمد الأشقر
عضو اللجنة السياسية لحركة المقاومة الشعبية
حروفك وطني ما بين الفؤاد و نور العين , و لغتها حديث ساكني الفردوس , دروبها دروب العزة , و نشيدها نشيد الحرية.
هي فلسطين التي ما فتأت تقدم من خيرة رجالاتها و أبنائها , يأبى فيها الرجال إلا و أن يرووا ثراها بدمائهم و بجدهم و اجتهادهم.
فلسطين اليوم – وكما فى كل يوم – تستذكر رمزا من رموزها و أسدا مقداما من أسودها و علما شامخا من أعلامها , تستذكر الشهيد الشيخ الجليل صلاح شحادة " أبو مصطفى " , القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام و الذى استشهد فى مثل هذا اليوم 23/7/2002 حينما أقدمت طائرات الغدر على استهدافه و مرافقه و أسرته فى حي الدرج بغزة بعد منتصف الليل و قبل بزوغ فجر ذلك اليوم. عقدت غرفة العمليات الصهيونية و جاءوا بأمهر رجال سلاح إرهابهم و قالوا له : ستقصف هدفا يرفع (دولتنا) الى عنان السماء , وبعد تحديد الهدف قالوا له : الهدف جاهز إقصف! فرد عليهم : أنه مكان مأهول بالسكان! فقالوا له : لا تكترث بذلك ففيه مبتغانا و مرادنا!!! ارتكبوا مجزرة بشعة راح ضحيتها 18 شهيد و عشرات الجرحى و هدمت قنبلتهم التي تزن طنا من المتفجرات مربعا سكنيا كاملا! لكن تحقق أيضا مراد شيخنا و مرافقه "أبو حماس" حيث كان يقول له : أمنيتي أخي أبو مصطفى أن نقصف معا وأن نذوب فى سبيل الله و ألا يجدوا لنا أثرا... الله الله كم هم رجال أخلصوا و باعوا لله عز و جل و الله اشترى , نعم لقد ربح البيع و هنيئا لكم اخوانى تلك التجارة.
أذكر الشيخ من أوائل الرجال الذين دعوا الى الله و ذكروا الناس بالعودة لربهم فى أوائل السبعينيات حينما كان الجميع يلهو و يلعب بعيدا عن ذكر الله , و أذكر أن زوجته الكريمة(أم مصطفى)من أوائل خنساوات فلسطين اللواتي ارتدين النقاب , و أذكر أن الشيخ عندما سجن فى بداية الانتفاضة الأولى التقى ببعض إخوانه فى سجن غزة المركزي و قال لهم : لا تنتظروني و ليفعل كل واحد ما بوسعه لقهر بني صهيون , فالعمل لله و الوطن لا يحتاج إذنا مسبقا من أحد , فكانت بعدها أولى التكوينات و نواة الكتائب , و أذكر أن الشيخ كان يقف كتفا بكتف مع الشيخ إسماعيل أبو القمصان(الأمين العام للمقاومة الشعبية) يمده بالمال و السلاح وكل أنواع الدعم اللوجيستى ليخلق حالة شعبية من الكفاح المسلح , وأذكر أن الشيخ أمر رجاله و جنوده بعدم الانصياع للميلشيات الأوسلوية الأمنية بتسليم أسلحتهم عندما اشتعلت جذوة انتفاضة الأقصى.
و أذكر أن فلسطين وفية و ستبقى وفية لدماء أبنائها و قادتها , فهم تاريخ مشرق و طريق مزدان بأسمى لوحات العز و الفخار.
لن يموت هؤلاء الرجال لأن الله عز و جل قد أبلغنا بأن الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون , و لأن ذكرهم لا يفارق ألسنتنا و أقلامنا فهم لا يموتون , ولأننا على العهد ما حيينا فهم لا يموتون.
و أذكر أن فلسطين وفية لأنها فى أبهج أيامها و هي تحتفل بتكريم أبنائها ممن تفوقوا فى امتحانات الثانوية العامة لم تنس شهداء أسطول الحرية و لم تنس تركيا , لم تنس هؤلاء الرجال الذين امتزجت دماؤهم بمياه غزة المحاصرة لترسو على شواطئها رغم أنف الحاقدين.
لأنها فلسطين و لأن حكومتها وفية و شعبها معطاء يأبى إلا و أن يقدم فى كافة المجالات و أن يبدع فى كل الميادين ... فى الصمود و التحدي , فى كشف المؤامرات , فى سحق المتخاذلين , فى قهر الحصار , فى كسر أنف الصهاينة و فضح أربابهم , فى التعالى على الجراح و توحيد الفرحة و العمرة ما بين الضفة و غزة.
و لأنها فلسطين لا تقبل إلا الرجال و لا تحب إلا الأبطال خرجت أفواج الناجحين من بين ثنايا الألم و الأمل , فالأولى " نور " أبت إلا و أن تكسر تلك الخلايا العفنة والتى خطفت مهجة فؤادها الأم الغالية , صدحت بأعلى صوتها :
إذا الشعب يوما أراد الحياة ........................ فلا بد(لإسرائيل) أن تنكسر
و ها هم أبناء الشهداء عياش و عوض الله و منصور و صيام و غيرهم كثر أبوا إلا و أن يهزموا عتمة سماء غزة و ظلام المحتلين في الضفة ليتقدموا صفوف الناجحين و يعلنوا النجاح و الفلاح على طريق آبائهم.
نعم لأنها فلسطين لا تنسى شهدائها و لا تنسى أبناء شهدائها و لا تنسى من ركب أمواج البحر المتلاطم ليكسر الحصار و يزيح الظلم عن أهل غزة العزة.
أحسدكم حسدا طيبا أنكم أبناء هذا الوطن , و أبارك لكم أيها الشهداء من فلسطين و تركيا.
أبارك للناجحين في غزة الأبية و في ضفة العياش و طوالبة.
أبارك لك يا شيخي و حبيبي و معلمى و قائدى و قدوتي أحمد ياسين على هذا الغرس الطيب
فوالله لو كان غرسك هنية فقط لكفى !!!
فوالله لو كان غرسك هنية فقط لكفى !!!
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية