فلسطين من أعداء ثورات الشعوب براء
عزالدين أحمد إبراهيم
هناك قوى وتيارات سياسية عربية تعاملت مع الربيع العربي بصفته "مولد" سعت لركوب موجته، وحاولت الاستفادة منه، وعندما أدركت أنها خرجت منه «بلا حمّص»، وأن الشعوب لفظتها قديماً قبل عقود، قبل أن تلفظ طواغيت حكمتها لعقود، انقلبت عليها وأطلقت الاتهامات والصفات ضدها، ليس ابتداء بالمتآمرين وليس انتهاء بعملاء الغرب.
بعض التيارات والقوى السياسية العربية فضلت زواجاً كاثوليكياً مع أنظمة ثارت شعوبها ضدها وتصرّ على الالتصاق بها، حتى اذا انهار واحد منها التصقت بآخر، بل إن قوى سياسية معينة ضحّت بقليل من رصيد شعبي، واختارت الانحياز للظالم لحسابات حزبية أو طائفية، من باب أنصر أخاك ظالماً أو ظالماً!
هذه التيارات فوّتت فرصاً سانحة بأن تضعها الشعوب على رأسها، فيما لو احترمت مبادئ الحرية والعدالة التي خرجت الشعوب من أجلها ضد حكامها، والتي رفعتها قديماً وحديثاً في مناسبات عدّة قبل أن تصطدم بمصالحها ومصالح حلفائها الإقليميين.
الأكثر مرارة من كل ما سبق، أن بعض هذه القوى سارعت إلى اجراء مقابلة خبيثة بين ثورة الشعوب وحقها في الحرية، وبين نصرة القضية الفلسطينية، كأن الانتصار لفلسطين لا يمرّ إلا عبر قمع الشعوب وتكميم أفواهها، وكأن تحرير الأقصى لا يتم الا بشعوب مقهورة جائعة للكرامة قبل أن تكون جائعة للخبز، وكأن تحرير فلسطين لا يتحقق إلا بدماء آلاف النساء والأطفال ممن قتلتهم جيوش الممانعة المزعومة.
قضية فلسطين هي قضية كرامة وحرية في الأساس.. كرامة شعب يرفض الاحتلال ويسعى لنيل حريته استقلاله والدفاع عن مقدساته، والانتصار لها لا يكون بالوقوف مع أنظمة حكمت شعوبها بالحديد والنار وباجهزة أمنية وأفرعها الإجرامية التي تسمّت كذباً باسم فلسطين والقدس.
لعقود مضت حكمت هذه الأنظمة شعوبها قهراً باسم فلسطين، وأغرقت شعوبها جهلاً وتأخراً باسم فلسطين، وكما قال محمد الماغوط "من كثرة الطرق التي أصبحت تؤدي إلى فلسطين صارت القضية في حاجة إلى إدارة مرور"، ومع ذلك صمتت هذه الشعوب المسكينة، وابتلعت صراخها، وتحملت القمع والقهر لعقود ، كُرمى لعيون فلسطين وحباً بها، فلا تزايدوا عليها في حب فلسطين ومركزية قضيتها.
الشعوب اكثر التصاقاً بفلسطين منكم، ولا تلبث أن تنهض بعد ثوراتها على فساد أنظمة تدعمونها حتى تضبط بوصلتها تجاه هذه القضية، فقضية فلسطين ليست سيفاً تذبحون به متى شئتم وتغمدونه متى شئتم، بل هي بالنسبة لها عقيدة لا تباع ولا تشرى، بل أضحت بالنسبة لهم مصدر إلهام في السعي للحرية.
نحو ثلاثة أعوام على بداية أحداث الربيع العربي، كفيلة بأن تدفع من يحترم نفسه وتاريخه من القوى السياسية العربية التي ما زالت تراهن على أنظمة كانت وما زالت مقاومتها مجرّد شعارات، بأن تنحاز الى شعوب رأيناها حاضرة في كل محطة من محطات نضال الشعب الفلسطيني عملاً لا قولاً فقط.
الربيع العربي والقضية الفلسطنية وجهان لعملة واحدة، هي الحرية والكرامة الانسانية، ومحاولة البعض وضعهما في مسارين متناقضين، محكوم عليها بالفشل، وتحقيق الشعوب آمالها وتطلعاتها يمهد الطريق إلى تحرير المقدسات، والجيش الذي تحتاجه فلسطين عماده الأحرار وليس العبيد
عزالدين أحمد إبراهيم
هناك قوى وتيارات سياسية عربية تعاملت مع الربيع العربي بصفته "مولد" سعت لركوب موجته، وحاولت الاستفادة منه، وعندما أدركت أنها خرجت منه «بلا حمّص»، وأن الشعوب لفظتها قديماً قبل عقود، قبل أن تلفظ طواغيت حكمتها لعقود، انقلبت عليها وأطلقت الاتهامات والصفات ضدها، ليس ابتداء بالمتآمرين وليس انتهاء بعملاء الغرب.
بعض التيارات والقوى السياسية العربية فضلت زواجاً كاثوليكياً مع أنظمة ثارت شعوبها ضدها وتصرّ على الالتصاق بها، حتى اذا انهار واحد منها التصقت بآخر، بل إن قوى سياسية معينة ضحّت بقليل من رصيد شعبي، واختارت الانحياز للظالم لحسابات حزبية أو طائفية، من باب أنصر أخاك ظالماً أو ظالماً!
هذه التيارات فوّتت فرصاً سانحة بأن تضعها الشعوب على رأسها، فيما لو احترمت مبادئ الحرية والعدالة التي خرجت الشعوب من أجلها ضد حكامها، والتي رفعتها قديماً وحديثاً في مناسبات عدّة قبل أن تصطدم بمصالحها ومصالح حلفائها الإقليميين.
الأكثر مرارة من كل ما سبق، أن بعض هذه القوى سارعت إلى اجراء مقابلة خبيثة بين ثورة الشعوب وحقها في الحرية، وبين نصرة القضية الفلسطينية، كأن الانتصار لفلسطين لا يمرّ إلا عبر قمع الشعوب وتكميم أفواهها، وكأن تحرير الأقصى لا يتم الا بشعوب مقهورة جائعة للكرامة قبل أن تكون جائعة للخبز، وكأن تحرير فلسطين لا يتحقق إلا بدماء آلاف النساء والأطفال ممن قتلتهم جيوش الممانعة المزعومة.
قضية فلسطين هي قضية كرامة وحرية في الأساس.. كرامة شعب يرفض الاحتلال ويسعى لنيل حريته استقلاله والدفاع عن مقدساته، والانتصار لها لا يكون بالوقوف مع أنظمة حكمت شعوبها بالحديد والنار وباجهزة أمنية وأفرعها الإجرامية التي تسمّت كذباً باسم فلسطين والقدس.
لعقود مضت حكمت هذه الأنظمة شعوبها قهراً باسم فلسطين، وأغرقت شعوبها جهلاً وتأخراً باسم فلسطين، وكما قال محمد الماغوط "من كثرة الطرق التي أصبحت تؤدي إلى فلسطين صارت القضية في حاجة إلى إدارة مرور"، ومع ذلك صمتت هذه الشعوب المسكينة، وابتلعت صراخها، وتحملت القمع والقهر لعقود ، كُرمى لعيون فلسطين وحباً بها، فلا تزايدوا عليها في حب فلسطين ومركزية قضيتها.
الشعوب اكثر التصاقاً بفلسطين منكم، ولا تلبث أن تنهض بعد ثوراتها على فساد أنظمة تدعمونها حتى تضبط بوصلتها تجاه هذه القضية، فقضية فلسطين ليست سيفاً تذبحون به متى شئتم وتغمدونه متى شئتم، بل هي بالنسبة لها عقيدة لا تباع ولا تشرى، بل أضحت بالنسبة لهم مصدر إلهام في السعي للحرية.
نحو ثلاثة أعوام على بداية أحداث الربيع العربي، كفيلة بأن تدفع من يحترم نفسه وتاريخه من القوى السياسية العربية التي ما زالت تراهن على أنظمة كانت وما زالت مقاومتها مجرّد شعارات، بأن تنحاز الى شعوب رأيناها حاضرة في كل محطة من محطات نضال الشعب الفلسطيني عملاً لا قولاً فقط.
الربيع العربي والقضية الفلسطنية وجهان لعملة واحدة، هي الحرية والكرامة الانسانية، ومحاولة البعض وضعهما في مسارين متناقضين، محكوم عليها بالفشل، وتحقيق الشعوب آمالها وتطلعاتها يمهد الطريق إلى تحرير المقدسات، والجيش الذي تحتاجه فلسطين عماده الأحرار وليس العبيد
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية