فوبيا حماس تنتاب وجدان عباس ... بقلم :مصطفى الصواف

الأربعاء 19 سبتمبر 2012

فوبيا حماس تنتاب وجدان عباس

مصطفى الصواف

حالة من الرعب والخوف تنتاب الأجهزة الأمنية التابعة لحركة فتح ومحمود عباس في الضفة الغربية خاصة بعد الأحداث الأخيرة التي جرت فيها رغم أن جزءا كبيرا منها جرى تحت إشراف ومتابعة وتنفيذ من الأجهزة الأمنية، إلا أنها كشفت عن حجم الغضب والاحتقان في الشارع الفلسطيني كادت أن تفلت من بين أيدي من صنعها في اللحظات الأخيرة ؛ ولكنها أسست لمرحلة جديدة ولواقع جديد ستكون عليه الضفة مع قادم الأيام.

حملة الاعتقالات التي قامت بها السلطة في صفوف أنصار الحركة الإسلامية ( حماس ) في الساعات القليلة الماضية تكشف عن حالة من الرعب والخوف أصابت صانع القرار في الضفة الغربية، وبات عباس يعاني من حالة مرضية يمكن أن نطلق عليها ( فوبيا حماس ) ونعتقد أن هذه الحملة التي شملت جزءاً كبيراً من الأسرى المحررين من سجون الاحتلال وبعض القيادات الميدانية والدعوية وعلى رأس ذلك مدير مركز أحرار الأستاذ فؤد الخفش والذي انبرى دفاعا عن الأسرى ونقل معاناتهم والدفاع عنهم، دليل واضح على حالة التخبط.

هذه الحملة التي جرت بالضفة الغربية مردها إلى أسباب عدة وتأتي كنوع من الضربة الاستباقية بنيت على معلومات حصل عليها عباس من الجانب الإسرائيلي خاصة في أعقاب ما صرح به نتنياهو من أن دعم (إسرائيل) للسلطة حتى لا تنهار وتأتي حماس لحكم الضفة، سياسة تخوف تنتهجها (إسرائيل) خدمة لمصالحها ويقع فيها الرجل بشكل سريع، ونرى أن عباس استعجل في قطف الثمار وان واحدة من هذه الثمار الفجة علقت في حلقه الرجل وبات يتخبط ولا يدري ما يقوم به.

ومن الأسباب التي نرى أنها جعلت عباس يقوم بهذه الحملة المجنونة من اعتقالات:

1- زيارة رئيس الوزراء إسماعيل هنية لمصر واستقباله بطريقة رسمية من قبل رئيس الوزراء المصري هشام قنديل الأمر الذي أزعج عباس كثيرا لدرجة انه استدعى السفير المصري ياسر عثمان وقدم رسالة احتجاج للقيادة المصرية، وعلى ما يبدو أن اللقاء الأخير الذي جمع عباس مع الرئيس المصري محمد مرسي لم يكن ايجابيا ولمح عباس في خطابة الأخير عندما تحدث عن موقف بعض العواصم العربية على أنها تقف على مسافة واحدة من الكل الفلسطيني وهنا كان المقصود الموقف المصري، كما أن عباس يريد أن يوجه رسالة إلى الحكومة المصرية تؤكد على أنه لا يريد مصالحة ترعاها مصر في ظل المساواة بينه وبين القوى الفلسطينية وتحديدا حماس.

2- أحداث الضفة الغربية وما تبعها من اتساع للاحتجاجات كادت تخرجها عن نطاق السيطرة المرسومة لها وكان إصبع الاتهام موجه إلى حماس وما تحدثت به السلطة وحركة فتح عن خلية أزمة من قبل حماس لتصيد الأمور تجاه السلطة، وأكد هذا الشعور ما تحدث به نتنياهو من دعم للسلطة حتى لا تأتي حماس إلى الضفة الغربية، ويبدو أن الاحتلال كعادته للحفاظ على مصالحه يحاول التخويف من حماس، وما حدث في الخليل ونابلس واتهام عناصر من حماس في إشعال الأمور جعل الخوف أكبر على السلطة من قبل الاحتلال وزاد في خوف السلطة من حماس.

3- نتائج انتخابات قطاع الموظفين بوكالة الغوث ( الانروا ) وفوز القائمة المهنية المحسوبة على الحركة الإسلامية بغالبية المقاعد ومشاركة أكثر من 90% ممن يحق لهم حق الاقتراع رغم مقاطعة فتح لها ودعمها لتحالف الجهاد واليسار والذي لم يحصل إلا على مقعدين من أصل 25 مقعدا، وهذا زاد من حالة القلق لمحمود عباس وحركة فتح التي ظنت أنها بالإمكان أن تقضي على حماس أو تضعف شعبيتها، وهذه النتائج حمل رسالة تهديد عباس وفتح في الضفة الغربية رغم أنها جرت هنا في قطاع غزة ؛ ولكن سيكون لها انعكاسات على الضفة الغربية التي باتت أكثر كرها لعباس وفتح والسلطة.

من المتوقع أن تزداد شراسة الاعتقالات ضد العناصر القريبة أو المؤيدة لحركة حماس في الأيام القادمة، وان هذه الحملة المتجددة والواسعة ستزيد الأمور تعقيدا ولن تقدم حلا لكراهية الناس لفتح والسلطة ومحمود عباس بل ستزيد الشارع احتقانا وستكون دافعا قويا لخروج الناس وسينفلت عقالها ضد السلطة التي أصبحت تشكل عبئا ثقيلا على كاهل الشعب الفلسطيني الذي شعر بخيبة الأمل الكبيرة وخذلا من السلطة وقيادتها وهذه الاعتقالات ستزيد الطين بله مما يعطي مؤشرات أن الضفة مقبلة على انفجار أوسع.

جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية