في ذكراه.. إسماعيل أبو شنب- المدرسة الغائبة ...بقلم : حمزة إسماعيل أبو شنب

الأربعاء 22 أغسطس 2012

في ذكراه.. إسماعيل أبو شنب - المدرسة الغائبة
حمزة إسماعيل أبو شنب

تمر علينا في هذه الأيام الذكرى السنوية التاسعة لاستشهاد القائد المهندس إسماعيل أبوشنب ، وهي نفس ذكرى إحراق المسجد الأقصى في ارتباط وثيق بينهما في ظل الأوضاع التي يعاني منها الشعب الفلسطيني من انقسام وغياب العمل المشترك وتقبل الآخر بين الفلسطينيين ، وتهديد جديد يعيشه المسجد الأقصى ومدينة القدس في ظل استمرار الحملة الصهيونية ضدها من تهويد وبناء استيطاني غير مسبوق وتهجير أهلها ، وتصريحات صهيونية متعنتة تجاه القدس وعدم التنازل عنها ، وكان أبرزها تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن القدس قلب إسرائيل ولن نقبل بتقسيم قلبنا .

حالة التشتت الفلسطيني والانقسام وغياب مفهوم الوحدة في ظل هذه الظروف يجعلنا أكثر مَن نتذكر المهندس القائد الوحدوي إسماعيل أبو شنب والذي كان مدرسة في حمل هم الوطن ، وكانت فلسطين أكبر من كل التنظيمات في رؤيته ، وأن الاختلاف لا يعني الصراع أو الاختلاف على مصلحة فلسطين ، هذه المدرسة فقدها الشعب الفلسطيني منذ تسعة أعوام ومازلنا نبحث عمن يعوضها ، كيف لا وهو القائد الوحيد في الساحة الفلسطينية الذي أجمع عليه الجميع وهو على قيد الحياة ، وهو القائد الوحيد الذي اعتبرته القوى الوطنية والإسلامية ابنها ونعته باسمها.

نعم ،لقد كان علامة فارقة في الوحدة الوطنية وفي كافة المجالات ، فعندما أسس وزملاؤه المهندسون نقابة المهندسين في نهاية السبعينيات من القرن الماضي كان الإسلامي الوحيد بينهم ، ورغم ذلك ماهي إلا فترة وجيزة حتى وضع المهندسون الثقة فيه نقيباً لهم ، لما وجدوا من روح العمل الوطني لديه والانتماء للوطن ولمسوا معنى العمل المشترك في حياة إسماعيل أبو شنب .

" العمل المشترك مع الجميع ضد الاحتلال " كان شعاراً رفعه أبو شنب منذ دخل المعتقل عام 1989 م عندما أسس لشراكة في السجن مع الجميع بعد أن كان الإسلاميون منفصلين وغير متواصلين مع الآخرين ، ولكن حكمته وهمّ فلسطين جعلاه يوحد الأسرى على كلمة سواء ، وتشهد فترة اعتقاله قمة العطاء الوطني المشترك عندما قاد وكافة الأسرى إضراب السجون 1992م و إضراب 1995م ، وهي فترة مثمرة شهد له بها كل من عاش معه في المعتقل .

عصر يوم الأربعاء 20 أغسطس من عام 2003م كانت الساحة الفلسطينية تعيش توتراً غير مسبوق ورسائل من الشَّحن المتبادل بين حماس والسلطة ، فلم يمنعه هذا التوتر من استغلال فرصة جاءت بمحض الصدفة وفي استيديو إحدى القنوات الفضائية إلا أن يعقد حواراً مع وزير في الحكومة الفلسطينية برئاسة أبو مازن في ذاك الوقت ، في محاولة لنزع فتيل التوتر، استثمر هذه الفرصة لأنه كان يعلم بأن التوتر والاحتقان والاقتتال لن يوصلنا إلى نتيجة .

وفي يوم 21 أغسطس كان موعده مع حقن الدم الفلسطيني فكان في الطريق إلى لقاء مع السلطة الفلسطينية من أجل تخفيف الاحتقان وزيادة اللحمة ، وكان إصراره على أن يكون هو الحاضر لهذا اللقاء رغم طلب الشيخ ياسين منه أن لا يكون هو نتيجة الظروف التصعيدية من الاحتلال ، وكان موعده مع الشهادة حيث حقنت دماؤه دماء الشعب الفلسطيني وتحول التوتر إلى غضب ضد الاحتلال ، في دلالة على صدق توجهاته ورسالته إلى الجميع أن فلسطين أكبر من الجميع والعدو هو الاحتلال الذي كان يهدف إلى إشعال الفتنة باغتياله ولكنه أصيب بخيبة .

تسعة أعوام مضت والحال غير الحال فما زالنا نبحث عن المدرسة الغائبة ولم نجد ضالتنا ومازالت هذه المدرسة مفقودة .

ما ذكرته هو جزء يسير وسريع من مدرسة لا يكفيها مقال أو كتاب للحديث عنها ، ورغم ذلك تمر كل عام ذكراه دون أن يتحدث أحد عنه ، في حالة ترسم المشهد الفلسطيني البائس ، حتى إعلام الفصيل الذي كان قائداً فيه لا يذكره حتى ولو بصورة خجولة .

كم نحن اليوم بحاجة إلى أمثال إسماعيل أبو شنب يُجمِع عليه الجميع بل ويختاره الجميع ليكون ممثلاً عنه في كافة القضايا ، فعندما نسمع الإعلام يتذكر هذا القائد سنستبشر بأن المدرسة مازالت حية ولكنها غائبة والطلبة مفقودون ، ولعل جيل الشباب يحمل شيئاً منه.

جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية