في ذكرى القائد ... بقلم : د. يوسف رزقة

الجمعة 08 مارس 2013

في ذكرى القائد

د. يوسف رزقة

حلت علينا بالأمس الذكرى العاشرة لاستشهاد القائد الكبير إبراهيم المقادمة "أبو أحمد"، رحمه الله، وأسكنه فسيح جناته. وجدير بالحركات الحية وبالشعوب أن تتذكر قادتها ومن فارقوها، وصدقوا فيها ما عاهدوا الله عليه، وأحسب أن الراحل القائد كان صاحب فضل لا على حركة حماس فحسب، بل على المقاومة بكل فصائلها وأشكالها. فهو من أوائل من خططوا وأعدوا للعمل الجهادي العسكري في الحركة الإسلامية قبل عام 1948م، وهو صاحب حركة التصحيح في العمل العسكري قبل عام 1996م، وإذا كانت كتائب القسام قد تمكنت في معركة (السجيل) أن تضرب (تل أبيب) والقدس، فإن هذا الإنجاز ينسب إليه بشكل من الأشكال رغم استشهاده في عام 2003م، لأن من خطط ونفذ هم بعض من تلامذته، وممن حملوا في عقولهم وقلوبهم فكرة المقاومة والتحرير التي غرسها فيهم وما فارقته ساعة من ليل أو نهار.

إذا كانت القيادة أخلاقا وصفات، منها: (العدل والأمانة، والحزم والشورى، والرحمة واللين، والنصح والصدق، والواقعية والموضوعية، والسبق للجند بالقول والعمل، (وال) للحق في الرضا والغضب، والثبات في الاستراتيجي والمرونة في التكتيكي، والإبداع، والتوالد.. إلخ)فإن إبراهيم المقادمة أصاب منها نصيبًا وافرًا لم يصب مثله إلا عدد محدود ممن عملوا معه أو عمل معهم كالياسين والرنتيسي.

لقد اغتالت قوات الاحتلال المثلث القيادي الذهبي الذي لا نظير له في فترة قصيرة واحدًا تلو الأخر، وأعني بالمثلث الذهبي أحمد ياسين والمقادمة والرنتيسي، وحسبت القيادة الصهيونية فإن اغتيال الرجال سيقضي على ظاهرة حماس وعلى طريق المقاومة والجهاد.

ولكن الاغتيال لم يحقق هذه النتيجة، لأن الاغتيال ببساطة أصاب البدن ومزقه، ولكنه فشل في تمزيق الفكرة، أو إتلاف المنهج الذي غرسه المقادمة في كتائب القسام وفي حماس، وقديما قال الأدباء (الرجل فكرة). وقد كان المقادمة ورفيقه الرنتيسي، وشيخهما الياسين (فكرة). نعم كانوا فكرة ومنهجًا ولم يكونوا أجسادًا ودماءً، انتقلت الأجساد والأرواح إلى العالم الآخر، وبقيت الفكرة تجلجل في نفوس القسام حتى جاء اليوم الذي شهدنا فيه ضرب (تل أبيب) ويقيننا كيقين قادة المثلث الذهبي على المستوى القيادي أن التحرير قادم وقريب.

لقد اهتمت مخابرات الاحتلال بالمقادمة داخل السجن وخارج السجن أكثر من اهتمامها بكثيرين من أبناء حماس ومن الشعب الفلسطيني، وكتبوا عنه وعن فكره وخطره، أكثر وأدق ممن كتبوا عنه من أبناء شعبه، لذا لزم بحكم الواجب أن نذكر به في ذكراه العاشرة رحمه الله ورحم شهداء فلسطين أجمعين.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية