في ذكرى الوطن..سرقوا الأرض والأسماء والصور ... بقلم : غسان الشامي

الجمعة 17 مايو 2013


في ذكرى الوطن..سرقوا الأرض والأسماء والصور

غسان الشامي

توالت على شعبنا الفلسطيني الذكريات والنكبات منذ الإعلان الصهيوني عن الحلم في وطن يجمع اليهود على أرض فلسطين، وتوجهت أنظار اليهود إلى هذه الأرض المقدسة منذ الحملة الفرنسية على مصر وبلاد الشام في عام 1789م، فقد بدأ القائد العسكري الفرنسي نابليون بونابرت يوجه الجيوش الغازية الجرارة إلى احتلال أرض فلسطين عبر مصر التي كانت في ذلك الزمان محور صراع كبير وكانت الدول " الاستعمارية " الكبيرة تسميها " رأس الأفعى " أما الإمبراطورية العثمانية كانت تسميها " الرجل المريض"، ومنذ زمن الحملة الفرنسية التي لم تستطع دخول مدينة عكا الفلسطينية وسور عكا يشهد هزيمة وتقهقر الجيش الفرنسي أمام أسوارها .. ومنذ ذلك الزمن بدأت الكتابات الصهيونية تصدر حول أرض فلسطين والأرض المقدسة ثم توالت الأفكار عند الصهاينة وتوالت الكتابات والإشارات إلى أرض الميعاد، إلى أن نشط الزعيم الصهيوني " تيودر هرتزل" في جمع اليهود وتنظيم مؤتمر لهم في مدينة بازل السويسرية في عام 1897م وقد تم خلال هذا المؤتمر وضع الركائز والخطط الصهيونية الأولية من أجل السيطرة على أرض فلسطين وتشريد وتهجير أهلها وبدأ اليهود يركزون خططهم من خلال عمل مؤسسات يهودية صهيونية هدفها حشد الدعم والمال لتحقيق الحلم بإقامة الوطن على أرض فلسطين ، حيث تم عمل صندوق يهودي قومي ووكالة يهودية، وتم عقد صداقات يهودية كبيرة مع زعماء عرب وغرب من أجل استمرار هجرة اليهود إلى أرض فلسطين وقد قام اليهود باستخدام كافة الوسائل منها المال والنساء لتحقيق أهدافهم الخبيثة والماكرة في السيطرة على أرض فلسطين، كما قام اليهود بمساعدة الاحتلال البريطاني والتأثير على الغرب عند تقسيمها بلاد الإمبراطورية العثمانية والتمهيد أمام البريطانيين لما يسمى الانتداب على فلسطين، وذلك في اطار أفكار صهيونية للسيطرة على فلسطين وبالفعل بعد ثلاثين عاما تمكن اليهود من احتلال أرض فلسطين وأصبحوا يسيطرون على أكثر من 80% من أرض فلسطين وقاموا بقتل أكثر من 80 ألف فلسطيني كما قام بتشريد قرابة ربع مليون فلسطيني وتدمير أكثر من 500 قرية ومدينة فلسطينية، وقد كانت هناك خطط وخرائط عسكرية صهيونية معدة سلفا لاغتصاب أرض فلسطين وتهجير أهلها قسرا وعنوة... وقد وُعد الفلسطينيون بالعودة إلى ديارهم وأراضيهم التي هجروا منها وقال لهم إن الأمر مجرد أيام قليلة وستعودون وها هم اليوم وبعد 65 عاما مضت ولم يتحقق الوعد بالعودة إلى أرض .. ولكن بقيت الأرض والزرع والهواء ومفتاح الدار والكوشان شاهدة على النكبة وبقيت روايات التاريخ وشواهد معارك نكبة فلسطين والشهداء هؤلاء بقوا خالدين في الذاكرة الفلسطينية ونقلها الأجداد والكبار للصغار حتى لا ينسوا الأرض والديار، وبدأت بفضل الله السواعد الفلسطينية ورجال المقاومة يعدون العدة ليوم العودة إلى أرض فلسطين ومقدساتها .. وبدأنا يوما بعد يوم نقترب من عكا وحيفا ويافا والجليل وزلزلت صواريخ القسام جدار مستوطنات القدس ودكت حصون بني يهود ولم تعد صورة الجندي الإسرائيلي تخيف الفلسطينيين والعرب بل أصبحت صورة الجندي الضعيف الهزيل المهزوم نفسيا، وقد خسر الكيان حروبه الأخيرة مع الفلسطينيين.

في أيام النكبة وذكرياتها آلام كثيرة ووجع أكبر على سرقة أرض فلسطين التي تتوسط الوطن العربي والقارات العالمية الثالثة فهي الأرض المقدسة والأرض المباركة وتتمتع بموقع جغرافي سياسي يؤهلها لقيادة الوطن العربي فهي تتمتع بالكثير من مصادر القوة في الموقع والمكان والأجواء والمكانة الدينية لهذه المساحة الصغيرة، حيث لا توجد في العالم بلد بمساحة أرض فلسطين تتوفر فيها الخصائص والمميزات التي تميز أرض فلسطين عن غيرها من البلاد.

وهنا أذكر لكم ماقاله القائد البريطاني الجاسوس غلوب باشا عن جزء من أرض فلسطين وهي صحراء النقب :" إن أفظع ظلامة في مشروع الأمم المتحدة، هو النقب الذي يمتد من بئر السبع إلى العقبة مسافة مائتي ميل أعطي لليهود في حين لم يكن فيه يهودي واحد ولم يقطنه اليهود عبر التاريخ قط " هذه العبارة جزء يسير من الكثير من الحقائق والشواهد التي ساقها لنا المؤرخون الغربيون وبعض المؤرخين اليهود حول عدم شرعية وبطلان الوجود اليهودي على أرض فلسطين المقدسة.

إن ذكرى النكبة تحمل في قلوبنا آلاما ومآسي كثيرة .. ولكننا اليوم أصبحنا نحيا تفاؤلا كبيرا بما حققته المقاومة الفلسطينية من انتصارات كبيرة على العدو الصهيوني وقد أكدت هذه الانتصارات على أن النصر الكبير قد اقترب والعودة إلى الأرض أقرب من أي وقت مضى ..
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية