في غزة دروس وعبر
مصطفى الصواف
أول أمس كان عرسا وطنيا بكل معنى الكلمة عقد في الكتيبة بمدينة غزة بأولياء الأمور والشهود الذين حضروا فاقوا تصورات الكثيرين من المراقبين ولكنه كان استفتاء شعبيا كبيرا ليس على شعبية حماس ولكنه استفتاء على نهج حركة حماس وهو نهج المقاومة التي حققت انجازا كبيرا في معركة حجارة السجيل.
لا نريد أن نتحدث عن أرقام للحضور ومن شهد هذا العرس الوطني؛ لأن التقديرات تختلف من طرف إلى طرف ولكن حشد السبت كان مختلفا عن كل الحشود التي كانت في الأعوام السابقة ، وهنا أنا أقول اتركوا الصورة تتحدث عن نفسها فهي اليوم تغني عن ألف كلمة وهي تحمل رسالة واضحة سيفهما كل من شاهد الجموع على ارض الواقع أو من تابعها على شاشات الفضائيات ووسائل الإعلام.
ولكن حديثي سينصب على ما قاله خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في كلمته التي كانت شاملة جامعة أجملها في تسعة عشر بندا كانت المنطلق وفيها التأكيد على الثوابت التي حاول البعض التشكيك فيها كما شككوا في المقاومة وكتائب القسام فكانت معركة السجيل لتؤكد أن صمت المقاومة لم يكن لعبا أو نتيجة مغريات بل هو صمت الاستعداد والإعداد لما شاهدته كل الأمة والعالم وشهده العدو فأجبره على التسليم لشروط المقاومة.
واليوم جاء كلام خالد مشعل لكي يقطع الطريق على كل المزايدين والمشككين في حماس وثوابتها، كلمات كانت واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار ولم تبق مجالا لكل الألسنة التي حاولت النيل من حماس وثوابتها، ثم هذا الذي شاهدناه من الوفود العربية والإسلامية تؤكد أن حماس نجحت أن تعيد القضية الفلسطينية إلى بعديها العربي والإسلامي بعد أن حاولت بعض قيادات الشعب الفلسطيني سحبها من بعديها بمساندة بعض الأنظمة العربية وبتخطيط ماكر من الغرب وإسرائيل، وهذا ربما ما يقلق هذه المنظومة التي تعمل اليوم على إثارة القلاقل والفوضى وتقتل وتدمر في مصر لأن هذه المنظومة ترى أن عودة مصر لمكانتها يعني عودة الروح للقضية الفلسطينية والاعتبار لها، وهو أول ما يهدد المشروع الصهيوني والمخططات لإخضاع المنطقة لمخططاتها وجعلها تدور في فلكها وتبعيتها.
أكد مشعل أن حماس لن تكون تبع لأية دولة أو قوة وأنها مع كل من يقدم الدعم والعون لفلسطين ومقاومتها ويدعمها ماليا ومعنويا ولوجستيا من أجل الدفاع عن المقدسات والأرض التي تعتبر ارض وقف إسلامي مغتصبة وفك قيدها هو فرض عين على كل المسلمين، فلا منة من احد على الشعب الفلسطيني ولكنه حق يجب أن يشارك فيه، فالتحرير يجب أن يشارك فيه كل المسلمين.
فحماس كما أكد مشعل أنها ليست جزءا من تحالف أو محاور وأنها لم تكن يوما تبعا لسوريا سابقا أو لإيران وهي اليوم ليست تبعا لمصر أو قطر أو تركيا، وهي في نفس الوقت باقية على موقفها الاستراتيجي أنها لا تتدخل في الشأن الداخلي لأي بلد عربي، وفي نفس الوقت تقدر وقوف الجميع إلى جانب الشعب الفلسطيني
وتحدث مشعل عن المصالحة مؤكدا أن منطلق المصالحة ثوابت الشعب الفلسطيني وان ممثل الشعب الفلسطيني هي منظمة التحرير التي يجب أن يعاد بناؤها، وان قاعدة المصالحة هي المقاومة كأساس ومن ثم تبقى كل الأدوات مساعدة لهذه القاعدة ، مشددا على وحدة الشعب الفلسطيني وحدة القيادة ووحدة الرئيس ووحدة الحكومة، وان حماس مع الانتخابات ولا تخشاها ولكنها تريد انتخابات حقيقية تؤسس لشراكة سياسية وشراكة في تحمل المسئولية بغض النظر عمن سيفوز فيها.
هذه هي حماس التي اعلمها والتي أثق بها والتي يجب أن تكون عليها ويكون الجميع على ثقة بأن حماس لن تغير أو تبدل ولن تقبل بغير فلسطين ولن تقبل أرضا بديلا عنها ولن تقبل بقسمة فلسطين لأن فلسطين وحدة واحدة وستبقى وان هذا الكيان إلى زوال وان الدولة التي تسعى إليها حماس وتريدها هي دولة على كامل التراب الفلسطيني، وان التحرير للأرض يسبق إقامة الدولة.
كلمات كنا بحاجة إليها لا لكي نعيد الثقة في حماس، فثقتنا بها لم تتغير أو تتبدل، ولكن كانت كلمات كفيلة لمن له عقل يفكر فيه أن حماس كما كانت وستستمر على نهجها الذي انطلقت على أساسه وهي المقاومة والتحرير وإقامة الدولة على كامل التراب.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية