في مصر .. معارضة عابثة
علاء الريماوي
تتابع القنوات العبرية الأربعة عن كثب ما يجري على الساحة المصرية من توجه للموافقة على الدستور، في المتابعة صدمني نقل صور لفتاة مصرية عارية كتبت على جسدها معارضتها للدستور في أحد الدول الغربية.
دعارة السياسة لم تقف عند حد الفتاة، بل تجاوزته إلى النخبة المعارضة نقلت القناة العاشرة العبرية أن شيلدون أدلسون، أثرى أثرياء اليهود في الولايات المتحدةـ، جمع من حوله بعضاً من القيادات المصرية والتي تعهدها بالتمويل لفرض عزلة على الرئيس محمد مرسي تحت غطاء أن الدستور المصري الجديد يمس حقوق المرأة، والأقباط .
هذا الجهد ليس معزولًا عن دراسة قدمها رئيس المجلس القومي الإسرائيلي، أفادت أن مصر مع الإخوان تشكل خطرا حقيقيًا على أمن (إسرائيل) ووجودها، لذلك وجدت صحيفة معاريف أن (إسرائيل) باتت اليوم مطالبة بتغيير إستراتيجيتها في المنطقة من خلال وضع المتغير المصري كعدو، وأن حدوده معها ليست آمنة.
حديث الحدود الآمنة لم يكن غائبًا عن أجندة الحكومة ذاتها والتي بدأت في عمل حقيقي من خلال بناء منظومة أمنية واسعة ومركزة مع مصر وصفها الوزير إسرائيل كايتس، أحد أقطاب الليكود، بأنها الخطوة التي وجب اتخاذها بعد التغير الإستراتيجي في المنطقة، والتي سيتبعها خطوات مهمة أخرى لمواجهة السيطرة الإخوانية على أهم الدول العربية.
صحيفة يديعوت أحرونوت وعلى لسان محللها العسكري أليكس فيشمان لمح من طرف خفي للجهود التي تبذلها (إسرائيل) لمواجهة مصر الجديدة، والتي بات جهد الدبلوماسية الإسرائيلية منصبًا على إقناع الغرب محاصرة الرئيس المصري، الذي وصف في أكثر من مناسبة بالرئيس المعادي لـ(إسرائيل).
حالة العداء كانت واضحة بعد شن (إسرائيل) حربها على قطاع غزة، والتي وقف فيها الرئيس المصري وقفة مشرفة وضعته على منصة الاستهداف الإسرائيلي من خلال التأثير على بعض دول الغرب وقبوله، وخاصة بعد المؤشرات القوية الواردة من مصر والتي تفيد أن المعارضة للرئيس مرسي انتقلت من حالة العشوائية إلى مرحلة التنظيم المدعوم بقوة إعلامية ضخمة، مسنودة بأجهزة الأمن التي لا تزال على عهدها مع رجالات النظام السابق .
المراهنة وصلت ذروتها حين أعلنت جبهة الإنقاذ المصرية نيتها التوجه إلى قصر الاتحادية والذي تهللت معه الوجوه الإعلامية في (إسرائيل)، والذي وصف من بعضها بالتدحرج الأكبر الذي يمكن البناء عليه في المرحلة القادمة.
في المتابعة للسلوك الإسرائيلي وإدارته للأزمة يحرص الكيان على الدوام بناء منظومته وفق نسج علاقات مفتوحة مع المعارضة في حال أن الأنظمة القائمة تهدد مصالحه، هذا الحديث يمكن مشاهدته في إيران، حرب لبنان، وغيرها من المناطق المهمة.
الدولة العبرية في الحالة المصرية بدأت خطوتها العملية في ذلك من خلال معالم تحرك أهمها دعم المعارضة، وتجفيف منابع الدعم الدولي عن مصر عبر طرق ووسائل شتى.
هذا الحديث أردناه اليوم حتى يعيش المصري والعربي على بينة من ما يجري في مصر، التي لا نزال نعلق عليها آمالاً كبيرة في نهضة الأمة وتخليصها من الاستخفاف العالمي.
بعض من قيادات المعارضة المصرية اليوم تعيش في شراكة مع المخططات الإسرائيلية - الغربية في هدم مصر من خلال الطلب المباشر بعدم شطب الديون والدعم المالي خوفًا من رسوخ الرئيس الجديد ونجاحه من حكم يعيد الاعتبار لدولة هي الأهم في منطقة الشرق الأوسط.
سلوك بعض أقطاب المعارضة اتخذ قرارًا للذهاب إلى أبعد مدى في الخصومة متحالفا مع الشيطان لوقف تقدم عجلة الاستقرار في مصر.
هذا الحديث الخطير سيأخذ الأوضاع إلى حالة من التصعيد الذي قد ينهي حلم الديمقراطية في بلد أسقط أهم الطغاة دون اكتراث للنتائج، اليوم تقدم المعارضة مصر للفتنة الطائفية، وتذكي بسلوكها شهية الغرب للتدخل، لذلك وجب على من يعنيهم الأمر الوقوف جيدا والانتباه لسلوكهم قبل فوات أوان حسم قد يذهب بالقدرة على الحوار والوصول إلى المشترك.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية