قبل أربعين عاماً
د.فايز أبو شمالة
لم يصدق الفلسطينيون أن الجيش المصري قد دمر خط "بارليف"؛ وعبر قناة السويس، لم يصدق الفلسطينيون ما تسمعه آذانهم عن انتصارات، بعد أن نجح الإعلام الصهيوني في تشويه الحقائق، والادعاء بأن انتصار العرب على الصهاينة من سابع المستحيلات، فالجيش الصهيوني لا يهزم، وقد رسم على جدران المدارس في قطاع غزة، خارطة "إسرائيل الكبري" وهي تضم كل أراضي فلسطين، وتضم شبة جزيرة سيناء، وهضبة الجولان؛ إنها (إسرائيل) الكبرى التي انتصرت على كل جيوش العرب سنة 67، بشكل مذلٍ ومهين.
لقد انتصر الجيش العربي المصري في أكتوبر متحالفاً مع الجيش العربي السوري، لقد تحققت المعجزة لأن السلاح الذي شارك في المعركة هو سلاح عربي التمويل، وقد تم شراؤه من عرق المواطن المصري والسوري، لقد انتصر الجيش المصري لأنه كان يمثل إرادة الإنسان المصري الذي يرفض الهزيمة، ويأبى إلا أن يكون نداً، وقائداً لأمته العربية والإسلامية. لقد انتصر الإنسان المصري على نفسه قبل أن ينتصر على عدوه، لقد هزم الخوف الذي حاول الصهاينة أن ينثروا بذرته في روح الشعب المصري، وهزم الوهن والضعف الذي ما برحت المخابرات الصهيونية في ترويجه بين الناس، فكانت ثقة المواطن المصري جيشه المصري طريقه إلى النصر، وكان حب الجندي المصري لقائده المصري طريقه لأن يكره عدوه الصهيوني، وهو يستند على ماضيه الإسلامي الحضاري والإنساني.
لقد فرض نصر أكتوبر العسكري على الصهاينة أن يغيروا خططهم الاستراتيجية، وأن يعيدوا ترتيب أوراق عملهم في المنطقة من جديد، وأدركوا أن ما عجزوا عن تحقيقه بالقوة العسكرية يمكن أن يحقق من خلال القوة الناعمة، فكان التوقيع على اتفاقية "كامب ديفيد" 1979، الاتفاقية التي أجازت للصهاينة التخلي عن أرض سيناء مقابل السيطرة عل كل مناحي الحياة في مصر، والنفاذ منها إلى معظم الدول العربية، وهذا ما أشار إليه مدير الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق عاموس يادلين، قبل يومين، حين قال في لقاء مع القناة الإسرائيلية: "لقد تمكن عملاء تل أبيب من اختراق عدد من الدول العربية، ولاسيما مصر منذ 1979"، ـ تاريخ التوقيع على اتفاقية كامب ديفيد ـ إن عملاء (إسرائيل) أكثر نشاطاً داخل المؤسسات الحكومية، إن عمل شعبة الاستخبارات العسكرية ضد "العدو" قد نجح في تصعيد الاضطراب والتوترات الاجتماعية والطائفية في الأماكن التي يعملون فيها، ولاسيما في مصر".
ملاحظتان على كامب ديفيد: الأولى: الجيش المصري الذي اعتمد في تسليحه على عرق المواطن المصري صار يتلقى مساعدات سنوية أمريكية تقدر بمليار وثلاثمائة ألف دولار سنوياً. الثانية: رغم التوقيع على اتفاقية كامب ديفيد، وثم اتفاقية أوسلو، وثم اتفاقية وادي عربة مع الأردن، رغم التوقيع على اتفاقيات السلام مع العرب، فما زال رئيس شعبة الاستخبارات الصهيونية، ما زال يستعمل لفظة عدو، إنه يسمي العرب بالعدو، ويترك لنا نحت العرب لنقول: جارنا، وابن عمنا، ورفيقنا المفاوض.
د.فايز أبو شمالة
لم يصدق الفلسطينيون أن الجيش المصري قد دمر خط "بارليف"؛ وعبر قناة السويس، لم يصدق الفلسطينيون ما تسمعه آذانهم عن انتصارات، بعد أن نجح الإعلام الصهيوني في تشويه الحقائق، والادعاء بأن انتصار العرب على الصهاينة من سابع المستحيلات، فالجيش الصهيوني لا يهزم، وقد رسم على جدران المدارس في قطاع غزة، خارطة "إسرائيل الكبري" وهي تضم كل أراضي فلسطين، وتضم شبة جزيرة سيناء، وهضبة الجولان؛ إنها (إسرائيل) الكبرى التي انتصرت على كل جيوش العرب سنة 67، بشكل مذلٍ ومهين.
لقد انتصر الجيش العربي المصري في أكتوبر متحالفاً مع الجيش العربي السوري، لقد تحققت المعجزة لأن السلاح الذي شارك في المعركة هو سلاح عربي التمويل، وقد تم شراؤه من عرق المواطن المصري والسوري، لقد انتصر الجيش المصري لأنه كان يمثل إرادة الإنسان المصري الذي يرفض الهزيمة، ويأبى إلا أن يكون نداً، وقائداً لأمته العربية والإسلامية. لقد انتصر الإنسان المصري على نفسه قبل أن ينتصر على عدوه، لقد هزم الخوف الذي حاول الصهاينة أن ينثروا بذرته في روح الشعب المصري، وهزم الوهن والضعف الذي ما برحت المخابرات الصهيونية في ترويجه بين الناس، فكانت ثقة المواطن المصري جيشه المصري طريقه إلى النصر، وكان حب الجندي المصري لقائده المصري طريقه لأن يكره عدوه الصهيوني، وهو يستند على ماضيه الإسلامي الحضاري والإنساني.
لقد فرض نصر أكتوبر العسكري على الصهاينة أن يغيروا خططهم الاستراتيجية، وأن يعيدوا ترتيب أوراق عملهم في المنطقة من جديد، وأدركوا أن ما عجزوا عن تحقيقه بالقوة العسكرية يمكن أن يحقق من خلال القوة الناعمة، فكان التوقيع على اتفاقية "كامب ديفيد" 1979، الاتفاقية التي أجازت للصهاينة التخلي عن أرض سيناء مقابل السيطرة عل كل مناحي الحياة في مصر، والنفاذ منها إلى معظم الدول العربية، وهذا ما أشار إليه مدير الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق عاموس يادلين، قبل يومين، حين قال في لقاء مع القناة الإسرائيلية: "لقد تمكن عملاء تل أبيب من اختراق عدد من الدول العربية، ولاسيما مصر منذ 1979"، ـ تاريخ التوقيع على اتفاقية كامب ديفيد ـ إن عملاء (إسرائيل) أكثر نشاطاً داخل المؤسسات الحكومية، إن عمل شعبة الاستخبارات العسكرية ضد "العدو" قد نجح في تصعيد الاضطراب والتوترات الاجتماعية والطائفية في الأماكن التي يعملون فيها، ولاسيما في مصر".
ملاحظتان على كامب ديفيد: الأولى: الجيش المصري الذي اعتمد في تسليحه على عرق المواطن المصري صار يتلقى مساعدات سنوية أمريكية تقدر بمليار وثلاثمائة ألف دولار سنوياً. الثانية: رغم التوقيع على اتفاقية كامب ديفيد، وثم اتفاقية أوسلو، وثم اتفاقية وادي عربة مع الأردن، رغم التوقيع على اتفاقيات السلام مع العرب، فما زال رئيس شعبة الاستخبارات الصهيونية، ما زال يستعمل لفظة عدو، إنه يسمي العرب بالعدو، ويترك لنا نحت العرب لنقول: جارنا، وابن عمنا، ورفيقنا المفاوض.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية