قد تتحقق المصالحة ولكن.. سيبقى الانقسام!
عماد عفانة
في الوقت الذي يزف فيه خصوم الأمس من فتح وحماس البشريات من قاهرة المعز بقرب الإعلان عن الحكومة التي ستنهي الانقسام.. وفي الوقت الذي وصلت فيه المفاوضات حد الاتفاق على أسماء أعضاء الحكومة المؤقتة التي سيترأسها محمود عباس، في هذه الأثناء تثار مزيد من التساؤلات المحيرة من قبيل:.
الانقسام..هل بدأ بعد يونيو 2007م جراء قيام حركة حماس بما يسمى بالحسم العسكري أو الانقلاب على الفوضى والفلتان.!!، أم أن الانقسام بدأ في حقيقة الأمر بدأ فور إعلان نتائج الانتخابات مطلع 2006م..!!
الإجابة على هذا على التساؤل تقودنا إلى مجموعة من التساؤلات الأخرى..
إذا كان الانقسام بدأ منذ إعلان فوز حركة حماس بمنهجها وإستراتيجيتها القائمة على المقاومة طريقا وحيدا لاسترداد الحقوق وعدم الاعتراف بأية اتفاقات تنتقص الحق في كامل فلسطين.
وإذا كان الانقسام بدأ منذ قررت حركة فتح أن تلعب مع حماس لعبة الخمسة بلدي، وعدم السماح لها بممارسة طقوس الحكم في مزرعتها الخاصة.
وإذا كان أكثر من خمس سنوات من الحصار القاتل والذي تخلله حرب مدمرة على غزة لم تستطع ثني حماس وإجبارها على التراجع ولو قليلا أو تغيير إستراتيجيتها المعتمدة على المقاومة.
وإذا كانت حركة فتح بقيادة محمود عباس لم تعلن حتى اللحظة عن فشل خيار المفاوضات رغم الفشل الذريع لهذا الخيار والوصول إلى حائط مسدود مع مختلف حكومات كيان الاحتلال.
إذا كانت جميع الاعتبارات السابقة تسيج الواقع الذي نعيش فما الذي تغير إذاً..!!
يقولون أن التغير لم يطال حتى الآن لا قادة حماس ولا قادة فتح، وأن المحيط هو الذي تغير.
فمصر الداعم الأساس لمحمود عباس وخيار المفاوضات انقلبت فيها الأمور 180 درجة وتوشك الأوضاع فيها أن تستقر في حجر الإسلاميين ألد خصوم المفاوضات والتعايش مع الاحتلال.
وسوريا الداعم الأكبر لخيار منهج المقاومة والممانعة انقلبت فيها الأوضاع من الاستقرار إلى الزلازل الدامية التي توشك أن تطيح برأس الهرم فيها لصالح قوى لا يعرف حتى الآن هل ستكون شبيهة بالقوى التي تحكم العراق أم القوى التي ستحكم مصر..!!
في ظل ما سبق يقول المحللون أن الفلسطينيين من كلا الفريقين باتوا بحاجة ماسة لمواجهة مفرزات الربيع العربي في كل من مصر وسوريا بجبهة موحدة ولو في الظاهر، على أن يتم إدارة معارك الانقسام في الحارات الداخلية وليس أمام العالم والناس.
لكن يبدوا أننا ننسى أو قل نتناسى لاعبا قويا وعاملا حاسما قادر على إفشال كل مساعي المصالحة ونسفها من الأساس..ألا وهو العدو الصهيوني.
فحماس لم تتنازل عن منهج المقاومة حتى الآن ولا يمكن تصور قبول الاحتلال عودتها لاعبا قويا في الضفة المحتلة، وفتح لم تلغي من أجندتها منهج المفاوضات حتى الآن، رغم ذلك فهما يلتقيان في عملية تعايش قسرية بحكم الأوضاع المحيطة.
وعليه فالخشية من:
أولا: أن يتم نسف المصالحة التي سيتم التوصل إليها لأن بذور الانقسام ستبقى تعشعش في كل الزوايا والتفاصيل.
ثانيا: أن بعض أوراق اللعبة تكمن في يد الاحتلال المعني بإدامة الانقسام لتمرير مخططاته بابتلاع الأرض وتذويب القضية.
ثالثا: أن مآلات الأمور في كل من مصر وسوريا يمكن ترجح كفة أحد طرفي الانقسام الفلسطيني على الآخر فتشجعه على الاستقواء ونسف التفاهمات السابقة.
لهذا يمكن لحكومة يرأسها محمود عباس أن ترى النور، ولكن..
- من المشكوك فيه أن تنجح هذه الحكومة في إعادة اعمار غزة لأنه لا ضمانات للتمويل.
- ومن المشكوك فيه أن تنجح هذه الحكومة في تحقيق المصالحة المجتمعية لأن العامل المالي في ظل ما تعيشه السلطة سكون معوق كبير.
- ومن المشكوك فيه أن تنجح هذه الحكومة في إجراء الانتخابات في الأراضي المحتلة ببساطة لأن قرار السماح بالإجراء من عدمه في الضفة المحتلة كما في القدس هو بيد الاحتلال وليس بيد السلطة.
- ومن المشكوك فيه أن تستطيع هذه الحكومة المحافظة على حالة التعايش بين حماس وفتح ببساطة لأن مفاتيح الأجهزة الأمنية في الضفة المحتلة ستبقى في يد المنسق الأمريكي المحكوم بسقف الأجندات الصهيونية، فمن الذي سيمنعها إذا من الاستمرار في التغول على حماس وعلى مختلف قوى المقاومة هناك..!!
- كما من المشكوك فيه أن ينهي الإعلان عن هذه الحكومة حالة التضارب والتخبط في التمثيل الفلسطيني، فعباس سيتمسك بوحدانية التمثيل، وحماس ستتمسك بحقها في المشاركة التمثيل، ولن تحل هذه الأزمة إلا بالانتخابات للتشريعي والرئاسة والوطني.
وما دامت الانتخابات مشكوك في إمكانية إجرائها فسيبقى الانقسام سيد الموقف.
ليس انقساما في المناهج فقط بل سينسحب على كل مفاصل القضية سواء على صعيد السيطرة الأمنية أو التمثيل السياسي أو الاستحواذ المالي...إلخ من هذه الملفات المعقدة.
لذا نبارك وبقوة مساعي المصالحة لإنجاب حكومة للمستقلين بالتوافق، ولكن نرثي بشدة لحال هذه الحكومة لأنها ستكون مولود مشوه بلا أيدٍ أو حتى أرجل أو أسنان حتى من اللبن..!!.
الانقسام..هل بدأ بعد يونيو 2007م جراء قيام حركة حماس بما يسمى بالحسم العسكري أو الانقلاب على الفوضى والفلتان.!!، أم أن الانقسام بدأ في حقيقة الأمر بدأ فور إعلان نتائج الانتخابات مطلع 2006م..!!
الإجابة على هذا على التساؤل تقودنا إلى مجموعة من التساؤلات الأخرى..
إذا كان الانقسام بدأ منذ إعلان فوز حركة حماس بمنهجها وإستراتيجيتها القائمة على المقاومة طريقا وحيدا لاسترداد الحقوق وعدم الاعتراف بأية اتفاقات تنتقص الحق في كامل فلسطين.
وإذا كان الانقسام بدأ منذ قررت حركة فتح أن تلعب مع حماس لعبة الخمسة بلدي، وعدم السماح لها بممارسة طقوس الحكم في مزرعتها الخاصة.
وإذا كان أكثر من خمس سنوات من الحصار القاتل والذي تخلله حرب مدمرة على غزة لم تستطع ثني حماس وإجبارها على التراجع ولو قليلا أو تغيير إستراتيجيتها المعتمدة على المقاومة.
وإذا كانت حركة فتح بقيادة محمود عباس لم تعلن حتى اللحظة عن فشل خيار المفاوضات رغم الفشل الذريع لهذا الخيار والوصول إلى حائط مسدود مع مختلف حكومات كيان الاحتلال.
إذا كانت جميع الاعتبارات السابقة تسيج الواقع الذي نعيش فما الذي تغير إذاً..!!
يقولون أن التغير لم يطال حتى الآن لا قادة حماس ولا قادة فتح، وأن المحيط هو الذي تغير.
فمصر الداعم الأساس لمحمود عباس وخيار المفاوضات انقلبت فيها الأمور 180 درجة وتوشك الأوضاع فيها أن تستقر في حجر الإسلاميين ألد خصوم المفاوضات والتعايش مع الاحتلال.
وسوريا الداعم الأكبر لخيار منهج المقاومة والممانعة انقلبت فيها الأوضاع من الاستقرار إلى الزلازل الدامية التي توشك أن تطيح برأس الهرم فيها لصالح قوى لا يعرف حتى الآن هل ستكون شبيهة بالقوى التي تحكم العراق أم القوى التي ستحكم مصر..!!
في ظل ما سبق يقول المحللون أن الفلسطينيين من كلا الفريقين باتوا بحاجة ماسة لمواجهة مفرزات الربيع العربي في كل من مصر وسوريا بجبهة موحدة ولو في الظاهر، على أن يتم إدارة معارك الانقسام في الحارات الداخلية وليس أمام العالم والناس.
لكن يبدوا أننا ننسى أو قل نتناسى لاعبا قويا وعاملا حاسما قادر على إفشال كل مساعي المصالحة ونسفها من الأساس..ألا وهو العدو الصهيوني.
فحماس لم تتنازل عن منهج المقاومة حتى الآن ولا يمكن تصور قبول الاحتلال عودتها لاعبا قويا في الضفة المحتلة، وفتح لم تلغي من أجندتها منهج المفاوضات حتى الآن، رغم ذلك فهما يلتقيان في عملية تعايش قسرية بحكم الأوضاع المحيطة.
وعليه فالخشية من:
أولا: أن يتم نسف المصالحة التي سيتم التوصل إليها لأن بذور الانقسام ستبقى تعشعش في كل الزوايا والتفاصيل.
ثانيا: أن بعض أوراق اللعبة تكمن في يد الاحتلال المعني بإدامة الانقسام لتمرير مخططاته بابتلاع الأرض وتذويب القضية.
ثالثا: أن مآلات الأمور في كل من مصر وسوريا يمكن ترجح كفة أحد طرفي الانقسام الفلسطيني على الآخر فتشجعه على الاستقواء ونسف التفاهمات السابقة.
لهذا يمكن لحكومة يرأسها محمود عباس أن ترى النور، ولكن..
- من المشكوك فيه أن تنجح هذه الحكومة في إعادة اعمار غزة لأنه لا ضمانات للتمويل.
- ومن المشكوك فيه أن تنجح هذه الحكومة في تحقيق المصالحة المجتمعية لأن العامل المالي في ظل ما تعيشه السلطة سكون معوق كبير.
- ومن المشكوك فيه أن تنجح هذه الحكومة في إجراء الانتخابات في الأراضي المحتلة ببساطة لأن قرار السماح بالإجراء من عدمه في الضفة المحتلة كما في القدس هو بيد الاحتلال وليس بيد السلطة.
- ومن المشكوك فيه أن تستطيع هذه الحكومة المحافظة على حالة التعايش بين حماس وفتح ببساطة لأن مفاتيح الأجهزة الأمنية في الضفة المحتلة ستبقى في يد المنسق الأمريكي المحكوم بسقف الأجندات الصهيونية، فمن الذي سيمنعها إذا من الاستمرار في التغول على حماس وعلى مختلف قوى المقاومة هناك..!!
- كما من المشكوك فيه أن ينهي الإعلان عن هذه الحكومة حالة التضارب والتخبط في التمثيل الفلسطيني، فعباس سيتمسك بوحدانية التمثيل، وحماس ستتمسك بحقها في المشاركة التمثيل، ولن تحل هذه الأزمة إلا بالانتخابات للتشريعي والرئاسة والوطني.
وما دامت الانتخابات مشكوك في إمكانية إجرائها فسيبقى الانقسام سيد الموقف.
ليس انقساما في المناهج فقط بل سينسحب على كل مفاصل القضية سواء على صعيد السيطرة الأمنية أو التمثيل السياسي أو الاستحواذ المالي...إلخ من هذه الملفات المعقدة.
لذا نبارك وبقوة مساعي المصالحة لإنجاب حكومة للمستقلين بالتوافق، ولكن نرثي بشدة لحال هذه الحكومة لأنها ستكون مولود مشوه بلا أيدٍ أو حتى أرجل أو أسنان حتى من اللبن..!!.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية