قراءة إنسانية في حرق الطيار الأردني
إبراهيم المدهون
وقفت مذهولا أمام **** إعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة والذي قُتل حرقا على يد تنظيم الدولة الاسلامية أمام أنظار وأسماع وقلوب العالم أجمع، في مشهد مهيب حيث يحيط به الملثمون من كل جانب، ذهولي استنكاري أمام المشهد العابث في المنطقة وأمام طريقة لا يقرها دين أو شرع أو حتى ضمير مهما قسى وتحجر، وإني لأشفق على أهله وإخوانه وزوجته وأصدقائه من رؤية هذا المصير لابنهم وحبيبهم، كما اشفق على أهالي البيوت المقصوفة بطائرات التحالف الأمريكي، الذي يدمر أحلام الصغار ويهرس ويحرق الجثث بقنابل شديدة الانفجار، ويمسح مدنا وقرى وأحياء من غير رحمة أو حساب، لهذا فلتقف الحرب والمشاركة فيها وليعلن الجميع الحداد على أطفال وشباب المسلمين والعرب، ولنمنع العبث والدخول في هذه المعمعة الشاذة غير المنتهية.
بالتأكيد إن معاذ لم يتصور وقد تخرج من كلية الطيران وهو متفوق ومميز ومتدين أيضا أن تكون هذه نهايته وهذا مصيره، وأعتقد انه اعترض في قرارة نفسه على الأوامر الصادرة له ليرصد ويقاتل في الرقة، وأتصوره تمنى التحليق فوق تل ابيب وقصف القواعد العسكرية الإسرائيلية، إلا أن تعقيد الحال أدى لصورة مشوهة وكئيبة فيها القاتل والمقتول عرب، وفي الوقت نفسه تنعم (إسرائيل) بالهدوء والأمن والاطمئنان.
هذه الطريقة البشعة في القتل مرفوضة ومدانة دينيا وإنسانيا، وإلا فإننا نرفع منسوب الوحشية في قلوبنا، مما سينعكس على أفعالنا وندخل دائرة قاسية جدا، والأسوأ من الطريقة نشرها وتصويرها بهذه الدقة مما شكل ترويعا حقيقيا لنفوسنا، وأدى لتعاطف واسع مع الطيار ووسع من دائرة الحقد على هذه الفئة، مما سيصب في صالح التحالف.
فيديو العرض كان احترافيا ويحتاج وقتا طويلا وهذا يعني أن معاذا قُتل وحُرق قبل أسابيع على أقل تقدير، ولم تتحدث الدولة على نيتها بمبادلته من قبل، كما أن فيه خيال واسع ومحاكاة لأفلام هوليود عالية الجودة، وهي يشبه لحد ما أفلام الرعب والترويع التي تصيب المشاهد بالصدمة، ولا أدري من يشرف على هذه الأفلام في داعش إلا أن المنتج السينمائي والمخرج أعلى من المتعارف عليه عربيا وإسلاميا وفيه جودة وفكر مختلف يدل أن التنظيم يمتلك خبرات فنية متقدمة ونادرة.
داعش واقع لا يمكن نكرانه، ويحتاج لدراسة وتعمق بعيدا عن ردات الفعل السائدة والتقليدية، ويبدو أنها خطيرة على الواقع القائم ولن تقف عند هذا الحد فلديها تشابكات وقفزات تفاجئ المجتمع الدولي، فتطورها جاء طبيعيا في بؤر الصراع الطائفي والمذهبي، وإن كانت مارست القتل الوحشي فهناك عشرات ومئات الفيديوهات المنتشرة على اليوتيوب تظهر إجرام نظام الأسد، أو جبهة النصرة أو حكومة المالكي والحشد الشعبي، فالصراعات الطائفية والمذهبية أدخلتنا في دوامة موت عبثي لا يخدم إلا (إسرائيل) والمشروع الأمريكي في المنطقة.
إبراهيم المدهون
وقفت مذهولا أمام **** إعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة والذي قُتل حرقا على يد تنظيم الدولة الاسلامية أمام أنظار وأسماع وقلوب العالم أجمع، في مشهد مهيب حيث يحيط به الملثمون من كل جانب، ذهولي استنكاري أمام المشهد العابث في المنطقة وأمام طريقة لا يقرها دين أو شرع أو حتى ضمير مهما قسى وتحجر، وإني لأشفق على أهله وإخوانه وزوجته وأصدقائه من رؤية هذا المصير لابنهم وحبيبهم، كما اشفق على أهالي البيوت المقصوفة بطائرات التحالف الأمريكي، الذي يدمر أحلام الصغار ويهرس ويحرق الجثث بقنابل شديدة الانفجار، ويمسح مدنا وقرى وأحياء من غير رحمة أو حساب، لهذا فلتقف الحرب والمشاركة فيها وليعلن الجميع الحداد على أطفال وشباب المسلمين والعرب، ولنمنع العبث والدخول في هذه المعمعة الشاذة غير المنتهية.
بالتأكيد إن معاذ لم يتصور وقد تخرج من كلية الطيران وهو متفوق ومميز ومتدين أيضا أن تكون هذه نهايته وهذا مصيره، وأعتقد انه اعترض في قرارة نفسه على الأوامر الصادرة له ليرصد ويقاتل في الرقة، وأتصوره تمنى التحليق فوق تل ابيب وقصف القواعد العسكرية الإسرائيلية، إلا أن تعقيد الحال أدى لصورة مشوهة وكئيبة فيها القاتل والمقتول عرب، وفي الوقت نفسه تنعم (إسرائيل) بالهدوء والأمن والاطمئنان.
هذه الطريقة البشعة في القتل مرفوضة ومدانة دينيا وإنسانيا، وإلا فإننا نرفع منسوب الوحشية في قلوبنا، مما سينعكس على أفعالنا وندخل دائرة قاسية جدا، والأسوأ من الطريقة نشرها وتصويرها بهذه الدقة مما شكل ترويعا حقيقيا لنفوسنا، وأدى لتعاطف واسع مع الطيار ووسع من دائرة الحقد على هذه الفئة، مما سيصب في صالح التحالف.
فيديو العرض كان احترافيا ويحتاج وقتا طويلا وهذا يعني أن معاذا قُتل وحُرق قبل أسابيع على أقل تقدير، ولم تتحدث الدولة على نيتها بمبادلته من قبل، كما أن فيه خيال واسع ومحاكاة لأفلام هوليود عالية الجودة، وهي يشبه لحد ما أفلام الرعب والترويع التي تصيب المشاهد بالصدمة، ولا أدري من يشرف على هذه الأفلام في داعش إلا أن المنتج السينمائي والمخرج أعلى من المتعارف عليه عربيا وإسلاميا وفيه جودة وفكر مختلف يدل أن التنظيم يمتلك خبرات فنية متقدمة ونادرة.
داعش واقع لا يمكن نكرانه، ويحتاج لدراسة وتعمق بعيدا عن ردات الفعل السائدة والتقليدية، ويبدو أنها خطيرة على الواقع القائم ولن تقف عند هذا الحد فلديها تشابكات وقفزات تفاجئ المجتمع الدولي، فتطورها جاء طبيعيا في بؤر الصراع الطائفي والمذهبي، وإن كانت مارست القتل الوحشي فهناك عشرات ومئات الفيديوهات المنتشرة على اليوتيوب تظهر إجرام نظام الأسد، أو جبهة النصرة أو حكومة المالكي والحشد الشعبي، فالصراعات الطائفية والمذهبية أدخلتنا في دوامة موت عبثي لا يخدم إلا (إسرائيل) والمشروع الأمريكي في المنطقة.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية