قراءة في نتائج انتخابات دولة الاحتلال ... بقلم : خالد معالي

الثلاثاء 22 يناير 2013

قراءة في نتائج انتخابات دولة الاحتلال

خالد معالي


رسخت نتائج الانتخابات البرلمانية في دولة الاحتلال؛ فكرة تدهور الأمور نحو الأسوأ، وفي مختلف المستويات خاصة الفلسطينية منها؛ كون الحالة الفلسطينية تتأثر بشكل مباشر وسريع بما يجري في دولة الاحتلال، لأنها الحلقة الأضعف؛ ولو كانت الحالة الفلسطينية قوية؛ لخف وقل تأثير ما يجري فيها على الحالة الفلسطينية .

أخيرا، هذا ما اختاره الناخب في دولة الاحتلال: المزيد من تغول الاستيطان، ضم أجزاء من الضفة، وأد حلم الدولة الفلسطينية، تسليم دفة القيادة للأكثر عداء وكراهية وغطرسة وحقدا على الفلسطينيين والعرب، ومن هو الأكثر مكرا وتخريبا.

فاز وحصد "نتنياهو" 31 مقعد و" لبيد" 19 مقعدا ، ليكون 61% لصالح اليمين المتطرف، و59% لصالح اليسار؛ وهذه النتائج تشير إلى أن خطط وأفكار وبرامج الأحزاب الرئيسية في دولة الاحتلال كلها متشابهة بشكل كبير، وتنهج نهجا خطيرا نحو التطرف وإشعال المنطقة والحروب؛ ف"نتنياهو" زار حائط البراق يوم الانتخابات ليوصل رسالة لمنه يهمهم الأمر؛ بان برنامج حكومته القادم هذا عنوانه: المزيد من التهويد للقدس والضفة، والمزيد من الاستيطان والتنكيل والاعتقال..

سارعت بعض وسائل الإعلام بالإعلان عن مفاجأة حصول الحزب الجديد "ييش عتيد" (يوجد مستقبل) الذي أسسه الصحافي السابق "يائير لبيد"، على حصوله على 19 مقعدا، ولكن بالنظر لبرنامجه فهو لا يختلف كثيرا عن موقف "الليكود" إلا في أنه يريد ضم المستوطنات في ثلاث كتل كبيرة وضمها إلى دولة الاحتلال.

وان كان "نتنياهو" قد زار حائط البراق كدعاية انتخابية ومؤشر للمستقبل ؛ فان "لبيد" أطلق برنامجه الانتخابي من مستوطنة "اريئيل"، ولا يختلف عن "نتنياهو" في اعتباره القدس موحدة عاصمة لدولة الاحتلال؛ إلا انه يرفض شن حرب على إيران بدون الولايات المتحدة بعكس "نتنياهو" الأكثر تهورا.

حصول تحالف الوطن اليهودي الذي يتزعمه "نيفتالي بينيت" على 12 مقعدا الذي يمثل الاستيطان والمستوطنين؛ دليل ومؤشر آخر على صعوبة ما سيحصل في الضفة والقدس خلال المرحلة المقبلة.

المعركة الانتخابية داخل دولة الاحتلال لم تكن حول طرح برامج سياسية لدعم العملية السلمية، ونشر الأمان والسلام، ولا تحسين أوضاع المنطقة؛ بل المزيد من توتير وإشعال المنطقة، واستفزاز الفلسطينيين، ومن سيعمل أكثر على قتل وطرد وتهجير الفلسطينيين من أرضهم.

مخطئ من يظن أو ظن يوما أن نتائج الانتخابات في دولة الانتخابات مهما كانت ستصب في صالح الشعب الفلسطيني أو دول المنطقة؛ وذلك يعود لسبب بسيط هو أن الضعيف لا يحترمه أحد مهما كان صاحب حق ومظلوما.

إذن في النهاية فاز التطرف في دولة الاحتلال، هذه النتيجة لا تسعد البعض ممن عول على السلام مع دولة الاحتلال؛ ولكن هذا ما حصل؛ وبالتالي على قيادات الشعب الفلسطيني أن تعيد دراسة خياراتها من جديد، وان تفعل مصادر القوة لدى قوى الشعب المختلفة –ما أكثرها إن أجادوا تفعيلها- لمواجهة مرحلة التغول والتطرف القادمة في دولة الاحتلال؛ وهذا يعني بالضرورة وقف كل ما من شأنه إضعاف الحالة الفلسطينية.

في المحصلة سواء شكل "نتنياهو"الحكومة المقبلة موسعة أم لم يشكلها؛ فإن قادة الاحتلال أيا كانوا يحملون من أفكار وبرامج – تشابهت قلوبهم- لن يرحموا الشعب الفلسطيني، ولن يعطفوا عليه، ولن يمنوا عليه بدولة مستقلة، ولن يعطوا شيئا بدون ثمن. وما لم يملك الشعب الفلسطيني أوراق ضغط حقيقية وقوة ضاغطة، فلن ينالوا شيئا، وستبقى جهودهم تضيع هباء منثورا.

جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية