قرع طبول وأجراس الحرب في المنطقة ... بقلم : د. أيمن أبو ناهية

الأحد 01 سبتمبر 2013

قرع طبول وأجراس الحرب في المنطقة

د. أيمن أبو ناهية

في مثل هذه الأيام وقبل 10 أعوام نتذكر فيها حرب الخليج الثانية في عام 2003 التي كانت أشبه بحرب عالمية على المنطقة العربية، واليوم يخيم من جديد شبح الحرب عليها، وتقرع طبول الحرب وتدق أجراس العدوان مجددا فيها، وهذه المرة الدور على سورية, لكن المشاركين فيها هذه المرة هم أوباما، وكاميرون وهولاند، والأسد، بدلا من بوش، وبلير، وباول، وصدام.

إنه نفس المشهد القديم, التهديد والوعيد، والفعل وردة الفعل، والمؤيد و المعارض، والتأهب والاستعداد, وحالة الاستنفار والتجهيزات، والخوف والرعب, والقلق والاحتمالات المتوقعة, والتحالفات الإقليمية والدولية, والحشود العسكرية البرية والبحرية والجوية وما تحمله من معدات عسكرية مختلفة الأصناف للغارات والقصف والتدمير, وأطنان القنابل والقذائف والصواريخ وسحب الدخان، ورائحة الموت والقتل، والمهاجرون والأنصار والخوارج, والربح والخسارة والمؤتمرات والاجتماعات والقرارات الدولية ...الخ، كل هذه الأمور نعيشها الآن في أجواء عصيبة تعصف بالمنطقة برمتها من ثورات وانقلابات وعدم استقرار.

فبعد انتهاء العد التنازلي وصلت الأمور إلى الهاوية، ويبدو أن المنطقة كلها قد تجهزت أو جاهزة للحرب المقبلة، وهي حرب إن وقعت، وهي في كل الأحوال على وشك الوقوع، هذا إذا لم تكن قد انطلقت الرصاصة الأولى في أثناء كتابة هذا المقال، وأصبح الوضع هناك لا رجعة فيه، فإما الحياة وإما الممات ولا رجعة ولا تراجع. فالحرب إذا اندلعت هذه المرة – ونسأل الله أن لا تندلع – كونها في قلب منطقة الصراع العربي الإسرائيلي فستكون ليس كسابقاتها من الحروب، وسيكون الكل معرضا لمخاطرها، رغم أنها مخطط لها على أن تكون ضمن سلسلة الحروب المفروضة على بلدان المنطقة بغية إعادة رسم خريطة جديدة تجعل من الدولة الصهيونية دولة مقبولة في المنطقة ويجب التطبيع معها قسرا.

لكن الشعوب باتت اليوم اقدر على فهم الواقع وأبعاده وتفهم دوافع هذه الحملات المغرضة ومن يقف وراءها ضد منطقتنا العربية، وقد رأينا ذلك في بريطانيا حيث فشلت مساعي رئيس الوزراء في مجلس العموم لإصدار قرار بالمشاركة في الحرب ضد سوريا وتلقى ديفيد كاميرون ضربة موجعة، ويعارض ٥١٪ من الذين استطلعت آراؤهم أي مشاركة في الحرب مقابل ٢٢٪ كما أن في الولايات المتحدة وتركيا خرجت تظاهرات شعبية ضد الاعتداء على سوريا والتدخل العسكري فيها وفي أذهان الجميع تجارب ليبيا والعراق المرة، وهذه المعارضة الشعبية والتفهم المغاير لمواقف القيادات قد لا تمنع الاعتداء ولكنها بالتأكيد لن تجعله بهذه السهولة وهذا التأييد الذي يتوقعه الزعماء الذين يركضون وراء مصالح خاصة لا علاقة لها إطلاقا بحقوق الإنسان أو الدفاع عن المواطنين. فلا تزال ذكريات حرب العراق ماثلة أيضا في الأذهان، ولايزال هناك جدل بشأن وضع العراق بعد الاحتلال، وهل هو مكان أفضل الآن، غير أن الجمهور في أمريكا وبريطانيا لا يزال مقتنعا بأن الحرب فشلت، وهذا الاعتقاد فيما يبدو يؤثر في الرأي العام بشأن الأزمة السورية.

أما في أمريكا، فبالنسبة إلى الرأي العام حيال سوريا، يوجد معسكران مناهضان لاتخاذ عمل عسكري، وكلاهما متأثر بالحرب في العراق وأفغانستان، كما يقول باري بافيل، المساعد الخاص السابق للرئيس السابق جورج بوش، والرئيس أوباما في شؤون الأمن القومي. يقول بافيل إن احد المعسكرين سئم من محاولة الولايات المتحدة حل مشكلات الآخرين دون أي عائد. أما الآخر فيشغل تفكيره أسر العسكريين التي تحتاج إلى عقود للتغلب على فقد أبنائها، أو معاناة المصابين منهم في المعارك.

إن العدوان الذي نفذ على العراق وليبيا واليمن هو نفسه سينفذ اليوم على سوريا –ودول عربية أخرى ستدور عليها نفس الدائرة- بهدف تدمير الدولة وإضعافها لتركيعها وابتزازها ونهب خيراتها وتحويلها إلى ساحة حرب أهلية وطائفية وبذلك يضمنون امن وسلامة الكيان من الدول بما كان يسمى بـ"دول الطوق"، وهم يجدون ما يبرر اتهاماتهم بدون أية براهين أو أدلة ملموسة وذلك لخلق جو عام مؤيد للعدوان على سوريا.

ويتجاهل هؤلاء جميعا، كأبسط مثال، أن (إسرائيل) تحتل شعبا وأرضه وتمارس كل أنواع انتهاكات حقوق الإنسان فعلا وقولا وممارسة يومية، ولا يتحرك هؤلاء أبدا. ويصمت الإعلام المغرض ولا سيما الأميركي، بحيث لا يستطيع الفلسطيني أن يعبر عن رأيه أو معاناته أو ينتقد الممارسات الإسرائيلية بشكل جدي.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية