قل خيرًا أو اصمت ...بقلم : د. يوسف رزقة

الخميس 30 أغسطس 2012

قل خيرًا أو اصمت

د. يوسف رزقة

لا سيدي رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، لا يجوز لك أن تفجعنا وتفجع الوطنية الفلسطينية بتصريحك الصادم الحارق لكل المشاعر والتاريخ والمستقبل والقائل: "(إسرائيل) وجدت من أجل أن تبقى دولة لها كيانها وليس لأن تزول؟!!". هذا قول أو ادعاء يمكن أن يقوله بنيامين نتنياهو في العيد السنوي لقيام دولة (الغصب والاحتلال – (إسرائيل)، ولقد قاله في هذه الذكرى المؤلمة لنا بن غوريون ومن جاؤوا من بعده من رؤساء.

الوطنية اليهودية، أو الصهيونية، يمكنها أن تقول سرًا وعلنًا "إن (إسرائيل) وجدت لتبقى؟!!"، ولكن الوطنية الفلسطينية لا تقول هذا، ولا يمكنها أن تقول هذا، ولا تقبل هذا القول لا من عربي ولا من مسلم، فكيف لها أن تتقبله من محمود عباس رئيس السلطة (الوطنية) الفلسطينية؟! هذا القول منتج حصري للإسرائيلي فقط، بل هو منتج حصري للصهيوني المغالي، لأن بعض الإسرائيليين ومنهم هورتسوك قال إن (إسرائيل) زائلة واليهودية باقية؟!!

سيدي رئيس الوطنية الفلسطينية؟! لا يجوز لك هذا، ولا يصح منك هذا، حتى ولو من باب خصومتك مع إيران وأحمدي نجاد، الذي تحدث عن زوال (إسرائيل)، دع هذا لإيران ولا تضع نفسك عضوًا مضافًا للكنيست تدافع عن مستقبل (إسرائيل)، وأنت لا تملك المستقبل ولا تعلمه. اصمت يا أخي، فالصمت هنا من ذهب، ولا تزج نفسك وشعبك في معركة المستقبل؟!

سيدي الرئيس لقد فَجّرت معركة خاسرة على المستوى الوطني الفلسطيني، وخاسرة على المستوى الديني، ووضعت نفسك موضوع نتنياهو وبن غوريون، وهو موضع لا نرضاه لك، ولن تغني عنك المبررات السياسية شيئًا وأنت تقول هذا الكلام الصادم بين يدي ابنة (عوفديا يوسف) الذي وصف شعبك (بالصراصير؟!).

لماذا صادرت سيدي على الأمة وعلى الدين وعلى التاريخ وعلى الحضارات أمرًا بدهيًا مقررًا بين يدي حاخامات يسكنهم الحقد والقتل لكل ما هو فلسطيني وطني؟!!

سيدي الرئيس لقد اتهمك ليبرمان بالإرهاب، وهو يمارس نزع الشرعية عنك، ولم يتقرب إليك قائد إسرائيلي بكلمة تمسح دموعك أو تلطف من مشاعرك، وتعيش أنت ومشروعك للتسوية في أزمة حادة، وتبادر برضاك وبدون مبرر لتتقرب إليهم وتردد أقوال قادتهم التاريخيين المؤسسين على حساب شعبك وتاريخه ومستقبله، وتصادر على الدين والمستقبل ما يمكن أن يقع؟!!

"(إسرائيل) وجدت لتبقى لا لتزول؟!"، هو قول للإسرائيلي، وليس قولاً للفلسطيني. الفلسطيني يتمنى زوال (إسرائيل) لكي يستعيد حقوقه، والإسرائيلي عمل على إزالة الفلسطيني عن الخريطة، والدبلوماسية الحصيفة لا تعني أن يلبس الفلسطيني ثوب الإسرائيلي ويحكي بلسانه ولغته، والأجدر بك كقائد هو مراعاة مشاعر شعبك، والحديث بضميره، وضمير شهدائه، فإن لم تستطع هذا الحديث، فالصمت من ذهب. ولله عاقبة الأمور، وأنت لست مقررًا لها، وللدبلوماسية سقف تقف عنده لزومًا ، وما نسب إليك ليس من الدبلوماسية في شيء؟!!

جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية