تعجبهم الأسماء و الألقاب , يتفننون في رسم المناصب و المراكز , يفتتحون الدوائر و المؤسسات , تعج السلطة " الوطنية " الفلسطينية بالمسميات ... أشبهها بكيس بصل عفن كله رؤوس.
لا غرابة في الأمر لو علمنا يقينا أن السلطة تلك لا تملك من أمرها شيئا , وهذا ما يؤكده الواقع التفاوضي و الأمني على الأرض.
حكومة غير شرعية لم تحظ بثقة المجلس التشريعي الفلسطيني , ولماذا التشريعي إذا كانت الشرعية الأمريكية موافقة بالمال و بالدعم السياسي !؟
رئيس سلطة منتهى الولاية يتصدر قائمة الملوحين بالاستقالة عالميا , يحكم سلطة تتقاضى أجرها الشهري ممن أسكن الصهاينة بيتنا واستوطنوا دارنا ! يتلقى " مساعدات " مدفوعة سلفا ممن يضع إستراتيجية للحفاظ على أمن المحتل حتى أن تلك السلطة أعجبتها الإستراتيجية الأطلسية فانخرطت صاغرة انخراط الكلاب لتدافع عن أمن المحتل و سلامة مستوطنيه !
هذا طبعا لم يكن بالشئ الغريب لأننا و بصراحة لم نكن نتوقع منهم غير هذا الدور , فالتحرير و الدفاع عن هذه الأرض شرف كبير بعيد المنال عن أحلامهم و أمانيهم !
لكم أن تتصوروا هذه الحكومة التي تتخذ من المقاطعة سكنا لها , يقودها رئيس وزراء يحظى بمقعد واحد وحيد من أصل 132 مقعدا من مقاعد التشريعي ! شعبيته في البنك الدولي أكثر مما هي في حارة من حارات الوطن ! يتفنن في الحديث عن الأعمال والمؤسسات و إعلان " الدولة " خلال عامين , كما و له شرف رعاية المسابقة العالمية لأطول ثوب و أضخم ساندويتش و أكبر خازووق للقضية الفلسطينية و لحركة فتح نفسها. له الفخر في التكافل الاجتماعي بالمشاركة الفعالة و الخطابية في مؤتمرات الصهاينة التي ترسم أمن الكيان اللقيط , كما و يعتز بذبح المجاهدين ووأد المقاومة و له العزة في الحفاظ على الأمن الشخصي للمغتصبين !
ليس غريبا على الديمقراطية الأمريكية أن تأتى لنا برؤوساء أمثال كرزاى و المالكي و عباس و فياض ليحكموا الشرق الأوسط الجديد , هؤلاء تحكمهم سياسة مهمة وواضحة , بأن يحافظوا على أموال الدول الداعمة مقابل أرواح المجاهدين الطاهرة !!!
مرة أخرى أعود و أذكر لكم أن تتصوروا كم الهم و الغم و الحزن الذي يلفنا و أهلنا في الضفة الصابرة دون استثناء , فلو تطلب الأمر أن يجعل من شعبه حافيا عريانا أمام عدوه مقابل المشروع " الوطني " الفلسطيني فلا ضير , ولو احتاجت المرحلة أن تجلد النساء قبل الرجال فلا مشكلة من أجل مشروع " التحرير " الذي أكلوا رؤوسنا في الحديث عنه , و من أجل قيام " الدولة الموعودة ".
مستشارون كثر للرئيس يحثونه على البذل و العطاء و عدم الاستقالة و " إحراج الصهاينة " بالذهاب لمجلس الأمن ( المجلس الذي لم يطبق و لو نصف قرار على الصهاينة )!!!
يعطونه الاستشارات الإستراتيجية في السبل المتعددة لأنواع وأشكال وأسماء المفاوضات.
أكثرهم يعجبني و بصراحة – ساهر عبد اللاهوت - , فله تصريحات نارية , غاية في الأهمية السياسية و الوطنية ! هو كبير المستشارين و أول المرافقين , أسفل المراهقين وأكثر الغامزين اللامزين بالرئيس.
يعطى الوصفات والمراهم التي عجز عن ابتكارها ابن سينا أو ابن الرازي. أطل علينا من جنيف ليلغى حق العودة مع حفنة من كبار المستشارين " الفدا - ئيين " وعظماء الفاسدين وللعلم هؤلاء المستشارون فاقدو الحضور الشعبي إلا من خلف أكتاف " الرئيس ورئيس وزرائه " , لكن للحق والتاريخ أن لهم مناصب مهمة جدا في منظمة " إعلان الدولة " الفلسطينية , ومراكزهم مؤثرة في صنع القرار لدى سلطة " تنفيذ التفاهمات الأمنية ".
عاد ذاك – عبد الطاغوت – ليطل علينا باستشاراته السياسية المحنكة , حيث يعتبر نفسه من أكابر القوم و معلمي السياسة وفقهاء التنظير وراسمي الخطوط " العبيطة " للسياسة و لمستقبل المفاوضات !
عاد ليصرح و ليتعبنا بالتعليق و الكتابة ,لكن يهون تعبنا من أجل أن نتعلم شيئا من السياسة " الجديدة ".
فأنا أرى أن النكات السياسية لها فاكهة خاصة , و مسلية نوعا ما , خاصة وأنه من كبار المستشارين.
ما أعجبني في قوله " الفصيح " أن الفلسطينيين على استعداد للاعتراف بيهودية الدولة مقابل " دولة " على حدود 67 ! وكأنه المفوض السامي والناطق باسم الشعب الفلسطيني دون استثناء و المبايع من جميع المسلمين على وجه هذه البسيطة !!!
لا أريد التعليق كثيرا على خطابه أو على دولته " منزوعة الثياب " لكن لا بارك الله فيك يا أيها السفيه. بعد أن ألغيت حق العودة تريد أن تسقط الحق الوطني و تهجر من تبقى من فلسطينيي الداخل !؟
أريد أن أذكرك يا ذا " المحنك " بأن أبا بكر الصديق قال : ( أطيعوني ما أطعت الله فيكم فلو عصيت الله فلا طاعة لي عليكم ) , أو لو رأيتم في اعوجاجا فقوموني بالسيف. تصور يا أيها النكرة في الوطن ما قاله أبو بكر الصديق – رضي الله عنه – وهو الذي إيمانه يعدل إيمان هذه الأمة ! فكيف بك أنت الذي لا تعدل عند الله عز وجل مثقال ذرة من غبار مسحتها أم عن وجه طفلها من بيتها المهدم فوق رؤوس ساكنيه !!!
و لا يفوتني هنا إلا أن أذكر الناطق باسم الأجهزة الأمنية في الضفة بأن لنا الفخر أن نكون مع المقاومة و أن نهتف باسم فلسطين و باسم حماس و أتمنى ذلك أن يسرى ليس على " الاثنى عشر تنظيم حماس " فقط , ولكن على جميع الشرفاء والمناضلين من أبناء هذا الشعب البطل , الذي لا يشرفه لا الأجهزة الأمنية و لا من ينعق باسمها , كما و أذكرك أيها الناطق بأنه من الشرف لنا و لكل مسلم حر أن نكون من حزب الله لا مع حزب الشيطان , نذود عن حياض هذه الأمة مع حماس و غير حماس.
وكما نحمد الله على نعمة الإسلام فإننا نحمده على نعمة المقاومة و لا أخفيك سرا أيها الناطق أن هذا من واجب و نعم حماس على شعبها لأنها مدرسة للرجال و مؤسسة للأبطال.
وأحمد الله عز و جل وأنا - صاحب الاسم - حمدا يوافى نعمه , على أننا لم ولن ننطق يوما ما باسم الأجهزة التي ترقص على حطام الشهداء و ترضع من حليب الأمريكان.
د / أحمد محمد الأشقر
عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الشعبية
غزة / فلسطين
14.10.2010
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية