كسروا رماحهم.. ثم قالوا للبيت رب يحميه !!!..بقلم : النائب الدكتور محمود الرمحي

كسروا رماحهم.. ثم قالوا للبيت رب يحميه !!!..بقلم : النائب الدكتور محمود الرمحي

الإثنين 26 يوليو 2010

كسروا رماحهم.. ثم قالوا للبيت رب يحميه !!!


النائب الدكتور محمود الرمحي


ليس جديداً ما يحاك ضد المسجد الأقصى خصوصاً وبيت المقدس عموماً من مكائد صهيونية تستهدف مكانته المادية والمعنوية بمساندة غربية وخيانة عربية، فمنذ الاحتلال الصهيوني عام 67 حيث حريق المسجد الأقصى آنذاك، لم تقر عين بني صهيون في نصب الشراك، وإعداد الخطط وتشكيل الجمعيات والمنظمات والهيئات وتجييش كل الدعم المعنوي والمادي والعسكري في سبيل تحقيق مبتغاهم في هدم المسجد الأقصى وتهويد المدينة المقدسة، تتصاعد الهجمة بين الفينة والأخرى وتخبو في أوقات محددة لا تكون إلا مرحلة إعداد لهجمة قادمة.


في الفترة الأخيرة تصاعدت الأحداث على كافة الأصعدة وبحرب هوجاء تستهدف البشر والحجر، فبالأمس يتم تغييب شيخ المسجد الأقصى رائد صلاح خلف القضبان في مرحلة هي الأشد والأخطر على مستقبل المدينة المقدسة التي تعيش حالة الاستهداف في خطوة تستهدف كل صوت مقاوم من حول المسجد الأقصى، فاعتقال الشيخ رائد صلاح الذي نذر نفسه دفاعاً عن حرمات المسجد الأقصى وعن تراب فلسطين المحتلة عام 48، لا يستهدف جسد الشيخ بل يستهدف النهج المقاوم الذي يسلكه، فالشيخ قد أزعجهم كثيراً وفضح مخططاتهم مراراً، الشيخ رائد صلاح خاطبهم بالأمس قائلاً " اليوم لا نقف على أعتاب السجن بل نقف على أعتاب نهاية الاحتلال الصهيوني....أدخل السجن طاعة لله ودفاعا عن القدس والأقصى، والسجن يعني لي ثمن رخيص من أجل قضية كبيرة وثمينة هي قضية القدس والأقصى، وستزول السجون وستبقى القدس ويبقى الأقصى" نعم سيبقى الأقصى وستبقى القدس وسيخرج الشيخ رائد صلاح ويعود إلى المسجد فاتحا بإذن الله.


اعتقال الشيخ رائد صلاح ليس بعيداً عن سحب إقامات النواب المقدسيين الذين أبو إلا الرباط في بيت المقدس ولو في خيمة يشتمون من خلالها عبق الأرض المقدسة وأريج المسجد الأقصى، فهم يمثلون الآن خطوط الدفاع المتقدمة عن بيت المقدس بسكانه وترابه وحجارته، لأن استهداف النواب المقدسيين (محمد أبو طير وأحمد عطون ومحمد طوطح والوزير خالد أبو عرفة) ليس إلا مقدمة لمشروع تهجير عام لسكان القدس على طريق مشروع يهودية الدولة، فرباطهم في خيمتهم الذي دخل يومه السادس والعشرين يقف شوكة في حلق مشاريع تهويد بيت المقدس يحاكي رباط مبعدي مرج الزهور عام 93 حيث منع حينها المبعدون خطط التهجير والترانسفير عندما عادوا من إبعادهم رغم أنف المحتل الحاقد.


بالأمس القريب كشف النقاب عن تدريبات يجريها جنود الاحتلال على اقتحام المسجد الأقصى باستخدام مجسمات للمسجد وقبة الصخرة المشرفة ومتظاهرين وهميين، لا أعلم إن كان اقتحام المسجد الأقصى بحاجة إلى مثل هذه المناورات ولكن في ثنايا ذلك رسائل عديدة لمن أراد أن يفهمها، أما المتعامين فهم في غيهم يعمهون، إن هذه المناورات تؤكد سعي المحتل المتواصل المتطور ليلاً ونهاراً على تحقيق هدفهم المنشود بتدمير المسجد الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم.


فيما سبق بعض استعدادات الطرف المناور في القضية الفلسطينية " الكيان الغاصب" فماذا عن استعدادات الطرف المحاور" المفاوض العتيد".. أمس القريب من على شاشة إحدى الفضائيات استضيف محافظ القدس عدنان الحسيني للتعليق على المناورة (الإسرائيلية) آنفة الذكر فكان العجب العجاب من تعليق سعادة المحافظ، فبدأ الحديث مبرراً بان هذه المناورات تأتي استعداداً لشهر رمضان المبارك وفي ذلك عذر أقبح من ذنب فهو بذلك يبرر للمحتل ما يقوم به، وكأنه أمر طبيعي كما أنه يعطيه الحق في أن يستعد لشهر رمضان المبارك فهذا حق للمحتل أن يمنع المصلين ويقتحم المسجد عليهم ويرشقهم بالعيارات المطاطية وقنابل الغاز المسيل للدموع، فكأنه يتقمص شخصية رئيس بداية الاحتلال.. ثم جاء ختام حديثة بعبارة مؤلمة ذكرتني بقول قوم موسى عليه السلام ( قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا ۖ فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ )المائدة 24 فقال رداً على سؤال مقدم النشرة الإخبارية ماذا أعددتم للمسجد الأقصى فرد قائلا للبيت رب يحميه !!!.


لا شك أن للبيت رب يحميه ولكن أصل هذه العبارة إن صحت عن عبد المطلب جد الرسول عليه الصلاة والسلام لا تنم إلا عن عجز وضعف و وتواكل، قد تقبل من رجل غير مسلم غير مؤتمن على حرمات المسلمين ومقدساتهم، ولكنه قال حينها أنا رب الإبل وللبيت رب يحميه، فمن أراد أن يكرر ما قاله عبد المطلب فليتنحى جانباً وليكن رباً للإبل، لأن بيت المقدس والمسجد الأقصى بحاجة إلى من يوالى رب السموات والأرض لا من يرضى لنفسه أن يكون ربا للإبل، ثم آلان وقد تنازيتم وفرطتم بالأرض والبشر والحجر، آلان وقد وضعتم القضية على بسطات النخاسة، ورضيتم بالمسجد الأقصى أن يكون على طاولة المفاوضات، ووضعتم رقاب الشعب الفلسطيني تحت المقصلة الصهيونية، ما دامت هذه همتكم وقدرتكم فاتركوا من لديه الهمة والقدرة وأعيدوا للمقاومة سلاحها وأفرغوا سجونكم ممن يرضون أن يكونوا حماة للعرض المدنس وأعلنوا إفلاسكم وفشل مشاريعكم المشبوهة.


عرضنا جانباً بسيطاً من استعدادات الكيان ولكن لم أجد جانبا من استعداد السلطة لاعرضة غير الخور والجبن، ففي الوقت الذي يضيع المسجد الأقصى بين المناور والمحاور يشكو إبعاد أهله يهرول المهرولون سراعاً نحو مزيدٍ من الانغماس والتنازل فهاهو رئيس السلطة يعلن استعداده لقاء نتنياهو بشروط!! سرعان ما ستزول وسنرى الابتسامات والتقبيل على الشاشات من جديد، إن ما ينشر اليوم عن ضغوط تمارس على المفاوض بهدف الذهاب إلى المفاوضات المباشرة التي بدأت منذ فترة بمسميات مختلفة عبر لقاءات متكررة، ما هو إلا تهيئة للرأي العام بهدف الإعلان عن بداية هذه المفاوضات، الأمر الذي سيدخل القضية الفلسطينية مرة أخرى في نفق مظلم لا يرى في آخره أي بارقة أمل، كما ان عواقب هذه المفاوضات لن يجر على شعبنا إلا مزيداً من الويلات والمصائب.


نعم إنه حالٌ مرير وصلناه بفعل المشاريع الدخيلة على أمتنا كالتسوية والسلام الاقتصادي والرضوخ للإملاءات الخارجية على حساب مصلحة القضية الفلسطينية، ولكننا نقول إنه عنق الزجاجة، وسيأتي اليوم الذي تتحرر فلسطين من الدخلاء عليها وعلى حضارتها وتاريخها، وكما قال شيخنا رائد صلاح نحن على أعتاب نهاية الاحتلال الصهيوني، لكل زمان رجاله ولكل حال تغيير بيد رب السموات والأرض ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريباً.

جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية