كشكول نتائج زيارة أوباما!!
عماد عفانة
قبل أيام قليلة فقط من القمة العربية في الدوحة، أنهى باراك اوباما زيارته التاريخية للمنطقة في ولايته الثانية التي كانت في خضم الربيع العربي حسب التسمية العربية، وإعادة ترتيب المنطقة حسب الوصف الامريكي.
زيارة اوباما كانت ذات نتائج بالغة السلبية على كثير من الصعد والمستويات العربية، وعلى النقيض كانت مثمرة جدا على الصعيد الصهيوني.
اذا كان السيد توفيق الطيراوي القيادي الفتحاوي اعتبر أن زيارة أوباما لم تحمل أي جديد وهي صفرية في عالم السياسة وعلى أرض الواقع، قائلا "نريد أفعالا لا أقوالا"، مؤكدا أن حركة فتح ضد المفاوضات ما لم يتم إيقاف الاستيطان بشكل كامل.
فإن كل المؤشرات توحي بأن زيارة اوباما ليست صفرية بل سجلت ارقاما فلكية في الاتجاه السلبي فلسطينيا وبالاتجاه الايجابي صهيونيا.
وكأن اوباما جاء ليمهد الطريق امام تقدم القاعدة الامريكية والغربية المتقدمة "اسرائيل"، اتباعا لسياسة صفر مشاكل التي ابتدعها وزير الخارجية التركي داوود اوغلو.
أو كما يقول المحللون الصهاينة أن أوباما يريد "اسرائيل" قوية عسكريا بحيث تستطيع الاستمرار في كونها حاملة الطائرات البرية الكبرى للولايات المتحدة في المنطقة التي ستكون مستعدة دائما للخروج لتقاتل حماية لمصالح امريكا التي تتفق دائما مع مصالح "اسرائيلية" وهذه طريقة ايضا للسيطرة على الشرق الاوسط.
على الصعيد الفلسطيني :
فإن المعلومات المتسربة عقب الزيارة تفيد بتوصية اوباما لنتنياهو بتنفيذ ايقاف صامت للاستيطان في المناطق (إي) أي خارج الاحزمة الاستيطانية المعروفة، مع استمراره داخل هذه الاحزمة وبقوة وتسارع.
خاصة وان اوباما اكد غير مرة في خطاباته الملتهبة حنانا على "إسرائيل" على حق اسرائيل في الاستيطان بل والتوسع فيه وذلك من خلال دعوته الرئيس عباس تجاوز عقبة او شرط وقف الاستيطان والعودة الى المفاوضات لاستئناف " ملهاة " عملية السلام.
وصم اوباما حماس بالارهاب أمام الرئيس عباس وفي غيابه وصمت الرئيس عباس عن هذا الأمر ولم يدينه على الأقل بوصف حماس شريكه السياسي في حوارات المصالحة المقرر ان تفضي إلى شراكة سياسية كاملة، الأمر الذي لا يعني إلا نتيجة واحدة وهو استمرار الفيتو على المصالحة، واستمرار الانقسام بقرار امريكي، وفيتو على دخول حماس والجهاد الاسلامي لمنظمة التحرير، أي بالمحصلة فيتو على أي اتفاق فلسطيني على استراتيجية نضالية موحدة في مواجهة المخاطر المتزايدة والتغول الصهيوني المتسارع بحق الارض والشعب والمقدسات بل والقضية الفلسطينية برمتها.
كما ان اوباما أبى أن يرحل قبل أن يزرع انقساما جديدا داخل بيت الرئيس عباس نفسه بقبوله لقاء فياض وحده، وقطعه للوعود بعدم التخلي عن حكومته ودعمها بنصف مليار دولار، وبحث الاوروبيين على تسديد التزاماتهم المالية البالغة 1200 مليون دولار، الامر الذي يزيد من المخاوف بتحول قضيتنا المقدسة الى مجرد سلعة تباع وتشترى بالوعود وبالأموال الغربية.
وما يثير الدهشة والاستهجان هو صمت الرئيس عباس ليس عن وصم شريكه الفلسطيني حركة حماس بالارهاب فقط، بل صمته على تثبيت اوباما ليهودية الكيان العبري وعدم ادانته لهذا التحيز المفضوح والمرفوض رغم اعلان عباس وفريقه السياسي في السابق رفضه للقبول بيهودية الدولة العبرية الأمر الذي له انعكاسات كارثية على وضع ملايين الفلسطينيين داخل حدود 48، كما على مستقبل القضية الفلسطينية.
اذا كان فريق السلام الفلسطيني برئاسة محمود عباس طبلوا كثيرا لحصول فلسطين على صفة مراقب في الامم المتحدة، الأمر الذي يصب لو أحسن توظيفه في تحصين الجبهة الفلسطينية من الجرائم الصهيونية عبر اللجوء الى محكمة الجنائيات الدولية،،،
فإن استجابة الرئيس عباس لطلب اوباما بعدم اللجوء للعدالة الدولية تحت أي ظرف كان لا شك سيشجع "اسرائيل" على مزيد من الحروب ضد شعبنا، وعلى مزيد من الجرائم المرتكبة بحقه، وعلى مزيد من التهويد وطرد البشر وهدم الحجر لعاصمة دولتنا الموعودة.
اذا كانت زيارة اوباما اسفرت عن العودة للمفاوضات دون شروط ودون وقف الاستيطان، مقابل نصف مليار دولار، فإن هذا لا يعني إلا رغبة امريكية صهيونية باستمرار دور السلطة الفلسطينية الامني في حماية الاحتلال والحفاظ على سلامته من المقاومة حتى لو كانت شعبية.
النصف مليار دولار للسلطة مقابل اكثر من 40 مليار "لاسرائيل" لن ينقذ السلطة من ازمتها المالية، الا انها ستمنعها من الانهيار والاندثار، وهكذا هم يريدون السلطة وظيفية معلقة على قشة المساعدات، وتعيش على كوابيس وهواجس سيطرة حماس.
زيارة اوباما كما يقول المحللون الصهاينة جاءت لتقول ان "اسرائيل" ليست وحدها وان الولايات المتحدة تقف الى جانبها، وكانت الرسالة الى الفلسطينيين العكس التام لذلك، فقد قال اوباما انه يجب عليهم ان يمسكوا مصيرهم بأيديهم وان يكفوا عن تأميل ان يحل الآخرون، أو الولايات المتحدة الصراع من اجلهم، فهل التقط الرئيس عباس الرسالة وكف عن الأحلام وحسم أمره باتجاه توحيد صف قواه الوطنية وتوحيد شعبه خلفه جبهة موحدة باتجاه التصدي للاطماع الصهيونية المتزايدة على الاقل حتى تمر موجة الضعف والتفكك الذي خلفه الخريف العربي..!!
على الصعيد الخارجي:
وضمن سياسة صفر مشاكل على الصعيد الصهيوني ابى اوباما ان يغادر قبل ان يتحادث مع الرئيس التركي اردوغان لمدة 30 دقيقة متواصلة قبل ان يحيل الهاتف الى نتنياهو ليعتذر له عن حادثة سفينة مرمرة طاويا بذلك صفحة مظلمة في العلاقات التركية الصهيونية.
وليس خافيا عنا مرامي هذه المصالحة التي دشنها الاعتذار الصهيوني وهي كما قال نتنياهو نفسه "ان تفاقم الأزمة في سوريا كان دافعا رئيسيا لإعادة العلاقات مع تركيا، معربا عن تخوف اسرائيل من وقوع الاسلحة الكيماوية بأيدي "منظمات ارهابية" قائلا "سوريا تتفكك وترسانة الأسلحة المتطورة العملاقة المتواجدة فيها باتت تقع بأيدي عناصر مختلفة والخطر الأكبر هو سقوط مخزون الأسلحة الكيماوية بأيدي منظمات ارهابية على حد وصفه ويخلق الواقع في سوريا، الذي يشمل نشاطات متزايدة لعناصر تابعة للجهاد العالمي على حدودنا في الجولان، تحديات كبيرة لأجهزتنا الأمنية، اننا نتابع الأحداث الجارية هناك ونحن جاهزون لنردّ بشكل مناسب".
وأضاف نتنياهو "من المهم أن تركيا و"إسرائيل" اللتين تشاركان حدودا مع سوريا تستطيعان التواصل مع بعضهما البعض وهذا الأمر مرغوب به أيضا ازاء تحديات اقليمية أخرى".
فهل لنا ان نتوقع إذا حربا اقليمية قريبا تكون سوريا في قلبها بعد ان قامت المعارضة بدورها المرسوم في انهاكه واستنزافه ذاتيا..!!
وكانت الاردن التي تعيش على صفيح ساخن داخليا وخارجيا المحطة الثانية في جولة اوباما التي تريدها امريكا جبهة آمنة على الجانب الصهيوني، وقاعدة لاستقبال اللاجئين السوريين على الجانب السوري لذلك صرف اوباما شيك بـ200 مليون دولار فقط للعب هذا الدور ليس عن المرحلة الماضية بل عن المرحلة القادمة، كما تريد امريكا الاردن خندقا متقدما في وجه النظام السوري ومنطلقا للاجهاز على النظام السوري والسيطرة على اسلحته الكيماوية، وما الاخبار التي تحدثت عن تدريبات عربية غربية وصهيونية على الاراضي الاردنية للسيطرة على الاسلحة السورية الكيماوية عنا ببعيد.
وبالمحصلة وصل اوباما الى "اسرائيل" متحديا كل شعوب الأمة، ومن القدس وليس غيرها قلب الصراع ومحور الحرب والسلام أكد أن على كل العرب والفلسطينيين في مقدمتهم الاعتراف بدولة "اسرائيل" اليهودية، ودون المساس بحقها في الاستيطان والقمع، وأمام "الاسرائيليين" الذين صفقوا له طويلا أعطى لنفسه و"لاسرائيل" وأذنابه العرب وغيرها حق تدمير سوريا، وضرب حزب الله بعد اغراق لبنان في فتنة طائفية تستنزفه طويلا، ومواصلة الضغط على ايران، واخضاع الفلسطينيين لرغبات "اسرائيل" في رسم حدودها حسب مصالحها الأمنية.
غار اوباما من المنطقة غير مأسوف عليه مخلفا نتائج بالغة السلبية باتجاه استمرار الحصار على غزة، فتزامن الاجراءات الصهيونية بتشديد الحصار البري والبحري على غزة مع المصالحة التركية لا توحي بانهاء هذا الحصار.
كما خلف استمرارا لا متناهٍ للانقسام الفلسطيني، ليس بين حماس وفتح فقط، ولكن انقسام داخل بيت عباس ذاته مع فياض وفريقه.
كما خلف ارهاصات بتجدد العدوان على غزة خصوصا مع وزير دفاع صهيوني متطرف وموغل في الفاشية.
فمع كشكول نتائج زيارة اوباما يبدو واقعنا الفلسطيني، ومنطقتنا العربية أشبه بالكشكول الفعلي لاختلاط اوراقه والتباس أحداثه وإشكال المرامي والمخططات على الأفهام.
عماد عفانة
قبل أيام قليلة فقط من القمة العربية في الدوحة، أنهى باراك اوباما زيارته التاريخية للمنطقة في ولايته الثانية التي كانت في خضم الربيع العربي حسب التسمية العربية، وإعادة ترتيب المنطقة حسب الوصف الامريكي.
زيارة اوباما كانت ذات نتائج بالغة السلبية على كثير من الصعد والمستويات العربية، وعلى النقيض كانت مثمرة جدا على الصعيد الصهيوني.
اذا كان السيد توفيق الطيراوي القيادي الفتحاوي اعتبر أن زيارة أوباما لم تحمل أي جديد وهي صفرية في عالم السياسة وعلى أرض الواقع، قائلا "نريد أفعالا لا أقوالا"، مؤكدا أن حركة فتح ضد المفاوضات ما لم يتم إيقاف الاستيطان بشكل كامل.
فإن كل المؤشرات توحي بأن زيارة اوباما ليست صفرية بل سجلت ارقاما فلكية في الاتجاه السلبي فلسطينيا وبالاتجاه الايجابي صهيونيا.
وكأن اوباما جاء ليمهد الطريق امام تقدم القاعدة الامريكية والغربية المتقدمة "اسرائيل"، اتباعا لسياسة صفر مشاكل التي ابتدعها وزير الخارجية التركي داوود اوغلو.
أو كما يقول المحللون الصهاينة أن أوباما يريد "اسرائيل" قوية عسكريا بحيث تستطيع الاستمرار في كونها حاملة الطائرات البرية الكبرى للولايات المتحدة في المنطقة التي ستكون مستعدة دائما للخروج لتقاتل حماية لمصالح امريكا التي تتفق دائما مع مصالح "اسرائيلية" وهذه طريقة ايضا للسيطرة على الشرق الاوسط.
على الصعيد الفلسطيني :
فإن المعلومات المتسربة عقب الزيارة تفيد بتوصية اوباما لنتنياهو بتنفيذ ايقاف صامت للاستيطان في المناطق (إي) أي خارج الاحزمة الاستيطانية المعروفة، مع استمراره داخل هذه الاحزمة وبقوة وتسارع.
خاصة وان اوباما اكد غير مرة في خطاباته الملتهبة حنانا على "إسرائيل" على حق اسرائيل في الاستيطان بل والتوسع فيه وذلك من خلال دعوته الرئيس عباس تجاوز عقبة او شرط وقف الاستيطان والعودة الى المفاوضات لاستئناف " ملهاة " عملية السلام.
وصم اوباما حماس بالارهاب أمام الرئيس عباس وفي غيابه وصمت الرئيس عباس عن هذا الأمر ولم يدينه على الأقل بوصف حماس شريكه السياسي في حوارات المصالحة المقرر ان تفضي إلى شراكة سياسية كاملة، الأمر الذي لا يعني إلا نتيجة واحدة وهو استمرار الفيتو على المصالحة، واستمرار الانقسام بقرار امريكي، وفيتو على دخول حماس والجهاد الاسلامي لمنظمة التحرير، أي بالمحصلة فيتو على أي اتفاق فلسطيني على استراتيجية نضالية موحدة في مواجهة المخاطر المتزايدة والتغول الصهيوني المتسارع بحق الارض والشعب والمقدسات بل والقضية الفلسطينية برمتها.
كما ان اوباما أبى أن يرحل قبل أن يزرع انقساما جديدا داخل بيت الرئيس عباس نفسه بقبوله لقاء فياض وحده، وقطعه للوعود بعدم التخلي عن حكومته ودعمها بنصف مليار دولار، وبحث الاوروبيين على تسديد التزاماتهم المالية البالغة 1200 مليون دولار، الامر الذي يزيد من المخاوف بتحول قضيتنا المقدسة الى مجرد سلعة تباع وتشترى بالوعود وبالأموال الغربية.
وما يثير الدهشة والاستهجان هو صمت الرئيس عباس ليس عن وصم شريكه الفلسطيني حركة حماس بالارهاب فقط، بل صمته على تثبيت اوباما ليهودية الكيان العبري وعدم ادانته لهذا التحيز المفضوح والمرفوض رغم اعلان عباس وفريقه السياسي في السابق رفضه للقبول بيهودية الدولة العبرية الأمر الذي له انعكاسات كارثية على وضع ملايين الفلسطينيين داخل حدود 48، كما على مستقبل القضية الفلسطينية.
اذا كان فريق السلام الفلسطيني برئاسة محمود عباس طبلوا كثيرا لحصول فلسطين على صفة مراقب في الامم المتحدة، الأمر الذي يصب لو أحسن توظيفه في تحصين الجبهة الفلسطينية من الجرائم الصهيونية عبر اللجوء الى محكمة الجنائيات الدولية،،،
فإن استجابة الرئيس عباس لطلب اوباما بعدم اللجوء للعدالة الدولية تحت أي ظرف كان لا شك سيشجع "اسرائيل" على مزيد من الحروب ضد شعبنا، وعلى مزيد من الجرائم المرتكبة بحقه، وعلى مزيد من التهويد وطرد البشر وهدم الحجر لعاصمة دولتنا الموعودة.
اذا كانت زيارة اوباما اسفرت عن العودة للمفاوضات دون شروط ودون وقف الاستيطان، مقابل نصف مليار دولار، فإن هذا لا يعني إلا رغبة امريكية صهيونية باستمرار دور السلطة الفلسطينية الامني في حماية الاحتلال والحفاظ على سلامته من المقاومة حتى لو كانت شعبية.
النصف مليار دولار للسلطة مقابل اكثر من 40 مليار "لاسرائيل" لن ينقذ السلطة من ازمتها المالية، الا انها ستمنعها من الانهيار والاندثار، وهكذا هم يريدون السلطة وظيفية معلقة على قشة المساعدات، وتعيش على كوابيس وهواجس سيطرة حماس.
زيارة اوباما كما يقول المحللون الصهاينة جاءت لتقول ان "اسرائيل" ليست وحدها وان الولايات المتحدة تقف الى جانبها، وكانت الرسالة الى الفلسطينيين العكس التام لذلك، فقد قال اوباما انه يجب عليهم ان يمسكوا مصيرهم بأيديهم وان يكفوا عن تأميل ان يحل الآخرون، أو الولايات المتحدة الصراع من اجلهم، فهل التقط الرئيس عباس الرسالة وكف عن الأحلام وحسم أمره باتجاه توحيد صف قواه الوطنية وتوحيد شعبه خلفه جبهة موحدة باتجاه التصدي للاطماع الصهيونية المتزايدة على الاقل حتى تمر موجة الضعف والتفكك الذي خلفه الخريف العربي..!!
على الصعيد الخارجي:
وضمن سياسة صفر مشاكل على الصعيد الصهيوني ابى اوباما ان يغادر قبل ان يتحادث مع الرئيس التركي اردوغان لمدة 30 دقيقة متواصلة قبل ان يحيل الهاتف الى نتنياهو ليعتذر له عن حادثة سفينة مرمرة طاويا بذلك صفحة مظلمة في العلاقات التركية الصهيونية.
وليس خافيا عنا مرامي هذه المصالحة التي دشنها الاعتذار الصهيوني وهي كما قال نتنياهو نفسه "ان تفاقم الأزمة في سوريا كان دافعا رئيسيا لإعادة العلاقات مع تركيا، معربا عن تخوف اسرائيل من وقوع الاسلحة الكيماوية بأيدي "منظمات ارهابية" قائلا "سوريا تتفكك وترسانة الأسلحة المتطورة العملاقة المتواجدة فيها باتت تقع بأيدي عناصر مختلفة والخطر الأكبر هو سقوط مخزون الأسلحة الكيماوية بأيدي منظمات ارهابية على حد وصفه ويخلق الواقع في سوريا، الذي يشمل نشاطات متزايدة لعناصر تابعة للجهاد العالمي على حدودنا في الجولان، تحديات كبيرة لأجهزتنا الأمنية، اننا نتابع الأحداث الجارية هناك ونحن جاهزون لنردّ بشكل مناسب".
وأضاف نتنياهو "من المهم أن تركيا و"إسرائيل" اللتين تشاركان حدودا مع سوريا تستطيعان التواصل مع بعضهما البعض وهذا الأمر مرغوب به أيضا ازاء تحديات اقليمية أخرى".
فهل لنا ان نتوقع إذا حربا اقليمية قريبا تكون سوريا في قلبها بعد ان قامت المعارضة بدورها المرسوم في انهاكه واستنزافه ذاتيا..!!
وكانت الاردن التي تعيش على صفيح ساخن داخليا وخارجيا المحطة الثانية في جولة اوباما التي تريدها امريكا جبهة آمنة على الجانب الصهيوني، وقاعدة لاستقبال اللاجئين السوريين على الجانب السوري لذلك صرف اوباما شيك بـ200 مليون دولار فقط للعب هذا الدور ليس عن المرحلة الماضية بل عن المرحلة القادمة، كما تريد امريكا الاردن خندقا متقدما في وجه النظام السوري ومنطلقا للاجهاز على النظام السوري والسيطرة على اسلحته الكيماوية، وما الاخبار التي تحدثت عن تدريبات عربية غربية وصهيونية على الاراضي الاردنية للسيطرة على الاسلحة السورية الكيماوية عنا ببعيد.
وبالمحصلة وصل اوباما الى "اسرائيل" متحديا كل شعوب الأمة، ومن القدس وليس غيرها قلب الصراع ومحور الحرب والسلام أكد أن على كل العرب والفلسطينيين في مقدمتهم الاعتراف بدولة "اسرائيل" اليهودية، ودون المساس بحقها في الاستيطان والقمع، وأمام "الاسرائيليين" الذين صفقوا له طويلا أعطى لنفسه و"لاسرائيل" وأذنابه العرب وغيرها حق تدمير سوريا، وضرب حزب الله بعد اغراق لبنان في فتنة طائفية تستنزفه طويلا، ومواصلة الضغط على ايران، واخضاع الفلسطينيين لرغبات "اسرائيل" في رسم حدودها حسب مصالحها الأمنية.
غار اوباما من المنطقة غير مأسوف عليه مخلفا نتائج بالغة السلبية باتجاه استمرار الحصار على غزة، فتزامن الاجراءات الصهيونية بتشديد الحصار البري والبحري على غزة مع المصالحة التركية لا توحي بانهاء هذا الحصار.
كما خلف استمرارا لا متناهٍ للانقسام الفلسطيني، ليس بين حماس وفتح فقط، ولكن انقسام داخل بيت عباس ذاته مع فياض وفريقه.
كما خلف ارهاصات بتجدد العدوان على غزة خصوصا مع وزير دفاع صهيوني متطرف وموغل في الفاشية.
فمع كشكول نتائج زيارة اوباما يبدو واقعنا الفلسطيني، ومنطقتنا العربية أشبه بالكشكول الفعلي لاختلاط اوراقه والتباس أحداثه وإشكال المرامي والمخططات على الأفهام.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية