كفى تهديد ووعيد وعودوا إلى رشدكم

كفى تهديد ووعيد وعودوا إلى رشدكم ...بقلم: مصطفى الصواف

السبت 01 أغسطس 2009

كفى تهديد ووعيد وعودوا إلى رشدكم

 بقلم: مصطفى الصواف

يقول الله تعالى في محكم التنزيل [مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ{ [الأنعام : 160]، هذا قول ربنا ملك الملوك ومالك كل شيء، العالم ببواطن الأمور، وأسرار النفوس، والقادر على فعل كل شيء كيفما شاء ووقتما شاء، فهو على كل شيء قدير وبيده المصير.
 
ولكن جاهلية القرن الحادي والعشرين جعلت من الجهلة أمثال عزام الأحمد الذي لا يملك لنفسه ضرا أو نفعا، أن يهدد الناس بعظائم الأمور، ويخالف قول ربنا، ويقول:" إن فتح التي أنتمي إليها ستقابل الحسنة بالحسنة والسيئة بعشر أمثالها"، وكأن فتح التي نصبت الأحمد واحدا من قادتها، تنتظر السيئة حتى تجازي بعشر أمثالها، وهي التي ارتكبت الموبقات والمحرمات وجرائم القتل على رؤوس الأشهاد، سواء في غزة زمن الانفلات والفوضى الأمنية وعبر قانون الغاب، أو ما تمارسه من قتل وعلى رؤوس الأشهاد أيضا في الضفة الغربية، وسأضرب مثالا واحداً وهو الطالب محمد رداد، الحافظ لكتاب الله والذي قتل في ساحة جامعة النجاح على أيدي حركة فتح التي لم تحرك ساكنا، بل والأدهى من ذلك أنها شجعت وحمت القاتل، فهل هناك يا عزام الأحمد جرم أكبر من جرم القتل؟ والرسول عليه الصلاة والسلام يقول: (لئن تهدم الكعبة حجرًا حجرًا أهون على الله من أن يراق دم امرئ مسلم)، وفي الحديث أيضًا يقول صلى الله عليه وسلم: (لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم).
 
ماذا ستقول يا عزام الأحمد يوم تعرض على الله؟، أين تهديداتك من هذه الجرائم وهذا القتل الذي قامت به حركتك وأنت أحد قادتها؟، هل استنكرت؟، هل اعتذرت لله على جريمة القتل وقلت إنه لا حول لك ولا قوة؟ هل طالبت بملاحقة القاتل أو اعتقاله أو التحقيق معه أم أنك اعتبرت ما فعله حقاً شرعياً وفق شرع القتلة في حركة فتح الذين مارسوا القتل في شوارع غزة على الهوية والانتماء واللحية والحجاب؟.
 
لماذا هذا التهديد عالي النبرة وهذا الوعيد لأبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية ممن هم محسوبون على حركة حماس، بأنهم سيلاقون إجراءات قاسية ومأساوية لم تعهدها حركة حماس والتي تتوعد بأنها ستعلن عنها في الأيام القادمة؟.
 
ألا يعد ما تمارسه حركة فتح في الضفة الغربية إجراءات مأساوية؟، أليس القتل جريمة مأساوية؟، أليس التعذيب جريمة مأساوية؟، أليست الملاحقة والمطاردة ومصادرة أموال الأيتام وأبناء الشهداء إجراءات مأساوية؟،أليس اعتقال النساء والتحقيق معهن وشبحهن جريمة مأساوية؟، وماذا ستفعل أكثر مما تفعل وتفعل فتح في الضفة؟، هل ستخرج الناس من بيوتهم وتأمرهم بالنظر إلى الحائط ورفع الأيدي وإطلاق النار عليهم حتى الموت؟، هل ستقوم باغتيال قيادات حماس على نفس الطريقة التي اغتلتم فيها قيادات حركة فتح، سواء بإطلاق النار أو بالسيارات المفخخة؟.
 
ومن هنا أحذر حركة حماس من تفكير مجنون قد تقدم عليه فتح ليس في الضفة الغربية، بل هنا في قطاع غزة، وأعتقد أن هذا هو هدف التهديدات التي تطلقها حركة فتح على ألسنة ناعقيها على مختلف المستويات، لذلك المطلوب الحذر الشديد والاحتياطات الأمنية العالية، لأن فتح لا تستطيع العيش دون دماء، وهناك مؤشرات كبيرة على أن فتح في غزة تقوم بعمليات تحر واسعة عن قيادات حماس والمقربين منها، وتجمع معلومات عن خروجهم من منازلهم وعودتهم إليها ومن يقوم بزيارتهم، وأماكن أعمالهم ونوع السيارات التي يركبونها حتى أنهم يبحثون عن أسماء المرافقين لبعض الشخصيات، وأسماء السائقين، وأماكن سكناهم وكل ذلك ليس فقط لتجديد بنك المعلومات للاحتلال الصهيوني، ولكن لتنفيذ مخططات إراقة الدماء في غزة وإعادة الفوضى والانفلات الأمني، فحذارِ، حذارِ أن تغفل العيون وأن يعطى هؤلاء الفرصة لتنفيذ مخططاتهم الدامية وأعمالهم الإرهابية.
 
وطالما أن حركة فتح حريصة على خروج أعضاء مؤتمرها السادس من قطاع غزة إلى بيت لحم، لماذا تستنكر طلب حركة حماس بضرورة الإفراج عن معتقليها في سجون عباس ووقف الملاحقة؟، أليس هذا استحقاقاً يجب أن تقدمه فتح، لو كانت حريصة بالفعل على المؤتمر السادس أو حريصة على علاقات وطنية فلسطينية سليمة؟
 
الإنكار بأن فتح لا تعتقل، فتح لا تعذب، فتح لا سجون لها، فتح ضد سياسة الاعتقال السياسي، هذا الخطاب الأبله ما عاد يجدي، ورمي الكرة على حكومة فياض، أضحوكة كبيرة، وحكومة فياض هذه، هي حكومة من؟، أليست حكومة محمود عباس، القائد الأعلى لحركة فتح؟، أليست هذه الأجهزة الأمنية هي لحركة فتح ومن حركة فتح وقادتها أعضاء في المؤتمر السادس؟.
 
ماذا تريد يا عزام الأحمد من طبلك الأجوف؟، وهل تعتقد أن ذلك سيخيف شبلاً من أشبال الشعب الفلسطيني الذي يعرف قدرك، ومكانتك؟، وليس بعيد عنا ما حدث معك في جنين وفي مسقط رأسك يوم أن حوصرت مع ما يسمى كتائب شهداء الأقصى، وأُطلق عليك النار ومنعت من الخروج من بيتك، أليس أنت هو عزام الأحمد أم أن عزام اليوم مختلف؟، أليس أنت من وقف نمر حماد ليستهزئ بك بعد لقاء اليمن على شاشة الجزيرة ويسفهك؟، فإذا كان أمرك كذلك، هل تعتقد أن تهديداتك ستجعل حماس تستنجد وتقول (شبيك لبيك وبعرضك ودخلك وتوبة وسماح)؟
 
من يريد يا عزام لأعضاء المؤتمر الخروج من غزة؟ يجب أن يُخرج الناس من السجون والمعتقلات التي زجوا بها لا لذنب اقترفوه، ولكن لأنهم من المخلصين للشعب والقضية، أم أن هؤلاء لا بواكي لهم، وعدم خروج أعضاء المؤتمر يعني الموت والدمار لأبناء الشعب الفلسطيني سواء في الضفة الغربية أو غزة؟
 
كفى يا عزام الأحمد وعد إلى رشدك فأنت لا قيمة لك بين أهلك، فكيف ستصنع لك قيمة بين غير أهلك؟، ولا داعي لهذا الزعيق والنعيق والطبل الأجوف، إلزم حدودك وأعرف قدرك فهذا أكرم لك، فلم يعد في رأسك مكان للشعر الأسود، وتذكر أنك ستقف بين يدي الله مسئولا.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية