كيري لا يقرأ الأرقام لأن الفلسطيني لايقرأ الدلالات
يوسف رزقة
قبل أيام تحدث صائب عريقات أمام مجموعة من الدبلوماسيين عن (خطأ) فلسطيني في إدارة مفاوضات أوسلو، ثم دلل على الخطأ بأمرين:
الأول/ أن منظمة التحرير اعترفت بإسرائيل دون أن تعرف ما حدود هذه الدولة ودون أن تعترف إسرائيل بحدود دولة فلسطين على أرض 1967م.
والثاني/ أن الاستيطان تضاعف في مرحلة المفاوضات الممتدة أربعة أضعاف وتركز في القدس وما حولها، وأن إسرائيل ماضية في سياسة هدم البناء الفلسطيني في القدس، وفي منطقة(C).
واليوم نزيد القارئ الفلسطيني سطراً من المأساة نستند فيه إلى وكالة (معاً) الإخبارية التي نشرت ما أسمته (وثيقة رسمية تكشف وتيرة البناء الاستيطاني بنسب خيالية في عام 2013).وتقول الوثيقة ما مختصره:
1- ارتفاع وتيرة البناء الاستيطاني بنسبة 176% في الربع الأول من العام الحالي 2013م، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
2- في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام بدأ البناء في (865) وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية.
3- في الربع الأول من عام 2012م، تم بناء (313) وحدة استيطانية.
4- إن 50% من البناء الاستيطاني تركز في (بيتار عليت، ومودين عليت)، وهي ثاني أكبر مستوطنة بعد معاليه أدوميم.
5- في عام 2007 تم بناء (1471) وحدة سكنية.
6- في عام 2008 تم بناء (2324) وحدة سكنية.
7- في عام 2009 جمد نتنياهو البناء الاستيطاني عشرة أشهر.
8- في عام 2011 تم بناء (736) وحدة سكنية.
9- في عام 2012 تم بناء (1107) وحدات سكنية.
ما أوردناه هنا من تصريحات وأرقام يمكن الرجوع إليها في مصادرها، لأننا لا نقصد من الإيراد هنا الأرقام نفسها، وإنما نقصد دلالاتها، في رحلة المفاوضات، وانتظارات المفاوضين لجولات كيري الممتدة بلا نهاية وبلا زمن.
وأول هذه الدلالات تقول إن مسيرة المفاوضات تمتلئ بمحطات عديدة من السراب المخادع، وهذا الخداع صاحبنا مع بل كلينتون، ثم مع بوش الابن، ثم مع العزيز أبو حسين أوباما.
وسيظل صديقنا ومصاحبنا ما دام المفاوض الفلسطيني المبجل يعمل منفرداً، ومادام الشعب الفلسطيني يعيش اللامبالاة، ولا يعرف حقوقه في محاسبة من يتولى قيادته.
وثاني هذه الدلالات تقول إن جون كيري الذي ننتظره لا يملك عصا سحرية لم يكن يملكها من كانوا قبله ممن تولوا المنصب نفسه، وقد غادر من قبله مناصبهم، وتركوا خلفهم أوراقاً ومشاريع ومعلومات ونصائح، وجميعها موجودة على أرفف المكتبات ميتة لا حياة فيها، وهذا المصير ينتظر جون كيري وجولاته، لأن الطرف الإسرائيلي متعنت، والطرف الفلسطيني ضعيف، والضعفاء لايملكون آليات الحصول على حقوقهم عند التفاوض مع الأقوياء، فما بالك بالمتعنتين.
وثالث هذه الدلالات أن هناك جرأة وغباء في مخادعة المفاوض الفلسطيني لشعبه، من خلال إطالة سنوات المفاوضات، وعدم مكاشفة الشعب، ومصادرة الخيارات البديلة، والزعم بأن الرابح الأساس من نجاح كيري هو الفلسطيني لا الإسرائيلي، وهو زعم كاذب ويغري كيري بالضغط على الفلسطيني لمزيد من التنازلات.
إن الأرقام التي تحكي مضاعفة الاستيطان في سنوات المفاوضات تحكي ضياع الأرض والوطن والمستقبل بما فيها مشروع حل الدولتين نفسه، وهذا ما عنيناه بالجرأة والغباء التي تسكن مراحل التفاوض العبثي.
لقد مات السحرة، وبقي الاستيطان وكيري لا يقرأ الأرقام لأن الفلسطيني لا يقرأ الدلالات؟!!
يوسف رزقة
قبل أيام تحدث صائب عريقات أمام مجموعة من الدبلوماسيين عن (خطأ) فلسطيني في إدارة مفاوضات أوسلو، ثم دلل على الخطأ بأمرين:
الأول/ أن منظمة التحرير اعترفت بإسرائيل دون أن تعرف ما حدود هذه الدولة ودون أن تعترف إسرائيل بحدود دولة فلسطين على أرض 1967م.
والثاني/ أن الاستيطان تضاعف في مرحلة المفاوضات الممتدة أربعة أضعاف وتركز في القدس وما حولها، وأن إسرائيل ماضية في سياسة هدم البناء الفلسطيني في القدس، وفي منطقة(C).
واليوم نزيد القارئ الفلسطيني سطراً من المأساة نستند فيه إلى وكالة (معاً) الإخبارية التي نشرت ما أسمته (وثيقة رسمية تكشف وتيرة البناء الاستيطاني بنسب خيالية في عام 2013).وتقول الوثيقة ما مختصره:
1- ارتفاع وتيرة البناء الاستيطاني بنسبة 176% في الربع الأول من العام الحالي 2013م، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
2- في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام بدأ البناء في (865) وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية.
3- في الربع الأول من عام 2012م، تم بناء (313) وحدة استيطانية.
4- إن 50% من البناء الاستيطاني تركز في (بيتار عليت، ومودين عليت)، وهي ثاني أكبر مستوطنة بعد معاليه أدوميم.
5- في عام 2007 تم بناء (1471) وحدة سكنية.
6- في عام 2008 تم بناء (2324) وحدة سكنية.
7- في عام 2009 جمد نتنياهو البناء الاستيطاني عشرة أشهر.
8- في عام 2011 تم بناء (736) وحدة سكنية.
9- في عام 2012 تم بناء (1107) وحدات سكنية.
ما أوردناه هنا من تصريحات وأرقام يمكن الرجوع إليها في مصادرها، لأننا لا نقصد من الإيراد هنا الأرقام نفسها، وإنما نقصد دلالاتها، في رحلة المفاوضات، وانتظارات المفاوضين لجولات كيري الممتدة بلا نهاية وبلا زمن.
وأول هذه الدلالات تقول إن مسيرة المفاوضات تمتلئ بمحطات عديدة من السراب المخادع، وهذا الخداع صاحبنا مع بل كلينتون، ثم مع بوش الابن، ثم مع العزيز أبو حسين أوباما.
وسيظل صديقنا ومصاحبنا ما دام المفاوض الفلسطيني المبجل يعمل منفرداً، ومادام الشعب الفلسطيني يعيش اللامبالاة، ولا يعرف حقوقه في محاسبة من يتولى قيادته.
وثاني هذه الدلالات تقول إن جون كيري الذي ننتظره لا يملك عصا سحرية لم يكن يملكها من كانوا قبله ممن تولوا المنصب نفسه، وقد غادر من قبله مناصبهم، وتركوا خلفهم أوراقاً ومشاريع ومعلومات ونصائح، وجميعها موجودة على أرفف المكتبات ميتة لا حياة فيها، وهذا المصير ينتظر جون كيري وجولاته، لأن الطرف الإسرائيلي متعنت، والطرف الفلسطيني ضعيف، والضعفاء لايملكون آليات الحصول على حقوقهم عند التفاوض مع الأقوياء، فما بالك بالمتعنتين.
وثالث هذه الدلالات أن هناك جرأة وغباء في مخادعة المفاوض الفلسطيني لشعبه، من خلال إطالة سنوات المفاوضات، وعدم مكاشفة الشعب، ومصادرة الخيارات البديلة، والزعم بأن الرابح الأساس من نجاح كيري هو الفلسطيني لا الإسرائيلي، وهو زعم كاذب ويغري كيري بالضغط على الفلسطيني لمزيد من التنازلات.
إن الأرقام التي تحكي مضاعفة الاستيطان في سنوات المفاوضات تحكي ضياع الأرض والوطن والمستقبل بما فيها مشروع حل الدولتين نفسه، وهذا ما عنيناه بالجرأة والغباء التي تسكن مراحل التفاوض العبثي.
لقد مات السحرة، وبقي الاستيطان وكيري لا يقرأ الأرقام لأن الفلسطيني لا يقرأ الدلالات؟!!
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية