كيف سيتم إنقاذ عباس ؟!

كيف سيتم إنقاذ عباس ؟! ... بقلم : د. عدنان بكرية

السبت 10 أكتوبر 2009

كيف سيتم إنقاذ عباس ؟!

بقلم :  د. عدنان بكرية

لم تتوقع إسرائيل والولايات المتحدة بأن يكون الاحتجاج الفلسطيني على خطيئة حليفها الاستراتيجي "محمود عباس" بهذا الزخم والحجم ظانة انه وبعد مؤتمر فتح الأخير قد أطبق سيطرته على الشارع الفلسطيني وأصبح يتحكم بالقرار الفلسطيني بشكل مطلق.

 
 لقد فوجئت إسرائيل وأمريكا من ردود الفعل الفلسطينية والعربية على خطيئة حليفهما الذي بات مشوه السمعة في الشارع العربي وفي وضع لا يحسد عليه وغير قادر على احتواء الأزمة والخروج من المأزق الذي دس نفسه فيه.
 
 ومهما تكن التبريرات التي يتذرع بها المدافعون عنه إلا أن عباس أصبح بنظر غالبية أبناء الشعب الفلسطيني "خائنا "للقضية كونه ساوم على أهم نقطة حساسة وهي المجازر والشهداء وقايض بهم في بازار التصفية.. من هنا يأتي الإصرار الجماهيري الفلسطيني على ضرورة محاسبة محمود عباس وشلة دايتون.
 
 يبدو أن الحليف الإسرائيلي بات يدرك خطورة وضع عباس السياسي وإمكانية إخراجه عن الحلبة السياسية لذا بدأ يعد العدة لحملة إنقاذ لمحمود عباس فإسرائيل بحاجة ماسة إليه الآن خاصة وأنها تتواجد في وضع لا تحسد عليه سياسيا ودبلوماسيا وما دام عباس يؤمن لها زوارق النجاة من الغرق فهي معنية جدا ببقائه على رأس السلطة ولو مؤقتا.. لذا سارعت إلى إعداد سيناريو "مشروع إنقاذ "وبمباركة جورج ميتشل يتلخص في:
 
 أولا: الحديث المتكرر في الإعلام عن استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية وإيهام الشعب الفلسطيني بإمكانية تقديم الطرف الإسرائيلي تنازلات واسعة بهدف امتصاص نقمة الشارع على عباس ! لكن في حقيقة الأمر فان إسرائيل غير جاهزة ومهيأة لتقديم أي تنازل في الظروف الحالية فنتياهو غير مستعد للمقامرة بائتلافه الحكومي من اجل عيون عباس ويبقى الحديث الإعلامي عن التنازلات مجرد "بروباغاندا" لإنقاذ محمود عباس من مأزقه.
 
 ثانيا: يدور الحديث عن تحرك أمريكي يهدف إلى الضغط على إسرائيل لإيقاف الاستيطان والإجراءات بحق القدس والأقصى وبشكل مؤقت حتى يتم تنفيس البالون الشعبي الفلسطيني وإنقاذ عباس من ورطته ! وحتى لو لبت إسرائيل المطلب الأمريكي إلا أنها ستعود إلى ممارسة أعمالها التهويدية ضد القدس وستعود إلى استئناف الاستيطان بعد فترة وجيزة ويبقى الهدف من وراء هذا التحرك المشبوه خداع الرأي العام الفلسطيني والعربي والإسلامي.
 
ثالثا: مما لا شك فيه أن عباس وجماعته يواصلون الليل بالنهار في البحث عن مخرج من المأزق الحالي الذي لم يتوقعوا أصداءه بهذا الحجم فسارعوا إلى الإعلان عن نيتهم مشاركة ليبيا في طرح تقرير "غولدستون" على مجلس الأمن فما هم الشاة "سلخها بعد ذبحها "الأمر الذي يعني قتل التقرير ودفنه في مقبرة الفيتو الأمريكي!
 
 في النهاية المطلوب من الشارع الفلسطيني الحذر من الخدع الإسرائيلية والأمريكية لان الفرصة مواتية جدا للتخلص من نهج الاستسلام والخنوع والتبعية وفرض نهج جديد يتماشى مع المصلحة الفلسطينية ويتجاوب مع نبض الشارع الفلسطيني..
 
لقد عانى شعبنا من الأضاليل الإسرائيلية الأمريكية التي كانت مجرد غبار يذَر في العيون وعليه هذه المرة أن يغير الواقع الفلسطيني المفروض بواقع يرتقي إلى حجم التضحيات والنضالات التي قدمها شعبنا.
 
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية