لأول مرة على أرض غزة
د.فايز أبو شمالة
اجتماع حكومة التوافق الوطني في مدينة غزة بعد عدة أشهر من تشكيلها يرفع من شأن الحكومة، ويعتبر من وجهة نظر العقلاء تكريماً للحكومة ذاتها قبل أن يكون تقديراً لأهل غزة؛ الذين يستحقون أكثر من اجتماع الحكومة فوق ترابهم المقاوم، ومع ذلك فإن اجتماع حكومة التوافق في قطاع غزة للمرة الأولى ليس جديراً بالابتهاج، ولا الرقص في الشوارع، ولاسيما أن سكان غزة الذين يقترب عددهم من 2 مليون مواطن، يحتاجون إلى الإسناد المادي والتكاثف العملي أكثر من حاجتهم إلى ألفاظ الصمود وجمل التعاطف اللغوية.
من حق سكان قطاع غزة أن يعتبوا على رئيس الحكومة رامي الحمد الله، وعلى وزرائه الذين انشقت الأرض وابتلعتهم طوال 51 يوماً من العدوان على غزة، من حق سكان غزة أن يوجهوا اللوم إلى الحكومة التي تأخرت عن الحضور وقت الحاجة، وعليه فإن من حق سكان غزة أن يطالبوا الحكومة بالتعويض عن الفترة السابقة من غيابها، وأن يكون حضور الحكومة في غزة بشكل يومي، يمكنها من تحسس معاناة الناس، ومشاركتهم همومهم، ولا يتحقق ذلك إلا إذا واصلت الحكومة جلساتها في مدينة غزة لعدة أشهر قادمة، وذلك من باب التأكيد على أن غزة جزء أصيل من الوطن، وأن الوطن بلا غزة عاجزٌ، وللتأكيد على فشل العدو الإسرائيلي في تمزيق الوطنية بين غزة والضفة الغربية.
اجتماع حكومة التوافق في غزة جدير بالتقدير لأنه يعكس الجدية في تحمل المسئولية في المرحلة القادمة، وتحمل المسئولية لا يقف عند إعمار غزة، كما يحلو للبعض أن يفسر الأمر، الجدية في تحمل المسئولية تعني التفكير الجدي في حل مشاكل الناس من كل الجوانب السياسية والاقتصادية والحياتية وحتى الاجتماعية، بما في ذلك مأساة رواتب موظفي غزة الذين لا تعترف بأبوتهم الحكومة حتى هذا اللحظة.
إن تواصل اجتماعات الحكومة في غزة لعدة أشهر قادمة يجعلها أقرب إلى نبض الشارع، ويعكس المصداقية في التطبيق العملي للمصالحة، ويعكس الحس الوطني المشترك للشعب الواحد الذي يرفض التقسيم الجغرافي الذي أفرزته السياسة العقيمة.
يحكى أن فلاحاً اقترب من شجرة حزينة في حقله، وسألها عن حالها، فقالت له:
يا صاحبي، أنا لا أطلب منك أن تسقيني الماء، ولا أطلب منك أن تحرث أرضي، ولا أطلب منك أن تمدني بالسماد، ولا أطلب منك أن تقلمني، ولا أطلب منك أن ترشني بالدواء، أنا أطلب منك أن تزورني فقط، لا أطلب منك أكثر من الزيارة.
لقد أدرك الفلاح أن عقد اجتماعات حكومته في غزة يجعله قريباً منها، يسقيها إن عطشت، ويحرث أرضها إن احتاجت، ويرشها بالدواء إن تطفلت عليها الحشرات.
د.فايز أبو شمالة
اجتماع حكومة التوافق الوطني في مدينة غزة بعد عدة أشهر من تشكيلها يرفع من شأن الحكومة، ويعتبر من وجهة نظر العقلاء تكريماً للحكومة ذاتها قبل أن يكون تقديراً لأهل غزة؛ الذين يستحقون أكثر من اجتماع الحكومة فوق ترابهم المقاوم، ومع ذلك فإن اجتماع حكومة التوافق في قطاع غزة للمرة الأولى ليس جديراً بالابتهاج، ولا الرقص في الشوارع، ولاسيما أن سكان غزة الذين يقترب عددهم من 2 مليون مواطن، يحتاجون إلى الإسناد المادي والتكاثف العملي أكثر من حاجتهم إلى ألفاظ الصمود وجمل التعاطف اللغوية.
من حق سكان قطاع غزة أن يعتبوا على رئيس الحكومة رامي الحمد الله، وعلى وزرائه الذين انشقت الأرض وابتلعتهم طوال 51 يوماً من العدوان على غزة، من حق سكان غزة أن يوجهوا اللوم إلى الحكومة التي تأخرت عن الحضور وقت الحاجة، وعليه فإن من حق سكان غزة أن يطالبوا الحكومة بالتعويض عن الفترة السابقة من غيابها، وأن يكون حضور الحكومة في غزة بشكل يومي، يمكنها من تحسس معاناة الناس، ومشاركتهم همومهم، ولا يتحقق ذلك إلا إذا واصلت الحكومة جلساتها في مدينة غزة لعدة أشهر قادمة، وذلك من باب التأكيد على أن غزة جزء أصيل من الوطن، وأن الوطن بلا غزة عاجزٌ، وللتأكيد على فشل العدو الإسرائيلي في تمزيق الوطنية بين غزة والضفة الغربية.
اجتماع حكومة التوافق في غزة جدير بالتقدير لأنه يعكس الجدية في تحمل المسئولية في المرحلة القادمة، وتحمل المسئولية لا يقف عند إعمار غزة، كما يحلو للبعض أن يفسر الأمر، الجدية في تحمل المسئولية تعني التفكير الجدي في حل مشاكل الناس من كل الجوانب السياسية والاقتصادية والحياتية وحتى الاجتماعية، بما في ذلك مأساة رواتب موظفي غزة الذين لا تعترف بأبوتهم الحكومة حتى هذا اللحظة.
إن تواصل اجتماعات الحكومة في غزة لعدة أشهر قادمة يجعلها أقرب إلى نبض الشارع، ويعكس المصداقية في التطبيق العملي للمصالحة، ويعكس الحس الوطني المشترك للشعب الواحد الذي يرفض التقسيم الجغرافي الذي أفرزته السياسة العقيمة.
يحكى أن فلاحاً اقترب من شجرة حزينة في حقله، وسألها عن حالها، فقالت له:
يا صاحبي، أنا لا أطلب منك أن تسقيني الماء، ولا أطلب منك أن تحرث أرضي، ولا أطلب منك أن تمدني بالسماد، ولا أطلب منك أن تقلمني، ولا أطلب منك أن ترشني بالدواء، أنا أطلب منك أن تزورني فقط، لا أطلب منك أكثر من الزيارة.
لقد أدرك الفلاح أن عقد اجتماعات حكومته في غزة يجعله قريباً منها، يسقيها إن عطشت، ويحرث أرضها إن احتاجت، ويرشها بالدواء إن تطفلت عليها الحشرات.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية