لا الطرطرة
يوسف رزقة
لم أفاجأ بقبول محمود عباس لاستقالة الدكتور رامي الحمد الله من رئاسة الحكومة ، وإن فاجأني هو بهذه الاستقالة السريعة بعد ثمانية عشر يوما . لم أفاجأ لأنني أعرف عناد رئيس السلطة وانتصاره لذاته ، فهو لم يكلف الدكتور الحمد الله من أجل خبرته وحياديته،هو كلفه لأنه شخصية أكاديمية مقبولة ،يمكن من خلالها تنفيذ رؤيته ومشروعه ،ومن ثم لم يبال بالقانون الأساسي الذي ينظم الصلاحيات بين أطراف السلطة،وأعلن عن تعيين نائبين للحمد الله أحدهما اقتصادي والآخر سياسي ،وتعيين النائب هو من صلاحيات رئيس الوزراء لا رئيس السلطة.
لم يقبل رامي الحمد الله (الطرطرة) وطالب بصلاحيات كاملة ومنها التوقيع على المعاملات المالية الكبيرة ،والفصل الواضح بين اختصاصه هنا واختصاص محمد مصطفى نائبه ،فلم يفلح في الوصول إلى ما يريد ، حيث أصر رئيس السلطة على أن يتفرد بالقرار وبالصلاحيات .ومن ثم يمكن القول إن محمود عباس يكرر الخطأ نفسه الذي تعامل فيه في 2006 مع حكومة حماس ،وكان سببا في تمزيق النظام السياسي الفلسطيني قبل أن نصل إلى الانقسام ،الذي يصفه بعضهم بالملعون .وأحسب أن الديكتاتورية والاستبداد بالقرار هما اللذان يستحقان اللعنة ،لأن النظام السياسي يستمد قوته من قوة التطبيقات الديمقراطية الحقيقية ،لا من قوة العلاقة مع واشنطن أو تل أبيب .
لن يتجه محمود عباس إلى تكليف شخصية أكاديمية بديلة ،لأنه لن يجد هذه الشخصية بعد تجربة د.الحمد الله ،وسيذهب فيما أرجح إلى شخصية سياسية حزبية ،كأن يكلف (محمد اشتية) من مركزية فتح أو أحد نائبي الحمد الله محمد مصطفى أو زياد أبو عمرو ،وهو يعلم أن حسابات السياسي الحزبي غير حسابات الأكاديمي المتمسك بحريته .
لم يبد الشعب الفلسطيني اهتماما كبيرا باستقالة رامي الحمد الله ،ولم يتتبع رسائلها المهمة ،وهو لا يبدي اهتماما بشخصية القادم ،ربما لأنه مل السياسة والتسلط وفقد الأمل ،بينما أبدي اهتماما كبيرا وغير مسبوق بمحمد عساف وفوزه بالمرتبة الأولى في أرب أيدول ،مما يعني أن الفن والغناء بات أكثر أهمية من السلطة والحكومة ،لأن في الفن ترويحا عن النفس ،بينما في تخبط السلطة ما يرفع الضغط، ويسبب الأمراض والاكتئاب .
لا تأثير لاستقالة الحمد الله أو لتكليف غيره، يذكر في ملف المصالحة ،وربما يكون لمحمد عساف تأثير أكبر ،ذلك أن التكليف والاستقالة لا علاقة لهما بملف المصالحة التي لا يؤمن بها محمود عباس وإن أكثر الحديث عنها ، لأن في المصالحة الحقيقية شراكة حقيقية ،وإذا فشل عباس في شراكة حقيقية مع د.رامي الحمد الله ،فهو أكثر رفضا لشراكة حقيقية مع حماس في ملف الحكومة،وملف م ت ف ،وملف الأجهزة الأمنية ،وهو ما ترفضه حماس كما رفض الحمد الله (الطرطرة) التي تعودها عباس مع اللجنة التنفيذية ،والمجلس الوطني وحركة فتح
يوسف رزقة
لم أفاجأ بقبول محمود عباس لاستقالة الدكتور رامي الحمد الله من رئاسة الحكومة ، وإن فاجأني هو بهذه الاستقالة السريعة بعد ثمانية عشر يوما . لم أفاجأ لأنني أعرف عناد رئيس السلطة وانتصاره لذاته ، فهو لم يكلف الدكتور الحمد الله من أجل خبرته وحياديته،هو كلفه لأنه شخصية أكاديمية مقبولة ،يمكن من خلالها تنفيذ رؤيته ومشروعه ،ومن ثم لم يبال بالقانون الأساسي الذي ينظم الصلاحيات بين أطراف السلطة،وأعلن عن تعيين نائبين للحمد الله أحدهما اقتصادي والآخر سياسي ،وتعيين النائب هو من صلاحيات رئيس الوزراء لا رئيس السلطة.
لم يقبل رامي الحمد الله (الطرطرة) وطالب بصلاحيات كاملة ومنها التوقيع على المعاملات المالية الكبيرة ،والفصل الواضح بين اختصاصه هنا واختصاص محمد مصطفى نائبه ،فلم يفلح في الوصول إلى ما يريد ، حيث أصر رئيس السلطة على أن يتفرد بالقرار وبالصلاحيات .ومن ثم يمكن القول إن محمود عباس يكرر الخطأ نفسه الذي تعامل فيه في 2006 مع حكومة حماس ،وكان سببا في تمزيق النظام السياسي الفلسطيني قبل أن نصل إلى الانقسام ،الذي يصفه بعضهم بالملعون .وأحسب أن الديكتاتورية والاستبداد بالقرار هما اللذان يستحقان اللعنة ،لأن النظام السياسي يستمد قوته من قوة التطبيقات الديمقراطية الحقيقية ،لا من قوة العلاقة مع واشنطن أو تل أبيب .
لن يتجه محمود عباس إلى تكليف شخصية أكاديمية بديلة ،لأنه لن يجد هذه الشخصية بعد تجربة د.الحمد الله ،وسيذهب فيما أرجح إلى شخصية سياسية حزبية ،كأن يكلف (محمد اشتية) من مركزية فتح أو أحد نائبي الحمد الله محمد مصطفى أو زياد أبو عمرو ،وهو يعلم أن حسابات السياسي الحزبي غير حسابات الأكاديمي المتمسك بحريته .
لم يبد الشعب الفلسطيني اهتماما كبيرا باستقالة رامي الحمد الله ،ولم يتتبع رسائلها المهمة ،وهو لا يبدي اهتماما بشخصية القادم ،ربما لأنه مل السياسة والتسلط وفقد الأمل ،بينما أبدي اهتماما كبيرا وغير مسبوق بمحمد عساف وفوزه بالمرتبة الأولى في أرب أيدول ،مما يعني أن الفن والغناء بات أكثر أهمية من السلطة والحكومة ،لأن في الفن ترويحا عن النفس ،بينما في تخبط السلطة ما يرفع الضغط، ويسبب الأمراض والاكتئاب .
لا تأثير لاستقالة الحمد الله أو لتكليف غيره، يذكر في ملف المصالحة ،وربما يكون لمحمد عساف تأثير أكبر ،ذلك أن التكليف والاستقالة لا علاقة لهما بملف المصالحة التي لا يؤمن بها محمود عباس وإن أكثر الحديث عنها ، لأن في المصالحة الحقيقية شراكة حقيقية ،وإذا فشل عباس في شراكة حقيقية مع د.رامي الحمد الله ،فهو أكثر رفضا لشراكة حقيقية مع حماس في ملف الحكومة،وملف م ت ف ،وملف الأجهزة الأمنية ،وهو ما ترفضه حماس كما رفض الحمد الله (الطرطرة) التي تعودها عباس مع اللجنة التنفيذية ،والمجلس الوطني وحركة فتح
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية