لا تذبحونا مرة أخرى
بقلم: مصطفى الصواف
لم نعد نحتمل ذبحا بأيدي أحبتنا؛ بعد هذا الذبح على أيدي المجرمين الصهاينة، ومن أيدهم وشجعهم وقدم لهم صك البراءة من دماء الشهداء، وأنات الجرحى؛ ودموع من يسكن العراء، نصبر كما صبرنا على كل العذابات؛ ولكن لا نقدر على أن نذبح بأيديكم لأنكم أملنا، والأمل لا يذبح؛ إنما يحتضن يلملم الجراح ويواسي المكلومين، فلم يعد بعد الله لنا؛ إلا أنتم فلا تسلمونا للشيطان وأعوانه والمتباكين عليه
.كيف ستجلسون مع من سفك دمائنا وباعها وتخلى عنها؟، كيف ستجلسون مع من قتلنا وشارك عدونا في ذبحنا؟، إذا كنتم تظنون أن هناك مصلحة لنا في ذلك، وان السياسة تقتضي أن نصافح ونجلس ونوقع مع المجرمين ، نقول لكم لا وألف لا، ولا يعني ذلك أننا ضد المصالحة وإنهاء الانقسام، وأننا لا ندري حجم الجرائم التي تهددون بها من القريب والبعيد، ونعلم المخاطر المحيطة بكم، ولكنها جميعا أهون علينا أن نذبح مرة أخرى بأيديكم
.صبرنا معكم، وتحملنا كل أصناف الموت والعذاب، وكان لسان حالنا بقول: تحملوا معنا وكانوا في مقدمتنا، صبروا كما صبرنا، وأوذوا كما أوذينا، وأصابهم الموت الذي أصابنا، نعم نعلم ذلك، ونقدره لكم ، شعرنا أنكم منا وأنَا منكم، سلمنا لكم الأرواح ونحن ندرك أنكم الأمناء، وسلمنا لكم الأولاد والمال والبيوت ونحن نعلم أنكم مثلنا لا فرق، وثقنا بكم كثيرا ولازالت ثقتنا بكم عالية
.لا تفرطوا بهذه التضحيات وهذه الدماء، وتجلسوا مع قتلة جبناء مفرطون باعوا دماء الشهداء وخانوا الوطن وخانوا الشعب، فهل أنتم ذاهبون إلى هناك لشحذ السكين ووسط الشهود لتذبحونا كما ذبحنا من قبل؟، الموت والله أهون، ورغم ذلك لازلنا نشك في أن تضعوا أيديكم في أيديهم، ونشك أن نشاهد صوركم مع صورهم، ونفتح العيون على عناقكم، فنموت عندها ألف مرة، ونقول أضعتمونا ضيعكم الله، ولكنكم لستم كذلك، فأنتم الأمل
.نريد أن ينتهي الانقسام، ونريد وحدة الصف، ونريد توحيد الوطن، ولكن مع من؟، هذا هو السؤال الكبير الذي هو بحاجة إلى إجابة من الكبار أمثالكم، لا تهتموا كثيرا بالتهديدات ولا بالحصار، طالما أنكم تثقون بالله العلي القهار، لم نسمع منكم قرارا حتى الآن، فهل تدرسون الموقف حتى تقرروا؟، ليكن ذلك، ولكن نذكركم أن الدراسة لأمر فيه غموض، وبحاجة إلى تجليه، ولكن الأمر أبيض من عين القط، وأصفى من ماء العين، وليس بحاجة إلى دراسة
.نحن ندعوكم أهالي الشهداء والجرحى والمنكوبين في أموالهم وبيوتهم، نحن أصحاب البيوت المدمرة وساكني الخيام إلى رفض الجلوس مع القتلة، لقد قالها رئيس الوزراء إسماعيل هنية في جلسة التشريعي أن هكذا قيادة يجب أن تتغير، كلام أثلج صدورنا ولا نعتقد أنه فورة عصبية أو كلامات إعلامية ولكنها كلمات حقيقية يجب أن تتحقق، فلا تعيروا اهتماما لغضب أحد، أو موقف أحد، ولا تكونوا كشهود زور، أو فرحين بشهود زور، كونوا لسان حالنا ولسان حال شعبنا وأمتنا، وقولوها صراحة لن نضع أيدينا في يدي مجرم، أو أعون مجرم، أو مؤيدو مجرم، فلن يكون أكثر مما كان، ولن يحدث أكثر مما يريد الله، ولكن إذا ثبتم على الموقف؛ سنثبت معكم ونقاتل كل شياطين الأرض معكم، ونسف المُل والرمل وسنطحن الحصى، لأننا بعد الله بكم نستقوي، فلا تذبحونا ولا تخذلونا
.لن يكون على طاولة المصالحة المعدة هناك؛ إلا الدماء والذبح والموت، لن يكون فيها إقرار حقوق أو إنصاف شعب، ولكن ستكون بالطريقة التي تعرض فيها ويتم الحديث عنها مذبحة وبشهود، وعلى رأسها الرباعية الدولية التي تحاصر شعبنا، فهل تعتقدون أن الرباعية تشهد على ثبات موقف فيه مصلحة للشعب الفلسطيني، أم أنها ترغب بالشهادة على ثبات آخر عمالقة الشعب الفلسطيني الذين نبني آمالنا عليهم
.يا من تريدون الذهاب إلى حوار القاهرة، لا تذهبوا إذا كان هذا الرجل سيجلس على المنصة هو وممثلوه أو مؤيدوه، يجب أن تذهب هذه الزمرة إلى حيث أشار أساتذة الجامعات أمس وفي ميدان فلسطين إلى مزابل التاريخ، وأن يقصفوا بالنعال كما قصف المواطنون صورهم، جزاء ما فعلوا
.على أحرار هذا الشعب أن ينحازوا إلى دماء الشهداء، والى جراح النازفة دمائهم، وإلى أهات المشردون في الخيام، يجب أن يُلتفت إلى رأي الناس ومواقفهم؛ لان الأمة لا تشقى برأي الجماعة، والأمة لا تجتمع على ضلالة ، ونحن كشعب فلسطين مجمعون على أن هؤلاء الذين باعوا دماء الشهداء بدراهم معدودة لا يمثلونا وليسوا منا، والأفضل لنا ولهم أن يغادرونا بلا رجعة وإلى الأبد
فهل سنجد فيكم من ينتصر لدماء الشهداء وللحق، وهل سنسمع أنكم لن تضعوا أيديكم في أيدي تقطر بدم الشعب الفلسطيني من أطفال ونساء وشيوخ، لن نتوقع منكم موقفا آخر، ولن نتحدث بخيار ثاني، فلا تخيبوا الآمال وتهدموا القلاع وتعطوا المواقف بالدنية، فأنتم لستم كذلك، هذا عهدنا بكم وهذا عهدكم مع الله
. .
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية