لا تقولوا: مصالحة وإنهاء الانقسام ... بقلم : د.فايز أبو شمالة

الثلاثاء 02 يوليو 2013

لا تقولوا: مصالحة وإنهاء الانقسام

د.فايز أبو شمالة

لا تقولوا: "مصالحة"، بل قولوا: تنظيف الجسد الفلسطيني من اللاهثين خلف أضاليل الاحتلال، أولئك المحنطين في كراسيهم، الذين كانوا السبب المباشر للانقسام.

ولا تقولوا: "إنهاء الانقسام"، بل قولوا: إن القاسم المشترك الذي نلتقي عليه هو العودة بشباب الوطن فلسطين إلى روحهم القتالية التي دفنها في مقاطعة رام الله محمود عباس، وأهال عليها تراب المانحين، وأقعد جميع المتكسبين مقعد المنتظر حتى الدمار الأخير.

لا تقولوا: "مصالحة وإنهاء الانقسام" قبل أن تقرءوا ما كتبه "بانجمين بارت"، الذي عمل مراسلًا لصحيفة «لوموند» الفرنسية في رام الله عشر سنوات، وأصدر كتابه "حلم في رام الله: رحلة في قلب السراب الفلسطيني"، الذي يقدم بالوثائق والشهادات الحية، والمقابلات والأرقام صورة مفصلة، ودقيقة، ومثيرة، وصادمة للأوضاع السياسة في الأراضي المحتلة.

يتحدث الكاتب "بارت" عن طبقات استحدثت، وخطط لسلام اقتصادي؛ لإطالة أمد الاحتلال، وتحسين صورته، وعن مناضلين ومثقفين تخلوا عن المبادئ من أجل أوهام عامة، ومكاسب خاصة، ففي الوقت الذي يشن فيه الاحتلال على عاصمة السراب الفلسطيني اقتحاماته الليلية، ويحاصرها بالمستوطنات والحواجز؛ تحاول الظهور بمظهر الحياة الطبيعية، فمنذ عام 2007م تفتتح حانة جديدة أو مطعم عصري كل ثلاثة أشهر، ومن هذه المطاعم ما يحاكي الأناقة الباريسية، أو السحر اللاتيني، وهذا هو الزبد الذي يطفو على وجه المدينة، التي يوجد فيها عدة مخيمات للاجئين، ويزيد فيها الفقراء فقرًا، في حين تتكون فيها طبقات سريعة الثراء، بقرارات فوقية، ترى وجود هذه الطبقات ضرورة لسلام من نوع خاص، والمقصود في الواقع سلام الاحتلال، وجعله احتلالًا مقبولًا ورخيصًا، بل مربحًا، فكل تدفق لأموال مانحة يصب أغلبه في خزانة الاحتلال، الذي يحظى بالتدليل.

وينقل المؤلف عن دبلوماسي فرنسي يتردد كثيرًا إلى المقاطعة في رام الله أنه قال: "إن محمود عباس يشبه قائم مقام أكثر منه رئيسًا، وإن السلطة الحقيقية في الضفة الغربية هي لإدارة الاحتلال في مستوطنة (بيت إيل) على مشارف رام الله".

ويضيف المؤلف: "إن المساعدات الدولية هي صفقات تجارية، أغلبها مربح جدًّا، يستفيد منها الكثيرون، كالمتعهدين، ووكالات التنمية الخاصة، وشخصيات سياسية وأكاديمية ومؤسسات محلية، ومنظمات غير حكومية، ومشرفين على مشروع تنمية، ومستشارين سياسيين في منظمة دولية أو أساتذة في جامعات يتقاضون معاش مستشار في القطاع الخاص".

ولم تسلم النخب المثقفة التي كانت جاهزة لبيع خبراتها، فسارعت إلى تأسيس منظمات غير حكومية للدفاع عن حقوق الإنسان، ولدراسة الديمقراطية، أو لتعزيز دور المرأة، وكلها مواضيع صيغت استجابة لرغبة المانحين، لتدخل هذه النخبة المثقفة في مسار تغريب يتيح لها سهولة أكبر للحركة الدولية وزيادة للكسب.
لقد تشكلت من كل أولئك طبقة أرستقراطية تتركز في حي الطيرة غرب رام الله، وتحظى بدعم المانحين، الذين كانوا مقتنعين بأن ظهور طبقة وسطى عليا حريصة على رغد عيشها يساهم في استقرار السلطة، وبالتالي حل النزاع، ولكن ما يقال خلف الكواليس يؤكد أنه لا يوجد اقتناع بحل النزاع، وإنما إيجاد أرضية لإطالة أمد الاحتمال أكثر من اللازم.

يضيف المؤلف: «بعد انطلاق مسيرة السلام سنة 1993م دمج معظم شباب الانتفاضة الأولى في دوائر الأمن التابعة للنظام الجديد، في نهاية السنوات تَحَوّل بعض مقاتلي الانتفاضة الثانية إلى حراس في المتاجر أو الفنادق ذات النجوم الخمسة، وتحول العطاء الثوري إلى سلاح يدافع عن القطاع الخاص، والمصالح الضيقة".
فأين شباب فتح ورجالها الشرفاء من هؤلاء المنتفعين النافعين للاحتلال؟!
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية