د. عصام شاور
يقف الإمام فوق منبر رسول الله ويخطب في الناس، فيذكرهم بما يعلمون ويعلمهم ما يجهلون، ولكننا أحيانا نسمع كلاما لا دليل عليه بل على خطئه وتناقضه مع البديهيات، فكيف سيأخذ الناس من الإمام علما جهلوه إذا ظهر خطؤه فيما علموه؟.
شاءت الأقدار أن أستمع لخطيبي جمعة في جمعتين متتاليتين عن مسألة واحدة، كنت سمعتها قبل ذلك مرات عديدة وهي بالمختصر حول من هو الرجل أو الرجال، حيث يقرر أولئك الخطباء_مستندين إلى آيات من القرآن الكريم-بأنه ليس كل ذكر بالغ رجلا، وأن هناك فرقاً شاسعاً بين الذكورة والرجولة.
الدليل الأول عندهم هي الآية 37 من سورة النور، حيث يقول عز وجل: "رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ "، أما الثاني فقوله عز وجل: " مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا" الأحزاب 23.
لا بد وأن يستاء الرجال وخاصة الشباب منهم حين نسقط عنهم صفة "الرجولة"،وهذه مسألة شائعة بين الناس، حيث إن المجتمع يفترض بالرجل صفات سامية لا بد أن يتحلى بها كالمروءة والشهامة والقوة والإقدام،ولكن من الخطأ أن نستغل التفاسير الضعيفة أو الخاطئة للآيات في تحفيز الشباب على الاستقامة وفعل الخيرات.
الآيتان أعلاه لا تدلان على الصفات الواجب توفرها في الرجال حتى يكونوا رجالا، بل هي صفات لرجال معينين في مواقف مختلفة،وإن لم يكن الأمر كذلك لانتفت صفة الرجولة عن البعض الآخر من المؤمنين، وقد يكون الرجال من أهل الأعراف " وعلى الأعراف رجال ...الخ الآية"، أو يكونون من الجن أو ممن يعوذون بهم" وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا".
وكلمة "رجل" وردت في القرآن الكريم في أكثر من عشرة مواضع، وبعض الأئمة استدل على الرجل الذي جاء من المدينة يسعى ليضيفوه دليلا على أدلتهم، ولكنهم سكتوا عن باقي الأمثلة وخاصة قوله تعالى:" (وضرب الله مثلا رجلين أحدهما أبكم لا يقدر على شيء وهو كل على مولاه أينما يوجهه لا يأت بخير هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم)،وهذا دليل آخر على أن الرجل قد يتصف بكل صفات النقص والدونية ويظل رجلا، لأن كلمة "رجل" لا تعني سوى ما قصده العرب؛ (هو الذكر من نوع الإنسان إذا ما احتلم وشب) بغض النظر إن كان عاقلا أو مجنونا، مؤمنا أو كافرا أو حتى لو تشبه بالنساء واستحق لعنة الله كما ورد في الحديث الشريف: " لعن(الله) المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال".
يقف الإمام فوق منبر رسول الله ويخطب في الناس، فيذكرهم بما يعلمون ويعلمهم ما يجهلون، ولكننا أحيانا نسمع كلاما لا دليل عليه بل على خطئه وتناقضه مع البديهيات، فكيف سيأخذ الناس من الإمام علما جهلوه إذا ظهر خطؤه فيما علموه؟.
شاءت الأقدار أن أستمع لخطيبي جمعة في جمعتين متتاليتين عن مسألة واحدة، كنت سمعتها قبل ذلك مرات عديدة وهي بالمختصر حول من هو الرجل أو الرجال، حيث يقرر أولئك الخطباء_مستندين إلى آيات من القرآن الكريم-بأنه ليس كل ذكر بالغ رجلا، وأن هناك فرقاً شاسعاً بين الذكورة والرجولة.
الدليل الأول عندهم هي الآية 37 من سورة النور، حيث يقول عز وجل: "رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ "، أما الثاني فقوله عز وجل: " مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا" الأحزاب 23.
لا بد وأن يستاء الرجال وخاصة الشباب منهم حين نسقط عنهم صفة "الرجولة"،وهذه مسألة شائعة بين الناس، حيث إن المجتمع يفترض بالرجل صفات سامية لا بد أن يتحلى بها كالمروءة والشهامة والقوة والإقدام،ولكن من الخطأ أن نستغل التفاسير الضعيفة أو الخاطئة للآيات في تحفيز الشباب على الاستقامة وفعل الخيرات.
الآيتان أعلاه لا تدلان على الصفات الواجب توفرها في الرجال حتى يكونوا رجالا، بل هي صفات لرجال معينين في مواقف مختلفة،وإن لم يكن الأمر كذلك لانتفت صفة الرجولة عن البعض الآخر من المؤمنين، وقد يكون الرجال من أهل الأعراف " وعلى الأعراف رجال ...الخ الآية"، أو يكونون من الجن أو ممن يعوذون بهم" وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا".
وكلمة "رجل" وردت في القرآن الكريم في أكثر من عشرة مواضع، وبعض الأئمة استدل على الرجل الذي جاء من المدينة يسعى ليضيفوه دليلا على أدلتهم، ولكنهم سكتوا عن باقي الأمثلة وخاصة قوله تعالى:" (وضرب الله مثلا رجلين أحدهما أبكم لا يقدر على شيء وهو كل على مولاه أينما يوجهه لا يأت بخير هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم)،وهذا دليل آخر على أن الرجل قد يتصف بكل صفات النقص والدونية ويظل رجلا، لأن كلمة "رجل" لا تعني سوى ما قصده العرب؛ (هو الذكر من نوع الإنسان إذا ما احتلم وشب) بغض النظر إن كان عاقلا أو مجنونا، مؤمنا أو كافرا أو حتى لو تشبه بالنساء واستحق لعنة الله كما ورد في الحديث الشريف: " لعن(الله) المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال".
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية