لا فتح عاصفتي، ولا سكني حماس
د. فايز أبو شمالة
أين البقية؟ أين بقية التنظيمات الفلسطينية؟ أين ذهبت كل الأسماء التي كان لها وهجٌ، وكانت ترعد بالزلزلة؟ أين أنتم من حالة الانقسام الوحشي بين حركتي فتح وحماس؟ أين أنتم ــ يا كل التنظيمات الفلسطينية ــ من واقع الحال المزري الذي وصلت إليه قضيتنا؟ إلى متى تستعذبون الصمت على هذه الحالة من الركود الوطني؟ لماذا لم تنجحوا على مدار ثماني سنوات من الانقسام في ملء الفراغ ولملمة الحال؟
لماذا لم تطرحوا البدائل والخيارات التي تقنع الشعب بصواب موقفكم؟ لماذا لم يصل صوتكم إلى كل بيت وشارع وحارة؟ لماذا لم تفجعوا التنظيمين الرئيسين بحضوركم الجماهيري الموجع للانقسام، والمبهج ببرنامجه السياسي القادر على استقطاب كل أطياف المجتمع؟
أين أنتم يا كل التنظيمات الفلسطينية؟ وما هو موقفكم من المستجدات اليومية للحدث السياسي الموزع بين مؤيد لمواصلة الدق على أبواب المفاوضات وبين رافض للتنسيق الأمني؟ ماذا تقولون؟ وهل اقتصر دوركم في القضية الفلسطينية على بيانات الشجب ونداءات الاستغاثة، وكفى الله التنظيمات شر الحضور الفاعل القادر على التأثير والتغيير؟
أي تنظيم فلسطيني سيغضب مني، ويقول: أنا سيد الأرض وأجنحة السماء، عليه أن يثبت حضوره بين الجماهير، ولا يكفي أن يعلن عن موقفه السياسي في الاجتماعات التنظيمية الخاصة، أي تنظيم فلسطيني يقول: أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي، عليه أن يبدأ بالحركة، وأن يعقد تحالفاته الميدانية وفق قناعاته السياسية، عليه أن يرفع صوته عالياً، ويغني موال فلسطين ضمن إطار جامع لكل من يرفض المهانة السياسية.
لقد أضحى من المسلمات أن الخلاف بين حركة فتح وحماس يرجع إلى البرنامج السياسي، لقد انقسم الوطن سياسياً بين مفاوض يحتقر المقاومة وفق شروط الرباعية، وبين مقاوم يحتقر المفاوضات وفق شروط الحركات الثورية، وذلك قبل أن ينقسم اجتماعياً وميدانياً، لتغيب منذ ذلك الوقت النظم المشتركة للعمل السياسي الفلسطيني القادر على توحيد الموقف الشعبي، والجامع لشتات الرأي الذي انقسم بين مواقف الخصمين اللدودين.
وإذا كان للانقسام سلبيات كثيرة، ليس آخرها ما نعانيه من حالة التمزق المجتمعي، وارتخاء المفاصل الوطنية لدى البعض، فإن للانقسام إيجابيات كثيرة أيضاً، لن يكون آخرها اكتشاف الشعب الفلسطيني لقدراته الذاتية في المواجهة والتضحية، واكتشاف الشعب حقيقة أن الساحة الفلسطينية لا تقبل القسمة على أكثر من برنامجين سياسيين.
على بقية التنظيمات الفلسطينية أن تحدد موقفاً سياسياً من كافة القضايا الخلافية على ساحة العمل، على بقية التنظيمات الفلسطينية أن تتحسس معاناة الشعب في هذه المرحلة، وتتبنى المواقف التي تستقطب الناس حياتياً وسياسياً، على التنظيمات الفلسطينية التي تحترم نفسها وتاريخها ألا تكون شريكاً في الضغط على الشعب من خلال الصمت على الممارسات الخبيثة التي تهدف إلى تفزيع المواطن من الوفاء، وتفريغ روحه من صدق الانتماء، على بقية التنظيمات الفلسطينية عدم التغطية السياسية على كثير من الأفعال والأقوال التي لا تنسجم مع تاريخها النضالي، ولا تتواءم وحاضر الأمنية بالتحرير.
على بقية التنظيمات الفلسطينية ألا تكون جزءاً من حالة الانتظار التي يعيشها شعبنا، الذي مل انتظار نهاية الانقسام، ومل انتظار موقف فاعل لبقية التنظيمات، ومل انتظار فتح المعابر، ومل انتظار الراتب آخر الشهر، ومل انتظار وصول الأسمنت، وانتظار الحرب القادمة، وانتظار نتائج اجتماع المجلس الثوري لحركة فتح، وانتظار نتائج المؤتمر السابع، ومل انتظار موجة البرد القادمة، ولا يجد أمامه إلا الانقسام على خيار حركة فتح أو خيار حركة حماس.
د. فايز أبو شمالة
أين البقية؟ أين بقية التنظيمات الفلسطينية؟ أين ذهبت كل الأسماء التي كان لها وهجٌ، وكانت ترعد بالزلزلة؟ أين أنتم من حالة الانقسام الوحشي بين حركتي فتح وحماس؟ أين أنتم ــ يا كل التنظيمات الفلسطينية ــ من واقع الحال المزري الذي وصلت إليه قضيتنا؟ إلى متى تستعذبون الصمت على هذه الحالة من الركود الوطني؟ لماذا لم تنجحوا على مدار ثماني سنوات من الانقسام في ملء الفراغ ولملمة الحال؟
لماذا لم تطرحوا البدائل والخيارات التي تقنع الشعب بصواب موقفكم؟ لماذا لم يصل صوتكم إلى كل بيت وشارع وحارة؟ لماذا لم تفجعوا التنظيمين الرئيسين بحضوركم الجماهيري الموجع للانقسام، والمبهج ببرنامجه السياسي القادر على استقطاب كل أطياف المجتمع؟
أين أنتم يا كل التنظيمات الفلسطينية؟ وما هو موقفكم من المستجدات اليومية للحدث السياسي الموزع بين مؤيد لمواصلة الدق على أبواب المفاوضات وبين رافض للتنسيق الأمني؟ ماذا تقولون؟ وهل اقتصر دوركم في القضية الفلسطينية على بيانات الشجب ونداءات الاستغاثة، وكفى الله التنظيمات شر الحضور الفاعل القادر على التأثير والتغيير؟
أي تنظيم فلسطيني سيغضب مني، ويقول: أنا سيد الأرض وأجنحة السماء، عليه أن يثبت حضوره بين الجماهير، ولا يكفي أن يعلن عن موقفه السياسي في الاجتماعات التنظيمية الخاصة، أي تنظيم فلسطيني يقول: أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي، عليه أن يبدأ بالحركة، وأن يعقد تحالفاته الميدانية وفق قناعاته السياسية، عليه أن يرفع صوته عالياً، ويغني موال فلسطين ضمن إطار جامع لكل من يرفض المهانة السياسية.
لقد أضحى من المسلمات أن الخلاف بين حركة فتح وحماس يرجع إلى البرنامج السياسي، لقد انقسم الوطن سياسياً بين مفاوض يحتقر المقاومة وفق شروط الرباعية، وبين مقاوم يحتقر المفاوضات وفق شروط الحركات الثورية، وذلك قبل أن ينقسم اجتماعياً وميدانياً، لتغيب منذ ذلك الوقت النظم المشتركة للعمل السياسي الفلسطيني القادر على توحيد الموقف الشعبي، والجامع لشتات الرأي الذي انقسم بين مواقف الخصمين اللدودين.
وإذا كان للانقسام سلبيات كثيرة، ليس آخرها ما نعانيه من حالة التمزق المجتمعي، وارتخاء المفاصل الوطنية لدى البعض، فإن للانقسام إيجابيات كثيرة أيضاً، لن يكون آخرها اكتشاف الشعب الفلسطيني لقدراته الذاتية في المواجهة والتضحية، واكتشاف الشعب حقيقة أن الساحة الفلسطينية لا تقبل القسمة على أكثر من برنامجين سياسيين.
على بقية التنظيمات الفلسطينية أن تحدد موقفاً سياسياً من كافة القضايا الخلافية على ساحة العمل، على بقية التنظيمات الفلسطينية أن تتحسس معاناة الشعب في هذه المرحلة، وتتبنى المواقف التي تستقطب الناس حياتياً وسياسياً، على التنظيمات الفلسطينية التي تحترم نفسها وتاريخها ألا تكون شريكاً في الضغط على الشعب من خلال الصمت على الممارسات الخبيثة التي تهدف إلى تفزيع المواطن من الوفاء، وتفريغ روحه من صدق الانتماء، على بقية التنظيمات الفلسطينية عدم التغطية السياسية على كثير من الأفعال والأقوال التي لا تنسجم مع تاريخها النضالي، ولا تتواءم وحاضر الأمنية بالتحرير.
على بقية التنظيمات الفلسطينية ألا تكون جزءاً من حالة الانتظار التي يعيشها شعبنا، الذي مل انتظار نهاية الانقسام، ومل انتظار موقف فاعل لبقية التنظيمات، ومل انتظار فتح المعابر، ومل انتظار الراتب آخر الشهر، ومل انتظار وصول الأسمنت، وانتظار الحرب القادمة، وانتظار نتائج اجتماع المجلس الثوري لحركة فتح، وانتظار نتائج المؤتمر السابع، ومل انتظار موجة البرد القادمة، ولا يجد أمامه إلا الانقسام على خيار حركة فتح أو خيار حركة حماس.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية