لجنة مراقبة الحريات.. عذركم غير مقبول
د. عصام شاور
تعطل اجتماع لجنة مراقبة الحريات العامة والذي كان من المفترض عقده بالأمس 17 كانون ثان، بسبب خلل فني، وعندما بحثت الصحافة عن طبيعة الخلل الفني الذي يعطل اجتماعاً هاماً في لحظات حاسمة، تبين أن التعطيل أو_ بصورة ألطف_ التأجيل كان بسبب سفر عضو اللجنة الدكتور مصطفى البرغوثي.
يعني, إن انشغل أي عضو لجنة من لجان المصالحة المختلفة أو حتى رئيس لجنة ستتعطل مصالح الشعب حتى ينهي المعني مشاغله الخاصة به أو بحزبه، ولا نعلم كم سيطول انتظارنا لسفر هذا أو انشغال ذاك، كما لا ندري كم من خلل فني سنواجه_على هذه الشاكلة_ في عملية مصالحة تسير كالسلحفاة بطبيعتها وبدون أعطال فنية.
أعتقد أن الخلل الحقيقي هو عدم تقدير الظروف التي يعيشها الشعب الفلسطيني بالشكل المطلوب من قبل المخططين والمنفذين لبنود المصالحة، ومن الخلل أيضا اختيار شخصيات أشغالها كثيرة وليست المصالحة الوطنية في مقدمة أولوياتها، ولا يجوز على الإطلاق ربط الاجتماعات وسير المصالحة بحضور الجميع وكأن الأمر لا يتم إذا غاب فلان أو علان، فهل هناك من يستوعب مثل هذه السياسة؟.
لا خلاف على أن هناك انجازات "كبيرة" واختراقات "عظيمة " في عملية المصالحة الوطنية، ولكنها تحدث حولنا لا عندنا على أرض الواقع، في القاهرة سمعنا عن انجازات وكذلك في عمان، ولكن متى سيتنسم الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة عبق المصالحة وسينعم بتطبيقها على أرض الواقع بشكل كامل؟.
لا نريد أن ندفن رؤوسنا في التراب وكأن الأمور على أفضل ما يرام، فأصوات المتشائمين بدأت تعلو على حساب أصوات المتفائلين، رغم أن الجميع يريد المصالحة ولكن الفصائل الفلسطينية لم تنجح في زرع الأمل أو قتل الشك عند الشعب الفلسطيني حتى هذه اللحظة على الأقل.
نأمل أن يعود د.البرغوثي من سفره سالما غانما ويلتئم شمل لجنة مراقبة الحريات ليعقد الاجتماع المنتظر حتى نعلم لماذا لم يفرج عن جميع المعتقلين السياسيين، ولماذا لم تصل الصحف الممنوعة إلى الضفة وغزة، ومتى ستعاد المؤسسات الخيرية وغيرها إلى إداراتها المنتخبة قبل الانقسام، ومتى سيتم إطلاق الحريات بشكل طبيعي من أجل تهيئة الأجواء لانتخابات رئاسية وتشريعية وهيئات محلية سليمة.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية