لسان إسرائيل

لسان إسرائيل ... بقلم: د.فايز أبو شمالة

السبت 27 يونيو 2009

لسان إسرائيل 

بقلم: د.فايز أبو شمالة

 يهاجم بعض الساسة العرب، ولاسيما الفلسطينيين شخصية "نتان ياهو" ويتقولون عليه؛ ويرجمونه بتهمة التطرف، ويحملونه مسئولية تعطيل المفاوضات، وعدم استعداده لانجاز اتفاق سياسي، وأنه يتنكر لحقوق الفلسطينيين، ويرفض مبادرة العرب للسلام، ويطمح إلى خلق حقائق جديدة على الأرض، ويلطخونه بالصفات التي لا تليق بشخصية تتربع على رأس القيادة الإسرائيلية، التي فرضت نفسها نداً يزيد كفاءة عن قادة اثنين وعشرين دولة عربية. ومعنى ذلك؛ أن العرب يصبّون غضبهم، أو عجزهم على الشخص دون التنبه إلى أن السياسة الإسرائيلية لا تعتمد على الزعيم، ولا تستسلم للقائد، وإذا كان للفرد دور في التاريخ فإن إسرائيل تعتبر نفسها فرداً سيعاود صياغة تاريخ البشرية، وليس للفرد في الدولة العبرية من قيمة خارج الجماعة التي يمثلها مهما علت درجته الوظيفية، ومهما شغل من مهمات

لقد بين استطلاع للرأي أجراه معهد "هآرتس ديالوغ"، بإشراف د. "كميل فوكس "من كلية الإحصاء في جامعة تل أبيب، أن شعبية رئيس الحكومة الإسرائيلية "نتان ياهو" قد ارتفعت بنسبة 16% في أعقاب خطابه السياسي. وأن هنالك إجماعاً في الرأي على جوهر الخطاب الذي وافق على ما جاء فيه 71% وفي تقديري أن غالبتهم من اليهود، مقابل 20% أجابوا بالنفي، وأحسب أن غالبيتهم من العرب في إسرائيل، لتكون نتيجة الاستطلاع أن نسبة 9% فقط من اليهود هم المترددين في الرأي بخطاب "نتان ياهو"، واستطلاعات الرأي هذه لم تكن بعيدة عن مواقف اليهود بشكل عام، فقد حظي الخطاب بتأييد شبه إجماعي في المؤسسات الدينية والسياسية لأكبر تجمعين لليهود في العالم، فقد أجمع "المؤتمر المركزي للحاخامات الأميركيين الذين يوصفون بالإصلاحيين، ومجلس حاخامات أميركا الذين يوصفون بالأورثوذكس، والمنظمة الصهيونية الأميركية، ومنظمة "إيباك" على تأييد رؤية "نتان ياهو" المشروطة لحل الدولتين، وقد أشاد بالخطاب رئيس الدولة "شمعون بيريس" الذي اعتبر الخطاب جريئاًً، وواقعياً، وأتفق مع فكرة الخطاب زعيم حزب العمل، وزعيمة حزب كاديما، حتى "أفيقدور ليبرمان" زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" لم يختلف مع "نتان ياهو" في مضمون الخطاب

فلماذا الهجوم على شخص "نتان ياهو" وقد استوحى أفكاره، ومبادئه، وأحلامه، وأمانيه، وآرائه السياسية من المجتمع الإسرائيلي الذي منحه الثقة في الانتخابات البرلمانية النزيهة مائة في المائة؟

وهذا ما يمنحني الثقة لطرح فرضيتين للقيادة الإسرائيلية، واستفهام

أولا : أن يكون رئيس وزراء إسرائيل الحالي "تسفي لفني" زعيمة حزب كاديما

ثانيا : أن يكون رئيس وزراء إسرائيل الحالي "أهود باراك" زعيم حزب العمل

فهل سيكون حال الفلسطينيين في الحالتين أفضل؟

لقد تسلم حزب "كاديما" السلطة لخمس سنوات خلت، وتسلم "أهود باراك" رئاسة وزراء إسرائيل قبل عشر سنوات، وقاد حزب العمل السلطة لعشرات السنين، ومع ذلك فقد تدهور حال الفلسطينيين من سيء إلى أسوأ

لم يتبق غير حكومة التطرف بزعامة "ليبرمان" و "نتان ياهو" علّهما يكونا أكثر وضوحاً في فضح السياسية الإسرائيلية التي انجلت عن مجتمع يهودي حاقد. مجتمع يردد وجدانه بلسان إسرائيل: (مافت لعرابيم) الموت للعرب

جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية