لقاء مع الأمين العام لحركة المقاومة الشعبية الشيخ أبو القاسم دغمش

لقاء مع الأمين العام لحركة المقاومة الشعبية الشيخ أبو القاسم دغمش

الثلاثاء 28 يوليو 2009

"فياض هو مَن يملك القرار"
الأمين العام لحركة المقاومة الشعبية الشيخ أبو القاسم دغمش: "حماس" تنازلت كثيرًا و"فتح" تتعمَّد تأجيل الحوار الفلسطيني
 
أكد الأمين العام لـ"حركة المقاومة الشعبية" زكريا دغمش أن حركة "حماس" تنازلت كثيرًا في الحوار الوطني منأجل إنهاء الانقسام وإعادة اللحمة الفلسطينية، مشددًا على أن ملف المعتقلين السياسيين وإنهاءه ليس في يد وفد "فتح" إلى حوارات القاهرة، بل في يد فياض.
وقال دغمش في حوارٍ خاصٍّ لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" الأحد (26-7): "تنازلنا كثيرًا من أجل الشعب الفلسطيني، وعلى رأسنا حركة "حماس"، ولكن إغلاق الحوارات كان السبب فيها (فتح)".
وأكد أنه في آخر جلستين للحوارالوطني تنازلت "حماس" لـ"فتح" عن الكثير، إلا أن الأخيرة رفضت أي اقتراح بتبييض السجون في الضفة وغزة؛ ما أفشل الجلسة، على حد قول دغمش.
وكشف الأمين العام لـ"حركة المقاومة الشعبية" أن ملف المعتقلين وإنهاءه ليس في يد وفد "فتح" إلى حوارات القاهرة، وأوضح مشددًا على أنه يستوجب على المصريين التواصل المباشر مع فياض؛ لأنهمَن يملك القرار.
وفي السياق ذاته أوضح دغمش أن "حركة "فتح" تتعمَّد تأجيل الحوار الوطني، بل لا تريده أصلاً، حتى إن أبو مازن نفسهلا يملك أي قرار يصدر عنه".
وحول قضية الاختطافات التي تشنها ميليشيا عباس في الضفة الغربية، أكد القيادي البارز أن أية فكرة تتبنى ثقافة المقاومة تعدَّ في عرف الميليشيات جريمة جنائية، وأردف: "لذا نحن لا نستغرب تصريحات أبو مازن عندما يخرج ويقول لا يوجد معتقلون سياسيون في سجونه".
وعن ادِّعاء رام الله قيام حكومة غزة بشن حملة اعتقالات ضد كوادر "فتح" في قطاع غزة، شدد دغمش على أن قياديي "فتح" في غزة لم يتم مساسهم، إلا من ثبت تورُّطه في خلخلة الأمن أو التعامل مع رام الله لضرب حركة "حماس"، مبينًا أن له أقارب من قيادات "فتح" كثيرين في القطاع لم يتم مساسهم.
وفيما يلي نص الحوار:
* كيف بدأت "حركة المقاومة الشعبية"؟
** "حركة المقاومة الشعبية" عملت أول انطلاقها تحت مسمَّياتٍ حتى استقلت باسمها وبدأت عملها بهذا الاسم لتؤسِّس حركة كبيرة لها قياداتها ورموزها ومؤسَّساتها.
نحن بدأنا بـ"لجان المقاومة الشعبية"، وكنا حينها ننتمي إلى حركة "فتح"، ولكنا وجددنا خللاً في "فتح" هو البعد عن الإسلام.

وبعدها أكرمنا الله بمساعدة إخواننا في حركة "حماس" -ونحن نعتبر أنفسنا أقرب الفصائل إلى "حماس"- وانطلقنا باسم "لجان المقاومة الشعبية" وجناحها العسكري "ألوية الناصر"، ثم حدث خلافٌ في اللجان بين أبو عطايا وأبو يوسف؛ تدخَّلت "حماس" لإنهائه ليرأس أبويوسف القوقا "ألوية الناصر"، وأبو العطايا "لجان المقاومة الشعبية"، وعملنا بهذا الوضع أربع سنوات، وفي النهاية خرج قرارٌ بالاسم الجديد "حركة المقاومة الشعبية" وجناحها العسكري "كتائب الناصر صلاح الدين" وأمينها العام زكريا دغمش، و"لجان المقاومة" وجناحها العسكري "ألوية الناصر" وأمينها العام كمال النيرب أبوعوض.
* إستراتيجية عمل الحركة.. إلامَتستند؟
** نحن نحمل الفكر الإسلامي ونعتبر أن أرض فلسطين وقفًا إسلاميًّا.. نحن مع المرحلية دون النزول عن حقوق الشعب الفلسطيني.. ونحن ضد الاعتراف بالكيان الصهيوني؛ الأمر الذي يؤيِّده ويدعمه مقاومتنا إياه على مدار أكثر من ستين عامًا.
ونحن الآن بعد أن انطلقنا بالاسم الجديد سنبدأ بتطبيقه عمليًّا على الأرض في الوضع السياسي.
لدينا نخبة من الدكاترة والأساتذة، والعلاقة بيننا وبين الجميع جيدة، وبدأت تتوسَّع في الخارج، وهناك شبه موافقة على فتح مكتب للحركة في سورية.
* هل الساحة الفلسطينية بحاجةٍ إلى مزيد من الفصائل والحركات؟
** نحن تأزمنا كثيرًا من هذا الموضوع، واتفقنا مع الإخوة في الحكومة على منع خروج أي فصيل جديد تحت أي مسمى،ولكن كما قلنا نحن لسنا تنظيمًا جديدًا، ولكننا امتدادُ، وبدأنا فقط باسم جديد ليسإلا.
* ما طبيعة علاقاتكم بالحكومةالفلسطينية؟
** نحن عشنا أيامًا سوداء في عهد حكومة "فتح" السابقة، وعشنا في مصائب وفي فساد وسرقات كبيرة وكثيرة، وكانالاهتمام بالأمن ضعيفًا جدًّا.
كان قادة أجهزة السلطة البائدة يجتمعون نهاية كل أسبوع مع قادة من الموساد الصهيوني ويتسابقون إلى تقديم المعلومات الأفضل عن المقاومة وقادتها؛ حيث يفوز أكثرهم وأفضلهم معلوماتٍ بتسهيلات وتصاريح لدخول الكيان الصهيوني.
أما اليوم فقد أكرمنا الله بحكومةٍ تخاف الله ولا تخشى على كراسيها وتوفر الأمن ولا تبقي عميلاً واحدًا، وبأجهزة مجاهدة قلبها على الشعب.
والحكومة لا تقارن بالحكومات السابقة، وهي حكومة منتخبة وجاءت في ظل قوة حكومة "فتح" على الصناديق.. نحن لا نريد العودة إلى أية حكومة لـ"فتح" على الإطلاق، ونشد في ذات الوقت على أيدي إخواننا في الحكومة الفلسطينية برئاسة إسماعيل هنية.
* ما موقفكم من الاعتقالات السياسية في الضفة المحتلة وقمع المقاومة فيها؟
** أنا قلتها في اجتماعات يفي الحوارات: الاعتقالات مرفوضة، و"فتح" ليست هي التي تعتقل، وأبو مازن لا يملك أي قرار يصدر عنه، بل فياض فقط هو الذي يملك القرار، وهذا نرفضه رفضًا قاطعًا، ولانريد حكومة تعمل للموساد الصهيوني.
ونحن نعتبر أن هناك ثقافتين: ثقافة الهزيمة وثقافة المقاومة؛ لذلك يعتبر أبو مازن ومن حوله المقاومة جناية تُرتكب بحق ثقافتهم التي يدَّعونها؛ فلذا لا نستغرب عندما يقول أبو مازن لا يوجد معتقلون سياسيون، بمعنى أنه يعتبر كل من يقاوم يرتكب جريمة جنائية.
* ما موقف حركتكم من الحوار؟ ومن خلال متابعتكم الشخصية للحوارات ما الذي يعيقها برأيك؟
** نحن نساند الحوار مع إيماننا المطلق بأن "فتح" لا تريده وغير معنية بإنجاحه، وتريد استمرار الانقسام والحصار.
انتهاء الانقسام انتهاءٌ لحالة الاعتقال السياسي، وعودةٌ لقوة "حماس" وشعبيتها في الضفة، وهذا ما لا تريده "فتح".
نحن تنازلنا كثيرًا من أجل الشعب الفلسطيني وعلى رأسنا حركة "حماس"، ولكن إغلاق الحوارات وفتحها كان السبب فيها حركة "فتح"، وآخر جلستين تنازلت "حماس" فيهما كثيرًا لحركة "فتح" التي رفضت تبييض السجون في غزة والضفة.
حركة "حماس" تنازلت كثيرًا، أما "فتح" فتريد الحوار على صحن منذهب، وتريد أن يعود الفساد إلى غزة، وهذا الكلام مرفوضٌ من كل الفصائل.
* هل يؤثر الانقسام الحاصل في القضية الفلسطينية؟
** القضية الفلسطينية فيتراجعٍ على المستويين العالمي والعربي، ونحن بحاجةٍ إلى إعادة القضية إلى مكانتها التي يجب أن تكون فيها.. يجب علينا أن نتوجَّه إلى العالم بخطابٍ سياسيٍّ موحدٍ، ونؤمن أن القدس عاصمة فلسطين.
إذا كان العالم من خلال الشرعية يعطينا حق مقاومة الاحتلال على أرضنا فمن حقنا أن نمارس المقاومة بكل أشكالها وصورها، وإذا أراد العالم أن تكون حالة من الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط فعليه أن يلزم الاحتلال إعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه؛ فهو الذي يتحمَّل كل المسؤولية عن العنف الموجود.
* الكثير يدَّعي أن حركة "حماس" تركت المقاومة وتمارس الاعتقالات بحق كوادرها في غزة.. هل انطلاق حركتكم تأكيد لكذب هذه الادعاءات؟
** قرار التهدئة اتخذناه نحن كفصائل قبل حركة "حماس"، وكنا نطلب في اجتماعاتنا معها باعتقال أي أحد يطلق صواريخ في ظل الإجماع على قرار التهدئة، ولكنها -ورغم ذلك- لم تعتقل أي أحد أطلق صاروخًا في مرحلة التهدئة.
وقد تعهَّد وزير الداخلية في غزة أثناء اجتماعاتنا معه بعدم اعتقال أي مقاوم شريف، وقال "مستحيل اعتقال أي مقاوم ومناضل شريف"، ولكن اعتقالات المقاومين هذه دعايات وإشاعات تروِّجها "فتح"، وأنا متأكد أنه لو اتخذت الآن الفصائل بالإجماع قرارًا بضرب الكيان فإن "حماس" والحكومة الفلسطينية لن تعترضا على الإطلاق.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية