لك الله يا سوريا...بقلم : مصطفى الصواف

الجمعة 17 فبراير 2012

لك الله يا سوريا

مصطفى الصواف


يواصل المجرم إجرامه وأنهار الدماء تجري بلا انقطاع في أنحاء سوريا كافة والمجرم بشار الأسد مستمر في سفك الدماء حتى بلغ الشهداء أكثر من سبعة آلاف شهيد ومئات الآلاف من الجرحى والمصابين والمشردين والعالم عاجز بشقيه العربي والإسلامي والعالم الغربي يتفرج منشرح الصدر ولا يحرك ساكنا لأنه يريد أن يسفك الدماء من خلال التدخل العسكري وكأنه يريد إعادة الاحتلال خدمة لمصالحه وليس لصالح الشعب السوري الذي يذبح من الوريد إلى الوريد.

كسفت سوريا ومن قبلها ليبيا أن العرب عاجزون عن الفعل مكبلون بضعفهم يخشون ان تدور الدائرة عليهم فلا يريدون ان يتحركوا في الاتجاه الصحيح حتى لا يكون هذا التحرك النموذج الذي سيتخذ معهم في المستقبل عندما تثور شعوبهم على ظلمهم في المستقبل القريب.

لذلك يقفون هذا الموقف السلبي العاجز المهين وينظرون إلى الدماء والشهداء المتساقطون في شوارع سوريا والمذبوحون على أيدي النظام أطفالهم ونسائهم وشبابهم والعجائز منهم كل الدماء مستباحة من سفاح سوريا الأسد ولا رادع ولا من مجيب وكل ما نسمعه جعجعة وكلام كثير والدماء لا تتوقف والموت ينشر رائحته التي تزكم الأنوف، يا ويلكم من موت سيلاحقكم في عقر داركم والموت مصيركم المحتوم لأنكم تشرعون لهذا المجرم بصمتكم وعجزكم.

طالما هذا هو حال زعماء العرب وهو ليس بجديد فقد سبق وان ذبح الشعب الليبي ولم يحرك العرب ساكنا ومن قبل كان الشعب الفلسطيني في العدوان الأخير على قطاع غزة يذبح بأطفاله ونسائه وشيوخه وتطحن بيوته ومساجده بمن فيها وعجز العرب عن فعل شيء ، حالهم لم يتغير يوم كان الصرب الصليبيون يبيدون شعبا مسلما في كوسوفا والبوسنة والهرسك.

علينا كشعوب إذن أن نتحرك وان نعبر عن رفضنا لهذا الإجرام وهذا السفك للدماء المتواصل وان نحرك بتحركنا هؤلاء الأصنام وهذه الخشب المسندة التي تنظر رياح التغيير تهب عليهم، هذا التحرك هو من سيحرك هذه الأصنام او يهدمها نصرا لشعب مسلم يذهب على أيدي ظالم هو للكفر اقرب إلى الإيمان يقود عصابات مدعومة من نظم لا تقل عنه إجراما وكفرا وكراهية للمسلمين حتى أولئك الذي يتمسحون بالإسلام والدين.

الحراك الشعبي بات واجبا أمام العجز العربي، ومن يستطيع أن يتحرك ولا يتحرك فهو آثم قلبه مشكوك في انتمائه لدينه ووطنه، هذا التحرك يجب أن يكون فاعلا ومقلقا للنيام الصامتين الآثمين العاجزين من العرب وحتى أولئك الزعماء المسلمين الذين لم نسمع منهم إلا الإدانة والشجب والتصريحات الإعلامية لا غير وشعب سوريا المسلم يموت بل يذبح ذبحا أمام أعين كل العالم المجرم لأن الصامت على هذا الموت هو شريك للمجرم بشار وعصاباته.

سوريا أنت المنتصرة على هذا المجرم وان عجز البشر عن نصرتك ونصرة اهلك فالله لن يتركك أبدا فهو ناصرك آجلا أم عاجلا ، ولكن الصبر والعمل والمقاومة والتصدي لهذا القاتل المجرم السفاح حتى لو كان هذا التصدي وهذه المقاومة بالصدور العارية ولكن على الأقل تعذرون الى الله قلت حيلتكم وما هذا الذي يجري فيكم إلا لأمر قدره الله لكم فيه الخير وان كان ظاهره شر وقتل ودماء، فالحرية والانعتاق والخلاص له ثمن ولا يأتي هبة وله ثمن من الدماء والشهداء والجرحى والدمار ولكن النتيجة ستكون حرية ونصر وتمكين بإذن الله.

لتخرج الشعوب العربية إلى شوارعها لتعبر عن رفضها بالصوت العالي لما يجري من ذبح وقتل على يد هذا المجرم واحتجاجا على هذا الصمت المخزي من النظام العربي وجامعته العاجزة والتي تنتظر مجلس الأمن أن يجد لها حلا وهي القادرة على الحل ولكنها لا تريد.

ليخرج الشعب الفلسطيني في كل مكان ليعبر عن رفضه لهذا الذبح الذي يتعرض له الشعب السوري الشقيق الذي فتح بيوته وأرضه للشعب ومقاومته في لحظة أغلقت أمامه كل الأبواب، هذا واجب بل اقل الواجب الذي يمكن ان يقدم في هذه اللحظة التاريخية الفاصلة والحاسمة من تاريخ الأمة المقبل نحو الانعتاق من الظلم والدكتاتورية والجبروت

جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية