لم يعد فيها ماذا لو؟!
د.ديمة طارق طهبوب
لا بد أننا قرأنا ذلك السؤال الافتراضي التخيلي التقريعي: ماذا يكون موقفك لو استيقظت من النوم لتجد الأقصى قد هُدم؟ ماذا لو قرأت الآن خبرا عاجلا بأن المسجد الأقصى قد هُدم؟ ماذا سيكون موقفك؟
كنا نعد هذه الاسئلة من النوع الاستفزازي الذي لا ينتظر جوابا بقدر ما يقصد الى استنهاض الهمم أو تنبيه الغافلين و إقامة الحجة على المتخاذلين، و ليس القصد منها أبدا أن يكون الجواب على وجه التحقيق الا اذا كان جواب نفي و استنكار لإمكانية حدوث ذلك!
و لكن يبدو أن ما عددناه في باب الفرضيات الجدلية عده العدو الصهيوني أمرا عقديا مسلما واجب التنفيذ في باب الأعمال المقدسة بل و اختبروا ردات فعل العرب و المسلمين غير مرة و كانوا مرعوبين منها و هذا ما أكدته غولدامائير يوم أحرق المتطرفون المسجد الاقصى عام ١٩٦٩فقالت: لم أنم تلك الليلة و أنا أتخيل العرب سيدخلون فلسطين أفواجا من كل صوب لكن عندما طلع الصباح و لم يحدث شيء أدركت أن باستطاعتنا فعل ما نشاء فهذه أمة نائمة!!
و منذ احتلال القدس لم يسلم المسجد الاقصى من الاستهداف الصهيوني المتطرف البطيء الواثق slow but sure الذي يراكم الاختراقات واحدا تلو الآخر و يجس مع كل اختراق جديد ردة الفعل العربية الاسلامية ليزيد العيار و الوتيرة غير آبه بالنتائج، و الامر لم يعد محصورا على جماعات قليلة تشكل طيفا ضيقا او اقلية في المجتمع "الاسرائيلي" بل أصبح توجها و سياسة دولة حسبما يؤكد تقرير الموقف الاخير الصادر عن ملتقى القدس الثقافي في الأردن اذ حققت جماعات متطرفي المعبد الذين يريدون بناء الهيكل و هدم الأقصى قفزة خطيرة في النفوذ الحكومي حيث حصلوا على سبعة مقاعد و حقائب وزارية مهمة و سيادية مثل العدل و التعليم و الامن و السياحة و الاستيطان و هذا مؤشر بالغ الخطورة و غير مسبوق في تحول الكيان الغاصب من الدولة القومية إبان قيامها الى الدولة الدينية العنصرية المتطرفة.
و يتابع التقرير أن جماعات متطرفي المعبد أصبحوا عام ٢٠٠٩ جماعات ضغط (لوبي) في البرلمان و هذا كان له انعكاسه الفادح و الخطير في المسجد الأقصى بزيادة الاقتحامات و توفير الحماية للمقتحمين في محاولة لتطبيق ما يسمى بالتقسيم الزماني و المكاني في المسجد و سن قانون يشرع ذلك، و رافق ذلك استهداف للمصلين و المرابطين بالاعتقال و الابعاد و تقييد حركة المصلين و دخولهم و التدخل في أعمال الأوقاف، و استمرار العمل في الحفريات و تعزيز وجود المنظمات المتطرفة في ادارة مواقع الحفريات!
كان علينا أن ندرك منذ عام ٦٩ أن سياسة الهدم و الحرق ليست عاصفة عابرة و انما سياسة تراكمية لكيان تنامى تطرفه الديني حتى بلغ أوجهه الآن بسياسة معلنة و مشروع معلن لا يبالي بأي اعتبارات دولية و لا اقليمية و لا قوانين وضع له الصهاينة تاريخ اكتمال في تهويد القدس عام ٢٠٢٠ !
أما حالنا فالوضع الأردني لا يرقى لمستوى التهديدات و قد ذكر التقرير ان سياسة الانحناء للعاصفة و تأجيل المواجهة مع "الحكومة الاسرائيلية" المتبعة حالياً من الحكومة الاردنية باعتبارها الوصي على أوقاف القدس لن تجدي، لأن القادم في كل انتخابات من المتوقع أن يكون مزيداً من تعزيز النفوذ والمواقع لأولئك المتطرفين الذين سيحرصون على تقليص و تهميش المسؤولية الاردنية وصولا الى نزعها تماما!!
لم يعد في الامر رفاهية و انتظار لو الشرطية التي تعطينا وقتا و فسحة للإجابة و التفكير في النتيجة أن لو هُدم المسجد الأقصى ماذا سنفعل؟!
لم يعد هناك اسئلة و يبدو أننا رسبنا في الامتحانات الاولية و قد حلل اعداؤنا نتائج الرسوب و بنوا نجاحاتهم بناء عليها و نحن الآن في الوقت الضائع و الفرصة الأخيرة و الامتحان النهائي لإيماننا قبل كل شيء و ليس بعد ذلك لجان رحمة و لا تنجيح سوى نتيجة نراها رأي العين و قد هُدم الأقصى!!!
لم يعد فيها ماذا لو؟ إنه زمن التحقيق إما للأقصى محفوظا عزيزا أو على ركامه و ركامنا!
غولدامائير أعطتنا نتيجة امتحاننا بخبرتها و تقييمها لنا فقالت: هذه أمة نائمة فهل في جعبتنا دحض و تكذيب و إثبات حالة أخرى؟
ما أكثر الاسئلة و المتسائلين و ما أقل الأجوبة و العاملين!
كنا نعد هذه الاسئلة من النوع الاستفزازي الذي لا ينتظر جوابا بقدر ما يقصد الى استنهاض الهمم أو تنبيه الغافلين و إقامة الحجة على المتخاذلين، و ليس القصد منها أبدا أن يكون الجواب على وجه التحقيق الا اذا كان جواب نفي و استنكار لإمكانية حدوث ذلك!
و لكن يبدو أن ما عددناه في باب الفرضيات الجدلية عده العدو الصهيوني أمرا عقديا مسلما واجب التنفيذ في باب الأعمال المقدسة بل و اختبروا ردات فعل العرب و المسلمين غير مرة و كانوا مرعوبين منها و هذا ما أكدته غولدامائير يوم أحرق المتطرفون المسجد الاقصى عام ١٩٦٩فقالت: لم أنم تلك الليلة و أنا أتخيل العرب سيدخلون فلسطين أفواجا من كل صوب لكن عندما طلع الصباح و لم يحدث شيء أدركت أن باستطاعتنا فعل ما نشاء فهذه أمة نائمة!!
و منذ احتلال القدس لم يسلم المسجد الاقصى من الاستهداف الصهيوني المتطرف البطيء الواثق slow but sure الذي يراكم الاختراقات واحدا تلو الآخر و يجس مع كل اختراق جديد ردة الفعل العربية الاسلامية ليزيد العيار و الوتيرة غير آبه بالنتائج، و الامر لم يعد محصورا على جماعات قليلة تشكل طيفا ضيقا او اقلية في المجتمع "الاسرائيلي" بل أصبح توجها و سياسة دولة حسبما يؤكد تقرير الموقف الاخير الصادر عن ملتقى القدس الثقافي في الأردن اذ حققت جماعات متطرفي المعبد الذين يريدون بناء الهيكل و هدم الأقصى قفزة خطيرة في النفوذ الحكومي حيث حصلوا على سبعة مقاعد و حقائب وزارية مهمة و سيادية مثل العدل و التعليم و الامن و السياحة و الاستيطان و هذا مؤشر بالغ الخطورة و غير مسبوق في تحول الكيان الغاصب من الدولة القومية إبان قيامها الى الدولة الدينية العنصرية المتطرفة.
و يتابع التقرير أن جماعات متطرفي المعبد أصبحوا عام ٢٠٠٩ جماعات ضغط (لوبي) في البرلمان و هذا كان له انعكاسه الفادح و الخطير في المسجد الأقصى بزيادة الاقتحامات و توفير الحماية للمقتحمين في محاولة لتطبيق ما يسمى بالتقسيم الزماني و المكاني في المسجد و سن قانون يشرع ذلك، و رافق ذلك استهداف للمصلين و المرابطين بالاعتقال و الابعاد و تقييد حركة المصلين و دخولهم و التدخل في أعمال الأوقاف، و استمرار العمل في الحفريات و تعزيز وجود المنظمات المتطرفة في ادارة مواقع الحفريات!
كان علينا أن ندرك منذ عام ٦٩ أن سياسة الهدم و الحرق ليست عاصفة عابرة و انما سياسة تراكمية لكيان تنامى تطرفه الديني حتى بلغ أوجهه الآن بسياسة معلنة و مشروع معلن لا يبالي بأي اعتبارات دولية و لا اقليمية و لا قوانين وضع له الصهاينة تاريخ اكتمال في تهويد القدس عام ٢٠٢٠ !
أما حالنا فالوضع الأردني لا يرقى لمستوى التهديدات و قد ذكر التقرير ان سياسة الانحناء للعاصفة و تأجيل المواجهة مع "الحكومة الاسرائيلية" المتبعة حالياً من الحكومة الاردنية باعتبارها الوصي على أوقاف القدس لن تجدي، لأن القادم في كل انتخابات من المتوقع أن يكون مزيداً من تعزيز النفوذ والمواقع لأولئك المتطرفين الذين سيحرصون على تقليص و تهميش المسؤولية الاردنية وصولا الى نزعها تماما!!
لم يعد في الامر رفاهية و انتظار لو الشرطية التي تعطينا وقتا و فسحة للإجابة و التفكير في النتيجة أن لو هُدم المسجد الأقصى ماذا سنفعل؟!
لم يعد هناك اسئلة و يبدو أننا رسبنا في الامتحانات الاولية و قد حلل اعداؤنا نتائج الرسوب و بنوا نجاحاتهم بناء عليها و نحن الآن في الوقت الضائع و الفرصة الأخيرة و الامتحان النهائي لإيماننا قبل كل شيء و ليس بعد ذلك لجان رحمة و لا تنجيح سوى نتيجة نراها رأي العين و قد هُدم الأقصى!!!
لم يعد فيها ماذا لو؟ إنه زمن التحقيق إما للأقصى محفوظا عزيزا أو على ركامه و ركامنا!
غولدامائير أعطتنا نتيجة امتحاننا بخبرتها و تقييمها لنا فقالت: هذه أمة نائمة فهل في جعبتنا دحض و تكذيب و إثبات حالة أخرى؟
ما أكثر الاسئلة و المتسائلين و ما أقل الأجوبة و العاملين!
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية