لماذا فشل مهرجان انطلاقة المارد الفتحاوي؟
عماد عفانة
صحيح أن ساحة السرايا الصفراء ذات الـ35 دونما والتي لا تتسع لأكثر من 200 ألف شخص اتسعت بقدرة المارد الفتحاوي لأكثر من مليون شخص، أي ثلثي سكان قطاع غزة. وصحيح أن السرايا تحولت إلى اللون الأصفر مع بعض التلاوين التي صنعتها صور عباس التي تصارعت مع صور دحلان.
وصحيح أنه تم اقامة منصة ضخمة وبامكانات مادية وفنية كبيرة إلا أن كاميرات المصورين كانت مرعوبة من توجيهها نحو المنصة التي كانت أشبة بسوق فراس لكثرة الحشود من القيادات والكوادر الذين اعتلوها دون أدنى تنظيم أو ترتيب.
وصحيح ان الالاف قضوا ليلة المهرجان في ساحة السرايا الصفراء وهم يفترشون الانجيل والكراسي حيث حولوها لليلة شواء ونزهة صاخبة.
وصحيح أن الرجل الذي سلم خلية صوريف، والذي سلم عبد الله البرغوثي وحسن سلامة للاحتلال وأبطالا كثر للاحتلال، والذي شارك بيديه المجردتين بقتل الشهيد محي الدين الشريف وتسليم المجاهدين عماد وعادل عوض الله اعتلى المنصة إلا أنه لم يستطع الاحتفاظ بهذا الصعود طويلا قبل أن يجبره أنصار دحلان على الهروب منها خوفا على حياته.
وصحيح ان هذا اليوم كان شعبنا يتمنى أن يكون عرسا وطنيا بامتياز ومقدمة لاستعادة الوحدة لا أن يوظف المهرجان لإحياء الأحقاد والتغني بمكبرات الصوت في الشوارع بأغنية "يا صناع الفتن".
إلا أن الرياح لا تأتي غالبا بما تشتهي السفن....
وانعكس واقع فتح المخزي والمرير والمنقسم على نفسه على صورة مهرجانها الذي اتسم بالفوضى والانقسام وعدم النظام وفقدان السيطرة على الحشود والفشل في السيطرة على أقل من 20 مترا مربعا هي مساحة المنصة.
فإضافة إلى ما قاله القيادي فيها دياب اللوح من افتقاد فتح لكثير من البديهيات التي يجب أن تمتلكها حركة بحجم وعراقة وتنظيم حركة فتح كحركة تحرر وطني، ها هي حركة فتح تبدت بثوبها الحقيقي أمام الجماهير.
فحركة لم تستطع أن تسيطر على مهرجان كيف يمكن لها أن تسيطر على دولة...!!
وحركة فشلت في حماية منصة مهرجانها كيف لها أن تحمي الأراضي الفلسطينية...!!
وحركة لم تستطع تنظيم اكثر من 200 ألف شخص كيف لها أن تنجح في تنظيم شعب بأكمله باتجاه تحقيق أهدافه المنشودة في الحرية والانعتاق...!!
وحركة منقسمة على نفسها كيف يمكن لها أن تخطو نحو استعادة الوحدة الفلسطينية...!!!
وكيف لحركة امتهنت الكذب والتهويل وحولت حشود المهرجان الـ 200 ألف لتجعلهم أكثر من مليون، أن تؤتمن على قيادة شعب الجبارين..!!
كنا وما زلنا وسنبقى نتمنى لفتح كل الخير والتقدم على طريق الانضباط والتنظيم والوحدة الداخلية...فالى الأمام وغلابة فتح غلابة.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية