لمن القرار؟! ... بقلم : د. يوسف رزقة

الأربعاء 20 نوفمبر 2013

لمن القرار؟!

د. يوسف رزقة

لا تحالف أقوى من التحالف الأميركي الإسرائيلي. تسيبي ليفني أزعجها هجوم نيتنياهو على وزير الخارجية الاميركي جون كيري مؤخراً، فاحبت ان تعلق الجرس، فقالت: علينا ان نتذكر ان حليفنا الرئيس هو اميركا وليس فرنسا. ليفني تشعر بقلق بالغ للهجوم الاعلامي في الصحف العبرية على أوباما وكيري. الهجوم تجاوز السياسة، الى الأبعاد الشخصية، وخرج في نظرها عن اللياقة التي تتميز بها العلاقة بين حليفين، يحتاج احدهما الى الأخر، ولا يستغني أحدهما عن الآخر.

ليفني ليست الرجل الاول في دولة الاحتلال، لذا فنظرتها في نظر نيتنياهو قاصرة. هي لا ترى الخطر الكامن في ثصريحات كيري عن الانتفاضة الثالثة، ولا الخطر الكامن في الاتفاق الإيراني الاميركي. نيتنياهو يرى في الاتفاق خطرا كبيرا، وان اميركا وقعت في الفخ الإيراني، و ( لا اتفاق الآن خير من اتفاق سيء).

ثم نيتنياهو حصل على ما نسبته ٥٢٪ من الجمهور لتأييد موقفه. نيتنياهو دشن المواجهة في ثلاث اتجاهات متوازية.

الاتجاه الاول يسير بحسب خطة إعلامية منظمة لانتقاد الاتفاق المحتمل، وبيان مخاطره ، ونزع المصداقية عن القيادة الإيرانية، واتهامها بالمخادعة، والمناورة. مع اتهام المطالب الفلسطينية بالشذوذ.

والاتجاه الثاني جمع تحالف غير معلن من فرنسا ودول إقليمية لتعطيل الاتفاق، أو لدفع الطرف الاميركي الى تشديد مطالبه، و التهديد بتشديد الحصار ، مع إبقاء حق اسرائيل في التصرف الأحادي وتدمير مصادر الخطر على الطاولة.

والاتجاه الثالث يقوم على تحريك اللوبي الصهيوني، واللوبي الجمهوري في مجلس الشيوخ لعرقلة الاتفاق، وتشديد العقوبات على ايران، الى ان تسلم بما سلمت به سوريا في صفقة الكيمياوي.

في اسرائيل حكومة تشعر انها صاحبة القرار في هذا الملف، وان الخطر الذي يحيط بها لا يحيط بأمريكا، واللافت للنظر ان حكومة نيتنياهو أجرت دمجا إعلاميا بين ملف ايران وملف المفاوضات ، ودشنت حملة هجوم على جون كيري، وهنا يجدر بنا قراءة فقرة قصيرة من هذا الهجوم.

( المفاوضات السياسية هي الطفل المدلل لوزير الخارجية كيري، أفكار كيري ببساطة لا ترتبط بالواقع. وهو يعظنا ويهددنا بجملة عن الانتفاضة الثالثة، هو يمنح الشرعية للتوجه الفلسطيني أحادي الجانب للذهاب الى منظمات الامم المتحدة. هذا الرجل يعطي شرعية للسلوك الفلسطيني الشاذ. هو ليس وسيطا نزيها).

هذا الهجوم بلغ درجة اتهام كيري بانه كان مؤيدا لأسطول مرمرة لفك الحصار عن غزة، أي بدأت الصحف تبحث في التاريخ لمحاصرة كيري وإدارة أوباما في الملفين الإيراني والفلسطيني، لإجبار الإدارة الاميركية للقبول بالملاحظات الإسرائيلية، أو الاستعداد لترك البيت الأبيض الى الجمهوريين. نيتنياهو يبدو واثقا من النجاح، ويبدو ان لديه أوراقا عديدة لإخضاع الإدارة الاميركية لرؤيته.

ما اود قوله ان ما قدمه كيري واوباما في ملف الكيمياوي السوري لإسرائيل لم يقدمه غيره لها، ومع ذلك لا يحق له الاتفاق مع ايران بعيدا عن اسرائيل، ولا يحق لكيري وعظ اسرائيل في ملف المفاوضات.

هذا المنطق شاهد فذ يدفعنا الى القول بأن اسرائيل هي التي تحكم القرار في واشنطن فيما يتعلق في منطقتنا العربية والشرق الأوسط. والى القول بأن اسرائيل اقتسمت قرار المنطقة مع اميركا وغيرها من الدول الكبرى، وليس لهذه الدول الحق في تجاوزها. في النظام العربي أطراف تقفز عن هذا المنطق، لانها لا تريد الحقيقة، لأن معرفة الحقيقة متعب ، ويتطلب سياسة مغايرة لما هو قائم. العربي لا يحب التعب.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية