لمن الملك اليوم؟
أسامة عبد الرحيم
"لن يحكم أحدا في ارض الله إلا بمراد الله" تلك كانت كلمات الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله، الذي شعرت به يرددها في الوقت الذي كان المستشار فاروق سلطان عابس الوجه يعلن ببالغ الأسى والحزن سقوط جمهورية الفساد وفوز الدكتور محمد مرسي كأول رئيس مدني حافظ للقرآن، ومن حق سلطان أن يحزن لنجاح د.مرسي، وهو الذي عينه المخلوع بقرار جمهوري متخطيا شيوخ القضاء، بعد خروجه من القوات المسلحة برتبة مقدم..!
سعادتي لنجاح د.مرسي كان أكثر منها سعادتي بهذه الكلمات المفعمة بالفخر من أحد إخواننا العرب الذي عبر عن فرحته بقوله" أنحني احتراما للشعب المصري العظيم الذي دافع عن ثورته بحسم. أمشي معتدل القامة فخرا بأول رئيس ينجح بـ51% في أي بلد عربي منذ وجدت الدول العربية".
ومع انتهاء المعركة الانتخابية التي حبس المصريون والعرب أنفاسهم في لحظاتها الأخيرة، وتابعوها بشغف كبير يليق بحدث غير مسبوق في تاريخ هذا الجزء من العالم ووعيه وثقافته، نستلهم درساً غاية في الأهمية وهو أن فوز د.مرسي يؤسس لمبدأ تداول السلطة التي حرمت منه مصر منذ زمن بناء الأهرامات، فلم نكن نسمع لقب الرئيس السابق وإنما كان معتادا أن نسمع الرئيس الراحل، كما انه يعطي دفعة كبرى لعملية تحول ديمقراطي وصفت بالأكثر بطأ وإيلاما في العالم.
ثم أن معركة أخرى أكثر خطورة وتعقيدا من تلك التي مضت بدأت تواً، وهي معركة بناء الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة التي يتربص بها المتربصون من الداخل والخارج، والخوف في أن يعتبر المجلس العسكري فوز د.مرسي هزيمة له ويدخل مع مؤسسة الرئاسة في معارك استنزاف الخاسر الوحيد فيها هو الوطن، وهو ما يتعين على العسكر التخلص من حساسية أن د.مرسى بالقانون هو الرئيس الأعلى للقوات المسلحة، ومن واجبه أن يعطيهم الأوامر لا أن يتلقاها منهم.
نقطة أخرى غاية في الأهمية وهي الإعلان الدستوري المكمل والغرض أن يجعل الرئيس مكبلا ، إن قبل به تحول إلى بطة عرجاء واستدعى غضبا سياسيا وشعبيا قد يطيح به وبالتيار السياسي الذي يمثله، وان قرر أن يواجهه وحده ربما خسر منصبه وخسرت البلاد معه انجازها الديمقراطي، ما يجعل الاستقواء بالميدان والقوى الوطنية بغض النظر عن الخلافات الإيديولوجية والسياسية خيارا وحيدا للنجاة، ولا قصد النجاة لمصر وحدها، بل النجاة للثورة في سوريا والمقاومة في غزة والعراق.
وذلك لأن قدر مصر التاريخي والجغرافي؛ أن تكون قلب الأمة وروحها وحاملها الذي يصعد بها أو يهبط، فالجميع يأمل ليس في مصر وحدها بل في أركان الوطن العربي أن يكون فوز د.مرسي، استعادة لدور مصر بين الأمم في الاستخلاف في الأرض وعمارتها، وأن تتهيأ لتحرير بقية الجسد الواحد من كل أصناف الظلم والاستعباد والاستبداد.
إن خطة العمل الثوري في مرحلة ما بعد الإطاحة بشفيق تتطلب يقظة أكبر من ذي قبل، وان يتمسك المعتصمين ببقائهم في الميدان حتى تتحقق بقية أهداف الثورة، وألا يتم تكرار خطأ مغادرة الميدان مثلما حدث يوم تنحى مبارك، وان يكف الكلام عن الإخوان وحزب الحرية والعدالة، وان يستمر الجدل السياسي عن مشروع وطني جامع وعن مؤسسة رئاسة صاحبة سلطة تنفيذية ورئيس له كامل الصلاحيات و الضمانات الدستورية، وعن حكومة تضم كافة التيارات السياسية.
أما الانقسام بين القوى الثورية والاستقطاب السياسي هو ما سيسعى إليه المجلس العسكري في الفترة المقبلة، وهو ضمانته الوحيدة لكي لا يتنحى عن إدارة شئون البلاد إلى الرئيس الدكتور محمد، إن النقلة الثورية المقبلة يجب أن تركز على البرلمان المنتخب والذي يمثل السلطة التشريعية، وإلغاء قرار حله الذي خرج من أدراج المحكمة الدستورية يترأسها عسكري سابق، واختبار القوة الآن بين الرئيس المنتخب والمجلس العسكري في إعادة البرلمان وان يقف الحل عند ثلثه فقط ، والأهم هو أداء الدكتور محمد مرسى اليمين الدستورية أمامه، وليس أمام رئيس المحكمة الدستورية سيادة المقدم فاروق سلطان.
كما يتعين على الرئيس د.مرسي منع تدخل المجلس العسكري في شئون الجمعية التأسيسية، ومن البديهي أن ألا يترك الرئيس بمفرده في مواجهة عسكر الجمهورية الأولي التي سقطت بسقوط شفيق في الانتخابات وفوز د.مرسي، بل يجب أن يحمي الميدان والشعب ظهره وألا تتكرر خطيئة مغادرة الميدان كما حدث يوم تنحي مبارك ويوم تنصيب الدكتور عصام شرف رئيسا للوزراء .
إن الرئيس د.مرسي الذي اعتقل في سجن وادي النطرون صباح يوم جمعة الغضب أثناء ثورة 25 يناير، وقام الشعب بتحريره بعد ترك الأمن للسجون خلال الثورة ، وحاصر 300 من بلطجية الداخلية ابنه عبد الله داخل أحد المساجد وطلبوا فدية، فدبر أسامة أخوه الفدية، فقبض عليه رجال الأمن واعتقلوه وضربوه وكسروا عظامه وقطعوا ملابسه ، وربطوه في شجرة داخل معسكر أمن بالزقازيق لمدة 35 ساعة، تدل مفردات خطابه الذي توجه به للأمة أنه قد باع نفسه لله، الذي إن شاء وضعها في قصر وإن شاء وضعها في سجن، كما أكد ذلك مانشيت مجلة الليبراسيون الفرنسية بالقول "الثورة في مصر ذهبت للقرآن"، كما لن يغره أن يشيد بخطابه المذيع اللامع احمد المسلمانى الذي كتب خطاب المخلوع مبارك قبل موقعة الجمل..!
"لن يحكم أحدا في ارض الله إلا بمراد الله" تلك كانت كلمات الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله، الذي شعرت به يرددها في الوقت الذي كان المستشار فاروق سلطان عابس الوجه يعلن ببالغ الأسى والحزن سقوط جمهورية الفساد وفوز الدكتور محمد مرسي كأول رئيس مدني حافظ للقرآن، ومن حق سلطان أن يحزن لنجاح د.مرسي، وهو الذي عينه المخلوع بقرار جمهوري متخطيا شيوخ القضاء، بعد خروجه من القوات المسلحة برتبة مقدم..!
سعادتي لنجاح د.مرسي كان أكثر منها سعادتي بهذه الكلمات المفعمة بالفخر من أحد إخواننا العرب الذي عبر عن فرحته بقوله" أنحني احتراما للشعب المصري العظيم الذي دافع عن ثورته بحسم. أمشي معتدل القامة فخرا بأول رئيس ينجح بـ51% في أي بلد عربي منذ وجدت الدول العربية".
ومع انتهاء المعركة الانتخابية التي حبس المصريون والعرب أنفاسهم في لحظاتها الأخيرة، وتابعوها بشغف كبير يليق بحدث غير مسبوق في تاريخ هذا الجزء من العالم ووعيه وثقافته، نستلهم درساً غاية في الأهمية وهو أن فوز د.مرسي يؤسس لمبدأ تداول السلطة التي حرمت منه مصر منذ زمن بناء الأهرامات، فلم نكن نسمع لقب الرئيس السابق وإنما كان معتادا أن نسمع الرئيس الراحل، كما انه يعطي دفعة كبرى لعملية تحول ديمقراطي وصفت بالأكثر بطأ وإيلاما في العالم.
ثم أن معركة أخرى أكثر خطورة وتعقيدا من تلك التي مضت بدأت تواً، وهي معركة بناء الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة التي يتربص بها المتربصون من الداخل والخارج، والخوف في أن يعتبر المجلس العسكري فوز د.مرسي هزيمة له ويدخل مع مؤسسة الرئاسة في معارك استنزاف الخاسر الوحيد فيها هو الوطن، وهو ما يتعين على العسكر التخلص من حساسية أن د.مرسى بالقانون هو الرئيس الأعلى للقوات المسلحة، ومن واجبه أن يعطيهم الأوامر لا أن يتلقاها منهم.
نقطة أخرى غاية في الأهمية وهي الإعلان الدستوري المكمل والغرض أن يجعل الرئيس مكبلا ، إن قبل به تحول إلى بطة عرجاء واستدعى غضبا سياسيا وشعبيا قد يطيح به وبالتيار السياسي الذي يمثله، وان قرر أن يواجهه وحده ربما خسر منصبه وخسرت البلاد معه انجازها الديمقراطي، ما يجعل الاستقواء بالميدان والقوى الوطنية بغض النظر عن الخلافات الإيديولوجية والسياسية خيارا وحيدا للنجاة، ولا قصد النجاة لمصر وحدها، بل النجاة للثورة في سوريا والمقاومة في غزة والعراق.
وذلك لأن قدر مصر التاريخي والجغرافي؛ أن تكون قلب الأمة وروحها وحاملها الذي يصعد بها أو يهبط، فالجميع يأمل ليس في مصر وحدها بل في أركان الوطن العربي أن يكون فوز د.مرسي، استعادة لدور مصر بين الأمم في الاستخلاف في الأرض وعمارتها، وأن تتهيأ لتحرير بقية الجسد الواحد من كل أصناف الظلم والاستعباد والاستبداد.
إن خطة العمل الثوري في مرحلة ما بعد الإطاحة بشفيق تتطلب يقظة أكبر من ذي قبل، وان يتمسك المعتصمين ببقائهم في الميدان حتى تتحقق بقية أهداف الثورة، وألا يتم تكرار خطأ مغادرة الميدان مثلما حدث يوم تنحى مبارك، وان يكف الكلام عن الإخوان وحزب الحرية والعدالة، وان يستمر الجدل السياسي عن مشروع وطني جامع وعن مؤسسة رئاسة صاحبة سلطة تنفيذية ورئيس له كامل الصلاحيات و الضمانات الدستورية، وعن حكومة تضم كافة التيارات السياسية.
أما الانقسام بين القوى الثورية والاستقطاب السياسي هو ما سيسعى إليه المجلس العسكري في الفترة المقبلة، وهو ضمانته الوحيدة لكي لا يتنحى عن إدارة شئون البلاد إلى الرئيس الدكتور محمد، إن النقلة الثورية المقبلة يجب أن تركز على البرلمان المنتخب والذي يمثل السلطة التشريعية، وإلغاء قرار حله الذي خرج من أدراج المحكمة الدستورية يترأسها عسكري سابق، واختبار القوة الآن بين الرئيس المنتخب والمجلس العسكري في إعادة البرلمان وان يقف الحل عند ثلثه فقط ، والأهم هو أداء الدكتور محمد مرسى اليمين الدستورية أمامه، وليس أمام رئيس المحكمة الدستورية سيادة المقدم فاروق سلطان.
كما يتعين على الرئيس د.مرسي منع تدخل المجلس العسكري في شئون الجمعية التأسيسية، ومن البديهي أن ألا يترك الرئيس بمفرده في مواجهة عسكر الجمهورية الأولي التي سقطت بسقوط شفيق في الانتخابات وفوز د.مرسي، بل يجب أن يحمي الميدان والشعب ظهره وألا تتكرر خطيئة مغادرة الميدان كما حدث يوم تنحي مبارك ويوم تنصيب الدكتور عصام شرف رئيسا للوزراء .
إن الرئيس د.مرسي الذي اعتقل في سجن وادي النطرون صباح يوم جمعة الغضب أثناء ثورة 25 يناير، وقام الشعب بتحريره بعد ترك الأمن للسجون خلال الثورة ، وحاصر 300 من بلطجية الداخلية ابنه عبد الله داخل أحد المساجد وطلبوا فدية، فدبر أسامة أخوه الفدية، فقبض عليه رجال الأمن واعتقلوه وضربوه وكسروا عظامه وقطعوا ملابسه ، وربطوه في شجرة داخل معسكر أمن بالزقازيق لمدة 35 ساعة، تدل مفردات خطابه الذي توجه به للأمة أنه قد باع نفسه لله، الذي إن شاء وضعها في قصر وإن شاء وضعها في سجن، كما أكد ذلك مانشيت مجلة الليبراسيون الفرنسية بالقول "الثورة في مصر ذهبت للقرآن"، كما لن يغره أن يشيد بخطابه المذيع اللامع احمد المسلمانى الذي كتب خطاب المخلوع مبارك قبل موقعة الجمل..!
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية