لمى خاطر ....وأنا..!!!

لمى خاطر ....وأنا..!!!... بقلم : عماد عفانة

الجمعة 28 مايو 2010

لمى خاطر ....وأنا..!!!

عماد عفانة

أختي العزيزة لمى خاطر: كم آلمني نبأ اختطاف زوجك أبو أسامة برهن إسكات قلمك الفياض، فلا تعجبي فهذا النبأ ليس إلا ثمرة من ثمار فرض المنهج الاستسلامي الانبطاحي الذي يسميه أصحابه "بمنهج السلام كخيار استراتيجي" أتباع دجال "الحياة انبطاحات عفوا مفاوضات".


فالصحفيون والإعلاميون الفلسطينيون فيهم المنافقون والمسترزقون من المداهنات ومسح الجوخ، لكن فيهم أيضا الأحرار الذين لم يقصروا في إبراز الحقيقة و في طرق كل أبواب المعلومة التي يحرص أتباع منهج الاستسلام على إخفائها تحت طاولات المفاوضات، لجهة إبرازها وتجليتها لشعبنا خاصة المخدوعين منهم بوهم السلام.


لذا ومن باب الوفاء للقلم الحر الذي أوجع المحتل وأعوانه في مقاطعة الظلام في رام الله علينا كصحفيين أن لا نكف عن المطالبة بالإفراج عن أبو أسامة زوج أختنا الماجدة لمى خاطر، وعن كل المختطفين في سجون فياض ديتون برهن الصمت وكسر الأقلام وقطع الألسنة والأسنة.


كما يفرض الواجب علينا أن لا نترك وسيلة إعلامية ولا شكلا صحفيا إلا نمارسه لإيصال هذه الرسالة الحرة لكل ذي ضمير.


لمى: كنت أود أن يكون مقالي الأول بحقك هو مقال تهنئة ودعم لجرأتك في كشف الحقائق ونشرها للناس رغم أنك تقبعين بين فكي الذئاب الذين لا يوفروا الحرائر الماجدات من الاستدعاء والتحقيق، ويتركوا مهمة الاعتقال لهن للاحتلال في إطار تكامل الأدوار معه تطبيقا لإستراتيجية التعاون الأمني مع المحتل.


رغم ذلك ورغم مصابك الجلل أود تهنئتك الحارة بتربعك على عرش الحرية في زمن ذل فيه الرجال.


كما أود إعلامك باني أحسدك، ليس على تمتعك على هذه المكانة فحسب بل وعلى هذا الاهتمام وهذا الوفاء من إخوانك وأخواتك، ليس لان قضيتك إنسانية فقط وإنما لأنك تنتمي إلى فريق بل ومنهج الأحرار الذين يعرفون جيدا كيف يدافعون عن أنفسهم وعن شعبهم وعن منهجهم الصائب.


فأقبية زنازين جهاز الأمن الوقائي بغزة كانت تضمني وتضم أمثالي من الأحرار، تماما كما تضم الآن أقبية زنازين المخابرات زوجك أبو أسامة ولشديد الأسف لم وربما لن يذكر احد هذه الجريمة الإنسانية بحقي، ولم وربما لن يتطرق احد لهذه المعاناة التي تعرضت لها بأيدي فلسطينية، لكننا نعدك أن نهتم وننشر وبل وننبش عن كل هذه القضايا التي تمثل عارا في جبين مرتكبيها في مقاطعة العار في رام الله.


لمى : هل تعلمين أن مليشيات دحلان قامت باغتيال وبدم بارد ثلاثة من الصحفيين الفلسطينيين في 2007م في غزة، ورغم أن جريمة اغتيالهم بدم بارد هي أفظع واشد وأبشع من جريمة اختطافك زوجك أبو أسامة إلا أن وسائل الإعلام العربية أو الدولية لم تولي هذه الجريمة المروعة أي اهتمام ، فلا عجب إذا أن يتم اعتقال أو حتى قتل أي صحفي فلسطيني سواء في الضفة المحتلة أو في غيرها من وطننا المحتل ولا يتبرع احد بالاهتمام بهذه القضية، ليست كقضية شعب تحت الاحتلال يتوق إلى الحرية ، وإنما كقضية إنسانية تمس حقوق الإنسان وحرية التعبير المكفولة حسب قوانين الأمم المتحدة، هذه القوانين يا لمى يبدوا أنها تتجمد تتكلس تتلاشى عندما يتعلق الأمر بنا، ونتحول بها إلى مجرد أرقام في كشوف ضحايا الانتهاكات، أو في أحسن الأحوال إلى صور في البومات منظمات حقوقية أو إعلامية.


لمى: هل تعلمين أن قضية الإفراج عن زوجك أبو أسامة تحولت إلى رأس حربة لقضية مؤلمة أو قولي فضيحة، هي فضيحة اختطاف المئات من أبناء شعبنا الأحرار في سجون عباس ديتون، ليس لأننا عملاء، أو لأننا مجرمون، إنما لأننا مجاهدون ننتمي إلى فلسطين الوطن والتاريخ والقضية، ولا ننتمي إلى منهجهم العدمي، ففي زمن ديتون انتماء الإنسان لمصانع ديتون هو ما يمنح الأهمية له وليست إنسانيته أو آدميته.


وأصدقك القول يا لمى انك قدر لك الحضور إلى وطنك وبيتك الكبير غزة، لرأيت كيف أن الناس جميعا بما فيهم القادة السياسيون يلتفون من حولك وهم يتلقطون الصور التذكارية طمعا ربما في أن تصبح هذه الصورة تذكرة أو قولي تصحيح للصورة المقلوبة في أذهان المخدوعين، فأكرم شيء في غزة هو الإنسان، فما بالك لو كان هذا الإنسان هو إحدى الماجدات الحرائر اللواتي يحملن قلما أمضى من الحسام وأشد من السنان.


لمى: باختطافهم لزوجك أبو أسامة أنت لا تخسرين، بل أنت بصبرك وصمودك وجرأتك تلحقين بهم خسارة فادحة تصيب صورتهم أمام العالم وأمام شعبهم وقبل ذلك أمام أنفسهم أن كان ما يزال في وجوههم شيء من خجل أو حياء.


لمى: ربما أرادوا من جريمتهم أن يقولوا للعالم ولشعبنا أن الفوضى والفلتان والفساد والقمع والظلم الذي حكمنا به الوطن طوال نحو 14 عاما سيبقى هو منهجنا السائد في الضفة المحتلة حتى ولو تخلصت منه غزة ، وحتى ولو استلم حكم غزة نفر من أبنائها المخلصين الذين تعرضوا للاغتيال لذا لن يغتالوا احد، وتعرضوا للاختطاف والاعتقال لذا لن يختطفوا أو يعتقلوا احد، وتعرضوا للقمع وتكميم الأفواه لذا لن يحرموا من الحرية احد.


لكنهم يصرون على أن يكون لاسم جحور المقاطعة التي يقبعون فيها من جرائهم نصيب، فجرائمهم تقاطع كل معاني الشرف والكرامة والعزة، ولا تنتمي إلا لمعاني الذلة والخسة والسقوط المدوي إلى أدنى دركات العار على الطريقة الديتونية الصهيونية.

جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية