لنحيا كراما أو نموت كراما...بقلم : د / أحمد محمد الأشقر

الثلاثاء 08 مايو 2012

لنحيا كراما أو نموت كراما

د / أحمد محمد الأشقر

بإرادة صلبة و بعزيمة الرجال التي لا تنال منها الجبال بدأت معركة التحدي من خلف القضبان, اثنان و عشرون يوما من الصمود و الكبرياء, نحيا بها كراما في سجون البغي و في خارج السجون, و المعركة مستمرة و هي في بدايات فصولها.

المعركة اليوم ليست في غزة, و ليست في مخيم جنين أو في البلدة القديمة بنابلس, و ليست في كنيسة المهد أو في جنوب لبنان, المعركة اليوم عنوانها الأسرى و مكانها السجون ووقودها الأمعاء الخاوية و العزيمة الجبارة و التحدي المزلزل لأركان العدو و جيشه المزعوم.

عقدت الحركة الأسيرة الفلسطينية العزم بكافة أطرها و مشاربها لتقهر إرادة السجان, و لتهزم جبروت الظالمين, و لتوصل رسالة إلينا جميعا مفادها بأننا نحن في الحرية الأسرى, و الأسرى هم الأحرار, لقد وصلت رسالتكم و أيقن القوم بأن القيود لا تحيط بمعاصمهم و إنما بمعاصمنا نحن.

إن أمعائهم الخاوية قد تكلمت و نطقت أخيرا بعدما عجزنا عن التقاط الكلمات و فهم عبرها و مغزاها, عبارات قد تحدث بها الأسرى جميعا و على رأسهم البطل حسن سلامة و المعزول حتى كتابة هذه السطور 4760 يوما في زنزانة انفرادية, و قيادات الحركة الأسيرة أمثال القائد سعدات و القادة عبد الله و مروان البرغوثى, و القائد عباس السيد, و القائد أبو الهيجا, و القائد إبراهيم حامد, و القائد الخندقجى, و رأس الشرعية الفلسطينية د/ عزيز دويك و إخوانه الوزراء و النواب. و جميع القادة العظام دون استثناء. كلمات خرجت من أفواه أخواتنا الفضليات في الأسر و غرف القهر أن أخرجونا و لا تدعوننا هناك! و استغاثات أطلقتها حناجر الأطفال البريئة عبر الماء و الهواء ألا تنسوننا فنحن زهرات الوطن و فصل الربيع!

إن كلماتنا تقف عاجزة غير معبرة أمام صمودكم و كبريائكم, و مهما صرخت حناجرنا و اهتزت الأرض من صراخها فلن تعكس آية من آيات تضحياتكم و صبركم! لأن القضبان التي تحول دون حريتكم لا تكسرها كلماتنا أو حناجرنا, و لأنه و بكل بساطة لا يكسرها إلا كتائبنا , و لا يذل العدو إلا قسامنا, و لا يهزم السجان إلا سرايانا, و لا يقهر جيش حربهم الجبان إلا ألويتنا, و لا يقض مضاجعهم إلا الأسود الرابضة من كتائب الأقصى, و لن ينصر مهاجرى الحرية في سجون العدو الغدار إلا رجال الأنصار, و أسود أبو على مصطفى, و أبطال المقاومة الوطنية, و إخوان جهاد جبريل, و فرسان الصاعقة.

إننا نتوق إلى وهم متبدد, و نشتاق إليك شاليط! نبتهل إلى الله العزيز المتكبر الجبار أن يمن علينا بنصره و تمكينه لنرى صورة أخرى لصفقة مشرفة أخرى, يخرج فيها شاليط آخر مرتعد منكس رأسه, و في المقابل تعود إلينا جحافل الرجال محملة بالأبطال رافعي أصابع السبابة بالتوحيد, رافعي شارات النصر, ناصبي رؤوسهم في السماء بكل فخر, فارشي جباههم سجودا شكرا لله على حريتهم.

إن الضفة و غزة تشتاق لأن تحتضنكم أيها الأسرى العظام, يا فلذات أكبادنا و نبض قلوبنا, يا زهرات الربيع و عنوان حريتنا و عزنا. تتوق بنادقنا لأن تعانقكم و تعانقونها أيا أيها القابضون على الصبر, أروع من قبضتنا على الجمر! أيا أيها الرجال المستمسكون بعرى النصر, قاهري الموت و مذلي الكفر.

أيها الأسرى العظام ... يا أكبر منا جميعا, و أكرم منا جميعا, خذوا بطوننا و أمعائنا و معداتنا التي امتلأت و ترهلت, و أعطوننا أمعائكم الخاوية! علمونا شيئا أو حرفا من الكرامة و من الصبر, علَ قلمي يستحى أو يجف حبري خجلا و مزيدا من القهر.

د / أحمد محمد الأشقر
عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الشعبية
و المضرب عن الطعام لليوم السابع على التوالي
في خيمة الاعتصام بساحة الجندي المجهول بغزة

غزة – فلسطين
08.05.2012
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية