ليس فيلماً؟!... بقلم : د. يوسف رزقة

السبت 02 فبراير 2013

ليس فيلماً؟!

د. يوسف رزقة

ليس فيلما؟ ما عرضته وسائل الإعلام الصهيونية عن انهيار قبة الصخرة في ساحة المسجد الأقصى، وبروز الهيكل المزعوم في مكانها، ليس مجرد فيلم من نسج خيال مريض كما قد يتصور المدافعون عن الفن وعن حرية الخيال.

الفن المجرد شيء، والفن حين يتلبس بواقع ملتبس شيء آخر، لقد وصل (الخيال والفن) إلى القمر وإلى غزو الفضاء قبل أن تصله إليه وكالة (ناسا) وغيرها من الوكالات العلمية المختصة، وكثيرة هي السياسات والحلول والمشاريع التي تحدثت عنها الروايات قبل أن يجسدها القادة على أرض الواقع. أن يسبق الفن والخيال العالم قضية لا حرج فيها ولا اعتراض عليها. ما عرضته وسائل الإعلام الصهيوني حول المسجد الأقصى وقبة الصخرة ليس من هذا النوع، إنه من نوع الأفلام والرسوم المسيئة التي صنعتها أوروبا ودافعت عن الآثمين باسم الفن والحرية. ثمة استراتيجية صهيونية هي في ميدان المنافسة بين الأحزاب الصهيونية حول استعادة الهيكل المزعوم، وثمة عمليات تنقيب أثرية خطيرة تجري منذ عشرات السنين بزعم البحث عن آثار الهيكل المزعوم، واستعادة وجوده.

لم تصل المنافسة بين أحزاب اليمين والمتدينين غايتها في هذا الميدان، لأنه لا وجود للهيكل أصلا تحت سطح المسجد الأقصى أو ساحاته التي بارك الله فيها وفيما حولها. إن عدم وصول المنقبين عن الآثار إلى الهيكل لا يعني أن توقف التخطيط الصهيوني عن إقامة الهيكل وهدم المسجد الأقصى وقبة الصخرة، وما ظهر في الفيلم الأخير هو تعبير عن هذه الرؤية الصهيونية وهذا التخطيط المستمر. التخطيط المستمر لا يقف عند مجرد إتمام الرسوم الهندسية، أو توفير الأموال اللازمة أو إقامة نماذج مصغرة للهيكل بحسب أوصافه في التوراة المحرفة، بل يتعدى ذلك إلى تهيئة الأجواء النفسية والسياسية والاجتماعية لتقبل هذا الحدث الكبير ذي التداعيات الكبيرة.

إن مقتضيات علم النفس وعلم الاجتماع، إضافة إلى علوم السياسة والرأي العام توجب على من يريد القيام بعمل كبير وخطير، كهدم قبة الصخرة وإقامة الهيكل على أنقاضها، أن يقوم بعمليات تهيئة وترويض للرأي العام وعمليات امتصاص لمشاعر وغضب الرافضين، وعمليات قياس رأي وكشف عن المتوقع وعن غير المتوقع من ردود الأفعال. ما نشرته وسائل الإعلام الصهيوني ثم سحبته من التداول ليس مجرد فيلم يقوم على الخيال، وإنما هو فيلم يجسد الأهداف والخطط آنفة الذكر، ويبدو أن ساعة الصفر للوصول إلى الأهداف العنصرية الخبيثة قد اقتربت وأن فتور ردود الأفعال العربية والإسلامية والدولية على ما ظهر في الفيلم سيغري دعاة الهيكل وزعماءه على المضي قدمًا في مخطط هدم قبة الصخرة وإقامة الهيكل، لذا رأينا أن ننبه القيادات الفلسطينية إلى أعماق هذه المعركة، وإلى ما هو خلف هذا الفيلم المسيء لكي تتخذ الخطوات المناسبة محليًا وعربيًا وإسلاميًا ودوليًا قبل فوات الأوان. اللهم فاشهد.

جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية