مأساة معبر رفح
إياد القرا
العنوان الأبرز لكارثة الحصار على قطاع غزة هو معبر رفح، وقد تفرط في وصفه بمعبر الموت، حيث يموت الفلسطيني في انتظار أن يفتح المعبر أمامه كما حدث مع الطفلة رزان محمد صلاح (١١ عاما) التي استشهدت أمس بانتظار فتح معبر رفح وعدم القدرة على السفر عبر معبر بيت حانون.
الاحتلال هو العنوان الأبرز لأسباب هذا الحصار بغض النظر عن الشكل، حيث يحاصر قطاع غزة ويخنقه وفق معادلة ألا تدعه يموت ولا تدعه يعيش بهدوء ضمن سياسة تدفيع الثمن التي يمارسها الاحتلال عقابا لأهلها على صمودهم وتحديهم للاحتلال ودعمهم للمقاومة.
معبر رفح العنوان والصفحة السوداء التي يعاني منها كل فلسطيني، حيث مر أو عايش موت قريب له بسبب منعه من السفر أو تحطمت آمال شاب في الحصول على فرصة لإتمام دراسته الجامعية أو شاب مهدد بفقدان الحصول على شهادته الجامعية، وآخر قرر أن ينهي ارتباطه بشريكة حياته بعد تعذر اللقاء بينهما بسبب استمرار إغلاق معبر رفح، وعدد لا يحصى من الموظفين يفقدون عملهم بسبب انتهاء إقاماتهم.
والأدهى والأكثر مرارة أن يبقى الآلاف عالقين في مصر بانتظار العودة لأهلهم ومصالحهم في غزة، وبعضهم أصبح معلقا بين السماء والأرض وبعضهم يفترش الشوارع بعد تقطع السبل به هناك.
قد يتفهم البعض الاحتياجات الأمنية في سيناء ومصر، لكن هذا لا يمنع تلبية الاحتياجات الإنسانية لتحرك الفلسطينيين هناك وإيجاد بدائل دائمة وحل جذري بالتعاون بين السلطات المصرية والسلطة الفلسطينية لتنقل الفلسطينيين، وأن تتهرب بعض الأطراف الفلسطينية من مسؤولية استلام معبر رفح والتهرب من المسؤولية يزيد الطين بلة ويأتي في سياق تهرب حكومة الوفاق من تحمل المسؤولة.
والأسوأ من ذلك يصبح المعبر وسيلة عقاب تقوم به قيادات حركة فتح وتستخدمه في تصفية الحسابات بين تياري النزاع الفتحاوييْن عباس دحلان وتدفيع الفلسطينيين ثمن ذلك بإغلاقه.
لم يعد بالإمكان الصمت على حصار غزة وإغلاق معبر رفح بهذا الشكل والمدة الطويلة، ويقع على عاتق الأشقاء المصريين بمستوياتهم المختلفة أن يبادروا لفتح معبر رفح ووضع الآليات التي تسهم ولو باليسير في التخفيف من معاناة الفلسطينيين، وألا يتركوا للتوجه لمعابر الموت مع الاحتلال التي حولها إلى مصيدة للشبان الفلسطينيين ووسيلة ابتزاز للمرضى والطلاب مقابل الحصول على معلومات عن المقاومة واعتقال كل من له علاقة أو صلة بالمقاومة الفلسطينية.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية