ما الذي تريده (إسرائيل)؟... بقلم :د.فايز أبو شمالة

ما الذي تريده (إسرائيل)؟... بقلم :د.فايز أبو شمالة

الجمعة 23 يوليو 2010

ما الذي تريده (إسرائيل)؟


د.فايز أبو شمالة


قادة (إسرائيل) حائرون في كيفية الحل السياسي مع الفلسطينيين، هم تائهون في مواقفهم، مترددون، موزعون على أحزاب، وكل حزب منقسم على نفسه، ففي الوقت الذي يطالب رئيس الوزراء، رئيس حزب الليكود بمفاوضات مباشرة مع الفلسطينيين، فإن نائبه موشى يعلون يؤكد علناً، وعبر وسائل الإعلام: لا أمل في تسوية دائمة في المدى المنظور، وهنالك إجماع في (إسرائيل) بأن المفاوضات لن تفضي إلى شيء، وليس لدينا أوهام في هذا الشأن. وقريب من هذا التفكير يلتقي "موشى آرنس" من حزب الليكود، الذي لا يرى في الضفة الغربية إلا تواصل أرض (إسرائيل)، ولا يمانع في ضم سكان الضفة إلى (إسرائيل).


أما موقف حزب العمل الذي يتزعمه "باراك" فقد صار بلا تصور سياسي للحل، وصار الحزب مجموعة من الوزراء بلا ناظم، مع اضمحلال الثقة بينهم وبين الجمهور الإسرائيلي، وكل ما يحرصون عليه هو أن يظل الأمر نزاع حدود مع الفلسطينيين، وألا يتحول إلى صراع ديني عقائدي لن يكون في صالح (إسرائيل)، وهذا ما يلتقي عليه بعض حزب "كاديما"، ففي الوقت الذي تؤيد زعيمة الحزب "تسيفي ليفني" قيام دولة فلسطينية منزوعة السلاح دون القدس، دون منطقة الأغوار، دون عودة اللاجئين، ودون سيادة كاملة، مع بقاء المستوطنين جزءاً من دولة (إسرائيل)، يقترح الرجل الثاني في الحزب "شاؤول موفاز" أن تقام السلطة الفلسطينية على ما نسبته 50% من أراضي الضفة الغربية في المرحلة الأولى، وبعد إثبات الولاء الفلسطيني، وحفظ الأمن، والنجاح في المهمة، يتم توسيع هذا النفوذ بالتدريج.


قد يكون أجرأ قادة (إسرائيل) في طرح رأيه علناً، وفي التعبير عن الأيديولوجية الصهيونية، هو "أفيغدور ليبرمان" زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" الذي يعرض خططه السياسية دون التنسيق مع باقي الأحزاب، ودون عرضها على الحكومة، فهو يعرف أكثر من غيره بأن لا إجماع في (إسرائيل) على أي حل سياسي، لذا؛ ما انفك يطرح تصوره للحل، والذي يقوم على إلقاء غزة في بحر الإهمال والنسيان، وسلخها عن القضية الفلسطينية، أما القدس فإنها خارج النقاش، وأما ما تبقى من أراضي الضفة الغربية، التي يزعم "ليبرمان" بأنها أرض آباء (إسرائيل)، فهو مستعد سياسياً لتبادل الأراضي والسكان مع كيان فلسطيني لا يعتمد على نفسه، ملتصق بحبل سري مع (إسرائيل) التي يجب أن تكون يهودية خالصة، ما عدا ذلك من قضايا خلاف مع الفلسطينيين لا تهم "ليبرمان"، ولا تخص حزب "إسرائيل بيتنا".


ما يطرحه "ليبرمان" يربك كل قادة (إسرائيل) الذين عجزوا عن الإجابة على سؤال: ما الذي تريده (إسرائيل)؟ ما هي خطة السلام التي يجمع عليها الإسرائيليون؟ أي أرض فلسطينية محتلة يمكن أن يتخلى عنها الإسرائيليون طوعاً للفلسطينيين؟


أسئلة يتهرب من الإجابة عليها معظم اليهود المتواجدين في (إسرائيل)، ولسان حالهم يقول: (إسرائيل) تريد كل الأرض الفلسطينية باعتراف دولي يباركه الفلسطينيون، وتريد الأمن والاستقرار شريطة أن يوفره لها رجال أمن فلسطينيين، وتريد سلاماً مع العالم العربي يسعى إليه الفلسطينيون، و(إسرائيل) تريد تواصل المفاوضات دون شروط إلى أبد الآبدين.

جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية