ما بين القدومي ونبيل عمر
بقلم: سميح خلف
فتح" هي القاسم المشترك ما بين ابو اللطف ونبيل عمر وكثير من الكوادر ولكن لكل مجراه ولكل قناعاته ومنهجيته وفرق كبير ايضا ً بين الاب المؤسس والقائد التاريخي لحركة "فتح" فاروق القدومي ونبيل عمر، فاروق القدومي الذي لم يذهب بعيدا ً ولم يشط عن مبادئ واهداف ومنطلقات واخلاقيات حركة "فتح" وهو الذي مازال متمسكا ً بالتجربة الفلسطينية وما صاغها القادة التاريخيين لهذه الحركة ولهذه التجربة اما التحريفيون ونبيل عمر احدهم وهو المنظر لمنهجية اوسلو على المستوى الاعلامي والمهني وهو من عادى الرئيس الفلسطيني الشهيد ياسر عرفات وهو من كان الساعد الايمن للرئيس الفلسطيني المنتهية شرعيته وهو المقدم لاستقالته من حركة "فتح" وهو المنظر ايضا ً لهذا الرئيس المهزوز، فيعتبر نبيل عمر هو احد الاعمدة التي ثبتت محمود عباس هو والطيب عبد الرحيم وحكم بلعاوي بالعلن، اما ما هو تحت الطاولة فالذي ثبت التيار الانقلابي ودعمه واسس اطره التحتية والكادرية فهو محمد راتب غنيم.
وكثير من الكلام يمكن ان يقال، ولكن يبدو ان ما يسمى المؤتمر السادس لحركة "فتح" الذي عقد في بيت لحم كان هو لقاء مافيا حركة "فتح" والمصفقين لها. وكان هذا المؤتمر هو عبارة عن معركة بين حيتان اوسلو اما شرفاء "فتح" فغالبيتهم لم يحضروا هذا المؤتمر سواء قصرا او اختياريا.
لاننفي ان نبيل عمر ذو تجربة وهو من احد المثقفين الفلسطينيين، ويمكن لنبيل عمر أن يلعب دورا ً مهما ً في حياة حركة "فتح"، ولكنه اختار عكس ما هو متوقع، وعكس البنية التي اسس عليها، فاختار ان يكون رجلا ً مرحلياً لمافيا حركة "فتح"، وبالتأكيد على رأسها محمود عباس والطيب عبد الرحيم وياسر عبد ربه.
ما قتل نبيل عمر فتحاويا هو نهجه السياسي المساند لعباس بلا هوادة، وبالمثل كما حدث لحكم بلعاوي وما اتت به النتائج باقصائه من حلقة المنافع والمصالح التي ساقها المؤتمر بتشكيل اللجنة المركزية.
القاسم المشترك بين كثير من الفتحاويين هي حركة "فتح" بمنشيتها العريض، اما التفاصيل فهي مختلفة تماما ً بين الشرفاء في هذه الحركة ومن هم فقدوا مواقعهم ومراكزهم بناء على نظرة دايتون ونظريات امنية اقليمية ودولية، فمن يمتلك نوع من الخلايا والجينات النضالية يجب التخلي عنه ولو كان منساقا ً تماما لمنهجية اوسلو والظاهر ان الخلاف الحادث بعد نتائج المؤتمر تبين ان اللجنة المركزية والمجلس الثوري اسس على بنية امنية وملفات امنية أطلقتها بعض العواصم العربية واسرائيل.
نبيل عمر يتهم عباس بالدكتاتور، ويتهمه بالتلاعب في نتائج انتخابات اللجنة المركزية والمجلس الثوري.. ومؤخرا ً نبيل عمر يترك جميع مواقعه ومناصبه ولكنه يتمسك بحركة "فتح"، عضوا فيها. ويقول نبيل عمر ان النضال لا ينتهي، وخدمة فلسطين لا تنتهي في هذا الموقع او ذاك.
نتفق مع نبيل عمر، ولكن أي "فتح" التي يتمسك بها..؟ اهي "فتح" النضال والكفاح المسلح و"فتح" القائد التاريخي الاخير المتبقي لحركة "فتح" فاروق القدومي ومحمد جهاد وهاني الحسن وكثير من كوادر حركة "فتح"، ام "فتح" الخازوق الذي لبس لنبيل عمر من أبو مازن والطيب عبد الرحيم، فأي خيارات امام نبيل عم..؟
هل يمكن أن يستيقظ نبيل عمر ويجير ثقافته ورؤيته النضالية لتصب في بوتقة القابضين على الجمر في حركة "فتح" بدءا من القائد الشرعي لهذه الحركة أبو اللطف، والكوادر الأحرار، ومن تبقى من كتائب شهداء الأقصى والعاصفة، أم مازال نبيل عمر يهوى الخوض في طواحين الهواء ومخاضات اوسلو وخوازيقها وتآمرها على حركة "فتح" وعلى الشعب الفلسطيني وعلى اخوتنا في الضفة الغربية وشعبنا خارج الوطن..؟
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية