ماذا تبقى لكم؟
د.فايز أبو شمالة
حدثان مهمان أطبقا هذا الأسبوع على عنق المفاوض الفلسطيني، حدثان يفرضان عليه أن يصرخ، وأن يتبنى خيار المقاومة على مسامع البشر جميعهم بعيداً عن طاولة المفاوضات؛
الحدث الأول تمثل في تصريح رئيس الدولة الإسرائيلية شمعون بيرس الذي كشف سراً خطيراً في مقابلة مع القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي، حين قال: لقد توصلنا مع السيد محمود عباس إلى تفاهمات حول جميع النقاط قبل ثلاث سنوات، ولكن نتان ياهو ألغى الاجتماع الأخير، وهذا ما أكده الدكتور صائب عريقات كبير المفاوضين، حين قال في اليوم التالي: إن شمعون بيرس كان مستعدًا للاعتراف بالحدود الفلسطينية المحتلة عام 1967 إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يكن قادرًا على القيام بذلك.
الحدث الثاني تمثل في إعلان نتان ياهو بصراحة غير مسبوقة أن "تسفي لفني" لا تمثل إلا نفسها حين التقت قبل أيام مع السيد محمود عباس في باريس، وتم اتهامها باختراق قرار الحكومة الإسرائيلية القاضي بعدم إجراء أي مفاوضات مع الفلسطينيين!.
لقد انقلب المشهد السياسي رأساً على عقب، وصارت القيادة الإسرائيلية هي التي تتدلل على استئناف المفاوضات، وهي التي تضع شروطها على الفلسطينيين بشكل لا يعكس غطرسة فحسب، وإنما يعكس اختلال الموازين على الأرض لصالح العدو الإسرائيلي.
الحدثان السابقان يلخصان السياسة الإسرائيلية تجاه القضية الفلسطينية، ويؤكدان أن نتان ياهو ما زال يلتزم بمقولة رئيس الوزراء السابق إسحاق شامير، حين قال للمفاوض الإسرائيلي, في مؤتمر مدريد سنة 1992: فاوضوا العرب عشرين عاماً دون التوصل لأي اتفاق.
فماذا تبقى للقيادة السياسية؛ وكل المعطيات تؤكد أن الإسرائيليين يستغلون المفاوضات للتوسع الاستيطاني، وقد نجحوا في تغيير المعالم الجغرافية والسكانية لمنطقة ج ؟
وماذا تنتظرون؛ والخطط الإسرائيلية جاهزة لضم 62% من مساحة الضفة الغربية مع التخلي عن التجمعات السكانية في المدن الكبيرة؟
قد تكون المصالحة الفلسطينية أحد الردود المناسبة لفشل المفاوضات، ولكن المصالحة بحد ذاتها لا تمثل رداً عملياً على الممارسات الإسرائيلية طالما لم تترافق مع وقف التنسيق الأمني، لأن وقف المفاوضات بحد ذاته دون وقف التنسيق الأمني يصب في صالح الصهاينة، ويترك يدهم تعبث بمصير القضية الفلسطينية.
وقد تكون طلبات انضمام فلسطين إلى المنظمات الدولية رداً يغضب الإسرائيليين، ولكن ابتعاد قوات الأمن الفلسطينية عن مفارق الطرق، وترك الشباب الفلسطيني ليرد بطريقته الثورية على الاحتلال الإسرائيلي؛ سيكون الأكثر وجعاً لأعداء القضية الفلسطينية.
د.فايز أبو شمالة
حدثان مهمان أطبقا هذا الأسبوع على عنق المفاوض الفلسطيني، حدثان يفرضان عليه أن يصرخ، وأن يتبنى خيار المقاومة على مسامع البشر جميعهم بعيداً عن طاولة المفاوضات؛
الحدث الأول تمثل في تصريح رئيس الدولة الإسرائيلية شمعون بيرس الذي كشف سراً خطيراً في مقابلة مع القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي، حين قال: لقد توصلنا مع السيد محمود عباس إلى تفاهمات حول جميع النقاط قبل ثلاث سنوات، ولكن نتان ياهو ألغى الاجتماع الأخير، وهذا ما أكده الدكتور صائب عريقات كبير المفاوضين، حين قال في اليوم التالي: إن شمعون بيرس كان مستعدًا للاعتراف بالحدود الفلسطينية المحتلة عام 1967 إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يكن قادرًا على القيام بذلك.
الحدث الثاني تمثل في إعلان نتان ياهو بصراحة غير مسبوقة أن "تسفي لفني" لا تمثل إلا نفسها حين التقت قبل أيام مع السيد محمود عباس في باريس، وتم اتهامها باختراق قرار الحكومة الإسرائيلية القاضي بعدم إجراء أي مفاوضات مع الفلسطينيين!.
لقد انقلب المشهد السياسي رأساً على عقب، وصارت القيادة الإسرائيلية هي التي تتدلل على استئناف المفاوضات، وهي التي تضع شروطها على الفلسطينيين بشكل لا يعكس غطرسة فحسب، وإنما يعكس اختلال الموازين على الأرض لصالح العدو الإسرائيلي.
الحدثان السابقان يلخصان السياسة الإسرائيلية تجاه القضية الفلسطينية، ويؤكدان أن نتان ياهو ما زال يلتزم بمقولة رئيس الوزراء السابق إسحاق شامير، حين قال للمفاوض الإسرائيلي, في مؤتمر مدريد سنة 1992: فاوضوا العرب عشرين عاماً دون التوصل لأي اتفاق.
فماذا تبقى للقيادة السياسية؛ وكل المعطيات تؤكد أن الإسرائيليين يستغلون المفاوضات للتوسع الاستيطاني، وقد نجحوا في تغيير المعالم الجغرافية والسكانية لمنطقة ج ؟
وماذا تنتظرون؛ والخطط الإسرائيلية جاهزة لضم 62% من مساحة الضفة الغربية مع التخلي عن التجمعات السكانية في المدن الكبيرة؟
قد تكون المصالحة الفلسطينية أحد الردود المناسبة لفشل المفاوضات، ولكن المصالحة بحد ذاتها لا تمثل رداً عملياً على الممارسات الإسرائيلية طالما لم تترافق مع وقف التنسيق الأمني، لأن وقف المفاوضات بحد ذاته دون وقف التنسيق الأمني يصب في صالح الصهاينة، ويترك يدهم تعبث بمصير القضية الفلسطينية.
وقد تكون طلبات انضمام فلسطين إلى المنظمات الدولية رداً يغضب الإسرائيليين، ولكن ابتعاد قوات الأمن الفلسطينية عن مفارق الطرق، وترك الشباب الفلسطيني ليرد بطريقته الثورية على الاحتلال الإسرائيلي؛ سيكون الأكثر وجعاً لأعداء القضية الفلسطينية.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية