ماذا تنتظر فتح؟!
د. أيمن أبو ناهية
لقد عمت الفرحة والسعادة الشارع الفلسطيني بسماع قرارات رئيس الوزراء إسماعيل هنية ودعوته لعفو الحكومة في غزة عن عناصر فتح الذين هربوا من قطاع غزة بعد بسط الحكومة سيطرتها على القطاع إبان أحداث حزيران 2007، وأغلبهم موجودون في منطقة سيناء المصرية ،والرجوع إلى غزة، وقد سبق أن اتخذت الحكومة قراراً آخر بالعفو عن سجناء من فتح ، وقد تزامنت قرارات هنية هذه مع بداية العام الجديد، ليكون عام 2014م عام المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام؛ هذه الخطوات الشجاعة بحاجة لأن تقابل بخطوة مماثلة من قبل حركة فتح والسلطة في رام الله بإنهاء ملف الاعتقال السياسي، وإبداء حسن النوايا تجاه المصالحة وطي صفحة الانقسام العقيم الذي طالت مدته بين شقي الوطن، والذي انعكس سلبا على جميع مناحي الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والحضارية، وأهم من هذا كله التراجع والتدهور للقضية الفلسطينية، وهي أسعد أيام عاشها الاحتلال منذ نشأته ولم يحلم بها قط.
فلا شك أن الاحتلال قد لعب دوراً بارزاً في إحداث هذا الانقسام وكان له يد مباشرة في تعميق شرخه ولا داعي للخوض في هذا المجال،فالمسألة واضحة وضوح الشمس مَن الخاسر الأول ومَن المستفيد الأول من الانقسام، طبعا الفلسطينيون هم الخاسرون الأول من الانقسام، وان الكيان الصهيوني هو المستفيد الأول والأخير من الانقسام ،وله مصلحة كبيرة في استمراره،حيث عمل جاهداً على تعزيزه واستثماره من أجل خدمة مصالحه وتنفيذ سياساته الاحتلالية والعدوانية وفرضه وقائع جديدة إضافية على الأرض بمواصلة سياسة قضم وضم الأراضي والممتلكات الفلسطينية وبناء المستوطنات والجدار والشوارع الالتفافية والثكنات والحواجز العسكرية،بالإضافة لهدم المنازل والاستيلاء على المياه والتهويد للمدن والمقدسات العربية وفرض الحصار الخانق على الضفة والقطاع،ناهيك عن المداهمات والاعتقالات والاغتيالات اليومية. فهل تداركنا المخطط الذي يدبر وينفذ من قبل الاحتلال للقضاء على حقوقنا وقضايانا ومستقبل الدولة الفلسطينية المنشود؟
فالاحتلال استغل انقسامنا واستفرد بغزة ففرض عليها حصاراً خانقاً وشن حرباً ضروساً عليها طالت الأخضر واليابس والحجر والشجر ولم يسلم منها الإنسان والحيوان، بالإضافة لاستفراده بالقدس لتهويدها واستيطانها واعتداءاته المتواصلة على المسجد الأقصى المبارك، وعندما توحدنا ولو بإبداء حسن النوايا انتصرنا جميعا في حرب "حجارة السجيل"، وذهبنا إلى الأمم المتحدة مرفوعي الرأس، فسجلنا نصراً إضافياً على الكيان واضطر المجتمع الدولي للاعتراف بقضيتنا ونبذ الاحتلال والاستيطان وأصبحنا عضواً مراقبا في الأمم المتحدة.
صحيح أن النية بإنهاء الانقسام وإحلال المصالحة قد جاءت متأخرة، وكان من باب الحكمة أن تحقق سريعا فور حدوث الانقسام الذي من المفترض أن لا يحدث إطلاقا.المهم أننا استطعنا التغلب على العقبات وحل جميع القضايا المعضلة في وجه المصالحة في الجولات السابقة وتقاربنا من بعضنا البعض وتجالسنا سوياً لحل مشاكلنا الداخلية وإنهاء الانقسام، لأننا وصلنا إلى مرحلة فقدنا فيها الثقة بكل الأجندات وكفرنا بكل السياسات الخارجية المبطنة بالسوء لنا ولقضيتنا الوطنية، وأصبح لدينا قناعة بعد شقائنا على مدار سنوات الانقسام الأربعة الماضية، أنه لابد أن نتقارب ونتصالح مع بعضنا البعض ونرجع اللحمة الوطنية من جديد للجسمين المتخاصمين كي نكون يداً واحدة لنواجه كل التحديات المحدقة بنا والتي تحول دون إتمام المصالحة.
ماذا تنتظر حركة فتح بعد هذا العرض من هنية؟ لذا يجب استغلال هذه المناسبة وهذا العرض المغري فربما لا تتكرر هذه الفرصة مستقبلا؟ وما المانع والمعيق للمبادلة؟وهل يوجد ما هو أهم من المصلحة والمصالحة الوطنية؟ فلا أعتقد أن هناك شيئاً أهم وأبدى من المصالحة مهما كانت الأسباب والأعذار والضرورات والحجج والمصالح الضيقة لأنها جميعها تسقط وتزول في سبيل الوطن. فكيف بنا أن نقدم التفاوض مع الاحتلال على المصالحة الوطنية؟ ألا نستحيي ونخجل من أنفسنا عندما نتفاوض مع الاحتلال وغزة محاصرة وواقعة تحت مرمى نيرانه والقدس وباقي مناطق الضفة ليست بأحسن حال منها؟ لذا أقول إن المصالحة تتحقق، إذا توفرت لدينا النوايا الصادقة ثم المبادلة لا أقول الرد بالمثل -وإن كان هذا من باب الواجب الأخلاقي والحرص الوطني- لكن بقدر الإمكان إظهار بوادر الجدية في إنهاء الانقسام والبعد عن الإملاءات الخارجية.
د. أيمن أبو ناهية
لقد عمت الفرحة والسعادة الشارع الفلسطيني بسماع قرارات رئيس الوزراء إسماعيل هنية ودعوته لعفو الحكومة في غزة عن عناصر فتح الذين هربوا من قطاع غزة بعد بسط الحكومة سيطرتها على القطاع إبان أحداث حزيران 2007، وأغلبهم موجودون في منطقة سيناء المصرية ،والرجوع إلى غزة، وقد سبق أن اتخذت الحكومة قراراً آخر بالعفو عن سجناء من فتح ، وقد تزامنت قرارات هنية هذه مع بداية العام الجديد، ليكون عام 2014م عام المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام؛ هذه الخطوات الشجاعة بحاجة لأن تقابل بخطوة مماثلة من قبل حركة فتح والسلطة في رام الله بإنهاء ملف الاعتقال السياسي، وإبداء حسن النوايا تجاه المصالحة وطي صفحة الانقسام العقيم الذي طالت مدته بين شقي الوطن، والذي انعكس سلبا على جميع مناحي الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والحضارية، وأهم من هذا كله التراجع والتدهور للقضية الفلسطينية، وهي أسعد أيام عاشها الاحتلال منذ نشأته ولم يحلم بها قط.
فلا شك أن الاحتلال قد لعب دوراً بارزاً في إحداث هذا الانقسام وكان له يد مباشرة في تعميق شرخه ولا داعي للخوض في هذا المجال،فالمسألة واضحة وضوح الشمس مَن الخاسر الأول ومَن المستفيد الأول من الانقسام، طبعا الفلسطينيون هم الخاسرون الأول من الانقسام، وان الكيان الصهيوني هو المستفيد الأول والأخير من الانقسام ،وله مصلحة كبيرة في استمراره،حيث عمل جاهداً على تعزيزه واستثماره من أجل خدمة مصالحه وتنفيذ سياساته الاحتلالية والعدوانية وفرضه وقائع جديدة إضافية على الأرض بمواصلة سياسة قضم وضم الأراضي والممتلكات الفلسطينية وبناء المستوطنات والجدار والشوارع الالتفافية والثكنات والحواجز العسكرية،بالإضافة لهدم المنازل والاستيلاء على المياه والتهويد للمدن والمقدسات العربية وفرض الحصار الخانق على الضفة والقطاع،ناهيك عن المداهمات والاعتقالات والاغتيالات اليومية. فهل تداركنا المخطط الذي يدبر وينفذ من قبل الاحتلال للقضاء على حقوقنا وقضايانا ومستقبل الدولة الفلسطينية المنشود؟
فالاحتلال استغل انقسامنا واستفرد بغزة ففرض عليها حصاراً خانقاً وشن حرباً ضروساً عليها طالت الأخضر واليابس والحجر والشجر ولم يسلم منها الإنسان والحيوان، بالإضافة لاستفراده بالقدس لتهويدها واستيطانها واعتداءاته المتواصلة على المسجد الأقصى المبارك، وعندما توحدنا ولو بإبداء حسن النوايا انتصرنا جميعا في حرب "حجارة السجيل"، وذهبنا إلى الأمم المتحدة مرفوعي الرأس، فسجلنا نصراً إضافياً على الكيان واضطر المجتمع الدولي للاعتراف بقضيتنا ونبذ الاحتلال والاستيطان وأصبحنا عضواً مراقبا في الأمم المتحدة.
صحيح أن النية بإنهاء الانقسام وإحلال المصالحة قد جاءت متأخرة، وكان من باب الحكمة أن تحقق سريعا فور حدوث الانقسام الذي من المفترض أن لا يحدث إطلاقا.المهم أننا استطعنا التغلب على العقبات وحل جميع القضايا المعضلة في وجه المصالحة في الجولات السابقة وتقاربنا من بعضنا البعض وتجالسنا سوياً لحل مشاكلنا الداخلية وإنهاء الانقسام، لأننا وصلنا إلى مرحلة فقدنا فيها الثقة بكل الأجندات وكفرنا بكل السياسات الخارجية المبطنة بالسوء لنا ولقضيتنا الوطنية، وأصبح لدينا قناعة بعد شقائنا على مدار سنوات الانقسام الأربعة الماضية، أنه لابد أن نتقارب ونتصالح مع بعضنا البعض ونرجع اللحمة الوطنية من جديد للجسمين المتخاصمين كي نكون يداً واحدة لنواجه كل التحديات المحدقة بنا والتي تحول دون إتمام المصالحة.
ماذا تنتظر حركة فتح بعد هذا العرض من هنية؟ لذا يجب استغلال هذه المناسبة وهذا العرض المغري فربما لا تتكرر هذه الفرصة مستقبلا؟ وما المانع والمعيق للمبادلة؟وهل يوجد ما هو أهم من المصلحة والمصالحة الوطنية؟ فلا أعتقد أن هناك شيئاً أهم وأبدى من المصالحة مهما كانت الأسباب والأعذار والضرورات والحجج والمصالح الضيقة لأنها جميعها تسقط وتزول في سبيل الوطن. فكيف بنا أن نقدم التفاوض مع الاحتلال على المصالحة الوطنية؟ ألا نستحيي ونخجل من أنفسنا عندما نتفاوض مع الاحتلال وغزة محاصرة وواقعة تحت مرمى نيرانه والقدس وباقي مناطق الضفة ليست بأحسن حال منها؟ لذا أقول إن المصالحة تتحقق، إذا توفرت لدينا النوايا الصادقة ثم المبادلة لا أقول الرد بالمثل -وإن كان هذا من باب الواجب الأخلاقي والحرص الوطني- لكن بقدر الإمكان إظهار بوادر الجدية في إنهاء الانقسام والبعد عن الإملاءات الخارجية.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية