ماليزيا في غزة
إبراهيم المدهون
زيارة رئيس الوزراء الماليزي محمد نجيب لغزة تفتح الأبواب أمام عصرٍ جديدٍ من دعم الأمة وخطوة متقدمة في مساندة الدول الكُبرى للحق الفلسطيني، وهي رسالة عنوانها أن غزة لم تعد وحدها أو معزولة في مشوارها التحريري لكامل تراب الوطن.
واختيار ماليزيا إعادة بناء مقر رئاسة الوزراء يُعطي اشارةً واضحةً أن هناك دعماً سياسياً كبيراً لغزة ولقيادتها للمشروع الوطني الفلسطيني بعد سنواتٍ من الحصار السياسي والاقتصادي والعجز العربي والإسلامي، وهو تحدٍ للتعنت الصهيوني الذي يدمر ويستهدف الشعب الفلسطيني ورموز سيادته، عبر استهداف المقرات الحكومية والمدنية.
هذه الزيارة رغم الانتقادات الكيدية من رموز السلطة في رام الله، إلا أنها قد تكون حلقة من سلسلة زيارات لقطاع غزة البقعة الفلسطينية الوحيدة التي لا يتحكم بها الاحتلال ولا ترضخ لقوانينه، فمن يدخلها آمن من مشاهدة جندي إسرائيلي واحد، ولا يختم جواز سفره إلا بالختمين الفلسطيني والمصري، ولهذا نُطالب الدول العربية والإسلامية للحذو حذو رئيسي ماليزيا وقطر، خصوصاً الدول الوازنة في المنطقة كتركيا وايران ومصر والجزائر، فمن واجب الأمة أن تلتفّ حول حقنا في تقرير المصير وتحرير بلادنا المغتصبة، وألا يقتصر دعمها على زيارات وبناء بعض المنشئات بل نحتاج لتكاتف الجهود لضخ الأموال وتبني خيارنا في المقاومة المسلحة، وشرعنة إمدادنا بالسلاح لكي نستطيع مجابهة الاحتلال ومقاومته، فنحن كشعب ومقاومة وحكومة في غزة لا نطالب أحداً بالقتال عنا، فكل ما نحتاجه أن يزودوا مقاومتنا بالسلاح كما تزود الولايات المتحدة العدو بأحدث آلات الدمار.
إن من يأتي غزة من السياسيين ورؤساء الدول والمفكرين والفنانين عليه أن يعرف أنه مع المقاومة قلباً وقالباً، ومع الحق الفلسطيني الكامل غير منقوص، ودولته تامة العضوية. وعليه أن يدعم مقاومتنا بدون أي اعتبار، وبكل السُبل.
وهذه الزيارة المشكورة لها أهمية كبرى في تحدي الغطرسة الأمريكية والإسرائيلية، وتوضح بشكلٍ جلي أن العالم لا يحترم من يتوسل حقوقه ويقبل بالفتات، بل يقدر ويحترم ويستمع جيداً لمن يثبت ويصبر ويتحدى. ويضرب تل أبيب.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية